الجزء السابع و العشرون

4.1K 387 6
                                    

  شعرت بالقلق بسبب طرق الغابة المتشابهة فقلت لرابمون :
- و لكن ماذا لو ضعنا هنا ؟
- لا تقلقي لقد سبق و أتيت إلى هذه الغابة ذات يوم .. رأيت منظرا رائعا أريد أن آخذك لرؤيته.
كان رابمون يمشي بخطوات واسعة بينما كنت أعاني من صعوبة الطريق لوجود الكثير من الحشائش و أغصان الأشجار عليها ، فسحبت رابمون إلي و قلت :
- أوووه نامجون تمهل قليلا أنت تسير بسرعة
التفت إلي و قال بتعبير لطيف :
- اسف .. هل تعبت؟
نظرت إليه بنظرات لامعة و وجه عابس و أومئت له برأسي ، فضحك و قال :
- أوووه كيااواا .. لقد اقتربنا من الوصول فقد تحملي أكثر.
- أراسووو
صمت قليلا ثم قال :
- بالمناسبة .. أرى أنك تستمتعين مؤخرا بالتجسس على الاخرين
أصبت بالارتباك و بدأت أتمتم لأقول أي شيء:
- ما.. ما الذي تقصده ؟ أنا لا أتجسس على الاخرين أبدا ! متى فعلت ذلك !
- حقا .. أنا متأكد أني رأيتك البارحة تنظرين إلينا من النافذة ..
- لم أكن أنا ! بل فاطمة ! فاطمة من كانت تنظر إليكم .. أنا فقط كنت أمنعها
ضحك رابمون بشدة و قال :
- حسنا فهمت فهمت ..
في تكل اللحظة وصلنا إلى هضبة تطل على منظر كان أشبه بالجنة ، كانت الجبال مرتبة مصفرة بما أنه موسم الحصاد ، وقفت منذهلة من ذاك المشهد و سعيدة فنظرت إلى رابمون و ابتسمت و قلت :
- وااااو إنه منظر رااائع
- صحيح .. لقد أذهلني حين رأيته أول مرة .. تعالي لنجلس بما أنك متعبة
جلسنا على الأعشاب الجافة من حرارة الصيف ، كنت شاردة في جمال المنظر ، قبل أن يسألني رابمون :
- إذن ما رأيك بمفاجئتي أليست رائعة
ابتسمن بسعادة و قلت له :
- نعم لقد أحببتها .. موني أنت الأفضل
بدأ رابمون يضرب الأرض بقدميه و هو يقول :
- موووني .. أيقووو .. لطيفة للغاية ..
كان منظره مضحكا فبدأت أضحك بشدة ثم عدل جلسته و ظل يحدق في ثم قال :
- من العجيب كيف تجعلني رؤيتك تضحيكن في غاية السعادة
ابتسمت بخجل و بقيت صامتة و التفت أنظر إلى المشهد الرائع الذي لم تشبع عيناي من ارتواء جماليته ، ثم قطع رابمون الصمت و قال بهدوء :
- عادة حين يخرج شخصان في موعد يشتري الشاب للفتاة هدية .. لكن للأسف ليس هناك محل قريب أشتري لك منه هدية
- إذن .. غني لي !
- What ؟ أنت تعلمين أن صوتي رهييب في الغناء كل ما أجيده هو الراب.
- بالعكس أنا حقا أحب صوتك حين تغني يبدو أكثر دفئا و شاعرية ..
ابتسم رابمون و قال مازحا :
- أوووه لما تنهال علي اعترافاتك هذه الأيام بكثرة ..
- ياااااا توقف عن إحراجي !!
- أوكي أوكي ..حسنا سأغني لك
أخذ نفسا عميقا و بدأ يغني بصوته الخشن الدافئ ، كنت أحدق فيه و أغرق في شدى صوته ربما ليس بمستوى المغنيين الرئيسيين لكنه كان مؤثرا و يلمس المشاعر ، كان يحاول جعل صوته رائعا قدر الإمكان و يغلق عينيه تارة و يندمج مع كلمات الأغنية ثم يفتحهما و ينظر إلي و يبتسم ، حين أنهاها صفقت له بحرارة و أنا جد سعيدة بهديته ، فقلت له :
