23 : سر

4.7K 172 26
                                    

....... سر ....

      نظرة الهلع في عيونها لم تكن طبيعية " أنت و أنا في طريقين مختلفين من الأن و صاعداً نحن لا نستحق بعضنا" قالتها بوجع و رجفة شديدة تعبر جسدها و صوتها و فرت هاربة..

لم يفهم أي شيء.. لكنه انجرح من كلامها المجنون.. أخيراً ... سنين من العذاب.. و ظن نفسه فقد حبيبته للأبد لكنها عادت لحضنه مجدداً بعد طول حرمان.. جائت لتفجر أنهار السعادة و الرضا في قلبه اليابس.. المتحجر.. نبض مرة واحدة فقط.. لها هي.. و مجدداً اختارها هي.. بأسباب مختلفة لكنه أحب نفس المرأة مجدداً و تأتي في النهاية بكل حمق تقول له كلاماً جنونياً كأنه نهاية العلاقة إن انطبقت السماء بالأرض لن يتخلى عنها..



ظل يركض خلفها خاف عليها جداً عندما أغلقت غرفتهما على نفسها.. بدأ يسترجع الأحداث.. تخر مرة أغلقت الباب على نفسها قررت أن تنتحر.. هي حساسة.. و عندما تخاف أو تغضب تقرر بٱنفعال بمشاعرها فقط خاف عليها أن تؤذي نفسها إنه لا يعرف ما يدور في عقلها المجنون .. طرق الباب بعنف لوقت طويل و لم ترد.. خاف أن تكون فعلت مصيبة بنفسها ظل يصرخ بغضب

أما هي تحتضن فخذيها و تنزل رأسها بخوف فجأة رفعت رأسها عندما سمعت الطرق العنيف على الباب لتشهق مع ازدياد الضرب..

: دلال افتحي الباب !!... افتحيه قبل أن أكسره فوق رأسك!! قال بنبرة تهديد و صوت صارم..

: لا .. لن أفتح ستضربني و ترميني أرضاً ! نطقت بذعر و عيون دامعة..

اغتاظ من هذا ما بها حبيبته اليوم.. هكذا بدون سبب ترتجف و تقول أنه سيؤذيها و لماذا يؤذيها بعد كل ما حصل بينهم يستحيل أن يسبب لها خدشاً تعب من هذه الدراما





زاد الضرب على الباب حتى كاد ينخلع! " أحذرك هذا آخر انذار لك! .. إن لم تفتحي ستكون عاقبتك وخيمة جد..

فجأة فتح الباب لكنه وجد الغرفة فارغة سمع ارتعاش خلف الباب بالطبع إختبأت هناك..أغلق الباب بقوة

: ما بكِ أنا أريد الحديث معك فقط.. !

أنحشرت في الزاوية خلف الباب و هي تنظر له بعيونها البريئة بذعر ألقصت ظهرها بالجدار و صارت تنزلق ببطء ببطء ببطء للأرض قائلة في توسل " لا .. تؤ... ذيني أرجو..ك ! " تألم لرؤياها هكذا رفعها إليه بصعوبة و هي تتمنع تتنتفض للخلف في ذعر و احتضنها رغماً عنها و هي تتخبط تضربه بعشوائية تريده أن يفلتها تضرب صدره ضرباتها كلها عديمة الفائدة أمام جسمه العضلي.. دفنها في حضنه جوار قلبه لتجهش بالبكاء كالطفلة كانت تضربه بكل قوتها و تصرخ لكنها لم تهدأ إلا في حضنه

     تبكي في صدره تعبت المقاومة هو أقوى منها استسلمت له جسدها مقيد بجسده بينما يدفن رأسها في حضنه أكثر و يده الأخرى تضغط على ظهرها لتشد احتضانها صحيح أنه كان حضناً دافيء و مليء بالأمان لكن كيف لها أن تشعر باللأمان في حضن الخطر سألت نفسها بحيرة.. في حضن رجل يخافه الجميع حتى ظله .. صارت ساكنة تبكي بعيون مغمضة دون صوت.. فكرت لربما الحب يخفي العيوب.. لكن.. هل سيخفي عيوبها هي..

 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن