2 : الحادث

16.9K 270 13
                                    

لبنان:
   ركضت نحو السيارة كالمجنونة.. عيونها حمراء الرؤية مشوشة لا ترى بوضوح بسبب الدموع أغلقت الباب جالسة في مقعد السائق تبكي  و ترتجف صدرها يعلو و يهبط في فزع.. مشاعر من الحزن...   الغضب.. الحقد.. كلها تدور
داخل قلبها..  ربطت حزام الأمان أدخلت المفتاح بسرعة بيدها المرتجفة في فتحة الاشعال لتشغل السيارة فجأة تسمع صوت الباب شخص ركب جوارها قبل أن تتحرك أغلف الباب بقوة وضع يده على كتفها

   : لا تغادري..  صدقيني هو لم يقصد ما قاله

     قادت السيارة بسرعة جنونية كانت غاضبة جداً و لا تريدأن تسمع شيئاً منه.. في تلك اللحظة و بعد كل الكلام الذي سمعته تمنت لحياتها أن تنتهي

  عاد نفس الصوت الحاني يحاول تهدئتها ، امتصاص غضبها
أخي يحبك.. كيف تأخذين كلامه على محمل الجد.. هو يستحيل أن يؤذيك! . لا تغادري.. لا تخطئي هذا الخطأ الفادح .. أرجو..كِ
   قال بنبرة انكسار بصوت جداً حزين كأنه هو من أخطأ و ليس أخاه...  فجأة .. توقفت السيارة نظرت له بحقد هي حتى لا تستطيع رؤية وجهه جيداً من الصداع و الدموع.. ملأت السيارة بصراخ عارم

" أنزل. حالاً. يا جواد.. انزززززل !!! الان !!! "
ثم توضحت الرؤية شيئاً فشيئاً..

: من فضلك! .. لا تكوني أنانية..!... أنتي سبب العيش بعد الأوكسجين بالنسبة له.. أخي حقاً يعشك! .. أرجوك لا تدعيه يختنق.. انه نادم.. و أبي نادم و أنا نادم.. ما كان يجب أن يقول لك كل ذاك الكلام السخيف انا و أبي نعتذر نيابة عنه .. أقدر غضبك و أفهم سببه.. لكن .. أليس حبكما أكبر من هذا الغضب ؟

   ضربت بوق السيارة عدة مرات بغضب في ذاك الطريق الخالي و هي تكرر كلمة  انزل !

    توقفت عن البكاء للحظة لتنظر إلى جواد الذي يحاول مراضتاها اول ما لمحته بسمته الحنونة الداعمة و كأنه يقول كل شيء سيكون بخير ، عيونه الواسعة ؛ البنية الداكنة ، شعره حالك السواد الذي يسرحه على شكل غرة جانبية.. بشرته الثلجية و
وجهه المرسوم ملامحه المسالمة ، وسامته غير العادية..  انه حقاً أية من الجمال

  ببنيته الرياضية و بذلته الزرقاء التي تبرز جماله و تتناسق مع ربطة عنقه...  تبدو الطيبة على محياه.. في عينيه مدينة كاملة من الأمان يمكن للمرء أن يحتمي فيها.. لكن هل هي تهتم.. تهتم فقط لغضبها.. كيف قال لها أخوه ذاك الكلام السخيف.. و في النهاية من خجله يرسل وسيط صلح يا للمهزلة

  وضع يده على كتفها لتنظر ليده شهقاتها تقطع بكاءها
: اهدأي.. أعلم.. انه احمق! .. لكن هذا الأحمق.. لا يستطيع العيش بدونك.. انتي روحه التي تمشي على قدمين.. حياته كانت عبارة عن غرفة مظلمة و أنتي كنت الشمعة الوحيدة فيها .. و الان تريدين أن تنطفأي.. لا.. لن أسمح لك!! بعدك عنه سيدمره.. رجاءً سامحيه.. ان لم يكن من أجله فمن أجلي..

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمWhere stories live. Discover now