الجزء الثامن و الخمسون

3.1K 336 3
                                    

  غادر الأعضاء للتصوير بعد أن اطمئنوا علي ، كنت أشعر بالملل في النزل رغم أني كنت جالسة رفقة فاطمة في الردهة نتحدث .. ثم صمتنا للحظات متكئتين على الأريكة نعاني من الملل و الصمت الموحش المخيم على النزل ، كانت فاطمة تتفقد هاتفها ثم وضعته و قالت :
- أووف أشعر بالملل حقا .. متى سيعود الأعضاء ..
- أنت محقة .. اشتقت لهم بسرعة
- اتفقنا أنا و شوقا أوبا على مشاهدة فيلم .. فقد انشغلنا كثيرا مؤخرا بكثرة المشاكل و لم نستمتع بوقتنا منذ مدة ..
- أي نوع من الأفلام ستشاهدان ؟
عدلت جلستها و قالت مبتسمة :
- لقد اخترت فيلما رومنسيا .. صحيح أني سبق و شاهدته لكني سأدعي أني لم أشاهده من قبل .. أوووه أنا حقا متحمسة لذلك ..
- حقا أنت تخيفينني ..
فجأة سمعنا صوت سيارة الأعضاء تدخل النزل فنظرنا إلى بعضنا بعينان واسعتان و وقفنا بسرعة ، لكني سرعان ما عدت أجلس مكاني بعد أن أحسست بألم في ركبتي ، أسرعت إلي فاطمة و أمسكت ذراعي و قالت :
- أوني ! كوني حذرة فساقك لم تشفى بعد ..
- آآه لقد نسيت أنها تؤلمني ..
ساعدتني على الخروج أمام النزل كنا نشاهد الأعضاء يخرجون من السيارة واحدا تلو الأخير يرتدون نظارات سوداء ، و ما ن رأونا حتى ابتسموا و ركض تاي إلي و قال :
- نونا هل أنت هنا لاستقبالنا ؟
- نعم فلقد اشتقت إليكم ..
لحق به جونغكوك و ربت على كتفه و قال لي :
- نونا لقد كان التصوير مملا بدون وجودك
أتى جيهوب راكضا يرقص بطريقة مضحكة بينما كنا أنا و فاطمة نضحك بشدة و قال :
- سأجعلك تضحكين كل يوم هكذا كي تشفي بسرعة نونا.
- شكرا لك هوبي .
لحق بهم جين أوبا يحمل حقيبة صغيرة و يضع يده في جيبه و يمشي بطريقة عارض الأزياء ثم وقف أمامي و نزع نظاراته و قال بصوت هادئ :
- كيف حال الأرمي الخاصة بنا ؟
أرسل لي قبلته الطائرة بينما كانت عيناي تلمعان من وسامته و كاريزمته لكن رابمون دفعه داخلا إلى النزل و هو يقول :
- هيونغ .. هذا يكفي ...
كان جين أوبا يتذمر بينما كان رابمون يدفعه و هو يقول بصوته العالي :
- آآآه شينتشا ! أنا أمزح معها فقط ! ألم يعد لدينا الحق حتى للمزاح معها؟؟
كان شوقا أبا آخر من يخرج من السيارة و هو يتثاءب ، كان واضحا أنه كان يغط في النوم ، ما إن رأته فاطمة حتى تركت ذراعي و ركضت إليه تناديه :
- أوبااا !
كنت أراقبهما و أنا مندهشة و أهمس ..
- حقا هذه الفتاة .. ما إن رأته حتى تركت يدي .. أظن لو كنا نغرق أنا و شوقا أوبا لأنقذته و تركتني ..
دخلنا إلى الردهة و بينما كنا لا نزال واقفين سمعنا صوت سيارة تدخل النزل ، كانت سيارة مألوفة بالنسبة لي ، قال جيمين مستغربا و هو ينظر إلى السيارة تركن :
- نونا هل تنتظرين شخصا ما ؟
- لا .. لا أتوقع قدوم أحد ..
حينها فتح أحدهم باب السيارة و خرج السيد يوسف ببذلة أنيقة مناسبة لطوله الطويل و كتفاه العريضتان ، و نزع نظاراته السوداء بأناقة و وضعها في جيب بذلته ، ابتسمت ثم قلت للأعضاء :
- آآه إنه السيد يوسف .. لا بد أن المدير أخبره بما حصل و أتى لزيارتي..
قالت فاطمة هامسة و هي تحدق بالسيد يوسف :
- وااو .. هل هذا هو الشخص الذي قلت أنه طلب يدك للزواج و رفضته ؟
- نعم إنه هو..
نظرت إلي مطولا ثم قالت :
- أكرهك حقا في هذه اللحظة ..
كان فم جيهوب مفتوحا على مصراعيه و قال بصوت شبه هامس :
- دييبااك وسييم للغاية ..
نظر إليه رابمون بحدة و قال :
- و إن كان وسيما ! إنه مزعج فقط !
و تابع جيمين :
- هيونغ محق .. كلما رأيته أحس بمزاجي يتعكر ..
مد رابمون يده لجيمين و قاما بالhigh five ..
حينها قال جونغكوك :
- أووه .. إنه ليس وحده !
التفت إلى خارج النزل و رأيت السيد يوسف يفتح باب سيارته لشخص ما كانت دهشتي كبيرة حين اكتشفت أنها صديقتي نهى .. فقالت فاطمة :
- أليست هذه صديقتك نهى التي كنت سترافقنها إلى كوريا أول مرة ؟
- نعم إنها هي .. أيعقل أنها علمت أيضا بأمر اختطافي ؟
لم يلاحظ السيد يوسف و نهى أننا نراقبهم فوقفا بجانب السيارة بعد أن أقفل السيد يوسف الباب و كانا يتحدثان و كأنهما يناقشا شيئا ، كانا يبدوان قريبين للغاية من بعضهما و كأنهما يعرفان بعضهما منذ مدة ..
قاطع جونغكوك أفكاري و قال :
- من تلك الفتاة ؟
رد عليه جين أوبا :
- هذا واضح لا بد أنها صديقته ..
ضحكت و قلت لهم :
- إييه ما الذي تقوله أوبا .. إنها صديقتي التي سبق و حكيت لكم عنها .. لقد كان من المفترض أن نسافر معا ..
تحمس جيهوب و قال بلطافة :
- نونا هل ستعرفينني عليها ؟ أرجوك أرجوك..
- حسنا .. لك ذلك
بدأ جيهوب يرقص بطريقة مضحكة قبل أن يبدأ جونغكوك بدفع الأعضاء و هو يقول :
- يا إلهي إنهم قادمون ! هيا .. هيا .. لنذهب !
أسرع الأعضاء متجهين إلى الطابق الأول و معهم فاطمة ، كنت واقفة في مكاني إلى أن انتبه الزائرين إلى وجودي ، لاحظت تغير ملامح السيد يوسف و كأنه يتجنب النظر إلي ..
ركضت نهى إلي و ضمتني بشدة و هي تسألني عن حالي ، ثم مد السيد يوسف يده لي و صافحني بحرارة و هو يبدي شعوره بالأسى على ما حدث لي ، دعوتهما للجلوس و طلبت من إحدى الخادمات إحضار بعض العصير لنا بما أن الجو كان حارا بعض الشيء ..
حينها قال لي السيد يوسف :
- آسف لأننا لم نأتي لزيارتك في المستشفى .. لقد علمت البارحة فقط في وقت متأخر من المدير..
فتابعت نهى :
- نعم عزيزتي .. حقا لا تعلمين كم كنت قلقة عليك حين علمت بالأمر..
- شكرا لكما .. لقد تحسنت حالي الآن فلا داعي للقلق .. و لكن نهى .. كيف علمت بالموضوع ؟
التفتت إلى السيد يوسف و قالت بعفوية :
- لقد أخبرني يوسف بذلك ..
- يوسف ؟
كنت مستغربة من طريقة حديثهما المقربة جدا ، كنت أتساءل ما الذي يحدث للتو ؟
تبادل الإثنان النظرات و كأن كلا منهما ينتظر الآخر أن يبادر بالكلام ، فافتتحت نهى الحديث قائلة :
- في الحقيقة .. نريد أن نستغل فرصة قدومنا لزيارتك لنخبرك شيئا ..
ثم حدقت في السيد يوسف ليتابع فتنحنح في مكانه و قال :
- في الحقيقة سمر .. أنا و نهى مخطوبان .
- م..ماذا ؟  

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثWhere stories live. Discover now