16 : السجن أفضل منك

5.3K 207 11
                                    

الفصل السادس عشر..

....... السجن أفضل منك! .....













            وصل لمركز الشرطة الذي وصفه له المتصل.  وجدها في الهارج تبكي بحرقة في حضن امرأة تضمها بلطف و تحاول تهدئتها و رجل من فوقهما يحاول جعلها تنهض من الأرض.. و تقف و تترك البكاء

      عندما رأته ركضت اليه و أمسكت بسترته بقوة تجذبه نحوها ينحني ذاك الطويل و تستطيع حديثه وجهاً لوجه
: جمال !    .. أخبرني لماذا لا يدخلونني السجن.. !؟ قل لي؟ انا أريد الدخول لكنهم يمنعوني.

قالت بعيونها التي انتفخت من البكاء و صوتها المبحوح كانت صادقة في كل حرف قالته له

" هل أنتي مجنونة.. من يريد دخول السجن !!!؟؟

قالها الرجل الذي كان يحاول مساعدتها
انكمش عندما زجره الأسد

: اخرسسس أنت! .. لا دخل لك بالأمر
و أنتي أبعدي يديك عن سترتي ! .. ثم ماذا تفعلين أمام مركز الشرطة؟

أنزلت يديها عن سترته لتمسك قبضته الضخمة بيديها المضمدتين لتتحدث بصوتها المبحوح المليء بالانكسار و الوجع يكاد يختفي من البكاء

: أنا قلت لك في الشركة.. أن الانسان مخير.. و ليس مسير.. و انا اخترت! .. اخترت بالفعل!
أنا اخترت السجــــــن!
على الأقل في السجن.. سيكون هناك سرير ! و لن أضطر للنوم على أرض المطبخ الباردة..
و اذا حسنت تصرفاتي سيخرجونني باكراً .. أنا مهما قلت لك! (مهما قلت) لن تصدقني
أنا لم أسرق خاتمك الماسي.. اقسم.. و أنت محق حتى لو بعت نفسي في السوق السوداء لن أحصل على ثمنه! أقسم لك برب العالمين..اني أخذته و أعدته لكنك لن تصدقني فأنا كما تقول أنت انا بعينيك مجرد لصة حقير كاذبة و وقحة جداً   لديها الجرأة لتكذب و هي تنظر لعينيك ! أنت محق نعم أنت محق في كل شيء قلته..

ثم أخذت نفساً لتكمل و هي تشهق و ترتجف جسدها الناعم لم يحتمل العنف و لا نفسها الهشة تحملت كل ذلك التحطيم و الشتم ابتسمت بألم وسط دموعها لتقول له

: انا مجرد  تائهة.. ضائعة تبحر نحو الهاوية انا سافلة. .. انت محق في كل كلامك الذي قلته لي انا سافلة و ساقطة و انا اعترف.. انا نكرة !! و محل النكران السجن.. أنا لم أستطع تحمل أربعة ايام فقط! فكيف بأربعمئة يوم..
و النوم في البرد و الذل.. لا أرجوك! أتو..سل.. اليك.. خذني للسجن .. أرجوك خذني للسجن.. فأنا لصة.. انت تكره هذه اللصة.. دعها تدخل السجن.. ان لم يكن من أجل الخاتم فمن أجل ذلك الدين الضخم.. اتوسل اليك.. ارحمني أدخلني للحبس انا لم أعد أحتمل الضرب.. ألم تقل لي في أول يوم أني ان لم أقم بشروط الاتفاق فانك ستأخذني للشرطة و سيمونني في السجن!

شهقت بتعب من البكاء و التوسل ضغطت على يده بيدها المصابتين تنظر لعيونه بعمق تطلب بجدية تتحدث وسط شهقاتها
: أرجوك.. دعهم يدخلونني .. أنت لم تقص لي شعر..ي بل قصصت صبري و انتهى احتمالي رجاءً.. ارحمني هذه المرة و  للسجن على الأقل لأنام بسلام من دون أن يعنفني أحد.. بدون الاستيقاظ بدلو من الثلج كل يوم..

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمWhere stories live. Discover now