الجزء الثامن و الثلاثون

3.8K 381 17
                                    

  تناولنا غذائنا و غادر كل منا لأخذ قيلولته بينما عاد تاي و كوكي للجلوس في الردهة يكملون لعبهم ، كنت أكتب تقريري قبل أن تصلني رسالة من رابمون :
"تعالي إلى الحديقة .."
تركت حاسوبي و وقفت متجهة إلى الباب أحدث نفسي:
- لما يستمر في إعطائي الأوامر ؟ !
خرجت إلى الحديقة لكن لم يكن هناك أحد ، استدرت لأعود لأتفاجئ بأحدهم يسحبني من يدي و يركض بي و لم يتوقف إلى الباحة الخلفية للحديقة .
- يااا لقد أخفتني !
- آسف .. كنت أريد لقائك في مكاننا المعهود لكن الماكني يلعبون في الردهة ..
- إذن لما طلبت رؤيتي؟
- أغلقي عينيك
- ماذا؟ و لماذا ؟
- آآه تشينتشا .. لما لا تثقين بي ؟
- أرااسوو
أغلقت عيناي فأحسست به أمسك يدي شرع يلف شيئا حول معصمي بينما كنت أبتسم فقد فهمت أن الأمر يتعلق بهدية ، ثم قال :
- افتحيهما الآن .
فتحت عيناي أتفقد معصمي و وجدت أن الهدية كانت عبارة عن سلسلة يد بسيطة لكنها مميزة فقد كانت بعض القلوب الصغيرة الفضية معلقة بها ، شعرت بالسعادة و اعتراني إحساس بالامتنان لرابمون نظرت إليه بابتسامة عريضة و عينين متلألئتين فقال لي :
- هل أعجبتك ؟
حركت رأسي بسرعة و أنا غير قادرة على التعبير فقلت له :
- جميلة جدا جدا ! شكرا لك موني
وضع يده على رأسه و همس و كأنه يحدث نفسه :
- آآآه كيووبتااا ..
لم أستطع إبعاد نظري عن السلسلة التي بدت لي مختلفة عما كان في عربة البائع فسألته :
- و لكن هل اشتريتها من البائع أمام النزل ؟ لأنها تبدو مختلفة ..
- لقد اشتريت اثنتين و دمجتهما .. أردت أن تكون هدية من صنعي .. رغم أني أفسدتها مرات كثيرة و كدت أستسلم لكني تمكنت في النهاية من إدخال القلوب الفضية فيها ..
نظرت إليه و أنا متأثرة و قلت :
- أوووه نامجوني .. لا بد أنك تعبت لتجعلها جميلة هكذا
- ياا إلهي لطافتك هذه خطيرة لا يمكنني تحملها ..
ابتسمت بخجل و قلت :
- حسنا يمكنك المغادرة سأبقى هنا لبعض الوقت ثم أذهب لأكمل تقريري
- لا لا اذهبي أنت أولا، لا يمكنني تركك هنا وحدك ..
- حسنا .. شكرا لك على الهدية
- سعيد لأنها أعجبتك
التفت لأغادر فلمحت فتحة المخبئ السري لندى و تذكرت اليوم الذي قضيناه هناك ، لا أزال أتذكر كيف كنت ذلك اليوم حزينة و أعاني بسبب ظني أن رابمون نسي أمري و أصبح مهتما بناتاشا ، لكن ها أنا اليوم أقف بجانبه و أتلقى حبه و هديته المميزة ..
كنت على وشك الدخول إلى غرفتي قبل أن تلتحق بي ندى تحمل الملابس التي تم تنظيفها ، أخذت كومة الملابس منها بينما ساعدتني على فتح الباب و دخلنا الغرفة ، كنت أشكرها على ما تفعله لأجل راحتنا قبل أن ألمح إسوارة تتخللها أحجار زرقاء اللون في يد ندى ، فابتسمت و قلت و أنا أنظر إلى معصمها :
- امممم .. يبدو أن أحدهم قد حصل على هدية اليوم..
أمسكت ندى بيدها و ابتسمت بخجل و قالت :
