21 : ظنون (2)

4.9K 174 28
                                    


....ظنون....

..... الجزء الثاني ....


البرد يلسعني من كل ناحية و أسناني تصدم بعضها من شدة البرد.. أقسم اني اشعر بابتسامته التي تكاد تمزق خديه من صوته السعيد الفرح

" أخيييييراً و جدت طريقة اوقظك بها " كنت أرتجف في حضنه و هو سعيد لأنه أيقظني..

أنزلني لكنني كنت متشبثة به... من البرد أرى ابتسامته هو سعيد لأنه عاقبني و الماء البارد يلسعني و يجعل جسمي ينتفض.. شهقت بقوة عندما وضعني في الحوض ببطء و أنزلني لأستقر وسط هذا الثلج احتضنت نفسي..

ابتعد عني ببطء..

" وضعت لك ثيابك هنا في علاقة الملابس .. وضبت لك حقائبك.. بسرعة صغيرتي الطائرة ستفوتنا.. "

بكيت بقهر هذا العقاب قاسٍ جداً لأني رفضت النهوض

: حرامُُ عليك.. تضعني في مياه القطب الشمالي! أتريدني أن أمرض !

أخذ نفساً

" جهزت لك الحمام و المياه الساخنة من أكثر من ساعة.. و أنا أحاول بكل الطرق أن أوقظك بلطف دون أن أجرحك.. لكن اللطف لا ينفع مع أمثالك.. خطأي أنا لوحدي! كان علي جرك من شعرك و إدخالك الحمام "

صفق الباب وارءه بقوة لأرتعش محتضنة نفسي.. لم أكن أريد الاستحمام أو أي شيء

" أعرف في ماذا تفكرين.. خمس دقائق فقط يا دلال!! اذا لم تستحمي بسرعة سأدخل إليك و أحممك بنفسي "

فأسرعت بخلع ثيابي بسرعة و فوضوية.... انه لا يمزح.. أقفلت باب الحمام بالقفل..

كنت أستحم و أنا أبكي.. فتحت الدش.. قطرات الماء على وجهي لا فرق بينها و بين دموعي.. سكنت داخل الحوض أنزلت رأسي و كتفي لأسفل و كامل جسمي لأسفل في الماء.. حتى تبقت خارجه أنفي.. تفكر أفكر أفكر.. لماذا كان نصيبي أن أحب رجلاً صعب الميراس هكذا.. أعرف أنه يحبني .. و لو طلبت منه ان يأخذني للقمر سيفعل.. سمعت طرقة على الباب لأنفض خارج الماء.. أشهق و جسدي يتقافز اتنفس بجهد.. هل انتهى الوقت..

" اخرجي!! تأخرنا!!.. الطائرة ستفوتنا "

" لا أريد الخروج " قلت بلؤم و انا أصرخ

مطمئنة لأن الباب موصد .. لن يدخل قليل الادب

" حقاً يمكنني كسره ببساطة.. و كسر رأسك معه بركلة واحدة.. من الأفضل لك ان تخرجي بسرعة ... كي لا أخذك للمطار بالمنشفة "

احمر وجهي.. أنزلت نظري.. لتنزل تلك الدمعة الأليمة من عيني و تتدحرج لصدري.. بكيت بقوة داخل الحمام... لقد استطاع كسر باب من قبل لينقذ حياتي.. ليس صعباً عليه كسر هذا.. مر وقت طويل جداً لم يعد الأحمق يزمجر علي مجدداً ظللت أفكر و أنا أفرك جسدي بالصابون.. هذا الرجل أنقذ حياتي من قبل.. و حماني كثيراً من الاعتداء.. لماذا قد يعتدي علي.. هو يحبني.. ربما تسرعت.. كنت مستيقظة لتوي من النوم و اخذت الامر بدرامية زائدة

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمWhere stories live. Discover now