١ : من أكون ؟

56.9K 554 90
                                    


...
الفصل الأول
..من أكون..

تسلقت أشعة الشمس الذهبية شعرها الطويل.. و غمر ضوء الشمس الدافيء وجهها الجذاب.. تحركت جفونها تقاوم النعاس لتكشف ببطء عن عينين جميلتين.. واسعتين بريئتين..
أزاحت خصلات شعرها السوداء الجميلة جداً و هي تتقلب بتضجر من ضوء الشمس

أنفها المثالي كأنوف الفارسيات ، شفتاها المغريتان كل هذا منحها جمالاً طبيعياً .. خدودها الممتلئة قليلاً.. اعطتها براءة كطفلة صغيرة..
استيقظت صاحبة هذا الوجه الملائكي الجميل في مكان غير جميل على الإطلاق في مشفى الأمراض النفسية و العقلية !

بدأت تتقلب بجسدها الصغير داخل السرير و هي تفكر رغم نعاسها المحدق ... تفكر بشخص ما..
تقلبت و تقلبت من جهة إلى أخرى داخل سرير المشفى ، إلتفتت إلى النافذة و أشعة الشمس المزعجة تلسع وجهها الطفولي البريء لتسمع صوت فتح الباب فتبتسم فرحاً ظانة انه هو ! .. لكن الصوت الذي تحدث ما هو إلا صوت الممرضة الشابة التي أتت لتعطيها شيئاً ما.. قالت بصوتها المبتهج
: صباح الخيــر .. لقد وصلتك هدية من السيد سامح !!
: من يريد هدية من السيد سامح .. قالت بغضب دون حتى أن تلتفت تغير وجهها لتكمل بصوت أنعم يعكس شوقها " أنا أريد سامح نفسه.. و ليس هديته.. أخذت نفساً و تأففت .. لتغطي وجهها و كامل جسدها بالبطانية البيضاء ..
: يا أنسة دلال .. إلتفتي إلي و انظري للهدية !

أزاحت الغطاء عن وجهها و رأسها بكل ملل .. ثم انقلبت كأنها مرغمة للجهة الأخرى لترى ما تحمله الممرضة فتتفآجأ بوجه الممرضة يكاد يختفي بين فراء الدب اللطيف المحشو.. الضخم!

: أليس جميلاً ؟ .. السيد سامح سيأتي بعد قليل.. مبارك عزيزتي ! اليوم تخريجك من المشفى... تفضلي و ها هو دبك الجميل بين يديك....

احتلت الهدية جزءاً كبيراً من السرير لتضمها بقوة مستلقية قربها .. " بالمناسبة هل تذكرتي شيئاً ؟؟ "
قالت الممرضة قبل أن تخرج من الباب
" كالعادة لا شيء و لا أي شيء ... أحياناً أفكر في بدء حياتي من نقطة الصفر .. بدل العيش في ماضٍ مجهول !
: أتمنى لكِ حياة جيدة ؛ أياً كان ماضيك فهو سيكون جيداً مثلك... أنتي فتاة طيبة .. لا تقلقي يوماً ما ستتذكرين كل شيء... و أنا واثقة من أن لك ذكريات جميلة و أقارب رائعين .. مثلك تماماً ! .. مبارك عزيزتي أتمنى لك حياة هانئة "

ثم خرجت الممرضة ؛ كلامها هذا أعاد الحيوية إلى أميرتنا التي على السرير لتضم دبها الضخم بكل سعادة و تعتصره أكثر... و هي ناعسة أكثر.. قائلة بكل طفولية .. اشتقت إليه كثيراً... ما به الأحمق يرسل لي دباً عوضاً عنه ! ضمت الدب أكثر أين أنت يا سامح؟ .. يا ترى ماذا تفعل الآن !؟

لتسمع صوت باب غرفتها ينفتح ببطء " هل كنت تسألين عني يا عزيزتي ؟ " خاطبها صوت مبتهج.. تنظر إليه بعينين مصدومتين ترمي ذاك الدب قافزة من السرير مسرعة تركض إليه لترتمي بين ذراعي ذاك الشاب حامل باقة الورود.. تضمه بكل قوتها مغمضة العينين تتنشق رائحته " سامح .. حبيبي.. علمت أنك ستأتي .. علمت انك لن تتركني في مشفى المجانين هذا وحدي ! .. اولئك المجانين مخيفون (مخيفون جداً) أنت الوحيد الذي يجعلني أحافظ على عقلي !

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمWhere stories live. Discover now