الجزء الثلاثون

3.9K 401 9
                                    

  عدنا بسرعة إلى الطابق الأول حيث كان الأعضاء ينتظرون بلهفة ، فتقدم رابمون ليفتح الباب لكن المفتاح علق ، دفعه جين أوبا قائلا :
يااا ابتعد قبل أن تكسره ..
ثم قال جيمين :
- هل أنتم متأكدون مما نفعله ؟ ماذا لو لم يكن في غرفته و وجدنا اقتحمناها سوف يغضب بشدة .
رد عليه كوكي :
- المهم أن نجده الآن و نتحمل غضبه فيما بعد.
فتح جين أوبا الباب فدخل الأعضاء واحدا تلو الآخر .. مترددين في البداية من الدخول ، ثم صاح جين أوبا :
- ياااا أنت نائم هنا و نحن نكاد نموت من القلق عليك !
بدأ الجميع يضحك بشدة بينما ظل جيمين واقفا أمام عتبة الباب و قال و هو يضحك :
- أنا سأبقى هنا لا أستطيع تخيل ما قد يحصل حين يفتح عيناه ..
دخلنا أنا و فاطمة ورائهم لنجد شوقا أوبا ملتفا على غطاء قطني منكمشا في سريره لا يظهر منه شيء ، ما إن رأته فاطمة حتى أمسكت بقلبها و تنهدت بقوة و قالت :
- أووووف .. تبا لقد أخافني حقا هذا المزعج !
حينها قال رابمون متذمرا :
- أنا كدت أجن من القلق و هو نائم ؟ حتى و إن كان ميتا كان ليسمع طرقنا الباب و مناداتنا له !
شعرت بغرابة لنومه العميق هذا ، صحيح أن شوقا أوبا يحب النوم بشدة لكن كان ذلك أمرا مبالغا فيه فقلت للأعضاء :
- هل يعقل أنه تناول دواءا ما لأجل وجع الرأس سبب له النوم الثقيل ؟
اقترب منه جين أوبا لينزع عنه الغطاء بينما ابتعد الأعضاء خوفا من انفجار شوقا أوبا عليهم لإيقاظه من نومه ..
- يااا إنه فصل الصيف و أنت تغطي نفسك بغطاء قطني كهذا !
و ما إن نزع عنه الغطاء حتى تغير الجو من المرح إلى القلق من جديد ، كان شوقا أوبا يتعرق بشدة حتى ملابسه كانت مبللة من شدة التعرق و كأن أحدهم سكب عليه ماءا باردا فقد كان يرتعش رغم وجهه المتوهج من الحرارة ، وضع جين أوبا يده على جبهته و هو يحاول إيقاظه :
- يااا .. يونغي !! هل أنت بخير ؟ يا إلهي إنه يحترق من الحرارة !
اقترب منه الأعضاء و التفوا حوله قلقين ، بينما كانت تعابير فاطمة فارغة ثم أمسكت بدراعي و قالت و هي تحاول كبح دموعها :
- أوني .. ما الذي يحدث له ؟ لا يبدو بخير أوني !
كان شوقا أوبا يطلق أنينا و يبدو متألما و بين الفينة و الأخرى يقول كلمات غير مفهومة و كأنه يتحدث بلغة غريبة ..
كان الأعضاء قلقين و أعينهم تلمع من الدموع ، ثم التفتوا إلى رابمون الذي ظل صامتا يتفقد شوغا أوبا ، لقد كان كالأب الذي يراه أبنائه كالبطل الخارق ما إن يقعوا في مشكلة حتى يجد لهم الحل الأمثل ، لا بد أن كونه قائدا أمر أصعب مما يبدو ..
جين أوبا : حراراته مرتفعة جدا .. لا بد أنه أصيب بضربة شمس .. علينا أخذه إلى المشفى
جيهوب : لكن .. علينا أن نحتفظ بوجودنا هنا سرا ..
صمت الأعضاء يشاهدون شوغا أوبا يتألم ، بينما شعرت بأن الغرفة تدور حولي و أني فقدت سمعي كنت أفكر في حل للمشكلة ، صحيح أن أمر وجود الأعضاء عليه أن يبقى سرا و قد يؤدي أخذه إلى المشفى لإلغاء التصوير و عودة الأعضاء دون رجعة و قد يمنعني بي دي نيم من رؤيتهم مرة أخرى للتسبب في فشل عملهم ..
بقيت صامتة للحظات ثم قلت لهم بحزم :
- شباب .. ساعدوه على النهوض .. سنأخذه للمستشفى
التفت إلي الأعضاء متفاجئين و تمتم تاي :
- و لكن نونا ..
ثم قلت لهم بتعبير صارم :
- حياة شوغا أوبا أهم .. لا وقت للتفكير في التصوير أو غيره.. هيا احملوه
أخذت هاتفي أتصل بالسائق قبل أن تقول فاطمة :
- ماذا هناك أوني ؟
- سأنادي السائق لنأخذه إلى المشفى ..
أمسك جونغكوك و رابمون بشوقا أوبا و سحبوه من سريره المبلل من شدة تعرقه بينما كان يرتعد ، حاولوا جعله يقف بينما فتح جيمين خزانته و سحب منها قميصا ليلبسه له ، حينها فتح شوغا أوبا عينيه بصعوبة و وقعت عيناه على فاطمة التي كانت أمامه تنظر إليه بوجه حزين و قلب محطم ، ثم التفت ليجد جونغكوك و رابمون يلفان ذراعيه حول عنقيهما ، ثم نطق بكلمات تكاد تكون غير واضحة :
- ما .. ما الذي .. يحدث؟
التفت إليه رابمون و قال :
- سنأخذك إلى المستشفى ، أنت تحتاج إلى طبيب
انتفض شوغا أوبا من بين يديهم و وقف يترنح يمينا و شمالا يحاول التوازن على قدميه و هو يقول :
- لا .. المستشفى لا .. سينتهي كل شيء.. لا يمكنني ..
صرخ عليه رابمون :
- لما تفكر في العمل بينما تحترق من الحمى !!
- أنا .. أنا بخير .. فقط .. لا تأخذوني إلى .. المستشفى
خارت قوى شوغا أوبا فسقط ملقيا على الأرض قبل أن تسرع فاطمة لإمساكه فاتكئ على كتفها و هو يكرر :
- إذا أخذتموني .. لن أراها مجددا .. لن أراها.. لن أراها..
اجتمع الأعضاء حوله و حملوه إلى سريره و هم يحاولون التماسك ، بينما لم تستطع فاطمة كبح دموعها فانهارت كالسيل بعد أن رأته على تلك الحال ، كنت تحت ضغط كبير جعل صدري يكاد ينشق من ثقله ، حاولت أن أفكر في أي شيء و في أي حل مهما كان ، فجأة تذكرت شيئا فنظرت إلى فاطمة و قلت لها:
- اسمعيني جيدا .. اذهبي إلى ندى و اطلبي منها أن تعطيك إناء ماء بارد و مشفة ، حاولي إخفاض حرارته
- إلى أين أنت ذاهبة أوني ؟
- سأجلب المساعدة..
- هل ستحضرين طبيبا؟
- المشفى بعيد جدا من هنا .. قد يستغرق ذلك الكثير من الوقت .. سأجلب شخصا اخر
التفت إلى الأعضاء و قلت لهم :
- ابقوا معه هنا .. سأعود حالا .. سأذهب لإحضار المساعدة
تبعني رابمون و قال :
- سأرافقك .. لا يجب أن تذهبي وحدك
وجدنا السائق في انتظارنا أمام الباب ، ركبنا و انطلقت السيارة فأخبرت السائق بوجهتنا ، حينها سألني رابمون :
- و لكن إلى أين نحن ذاهبان ؟
- سنذهب لإحضار الجدة..
- الجدة ؟ و لكن هل ستتمكن من مساعدتنا؟
- نعم .. أنا أثق في ذلك .. أذكر ذات مرة حين كنت صغيرة و قضينا عطلة الصيف في بيت جدي ، أصبت بضربة شمس قوية و كان المستشفى بعيدا ، الجدة فقط هي من أنقذتني ، لم يمر يوم واحد حتى تحسنت صحتي ..
نظر إلى رابمون و أمسك بيدي بقوة و قال و هو يبتسم :
- بما أنك تثقين بها .. فأنا أيضا أثق بها .  

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثDonde viven las historias. Descúbrelo ahora