الفصل الأول

2.4K 71 21
                                    

(كان ولم يكن)
كان يا مكان وفي زمنٍ من الأزمان عالمٌ مشابه لكن قديماً في التاريخ سكانٌ جبابرة يسكنون شبه جزيرة رجالهم أقوياء كما تروي الملاحم ونسائهم شامخات لا يبكين بالمأتم، ولسبب مجهول لم يكونوا أناساً بالكامل وأعتاد الكل أن يناديهم بالأشباه.

علا صهيل الحصان معلنا وصول -لماح- أحد شيوخ الأشباه المعروف بولائه لوالي البلاد، عاد أخيراً بعد غياب أربعين يوماً عن دياره عاد حاملاً الشرف والانتصار بعد أن جدد قمعه للمعارضة من جديد، لاح شبح ابتسامة على وجهه ما أن لمح أولاده على أطراف الخيام يلعبون فبحب الأطفال كان لماح مهوساً ومجنون ولعل باله كان مشغول، فقبل خروجه للحرب كانت إحدى نسائه قد شارفت على الولادة فرغم أن عدد أولاده كثير واختلافهم أكبر فقد كان بعضهم من نساء الأشباه وبعضهم اختلطت دمائهم بدماء الأعاجم

إلا أن لماح لم يفرق بين طفلٍ والأخر أبداً تقريباً، كان لهذه القاعدة إيستثناء فلماح قد حمل معزةً خاصة لطفلته الوحيدة بين فوجٍ من الذكور رغم أنها لم تكمل سوى عامها الأول إلا أن -آصال- أوقعت معزة خاصة في قلوب الكثير، ترجل لماح عن فرسه فستقبله أولاده بالأحضان وقليل من الدموع وكثيرٌ من الأشواق، سأل ما أن أنتهى من تحية الجميع "أين أم الآصال؟" ردت عليه إحدى النساء برزانة وتحدثت بلهجة أعجمية تناسبت مع لون عينيها وبشرتها المختلفة "في الخيمة ترعى الآصال ومولودك الجديد" أنقبض قلب لماح خائفاً وتوجه للخيمة بعد الاستئذان، تحمحم قبل دخول الخيمة كما أعتاد ورفع صوته "لقد عدت" ردت عليه زوجه "أهلا بك وحمداً لله على السلامة" جلس مقابلا لها ولمح الطفل في حجرها رغم تغطيتها له بالملائة، سأل "ما أظنه صحيح؟" طأطأت برأسها ونطقت بحزن عميق "توفيت أثناء الولادة بالكاد استطعنا أنقاذ الطفل ليلتها" ضرب براحة كفه رأسه ونطق بكثيرٍ من الحزن "يا ويلتي لن يرى هذا الطفل أمه، ويحي كيف انتظرت بكرها طوال هذه السنين وغادرت قبل أن تراه يعتد بالسنين" وضعت زوجه يدها على كتفه ونطقت "لن يربى يتيماً حاشاه أبقه عندي ووالله غير أني أمه لن يعرف" مد يده ليباعد الخمار وليكشف عن وجهه ونطق ما أن وقعت عينه على شخصه

جميل كأمك رعاك الله***ليتك ولدت قبل يومك لعلها تراك
ستثقل قلب والدك أعانه الله***عسى أن تعيش على عمرها عمراً فأرعاك

ابتسمت زوجه والطفل ناولته قالت بهدوء "فلتسمه يا لماح فهذا يومه السابع عديمٌ للاسم" تناوله من يدها وتأمل وجهه لثوان ونطق ما أن فتح صغيره عينيه "شجي هذا هو اسمه" أومأت "وهو كذلك" نطق بعدها "أدفعيه لأم الأدهم تربيه وتهتم به" رفعت رأسها مستاءة ونطقت "أنا أقرب النساء اليها لا نقص في أم الأدهم لكني تعلقت به فعلاً"، رد متفهما وقد وضع ابنه في حجره "لا تفهميني خطأً يا امرأة لكن أم الأدهم ووالدة شجي من نفس البلاد، ولا أريده أن يكبر بأصله جاهلاً ومن أبناء جلدته غريباً" ردت بتفهم "إذًا نتقاسم تربيته ولا أظن أن أم ألادهم ترفض" هز رأسه راضياً "سبحان من أنزل حبه في قلبك" ردت برضى "لست أنا الوحيدة يبدو أن الآصال أيضا به معجبة" رد "صحيح لم أرها منذ وصلت أين هي كائنة؟" ردت "نامت منذ قليل" أجاب "إذًا لن اوقظها، سأذهب لأخذ مشورة -آيلا- فلتراقبي شجياً جيداً" أومأت موجبة ورغم نفسها الموجمة دعت أن ترفض الأخرى تربيته ولنفسها تبقيه.
---------------------------------------------------

وغَرWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu