الجزء الواحد و الثلاثون

4.3K 410 15
                                    

أنيوو بنات سووري أنا رح نزل اليوم بارت واحد للأسف مبارح كنت تعبانة و ما قدرت أكتب أكتر من بارت

إن شاء الله أعوضكم ف نهاية الأسبوع لما ما بيكون عندي شغل و بكون فاضية

.

.

.

وصلنا إلى القرية و ركن السائق السيارة أمام مزل جدي بما أن الطريق إلى بيت الجدة وعرة و لا تستطيع السيارات تجاوزها ، خرجت من السيارة فالتحق بي رابمون ، فالتفت إليه و قلت :
- أسفة نامجون لكن .. من الأفضل أن تبقى هنا .. أخشى أن يراك أحد سكان القرية
- حسنا سأنتظرك في السيارة .. لكن سام.. بليز .. لا تتأخري
- لا تقلق لن أتأخر.
أسرعت خطاي إلى بيت الجدة و ما إن وصلت حتى انهلت على الباب أطرق بكل جهدي ، فتحت الجدة الباب و تفاجأت برؤيتي ..
- سمر عزيزتي .. هل أنهيتم عملكم ؟ .. هل أنت بخير؟
قلت لها بنبرة يختلجها الضعف و الأسى :
- جدتي .. نحن بحاجة لمساعدتك..
- خير إن شاء الله .. ادخلي ادخلي يا ابنتي ..
دخلت إلى بيت الجدة و عرضت علي الجلوس لكني كنت أحس بأن الجمر مشتعل في صدري و أن الوقت ينفذ منا ..
- اسفة جدتي حقا ليس هناك وقت لجلوسي ..
- ماذا هناك ابنتي أخفتني ؟ .. هل يعقل أنه حدث شيء لجروي الصغير ؟؟
-  لا جدتي تاي بخير .. لكن شوقا أوبا .. أظن أنه أصيب بضربة شمس قوية فهو يتصبب عرقا باردا و يكاد يحترق من الحمى لكنه يرتعش من البرد .. أرجوك جدتي تعالي معي و افعلي أي شيء لإنقاذه ..
- إذن سكر هو المريض (هذا ما كانت تدعوه الجدة) حسنا انتظريني هنا..
دخلت الجدة مسرعة إلى إحدى الغرف الضيقة في بيتها المتواضع لدقائق ثم خرجت و هي ترتدي جلبابها و تلف حجابها و تحمل صندوقا صغيرا بين يديها ، ثم قالت لي :
- هيا يا ابنتي لنذهب ..
غادرنا البيت و اتجهنا إلى السيارة مسرعتين ، ما إن دخلنا حتى انحى رابمون إلى أن قارب رأسه لمس الأرض و هو يحيي الجدة ، فربتت على رأسه و هي تمنعه من الإنحناء و تبتسم له ، كنت أجلس بين الجدة و رابمون ، كانت الجدة متكئة نصف نائمة فقد أخبرتني أن ركوب المواصلات يسبب لها الخمول و النعاس ، بينما كان رابمون شارد الذهن يراقب ابتلاع السيارة للطريق من النافذة ، شعرت بمدى حزنه و قلقه و أردت أن أكون سنده و مصدر قوته كما اعتاد أن يفعل لي ، فأمسكت بيده بقوة فالتفت إلي و كأنه استيقظ للتو من كوابيس اليقظة و نظر إلي و ابتسم لتظهر غمازاته ، لقد كانت أول مرة أتجرء على إمساك يده فلطالما كنت أشعر بالحرج من المبادرة بذلك ، رغم أني تمنيت لمرات ليست بالقليلة شد يده لأستمد الأمل و الطاقة من قبضته القوية ..
قلت له بصوت شبه هامس :
- لا تقلق .. سيكون يونغي أوبا بخير ..
- آمل ذلك حقا ..
- لقد تشاركت معي ألمي و ساعدتني على تخطي عقدتي .. أتمنى أن تشاركني أنت أيضا آلامك و أحزانك .. و حين تحس أنك لست بخير لا تبتسم لي و تقل أنك بخير .. فحينها لن يكون أي جدوى من وجودي ..
ابتسم رابمون و قال :
- مجرد وجودك معي ذو نفع كبير بالنسبة لي..
سحب يدي التي لم يفارقها إليه و صمت قليلا بينما كان مركزا على النافذة ، ثم قال :
- أنا فقط .. أشعر بأني أتمزق و أنا أراه يتألم .. ربما لم أخبره يوما بأني أحبه .. و أنه أفضل هيونغ بالنسبة لي .. ربما يكون مزعجا في بعض الأحيان لأنه يستمر فقط في الإستلقاء أينما ارتحل و يتكاسل عن التدريب .. لكن .. لا يمكنني تحمل رؤيته يتأذى .. أنا أريده حقا أن يتحسن..
كنت أنظر إلى رابمون الذي بدى في تلك اللحظة حساسا أكثر من ذي قبل ، يحاول التماسك و التظاهر بالقوة أمام الأعضاء بينما تفور عواطفه داخله دون أن يدرك أحدهم ذلك ..
ظل الصمت مخيما بيننا إلى أن وصلنا إلى النزل ، فأيقظنا الجدة و خرجنا مسرعين نتجه للطابق الأول ، كان باب الغرفة مفتوحا فدخلنا و وجدنا فاطمة بجانب سرير شوقا أوبا تعصر المنشفة المبللة و تضعها على جبهته بينما كانت ندى واقفة بجانبها و الأعضاء ملتفين حول السرير ملتزمين الصمت من القلق ..
ما إن رأى تاي الجدة حتى ركض إليها و هو يصرخ من السعادة :
- جدتــــــي !!
دام عناقهما لثوان بينما التف حولهما الأعضاء سعيدين بوجود الجدة التي لامسوا فيها حنان الأم ، ثم قال لها تاي و هو يشير إلى شوقا أوبا المستلقي على السرير بتعابير حزينة و نبرة طفولية تجعل القلب يدمي :
- جدتي هيونغ مرييض .. أنقذي هيونغ أرجوكي ..
مسحت الجدة على رأسه و هي تحاول تهدئته فقد كان واضحا ما يحاول قوله حتى و إن لم تفهمه و قالت :
- لا تقلق يا جروي الصغير .. صديقك سيكون بخير
اقتربت الجدة من شوقا أوبا و وضع رابمون صندوقها على الطاولة ، وقف الأعضاء يراقبون ما تفعله ..
وضعت يدها الحنونة على جبهته ثم على وجنتيه تقيس حرارته ، ثم التفتت إلى صندوقها تفتحه و قالت :
- أحتاج إلى إناء كبير و كأس و بعض الماء المغلي ..
ركضت ندى قبل حتى أن نطلب منها ذلك لتحضر ما طلبته الجدة ، و لم تمر سوى دقائق قليلة حتى أحضرت اللوازم ، أخذت الجدة تخرج من صندوقها قارورات صغيرة مملوءة بالأعشاب و شرعت تقيس بالملعقة الكميات و تضعها في الكأس ثم سكبت عليه الماء المغلي و وضعته على الطاولة ، ثم أخذت الإناء الكبير و أفرغت فيه سائلا من إحدى القارورات و خلطته ببعض الأعشاب جيدا ثم أخذت تدلك به جبهة شوقا أوبا و ذراعيه ، ثم همس لي جونغكوك :
- نونا .. هل الجدة طبيبة ؟
- لا ليست طبيبة .. لكن لديها دراية بالتداوي بالأعشاب..
- هل أنت متأكدة من قدرتها على مساعدته ؟
- هل ترى هذه النونا الواقفة أمامك .. لقد أنقدتها الجدة بهذه الوصفة ذات مرة ..
- حقا ؟؟ إذن سأثق بها أيضا .. أريد فقط أن يشفى هيونغ
- لا تقلق جونغكوكاااه سيكون بخير ..
انتهت الجدة من تدليك شوقا أوبا بالخلطة السحرية ، فطلبت منا مساعدتها لجعله يشرب المشروب الذي أعدته ، حمل رابمون رأسه و جعله يتكئ على صدره ، كان شوقا أوبا شبه فاقد للوعي لكنه فتح عينيه حين قام جين أوبا بمناداته ، كان يلهث من شدة تعرقه و فمه جافا من حرارته المرتفعة ، لمح الجدة أمامه فقال بصوت منخفض :
- لما أتخيل .. الجدة .. أمامي
ضحك جيهوب محاولا حمل شوقا أوبا على التحسن و التماسك و قال :
- أنت لا تتخيلها إنها موجودة بالفعل لعلاجك.
مدت له الجدة الكاس ليشرب مشروب الأعشاب لعلاجه ، و لكن ما إن تذوق رشفة حتى تغيرت ملامح وجهه للإشمئزاز و أشاح بوجهه عن الكأس و رفض متابعة شربه ، حينها أخذت فاطمة الكأس من يد الجدة و مدته له و قالت :
- Oppa .. please ..
كانت عينا فاطمة تلمعان و لا تزالان تحت تأثير الدموع الغزيرة التي ذرفتها ، نظر شوقا أوبا إليها مطولا ثم فتح فمه لتشربه فاطمة المشروب العجيب كاملا ، تبادل جميع الأعضاء النظرات بينهم و سرت في عقولهم حقيقة ما يحدث ، الشخص الذي كان يقصده شوقا أوبا بأنه لن يستطيع رؤيته كان فاطمة .. من العجيب كيف يمكن للمشاعر أن تتغير و تغيرنا معها ..
استلقى شوقا أوبا على السرير بعد أن عدل له رابمون الوسادة فاستغرق في سباته و زفراته القوية تستقر شيئا فشيئا ، كان واضحا أنه دخل في سبات عميق ..
وقفت الجدة و جمعت أغراضها ثم قالت لي :
- حسنا ابنتي لقد انتهى عملي .. لا تقلقوا إنه يرتاح الآن و سيستيقظ بعد أن يستعيد عافيته .. علي أن أذهب الآن
- و لكن جدتي لما لا تبقين معنا ؟
- اسفة عزيزتي أنت تعلمين أني لا أستطيع البقاء بعيدة عن بيتي و حيواناتي تحتاج أيضا إلى الاهتمام.
- حسنا كما تريدين جدتي حقا لا أعلم كيف أشكرك على ما فعلته لنا
- لا داعي للشكر .. إذا احتجتم إلى أي شيء فقط أرسلوا في طلبي
ودعتنا الجدة بعد أن حضنت تاي بحرارة و قدمت عبارات التشجيع للأعضاء، أمضينا اليوم في غرفة شوقا أوبا كان الأعضاء جالسين على الأريكة ملتزمين الصمت بأعين شاردة ، بينما كانت فاطمة تتخذ كرسيا قرب السرير تستمر في تبليل المنشفة ، ظل شوقا أوبا يردد كلمات غير واضحة بين الفينة و الأخرى ثم ينطق باسم فاطمة أو "باتيما" ، فكان الأعضاء ينظرون إلى بعضهم البعض بنظرات فارغة ، أما رابمون فقد كان يمشي إلى آخر الممر ثم يعود بخطوات بطيئة و يقف أمام باب الغرفة يراقب شوقا أوبا ثم يغادر من جديد ، خرجت إليه فوجدته واقفا أمام النافذة المطلة على الحديقة في آخر الممر ، لم يشعر بوقوفي بجانبه فوضعت يدي على كتفه البعيد عني لطول قامته فالتفت إلي و ابتسم ابتسامة خافتة ، سحب يدي من كتفه و ضمها إليه دون أن ينبس ببنت شفة ، فقلت له :
- هل أنت بخير؟
- ما دمت بجانبي فأنا بخير ..
- هيا عليك أن تجلس و ترتاح .
دخلنا الغرفة و جلسنا على الأريكة المقابلة للأعضاء ، ثم دخلت ندى و هي تحمل صينية كبيرة مملوءة بأطباق الطعام كان واضحا أنها ثقيلة ، فأسرع جيمين و أخذها منها و وضعها على الطاولة ، نظر الأعضاء إلى ندى مندهشين بينما قلت لها:
- ندى لما أتعبت نفسك و أحضرت كل هذا الطعام ؟
- أنتم لم تأتوا اليوم للقاعة لتناول الغذاء .. حتى أنه اقتربت الشمس من المغيب و لم تتناولوا شيئا ..
- شكرا لك
رغم رفض الأعضاء تذوق الطعام في البداية إلا أنهم تناولوه بعد إصراري عليهم و على فاطمة التي رفضت التزحزح من جانب شوقا أوبا ، صحيح أنهم رفضوا تناوله في البداية لكن ما إن تذوقوه حتى بدأوا في الشجار عليه ..
خيم الليل و برقت النجوم في السماء الصافية ، غادر الأعضاء إلى غرفهم بعد أصريت على مغادرتهم لأخذ قسط من الراحة بما أن حرارة شوقا أوبا كانت قد انخفضت و استقرت حالته ، كنا نجلس في الغرفة أنا و رابمون و فاطمة فقط ، ثم وقف رابمون و قال لي :
- سأذهب لأغير ملابسي و أعود .. عليك أن تذهبي لترتاحي بعد ذلك ، سأهتم به أنا.
- حسنا ..
غادر رابمون فاتكأت على الأريكة من التعب الجسدي و النفسي الذي مررت به ذلك اليوم كنت أغط في النوم ، قبل أن أسمع صوت أنين شوقا أوبا فوقفت فاطمة التي كانت قد استرخت على كرسيها و اقتربت منه تنادي عليه :
- أوبا ؟ أوبا ؟ كينتشاانا؟
لكنه لم يجبها فوضعت يدها على رأسه تتفقد حرارته :
- حمدا لله لقد انخفضت .. لكن لما لا يزال مستمرا في الهذيان ؟
التفت لتجلس مكانها قبل أن يفاجئها شوقا أوبا يمسك يدها و فتح عيناه ببطئ ، و قال بصوته الممزوج ببحة :
- كينتشاانا ..
كنت أراقب فاطمة و هي تضحك بسعادة بينما كان شوقا أوبا يبتسم رغم وجهه الشاحب و عيناه الخائرتان ، لكني تظاهرت بالنوم كي لا أفسد لهما لحظة الصلح و الإعتراف الصامت .. فهل هناك ما هو أصدق من حديث العيون المليئة بالمشاعر الصادقة غير معترفة باختلاف الأعراق و اللغات ..

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثWhere stories live. Discover now