24 : أسف

6K 201 3
                                    

الفصل الرابع و العشرون

........ أسف .......



























       حقاً خوف لميس يصنع المعجزات.. استيقظت و لم أجد العلامة على عنقي.. .. تلك العضة السخيفة كاد يأكلني.. لكن يا ترى هل هو بخير .. رأيته يهوي أرضاً و الدم في كل مكان.. هل مات الان.. هل قتله جمال

: فكي عقدة حاجبيك.. انهضي عزيزتي..
اتصلت بلؤي ..
قصي بخير يغازل الممرضة

نهضت و نظرت حولي لمصدر الصوت كانت جالسة قربي ابتسمت لي بلطف لكن بعينين حزينتين

: أتعلمين يا دلال.. كم أتمنى مساعدتك! لكني لا أستطيع .. قد أستطيع محو هذه الكدمة لكني لا أستطيع أن أمحو الألم..
لن أستطيع أن أغير الواقع يا عزيزتي.. سامحيني.. سامحيني دلال لأني الأضعف هنا..

نزلت منها دمعة هاربة.. فعانقتها كانت دافئة جداً..

: لا بأس لميس.. يكفي أنك تهتمين لأمري..




....

             ذاك الرجل الذي علا الشيب رأسه .. تعلو المهابة و الوقار ملامحه التي عرجتها الحياة..  البزخ و الترف يطغى على ثيابه الباهظة يرتدي نظارات جميلة و غالية جداً.. ظل يتحدث بصوت رصين.. الغضب يتأجج من كلماته و يأكل وجهه

: كيف تجرؤ.. كيف تلمس قصي أيها الساقط!! أقسم أني سأجعلك تندم

        أما هذا الذي تلقى خطاباً كاملاً.. جالس يشرب العصير بهدوء.. ابتسم ابتسامة مستفزة قائلاً بهدوء و نظرة لا تحمل داخلها أي شيء..

: إهدأ سيد طارق.. ماذا تفعل في بيتي بأي حال..

          نهض الرجل بغضب و أمسك ياقة قميصه رافعاً إياه.. و ذاك يبتسم بدون اهتمام.. كأن ما فعله بقصي شيء عادي و لا يعني شيء..

.......













              تركتني لميس وحيدة.. إقتلعتها أختها من الغرفة.. كل شيء انتهى.. لكني.. لا أزال أحس بالخوف و الخطر .. قلبي لا يزال ينبض بجنون.. لا أزال أبكي.. و أشهق.. أشعر بارتجاف جسدي.. ماذا لو حدث لي هذا مجدداً.. ماذا لو اعتدى علي أحد سكان القصر.. دمعت عيناي.. ما عدت أحتمل.. ارتعشت من كثرة البكاء و التفكير..صداع محدق مزقني ألماً..

          دمعت عيناي.. انا خائفة انا لن أستطيع احتمال المزيد.. شرفي هو كل ما أملك.. لن أحتمل أن يضيع مني..  بسبب رغبات الرجال المريضة.. نهضت بتثاقل من السرير.. أنزلت أقدامي ببطء للأرض كل شيء يعاد في رأسي.. الغرفة الورود و ذاك الكلام المقرف .. عندما بدأي ينزع لي ثيابي ارتعشت بخوف أحتضن نفسي... نزلت السلالم بهدوء متجهة نحو الحديقة للأتنفس وأغير نفسيتي المتعبة..رأيت عجوزاً تعلوه المهابة يتوسل على الأرض.. ما به يتحدث بهذا الشكل المؤسف يبدو من أكابر المجتمع.. و هاهو يهوي ذليلاً عند قدمي كبيرهم..

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن