15 : إبن العاشقة

4.1K 181 11
                                    


.........﴾﴿ إبن العاشقة ﴾﴿......

.. تذكر عماد ذاك اليوم جيداً يوم دخل لبيت والده لأول مرة!

         بيت فخم يتكون من طابقين اللون الذهبي كان يطغى بجميع تدرجاته على المكان و الأثاثات و الأرضية الكثير من الزهور على زهرياتها موزعة في كل مكان .. و الستائر الحمراء التي تتناسق مع ألوان الورود.. منزل أنيق بمعنى الكلمة !!

لكن ما حيره أكثر لماذا في منزل فخم كهذا لا يوجد بواب و لا خدم ..
الباب الخارجي كان مفتوحاً أصلاً لكن ما أدهشه أكثر أن الباب الداخلي كان مفتوحاً أيضاً !!
فتح عماد الباب ببطء كان صغيراً حينها عمره أربع عشرة سنةً فقط!
لكن ما سمعه ذاك اليوم جعله يكبر كثيراً في ظرف لحظة ..

دخل و هو يتجول بعينيه بين أثاث الصالة الرئيسية الفخم و السلم الملكي الذي يتوسطها ، كانت تحتوي على ثلاث أطقم جلوس فخمة... وزع نظراته على المكان و سرعان ما وقعت عيناه على رجل بدين في أقصى هذه الصالة الفاخرة يمسك كأساً من الكحول بيمناه و يدخن سجارة بيسراه
شعر عماد بالخوف حينها و هو ينظر الى هذا الرجل .. كان يرتدي بنطالاً أسود و قميصاً داخالياً أبيض بلا أكمام و يدخن بشراهة .. تجرع ذلك الرجل السمين بعضاً من مشروبه و من دون أن يحرك عينيه عن الطعام الذي أمامه تحدث موجهاً كلامه لعماد

: ماذا تريد ؟! .. تحدث بسرعة ليس لدي الكثير من الوقت

لوهلة شعر شعر عماد بالإشمئزاز من هذا الرجل لكنه أخذ نفساً و قال : سيدي... أنا أبحث... عن.. مالك صلاح..

لم يكن الرجل يبالي كثيراً بكلامه فنادى الرجل على ابنته : داليااااااااااااا !! " مقاطعاً كلام عماد ؛ لتظهر فتاة من أعلى السلم و تنزل مسرعة تقول بكل طاعة و عيناها الخصراوتان الى أسفل : نعم أبي.

يناولها والدها الزجاجة الفارغة و يأمرها باحضار أخرى فتقول بمنتهى الطاعة : أمرك يا أبي.

تحمل الزجاجة الضخمة بين يديها الصغيرتين و تهم بركوب السلم.
إلتقم الرجل البدين شيئاً من طعامه ثم وجه أنظاره اللامبالية إلى الفتى..

و قال : لماذا تبحث عنه ؟!

أجاب عماد بكل تردد : أنااا.. أنااا..

بحلق الرجل بعينيه بضجر
: أنت... أنت... مـــاذا !؟ .. أنا مالك صلاح .. ماذا تريد مني !!؟ تكلم....!؟

أوقف الفضول إبنة مالك صلاح في الدرجة الأخيرة من السلم ؛ و بدأت بالنظر من الأعلى و الاستماع بفضول شديد ، فتاة ذات إثنا عشرة ربيعاً أرادت فقط أن تعرف ماذا يريد هذا المراهق من والدها .. لكنها لم تعلم أنه أراد الكثير ....

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمWhere stories live. Discover now