الجزء الثالث و العشرون

4.1K 402 12
                                    

  مرت ثلاثة أيام و نحن في النزل ، كان الأعضاء يذهبون إلى التصوير ثم يعودون و يمضون وقتهم في اللهو و المرح معنا أنا و فاطمة ، بينما كان رابمون يقضي أغلب وقته رفقة ناتاشا ، كنت أشعر بدمي يغلي في كل مرة أراهما معا ، كرهت حقا ذلك الشعور و تمنيت لو أستطيع التخلص منه ، لكن لم يكن بيدي حيلة ..
أخبرتني ذلك اليوم ندى بأنها ستأتي لزيارتي في غرفتي لرؤية المقاطع التي وعدتها بها ، كنا ننتظرها أنا و فاطمة لكنها تأخرت فقررنا الذهاب لتفقدها ، كنا نمشي في الممر الخالي فسمعنا صوت ندى ، كانت تبدو و كأنها تتشاجر مع أحدهم .. كانت تقف رفقة شاب يرتدي بذلة نادل ، كان يقترب منها و هو يقول :
- لماذا لا تفهمين ما أقوله ؟ لما لا تبادلينني المشاعر ؟
- أنت الذي لما لا تفهم ؟ لقد أخبرتك مرارا و تكرارا أني لا أحبك ! كما أن كل ما أفكر فيه الان هو عائلتي ليس لدي الوقت لأبادلك المشاعر .. بما أني أخبرتك ما عندي ، أعتذر علي الذهاب ..
همت ندى بالرحيل قبل أن يمسكها من ذراعها بقوة و قال و وجهه يتوهج من الغضب :
- لا لن ترحلي .. ليس بهذه السهولة
حاولت ندى إفلات ذراعها من قبضته القوية لكنه تشبت بها أكثر و اقترب منها يحاول لمس وجهها البريئ فقامت بعضه بقوة ، أطلق صرخة حادة ثم قام بصفعها صفعة سمعنا صداها.. حدثت الأمور بسرعة أمام أعيننا فانطلقنا أنا و فاطمة نركض لنجدتها بعد أن نزعنا أحذيتنا و انهلنا عليه بالضرب بكل ما أوتينا من قوة و نحن نصرخ ..
- أيها الوغد القدر ! خذ ! خذ !
كان الشاب ينكمش في مكانه و لم نترك له فرصة الوقوف و الدفاع عن نفسه ، بل لم نترك له فرصة استيعاب ما حدث له ، فجأة أتى الأعضاء الذين كانوا متجهين إلى غرفهم ، و وجدونا أنا و فاطمة ننهال على أحدهم بالضرب بأحذيتنا بطريقة جنونية بينما كانت ندى ملقية على الأرض تبكي بحرقة من ألم الصفعة ، ركض الأعضاء إلينا و قاموا بسحبنا لنتوقف و ركض جيمين إلى ندى يحاول مساعدتها على الوقوف ..
شوقا أوبا : يااا ياا ما الذي تفعلانه ؟ هل جننتما ؟
جونغكوك : نونا ماذا هناك ؟ ماذا هناك؟
جين أوبا : أخبرانا فقط لماذا تضربان الرجل المسكين !
صرخت بينما كان يحاول الأعضاء إمساكنا :
- إنه ليس مسكينا ! إنه وحش !
حينها التقت إلي رابمون و قال لي و قد بدت على تعابيره القلق :
- هل فعل شيئا لك ؟ هل ضايقك ؟
تجاهلت سؤال رابمون لأني كنت بالفعل غاضبة منه و بشدة لعدم اهتمامه بي في الاونة الأخيرة ..
كان النادل ملتصقا بالجدار ثم وقف بصعوبة و أنفه و جبته ينزفان ثم بدأ بالشتم و التوعد لنا بأنه سينتقم منا ، أحس الأعضاء بذلك فوقفوا أمامه ينظرون إليه بنظرات حادة ، ثم قلت لهم:
- هذا الحثالة إنه ليس نادما حتى على مضايقته لندى ! يستحق أن نقتله !
ما إن سمع جيمين ما قلته حتى ترك ندى واقفة تحاول لم شتات نفسها و تخطى الأعضاء و أمسك النادل من ياقته و لكمه بقوة ، كنت مندهشة مما فعله فمن عادة جيمين أنه شخص هادئ و لطيف لكني رأيته في تلك اللحظة يتحول لرجل عصابات خطير ، فقد انهال عليه باللكمات حتى مع محاولات الأعضاء بسحبه و إيقافه كان ينفلت من بين أيديهم برشاقة.
انزونا أنا و فاطمة و ندى نشعر بالخوف فقد كنا نخشى أن يبالغ جيمين في إيذاء النادل و يتسبب ذلك في إدخاله السجن و تعرض مسيرته الفنية للتدمير ، في تلك اللحظة أتى مسؤول الخدم يصرخ و يتساءل ما الذي يحصل فأخبرناه بما رأيناه ، فوعدنا بأنه سيتخذ الإجراءات اللازمة في حقه .
أخذنا ندى إلى غرفتي بعد أن طلبنا من المسؤول أن يمنحها بقية اليوم عطلة لترتاح ، أو بصيغة أخرى هددناه بطريقة غير مباشرة برفع دعوى ضد النادل مما قد يسيء لسمعة النزل ، كانت ندى جالسة على جنب السرير ترتجف ، نظرت إلينا بعينان تملئهما الدموع و قالت :
- أنا حقا أعجز عن التعبير عن امتناني لكما .. شكرا لكما .. أنتما حقا أفضل صديقتان حظيت بهما.. لكني سببت لكما فقط المتاعب ..
- لا تقولي هذا ، كنا لنتدخل حتى لو لم كانت فتاة أخرى لهذا لا تشعري بالعبء.
طرق أحدهم الباب ففتحت و وجدت أنه كان جيمين ، كان واقفا و يتجنب النظر إلي ، كان يبدو خجلا من فقدان السيطرة على نفسه ..
- نونا .. أردت أن ..
ابتسمت و فتحت له الباب ليدخل :
- تفضل إنها في الداخل
دخل بتأن ينظر حوله و ما إن وقعت عيناه على ندى حتى ابتسم و اختفت عيناه كالعادة ، شعرت ندى بالخجل من كونها السبب في شجار جيمين ، لهذا لم تجد سوى الصمت وسيلة للتعبير عن امتنانها.
وقف أمامها و قال بصوت ناعم :
- Nada-chii .. are u okay ?
أشارت برأسها و هي تنظر للأسفل ، فابتسم و التفت إلي و قال :
- حسنا نونا سأذهب ، شكرا على كل شيء
اتجه إلى الباب و تبعته فقال لي :
- نونا هل يمكن أن أتحدث معك خارجا ؟
- بالطبع
خرجنا أمام الغرفة و أقفلت الباب، بدى جيمين مترددا في الحديث قبل أن يقول :
- أرجوك نونا أخبريها ألا تشعر بالذنب لما حصل ، فلم يكن خطأها ..
- حسنا لا تقلق سأخبرها بذلك
- و .. أرجوك اعتني بها جيدا .. لا تسيئي فهمي .. أنا فقط ..
ضحكت و قلت له :
- لا تقلق فلقد أسأت الفهم بالفعل .. على أي حال ندى فتاة لطيفة و تستحق شخصا لطيفا مثلها
شعر جيمين بالحرج فقال و هو يضع يده على رقبته و يبتسم :
- ااه نونا ..
ضحكت و قلت له مازحة :
- اااه حقا .. لقد تم هجري بطريقة لبقة .
ضحك ثم صمت للحظات و قال :
- نونا أنت تعلمين جيدا أنك ستظلين حبي الأول ، حتى و إن تغيرت مشاعري ستظلين الأرمي العربية المميزة التي جعلت قلبي يرف لأول مرة .
شعرت بالإثراء و الخجل فقلت له :
- ياا إلهي ، أنت ستجعلني أعجب بك مرة أخرى !
ضحك ثم قال :
- نونا أنت إنسانة رائعة ، أرجوك لا تمنحي مشاعرك للشخص الخاطئ ..
رحل جيمين إلى غرفته و تركني غارقة في التفكير في جملته الأخيرة ، هل يا ترى منحت مشاعري للشخص الخاطئ ؟ لا بد أني فعلت ..  

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثWhere stories live. Discover now