26 : بين الحياة و الموت

5.5K 215 9
                                    

الفصل السادس و العشرون

....... بين الحياة و الموت .....

       







     كان قلبي يأكلني عليها.. هل ما فعلته خطأ! لا بالطبع ليس خطأ.. عليها أن تفيق و تعرف حقيقة حبيبها و خطيبها المخادع.. مر ثمانية و عشرون يوماً منذ وضعت قدمها ببيتي.. لم تكمل شهراً.. لكنها أثارت فيني الكثير من المشاعر.. جعلتني أسهر الليل و الذنب يأكل قلبي.. جعلتني هذه الطفلة الصغيرة ألحق الجروح بجسدي.. و الحروق .. لم أندم في حياتي كلها على شيء قط! و لا حتى عندما سببت الشلل لسيف.. لكن هذه الفتاة مزقتني من الندم و الألم.. أشعر بشعور سيء جدا... انها حساسة جداً.. و تحب خطيبها جداً.. لن تتحمل عندما تعرف الحقيقة.. ربما آذت نفسها.. خنقت غصة حلقي.. أرجو ألا يكون حدسي صحيحاً.. نبض قلبي بجنون كأنه يحذرني من كارثة.. نهضت تاركاً صغيري داني يلعب مع جده و أخي قيس .. ناداني لكن عقلي في مكان أخر عقلي معها.. قلبي يتمزق قلقاً عليها.. أرجو ألا تكون آذت نفسها نبض قلبي بقوة كما لم ينبض من قبل.. صعدت السلالم لغرفتها.. أرجو ألا أكون أخطأت بفتح عينيها على الحقيقة.. لكنها بالرغم من كل شيء.. يجب ألا تعيش مخدوعة.. يجب أن تبصر جيداً و تتوقف عن الركض وراء السراب..



     طرقت الباب.. طرقة طرقتين لم تفتح.. أدرت المقبض.. تبين أن الباب موصد.. أقفلت على نفسها!  يا حسرتي عليكي يا دلال تحبسين نفسك حزناً من اجل ذاك الخائن.. ان هذا اكثر ما يثير غضبي  ... سأكسر رأسها و هذا الباب فوقها ان كانت كل هذا من اجل ذاك الوغد سامح ..


           تآكل شعور مرعب قلبي عندما أقفلت صغيرتي على نفسها .. نزلت على ركبتي.. نظرت من تحت الباب.. لأرى ذاك الجسد الصغير مرمي على الأرض.. هناك شيء يلمع مع الضوء ! و الدم حولها.. لأجد فتاتي غارقة بدمائها.. نهضت فوراً لأرمي بثقل جسدي على الباب و أدفعه بكتفي.. دفعة.. دفعتان.. تخلخل القفل و فتح الباب..






      تسمرت مكاني نبض قلبي بقوة صار تنفسي ثقيلاً جداً و أنا أرى فتاتي غارقة بدمائها.. و ذلك الشيء الذي يلمع مع الضوء لم يكن إلا سكيناً..  تمازج كل شيء.. اختلط الحاضر بالماضي.. تذكرت جثة أمي الغالية.. تجمعت الدموع بعيوني.. لماذا على الماضي أن يعيد نفسه.. امي.. انتحرت بنفس الطريقة لماذا كتب لي أن أرى الألم أينما أذهب و في أي شخص.. منعت دموعي هذا ليس وقت الضعف انحنيت و حملتها نزلت بها السلالم و أنا أصرخ على قيس الذي خرج تواً من غرفة ابني أن نذهب للمشفى.. صدم مثلي تذكر هو أيضاً أمي.. كيف لا فهو كان مدللها
صرخت بوجهه

: بسررررعة !! هذا ليس وقت التذكر! .. ليس لدينا وقت تحرك لسيارتك علينا أخذها للمشفى

              نحن لم نستطع انقاذ أمي في ذلك اليوم.. لأنها أقفلت على نفسها عندما قطعت شرايين يدها كسرنا الباب بعد فوات الأوان.. خسرت الكثير من الدم.. و عندما وصل قيس بنا للمشفى كانت قد ماتت بالفعل.. في ذلك اليوم.. انكسر بداخلي شيء.. تحطم قلبي تماماً.. و لم يقدر شيء على جمع حطامه..  تغيرت! .. تغيرت مرة و إلى الأبد!!
تغيرت للأسوأ!   و لم يستطع أحد مساعدتي..
لكن الان أنا أستطيع مساعدة هذه الصغيرة..
هناك أمل! هناك وقت! لن تضيع مني كما ضاعت أمي.. كنت أحملها أحاول ابقاء يدها عكس الجاذبية كي لا تخسر المزيد من الدم.. كان مؤلماً جداً رؤية هذه الصغيرة معلقة بين الحياة و الموت.. و من أجل من شخص كسامح!!




































 Days In The Hell 400 ! أربعمئة يوم في الجحيمWhere stories live. Discover now