- أرأيت ! لهذا كنت أحب مقطع الغناء في القرص الذي أهيدتني إياه
- واااو ألا تزالين تحتفظين بتلك الأغنية
- بالطبع .. حين كنت أمر بوقت صعب كنت أنصت إليها .. كانت تجعلني أخلد للنوم
نظر إلي رابمون مطولا ثم أمسك بيدي و قال :
- أنا سعيد لأني على الأقل تمكنت من مواساتك في أوقاتك الصعبة و لو بمجرد أغنية
- إنها ليست مجرد أغنية .. إنها تعني لي الكثير
بقينا لثوان ننظر إلى بعضينا البعض و نحن نبتسم ثم فجأة التفت رابمون يحدق في السماء البعيدة الصافية و قال :
- أنا أشعر بالسوء حيال جيميني ..
- لا داعي لذلك .. فقد تغيرت مشاعره .. يبدو أنه معجب بندى
- حقا ؟؟ ندى تلك الفتاة الخادمة التي سكبت عليه العصير؟
- نعم إنها هي .. إنها فتاة لطيفة حقا ، أصبحنا صديقتين.
- لكن .. قريبا سنرحل و بقدر ما يتعلق بها بقدر ما سيتألم حين يفارقها
حينها بدأت أفكر في كلمات رابمون و قلت له :
- نحن كذلك مثلهما .. سنفترق ذات يوم ..
- صحيح .. لكني أرفض التفكير في المستقبل و أفضل التعلق بك أكثر مهما كان ذلك سيؤلم فيما بعد
ابتسم ثم وقف و ساعدني على الوقوف و قال :
- هيا .. علينا العودة قبل أن يبحث عنا الاخرون .. أنا حقا أفكر في إخبارهم الحقيقة
- لاا لا تفعل .. لا أريد أن ينظروا إلي بنظرة سيئة ، لقد كنت ذات يوم معجبة بجيمين و الان بك ، ماذا سيظنون
ربع رابمون دراعيه و قال :
- بالتفكير في الأمر بدأت أشك أنا أيضا ، هل يا ترى تخططين لمواعدتنا واحدا تلو الاخر بما أنك أرمي ؟
ضربته على كتفه بقبضتي الرقيقة و قلت متذمرة :
- أي مواعدة ! أنا لم أخطط يوما لذلك ! الأمور آلت لما عليه الآن دون إرادتي !
- حسنا فهمت فهمت كنت أمزح فقط
عدنا أدراجنا بينما كان رابمون يمسك بيدي كي لا أسقط ، إلى أن خرجنا من الغابة و من الحقل بينما كنا نتجه إلى النزل و نحن ندردش و نضحك و ننظر إلى بعضنا البعض و أيدينا متشابكة ، التفت أمامي لأجد فاطمة واقفة أمامنا بتعابير الصدمة ، وقفت في مكاني متجمدة فالتفت رابمون ليكتشف ما الذي جعلني أقف مكاني و أنصدم هكذا ، كانت نظرات فاطمة لي حادة و مخيفة ، نظرات لم يسبق لي أن رأيتها في عينيها من قبل ، حتى ناتاشا لم تكن تنظر إليها بتلك الطريقة ، كانت تبدو و كأن شرارات تتطاير من عينيها ثم نظرت إلى أيدينا المتشابكة ، ثم التفتت مغادرة بخطوات سريعة إلى النزل ..
التفت إلى رابمون فقال لي :
- اذهبي و الحقي بها .. لا تقلقي بشأني
فركضت ألحق بفاطمة ، كانت بالفعل قد دخلت النزل متجهة إلى غرفتها ، كادت تغلق الباب على وجهي قبل أن أمنعها من إغلاقه فتركته و دخلت متجاهلة إياي ، تبعتها محاولة إدارك ما تم إفساده ..  

الضائعة و الفرسان السبعة - الموسم الثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن