الجزء الثالث و الثلاثون

4.3K 386 5
                                    

استيقظت صباحا على إثر إيقاظ فاطمة لي ، كانت تبدو متحمسة للغاية ، كنت لا أزال أرغب في النوم لكنها استمرت في إزعاجي لمرافقتها للاطمئنان على شوقا أوبا بما أن رابمون معه في الغرفة ..
- أوووف لما لا تذهبين وحدك فأنا لا زلت أريد النوم !
- أرجوك أوني .. رابمون أوبا هناك و أنا خجلة من الدخول وحدي.. هيا هيا انهضي.. سأذهب لأطلب من ندى إحضار فطوره ريثما تستعدين حسنا ؟
غادرت بينما فارقت سريري بعد عناء طويل و أخذت حماما منعشا و خرجت أتفقد فاطمة ، كانت في انتظاري تحمل صينية الفطور المميز .. طرقنا الباب و لم تمر ثوان حتى فتح رابمون الباب و هو يرتدي قميصا شفافا بدون أكمام ، شعرت بالارتباك فالتزمت الصمت بينما قالت بابتسامة عريضة :
- Good morning oppa !
- Good morning fatima
التفت و هو يمسك بالباب بينما كنت أتجنب النظر إليه لشعوري بالحرج و لغضبي من رسالته البارحة ، فقال لي :
- صباح الخير سام
قمت بالرد عليه ببرود :
- صباح الخير .. جئنا لنطمئن على شوقا أوبا
ثم سمعنا صوت شوقا أوبا ينادي ..
- نامجون من على الباب ؟
ففتح لنا رابمون الباب يدعونا للدخول ، ما إن رأى شوقا أوبا فاطمة حتى أشرق وجهه الشاحب بسبب المرض ، و تبادلا النظرات و الابتسامات بينما كانت تضع الصينية على الطاولة فجلس على سريره لتناول فطوره ، كنت أجلس على الأريكة بينما كانت فاطمة تجلس على كرسي قرب سرير شوقا أوبا و تراقبه و هو يتناول طعامه ، في تلك اللحظة خرج رابمون من الحمام بعد أن غير قميصه و اقترب منه و انحنى ليأخذ قضمة من الطعام و هو يقول :
- واااو هذا يبدو شهيا ..
لكن شوقا أوبا ضرب يده بالملعقة مما جعله يطلق صيحة ألم..
- آآآآآآووو ..هيوووونغ !
- هل أنت غبي ؟ ألا ترى أنه فطوري ؟
- آآه هيونغ أنا أيضا لم أتناول فطوري بعد
- إذهب إلى القاعة لا بد أن الآخرين ينتظرونكم.. هيا .. هيا ..
وقف رابمون يرمق شوقا أوبا بنظرات حقد بينما كنت أضحك عليه ، ثم التفت إلي و قال :
- هيا .. لنذهب و نتناول الفطور لا بد أنه سيكون جاهزا
وقفت و نظرت إلى فاطمة نظرات تحذير كي لا تقوم بأي عمل طائش ثم خرجنا من الغرفة ، كنت أسير مسرعة تاركة رابمون ورائي أتجاهله فلحق بي و وقف أمامي و قال :
- ما هذا هل أنت غاضبة مني ؟
- و لما سأغضب ..
تخطيته و تابعت طريقي ثم وقف أمامي من جديد و قال :
- حسنا .. لم أظن أنك ستغضبين بسبب جملة قلتها من باب المزاح .. حقا غريب أمر الفتيات ..
نظرت إليه مطولا ثم تنهدت و تخطيته لكنه عاود الوقوف أمامي ، و نظر إلي بنظرة مختلفة مليئة بالمشاعر الصادقة و صمت قليلا ثم قال :
- أنا آسف .. فقط لا تغضبي مني.. أنت تعلمين أنه لا يمكنني العيش بدونك
أحسست بصدق كلمات رابمون التي جعلتني أنسى غضبي منه رغم أن سبب غضبي كان تافها لكن لا أعلم لما كنت أكثر حساسية من جهة أي شيء يقوله ، شعرت بالسعادة تملأ جسدي فطأطأت رأسي من الخجل و ابتسمت بسعادة ، فضحك و قال بصوت عال :
- أرأيت هذا ما كنت أقصده ! كيف يمكن ليومي أن يمر بسلام دون رؤيتي لهذه الإبتسامة ..
- يااا أخفض صوتك ماذا لو سمعك أحد الشباب !
وقف ورائي و استمر في دفعي و قال :
- هيا هيا لنتناول الفطور فأنا حقا جاائع
كان الأعضاء قد اجتمعوا بالفعل في قاعة الطعام قبل أن نصل و نتخذ أماكننا ، وصل الطعام و شرعنا في الأكل ، حينها سألني تاي :
- نونا .. أين باتيما ألن تأكل ؟
- إنها مع شوقا أوبا ..
تبادل الأعضاء النظرات ثم التفت جيهوب إليهم يقول بصوت شبه هامس :
- أرأيتهم كيف أصبحت علاقتهما ؟ و كيف كان يونغي هيونغ رافضا للذهاب للمشفى لأجلها ؟
فمد يده و كأنه يحاول إمساك شيء ما و بدأ يحاكي مشهد شوقا أوبا بتعابير حزينة منسجما في دوره و هو يقول :
- لا !! لن أذهب ! إذا ذهبت .. لن أراها مرة أخرى .. لن أراها .. لن أراها.. ديييباك كان حقا ذلك شاعريا ..
فقال تاي :
- و لكن نونا ألم تخبرك بأي شيء؟
- ماذا ؟ لا .. لم تقل لي أي شيء بخصوص شوقا أوبا..
ثم قال جين أوبا :
- من كان يظن أن شوقا سيعجب بفتاة ما و سيعاملها بلطف و يفعل ما تطلبه ، أتذكرون كيف كانا يتشاجران حين وصلنا هههه
فقال كوكي :
- كان واضحا أن قصة حب يونغي هيونغ ستبدأ بمشاجرات بسبب طبعه الصعب
ثم بدأ يقلد شوقا أوبا بطريقة ساخرة :
- ياااا .. هذه الفتاة لئيمة ! سأقتلها ! إنها وقحة وقحة ! ..
كنا نضحك على تقليد كوكي قبل أن يقول جيهوب ضاحكا :
- لما لدي إحساس بأنه سيظهر من العدم و يوبخنا ؟
ثم قال رابمون و هو منشغل بتناول طعامه :
- لا تقلق لن يظهر مادام مع فاطمة ..
أنهينا تناول الطعام فتلقيت اتصالا من مدير شركة مجد للأزياء يريدني مقابلته لمناقشة سيرورة التصوير و تسليمه الدفعة الأولى من التقرير، تركت الأعضاء مع شوقا أوبا في غرفته بينما ظل متذمرا من ضجيجهم و إزعاجهم له ، ثم غادرت النزل بعد أن أوصيتهم لمرات لا تحصى ألا يتركوا النزل ، فمنذ حادثة الشلال أصبحت أعتبر نفسي مسؤولة عن أطفال صغار مثيرين للمتاعب كلما غبت عنهم ..
استمر لقائي مع المدير لثلاث ساعات ثم عدت أدراجي ، و بينما أنا في السيارة تفقدت هاتفي فوجدت رسالة من رابمون ..
"حين تصلين لا تدخلي إلى النزل .. تعالي إلى الشجرة"
ابتسمت و أنا أفكر في نفسي .. يا ترى ما الذي يخطط له من جديد ؟
حين اقتربنا من النزل طلبت من السائق أن يتوقف أمام الحقل ، ثم طلبت منه الذهاب للراحة مادام الأعضاء في عطلة بسبب مرض شوقا أوبا ، ثم اتجهت نحو الشجرة و وجدت رابمون جالسا على الأعشاب المصفرة متكئا على الشجرة و هو يقرأ كتابا ، كان مستغرقا في القراءة لدرجة أنه لم يلاحظ وصولي فوقفت للحظات أحدق فيه كان يبدو جذابا و هو مركز على القراءة ..
- ألا تتعب من قراءة الكتب ؟
رفع رأسه متفاجئا بطريقة لطيفة ثم ابتسم و قال مشيرا للمكان بجانبه :
- أوه .. كنت متشوقا لرؤيتك فبدى الوقت أطول من المعتاد .. تعالي اجلسي
جلست بجانبه و أنا أنظر إلى الكتاب ثم سألته :
- ما الذي تقرأه ؟
لكنه لم يجبني فرفعت رأسي إليه أتساءل أين شرد حتى لم يسمع سؤالي ، فوجدته ينظر إلي بتركيز جعلني أرتبك ، و فاجئني حين انحنى بجسده إلي و مد يده ، فتوسعت عيناي و شعرت بقلبي يكاد ينفجر و عدت للوراء مبتعدة عنه و قلت :
- يا .. م.. ما الذي تحاول فعله ؟؟
لكنه لم ينصت إلي بل وضع يده على رأسي و كأنه أمسك شيئا ثم عاد معتدلا مكانه و قال :
- أردت فقط أن أبعد عنك حشرة كانت متشبتة بحجابك .. أنت حقا تظلمينني بظنونك تلك..
شعرت بالحرج و قلت متذمرة :
- أنا لم أكن أظن أي شيء ! ثم التفت و قلت بصوت هامس :
- كما أنه يمكنني أن أتوقع أي شيء من شخص يملأ غرفته بصور خليعة ..
- لقد تخلصت منها ! هل ارتحت !
- حقا ؟؟
- نعم فعلت ذلك بعد أن رحلت .. حسنا باستثناء واحدة .. لأنها المفضلة لدي
أخذت الكتاب و ضربته على كتفه :
- أيها المنحرف ! كنت أعلم أنك لن تتغير أبدا !
- آآآي .. من المخيف كيف تتشابهان أنت و جيمين في ضرب كل من يجلس بجانبكما
أمسك بيدي و سحب منها الكتاب ثم أمسك بها بقبضته القوية ثم قال لي :
- لا تنسي أبدا أن في قلب كل من نامجون و رابمونستر فتاة واحدة فقط .. هي أنت.
ابتسمت بسعادة و غرق كل منا في سحر عيني الآخر قبل أن يبعد رابمون نظره عني و ينظر خلفي و بدت على وجهه علامات الاستغراب ثم قال :
- أليس هذا جيمين ؟

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin