16 : منتصف الليل

4.5K 177 20
                                    


.................﴿﴿ منتصف الليل ﴾﴾..........

منتصف الليل.. أخذ يتمشى بين ممرات القصر.. لم يراوده النوم أبداً أراد أن يشم بعض الهواء المنعش و يعود لأحضان سريره الدافئ بعدها..

ليتسلل لمسمعه بل لقلبه ذلك الصوت الرقيق .. الناعم.. كان الصوت ضعيفاً.. لكن مع اقترابه بدأ يتعالى .. صوت له صدى و وقع عميق في القلب.. كالسهم يخترق الصميم.. و الفؤاد بجماله

يغني بدلال تلك الكلمات المرهفة بصوت لين يتقطع بهدوء.. كأن نطق كل كلمة.. فن من فنون الإبداع.. هذا اللحن و أي لحن .. اللحن الذي يعيد له الحياة .. يعيد له نفسه القديمة.. برنات صوتها الأنوثي العذب.. الذي يروي قلبه.. و يصطدم بممرات روحه.. انتبه تواً للكلمات.. لتتسع أعينه على آخرها.. إنها الكلمات التي كتبها هو ! تخرج من فم من ؟ هكذا قال لا يعرف أحد بهذه الأغنية سوى شخصين فقط.. هو و زوجته السابقة.. بدل ان يكتب لها قصيدة.. كتب لها أغنية و لحناها معاً.. كانت سرهما المميز لا يعرفه سواهما .. هما فقط حتى ابنه لا يعلم بأمرها يظن أباه كارهاً للموسيقى ..

          شفاه من تنطق بهذه الكلمة الذي كتبها بهمسات روحه.. يقترب أكثر.. الصوت الرنات.. يحي لديه ذكريات.. إلى أن وصل مصدره إحدى الغرف.. بعد ان انتبه وجدها غرفة ابنه الصغير.. مد يده لمقبض الباب ليسمع أنيناً يقطع الغناء صار المغني يجعش بالبكاء حتى تشوهت الكلمات..
وسط الأغنية فتح الباب ببطء.. ليحدث صريراً مزعجاً.. يفتح تلك الغرفة الصامتة في وسط تلك الليلة البكماء

ليجدها تنظر له الدموع في عينيها.. تضع اصبعها على شفتيها.. بمعنى أسكت.. لأن طفله الصغير كان نائماً يضع رأسه على فخذيها و تغني له بحب تمسح شعره بحنان نهضت ببطء لتنزل إبنه من فخذيها بعد أن نام.. نزلت تمسح دموعها..

: لماذا تبكين ؟

: لا أدري كلمات هذه الأغنية تبكيني مليئة بالشوق.. انها تلمس روحي

: من أين لك هذه الأغنية!!؟

: اهدأ لا تصرخ داني نائم الآن..

اعتصر ذراعها من صدمته يريد دفعها لتجيب
: أجيبي

: آااه.. هذا مؤلم.. توقف و افلت ذراعي

أفلتها ببطء ينظر لها بصدمة حتى خافت من منظره المصدوم..

لتجيبه : أغنيها من أيام المشفى.. و لا أدري.. من أين لي بها..

       بدأ يربط كل شيء مع بعضه.. كانت تركب مع أخيه في السيارة.. التجاذب الطبيعي بينها و بين إبنه.. تغني الأغنية التي كتبها لها يوم اعترف لها بحبه.. و لا تزال تتذكرها حتى الان.. دليل واحد بعد.. منحوت بجسدها.. آثار العملية القيصرية في بطنها.. لقد كانت لدى زوجته مشاكل في الولادة الطبيعية.. اذا فقط رفع قميص هذه البجامة قليلاً سيرى أقوى دليل على أنها أم هذا الطفل النائم خلفها

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمWhere stories live. Discover now