الجزء السابع و الستون ما قبل الأخير

3.1K 338 24
                                    

تنحنح جيمين و قال و هو يداعب شعره :
- حسنا .. عادة تكون رحلات عميلنا مرهقة و متعبة .. لكن بفضل تعرفي عليك .. أظن أن هذه الرحلة ستكون من أفضل الرحلات التي قمت بها .. أتمنى أن تهتمي بدراستك جيدا و تكوني متفوقة كي تصبحي طبيبة في القريب العاجل .. و سأكون سعيدا إذا كنت طبيبة في كوريا حينها سأكون مريضك كل يوم .. و لكن لن نخبر جين هيونع بمكان المستشفى ..
ضحكت من لطافة جيمين الذي شعر بالحرج مني ثم أعدت ما قاله لندى ، ضحكت ثم قالت :
- أنا أيضا سعيدة لأني تعرفت عليه .. لم أتخيل يوما أني سأعجب بشخص أجنبي خصوصا أني لم أكن أعرف عن كوريا شيئا .. بفضلك و بفضل أختي سمر و الأعضاء استعدت حلمي و أصبحت أؤمن أن حياتي ستصبح أفضل .. أنا حقا ممتنة لكم ..
اقترب منها ثم ضمها إليه بقوة فرفعت يداها لتحيطه بهما انهمرت الدموع من عينيها العسليتان فتأثرت لرؤيتهما يكافحان لحظات الفراق فابتعدت لأمنحهما بعض الخصوصية ، سمعته يقول لها :
- nada i love you
ردت عليه بصوت تكاد تخنقه الدموع :
- i love you to