- أنت محقة ..
ثم انتبهت إلى السلسلة في يدي و قالت :
- أرى أني لست الوحيدة التي حصلت على هدية
ارتبكت و قلت :
- آآه .. لقد اشتريتها ..
رمقتني ندى بنظرات شك ثم قالت :
- ربما لم يستطع الغير معرفة ذلك لكني أستطيع رؤية النظرة التي تنظرين بها لذلك الشاب قائد الفرقة ، و لقد لاحظت مرات عديدة كيف ينظر إليك ، كما أني كنت أرى شرارات الغيرة في عينيك حين كانت الفتاة الروسية في النزل ..
شعرت بالإحراج للكذب على ندى فقلت لها :
- آسفة ندى .. أردت فقط أن أترك الأمر سريا ..
- لا داعي للإعتذار فأنا أتفهمك .. لكن إنها حقا سلسلة جميلة
- شكرا لك
فجأة دخلت فاطمة و قالت لنا :
- أووه ندى أيضا هنا هذا راائع ..
اقتربت منا فلمحنا في يدها إسوارة سوداء تتوسطها شعار الجمجمة ، فقلت لفاطمة :
- أرى أنك تلقيت هدية
- آآه صحيح إنها من حبيبي شوقا أوبا
تبادلنا نظرات الدهشة أنا و ندى و بدأنا نضحك ، فجأة أمسكت فاطمة بيدي و يد ندى و رفعتهما و قالت :
- الكثير من الهدايا اليوم ! راائع !
جلسنا نتحدث بعد أن أقفلت الباب و قلت للندى و فاطمة :
- إذن انتهى بالجميع يتسلل لشراء إسوارة .. حقا أشعر بالفضول لمعرفة كيف حصلتم على الهدايا .
قالت فاطمة بحماس :
- لقد كنت جالسة أمام المسبح أشاهد حلقات الدراما على هاتفي إلى أن تفاجأت بشوقا أوبا يقف أمامي .. حسنا لا أعلم ما الذي قاله في البداية لكنه جلس بجانبي و أمسك يدي و وضع الإسوارة بها ، فأعطيته إحدى سماعات الأذن و شاهدنا الدراما معا أوووه كان عليكم رؤية ابتسامته الساحرة *_*
ضحكت و قلت هامسة :
- لا أصدق أنك نفس الشخص الذي كان يتدمر من أي كلمة ينطق بها شوقا أوبا
التفتت فاطمة إلى ندى و قالت :
- هيا هيا أخبرينا ندى كيف حصلت على هديتك ؟
تنحنحت ندى بخجل و قالت :
- كنت مع رئيستي نقوم بتنظيف الردهة قبل أن يمر جيمين من جانبي حين لم تكن رئيستي مركزة علي .. لقد وضعها في راحة يدي .. ربما لم يتمكن من إلباسها لي .. لكني سعيدة بها ..
كانت فاطمة تشد يديها معا و هي متأثرة من وصف ندى و قالت :
- أوووه شاعري للغاية .
ثم نظرتا إلي و قالت ندى :
- سمر ألن تخبرينا بقصتك ؟
- ها ؟ .. حسنا .. لقد التقينا في الباحة الخلفية للنزل .. و أهداها لي ..
نظرت إلي فاطمة بتعبير جامد و قالت :
- أهذا كل شيء؟
- نعم
- هذا ليس عدلا لقد أخبرناك بالتفاصيل !
- ليس هناك أي تفاصيل ..
نظرت فاطمة لندى و قالت لها متذمرة بينما كانت ندى تضحك :
- أرأيت ؟ إنها حقا مملة ! ليس غريبا أن يعجب بها رابمون بما أنه ذكي .. الأذكياء دائما يكونون مملين !
أمضينا بعض الوقت نتحدث و نضحك قبل أن تغادر ندى لإكمال عملها أما أنا و فاطمة فقد أمضينا المساء نشاهد فيلما و السبب الرئيسي البطل ممثل وسيم ..  

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثDonde viven las historias. Descúbrelo ahora