أمسك كتفيها و مسح دموعها الغزيرة و هو يهدأها و يهمس لها و كأنه يواسي طفلة صغيرة ثم رأيتها تطلق ضحكة خجولة بينما تمسح دموعها ، استمر وقوفهما مع بعض لدقائق قبل أن تختفي الشمس في جوف الأرض منذرة بالغروب و وصول وقت الرحيل ، ضما بعضهما مرة أخرى ثم لوحا لبعضهما و لوحت لي ثم ركبت السيارة بسرعة و عيناها لا تفارق جيمين ..
ابتعدت السيارة بينما ظل جيمين واقفا مكانه يمسح الدمعات التي غلبت تحمله و سالت بعد رحيل ندى ، وضعت يدي على كتفه أحاول مواساته فالتفت إلي و هو يبتسم و قال :
- نونا .. أعتمد عليك في رعايتها و الاهتمام بها ..
- بالطبع .. فهي صديقتي و أختي الصغيرة .. فلا تقلق عليها ..
دخلنا إلى النزل فتوجه كل منا إلى غرفته ليجهزوا حقائبهم ، كانت رحلتهم ليلا بما أن أمر وجودهم عليه أن يبقى سرا قرر المدير أنه من الأفضل مغادرتهم ليلا ..
كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل .. أنزل الجميع حقائبهم إلى الأسفل فدخل السائق يحملها إلى السيارة .. كان الجميع يرتدون ملابس رياضية و بسيطة لعدم لفت الانتباه إضافة إلى القبعات ..
وقف الجميع في الردهة بينما كانت الخادمات متجمعات في ركن بحزن ، يبدو أن الجميع قد اعتاد على ضجيج الأعضاء ، التفت جين أوبا حوله و قال :
- آآه سأشتاق إلى هذا الديكور ..
فقال كوكي :
- أتمنى أن نتمكن من العودة مرة أخرى
دخل حينها المدير و قال لي:
- هيا آنسة سمر .. علينا أن نغادر كي لا نتأخر عن موعد الطائرة ..
التفت الأعضاء للخادمات و موظفة الاستقبال و قاموا بالتلويح لهم و هم يصيحون "بااااي !" و بادتلهم الخادمات التلويح و منهن من سالت دموعها رغما عنها ..
كنا خارجين تاركين النزل فتوقف جين أوبا أمام الباب و التفت ليرسل قبلته الطائرة لجميع الفتيات اللواتي أطلقن ضحكات إعجاب ثم أسرع ليلتحق بالأعضاء في السيارة صعدت فاطمة رفقتهم بما أنها لا تريد مفارقة شوقا أوبا بينما ركبنا أنا و رابمون بصفته قائد الفرقة رفقة المدير في سيارته ، كنا نجلس في المقاعد الخلفية نمسك أيدي بعضنا و نتبادل النظرات و نبتسم ، صحيح أن قلبي كان يتألم لكننا قررنا أن يكون وداعنا سعيدا و ألا نفسد سعادة اللحظات التي قضيناها معا سابقا ..
ركنت السيارتان أمام المطار فنزل المدير ليكفل شخصيا بأمر الوثائق الخاصة بالأعضاء ، كنا أنا و رابمون صامتين ننظر إلى مدخل المطار الذي كان شبه خال قبل أن يقول بصوت شبه ناعس:
- لا تنسي أن تهتمي جيدا بشركتك .. أتشوق لرؤيتك سيدة أعمال ناجحة .. و لا تنسي أن تفتحي فرعا في كوريا..
ضحكت و قلت :
- حسنا رغم أن ذلك سيكلفني بضع سنين ..
- لا بأس .. فبالطبع النجاح لا يأتي في شهر أو سنة .. لكن فقط لا تستسلمي أراسوو
- أراسو ..
فتح السيد المدير باب السيارة ثم قال :
- هيا .. كل شيء جاهز ..
خرجنا من السيارة بينما خرج باقي الأعضاء من السيارة الثانية ، فقرر السيد المدير أن يقسم الأعضاء إلى مجموعات ، شوقا أوبا و تاي و كوكي سيذهبون معا من جهة بينما سيذهب رابمون و جين أوبا من جهة و هوبي و جيمين من جهة ثانية ..
التفت إلى الأعضاء و قلت :
- حسنا إذن .. أظن أنه حان وقت الوداع ..
أسرع تاي و قام بمعانقتي بقوة ، لقد تعودت على عفويته الطفولية معي .. خصوصا في كل مرة أودعهم ..
ابتسم ببراءة و عيناه تلمعان و قال :
- نونا .. سننتظر زيارتك ..
- حسنا تاي تاي .. سأحاول زيارتكم قريبا ..
تقدم هوبي و ضمني أيضا و قال :
- uri arabicu army ..
كوني دائما سعيدة و مليئة بالأمل .. أوكي ؟
ضحكت و أنا أحاول منع دموعي من فضح حزني و قلت :
- okey my hope
وقف جيمين و هو يلف دراعه حول كتفي كوكي و قال :
- نونا .. اهتمي جيدا بصحتك و أتمنى أن تزورينا مرة أخرى ..
ثم قال كوكي بخجل :
- لقد حظينا بوقت ممتع رفقتكم .. أنا ممتن للغاية
ابتسمت و قلت :
- أنا أيضا ممتنة لكم لكونكم أصدقائي .. أشكركم على اهتمامكم بنا ..
وقف جين أوبا و قال :
- أتمنى أن نرى الأرمي خاصتنا قريبا و لا تنسي أن تحضري معك صديقة جميلة المرة القادمة حين تأتين لزيارتنا
ضحكت و قلت :
- آسفة أوبا أنت تعلم من هن صديقاتي ..
- آآآه .. على أي حال .. يكفي أن تأتي أنت فلازلت أنتظر دوري ..
ابتسمت بخجل بينما قام رابمون بدفعه و قال :
- هيوونغ .. اذهب و انتظرني هناك .. هيا ..
لوح لي بينما كان يضحك بشدة كعادته ثم اتجه ينتظر دوره بين الأعضاء لتوديع فاطمة ..
وقف رابمون أمامي ثم قال :
- إذن .. أراك لاحقا صديقتي ..
- نعم .. صديقي ..
التفت للرحيل يمشي بخطوات مترددة فكان جسدي بأكمله بندذب إليه و كأنني أتأمل عناقا أخيرا ، حينها التفت فجأة عائدا أدراجه و ضمني إليه بشدة .. لا أعلم إن كانت النبضات التي كنت أحس بها نبضات قلبه أم قلبي ..
قال هامسا :
- لا تنسي .. أن تحبي نفسك كما أنت .. لا تتغيري أبدا لأجل الآخرين ..
أومأت برأسي فابتسم و رحل رفقة جين أوبا الذي كان واقفا ينتظره ، كنت أراقبه و هو يدخل من باب المطار الرئيسي ، أحسست أن جزءا مني قد رحل معه فأطلقت العنان لدموعي ..
التفت لأجد أني لست الوحيدة التي تعاني في صمت فقد كان شوقا أوبا يحضن فاطمة و هي تبكي بنواح و لا ينفك لسانها يردد كلمة واحدة "أوباا" ، كنت متفاجئة فلم يسبق لي أن رأيت فاطمة على تلك الحالة المزرية .. يبدو أنها لم تستطع تحمل ألم الفراق .. فلطالما كانت شخصا حساسا رغم خفة ظلها ..
أمسك شوقا أوبا وجهها المبلل بين يديه و طبع قبلة على خدها ، أظن أنه لم يكن مقدرا لها أن تكون قبلة اعتراف بالحب .. فانتهى بها الأمر قبلة وداع ..
لم يكن شواق أوبا أفضل حالا من فاطمة لكنه يبدو و كأنه يتحمل بأقصى طاقته .. ضمها للمرة الأخيرة ثم بدأ يبتعد عنها و التفت مغادرا ليلتحق بتاي و كوكي الذين لوحوا لنا قبل مغادرتهم ..
وقفنا أنا و فاطمة نراقبهم و هم يبتعدون داخل بناء المطار الكبير حتى اختفوا عن أنظارنا ، فقمت بضم فاطمة إلي لأهدئها .. كانت كتفاها تهتزان من النحيب .
بقينا في السيارة جالستين بصمت لساعة كاملة ، إلى أن دخل السائق ليوصلنا إلى النزل و قال :
- لقد رحلوا آنستي ..
لم نتفوه بكلمة بل استرخت كل منا في مكانها نتابع الطريق و دموعنا تسيل في صمت ..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن