الفصل الثالث والثلاثين ١

298 16 32
                                    


(عِناقٌ وغِّير)

نظر أصيل السماء مريحًا عيناه بعدما أطال التحديق بالورق، جلس في رحاب الشرفة متنفسًا الهواء العليل ينعم بشيء من الهدوء بعيدًا عن ضجيج القصور، أو هكذا كان... حتى دخل والده تلك الغرفة رافعًا صوته "أصيل!" نهض من مكانه مستجيبًا وعاد لداخل ليستفهم سبب قدومه، سأل حازم مهتمًا "ألم تسمع شيء عن لماح؟" هز أصيل رأسه ونطق "لم أر أحدًا منهم منذ اليوم الذي دخل أديم قصر بني الجبل" مال أصيل بنظره ونطق "لما تسأل؟" أسند حازم يده لذقنه ونطق "أن الأعسم أرسل إعتذارًا عن حضور الحفل السنوي وسينوب عنه سفيره... بالرغم أنه وصل البلاد وكان في ضيافة لماح لأكثر من أسبوعٍ الأن" نظر اليه أصيل ونطق "ربما جد شيء ببلاد اليم أليس والده مريضًا؟" غطى حازم فمه بيده بينما تمتم "أتمنى أن يتماسك ذاك الهرم لوقتٍ أطول... حتى يتم ضرار الأمر" نظر الى أبيه وسأل "ضرار؟ الأمر؟" رفع حازم رأسه ونطق "لا تتصرف كما لو أنك لا تعرف... أن الأعسم أذا أصبح ملكًا على بلده لا فرصة لنا لنظل بذات الهيبة في المنطقة... ألا يكفي أن بلاد العجم قد اختارت لها وليًا شابًا بعد ليام!" نطق الأعسم "متى تحدد ولي ليام؟" رفع حازم رأسه تهكمًا ونطق "يا فرحتي بك وأنت لا تعرف هذا القدر حتى" عاود أصيل السؤال "أذا من هو؟" هز حازم رأسه متجاهلًا ونطق "هذا ليس موضوعنا... تفقد أبناء البادية وَعُد علي بالخبر الأكيد"

طُرِق الباب وتعرف حازم عليه من صوت طرقه، نطق بهدوء "أدخل يا إبن الجبل" فتح ضرار الباب وتعدى أصيل لتحية الوالي، نطق بثقة "لقد تم الأمر... عسى أن يبعث ذلك رسالتكم على أكمل وجه" أومأ حازم برأسه ونطق "لم تلمس أديم كما أتفقنا؟" هز ضرار رأسه ونطق "لا أحد قارب أبن خزامى بمكروه" أومأ حازم برأسه وتوجه عائدًا لمكتبه، نطق بثقة مخاطبًا ضرار "لن أسألك عن فعلك فأنا أثق بك" تبسم ضرار ونطق "وهذا هو المطلوب... أن تثق بي" سأل أصيل "أبناء البادية؟ ما خطبهم؟ ألهذا كنت تسأل عنهم؟" نطق حازم بثقة "ما لا أطلعك عليه ليس من شأنك" عاود صوت الباب يُطرق، وعاود حازم الإجابة... دخل أحد الحرس ونطق "مولاي... لقد تم رصد جماعة راسخ مجددًا" أتسعت عينا حازم ونطق "فصيل! بهذه السرعة؟" نفى الحارس برأسه ونطق "هذا ما ظنناه بالبداية... لكن، لقد تم تحديد راسخ معهم... راسخ لا يزال على قيد الحياة" وقف حازم غضبًا وضرب بيديه على الطاولة نطق في غضب شديد "هذا يعني أن لماح كذب علي!" أبتسم ضرار، بل أشرقت أساريره نطق وقد نظر الى وليه "أرأيت؟ هذا ما كنت أتحدث عنه منذ البداية! لماح لا يؤتمن على شق النوى" نظر الى أصيل وسأل "إذًا جثة من كانت تلك التي سلمها للقصر؟" رفع أصيل كتفيه ونطق "لا يمكن! لقد كان راسخ لقد عاينت الجثمان بنفسي! لقد طابقت أوصاف جسده الأوصاف التي أعطتنا إياها عشيقته" سأل حازم "عشيقته؟" أومأ أصيل ونطق "لقد تم اعتقالها بعد انهيار الجماعة، وتم استجوابها على انفراد" سأل ضرار "ولما احتجتم اليها من البداية؟" نظر أصيل الى ضرار ونطق "هل تحاولان لومي؟ لقد كانت الجثة مشوهة! ألم تأمر أنت يا أبي أن يُمثل بجسده!" التف لضرار ونطق "لا أحد له حجة علي... لقد نفذت الأوامر بالحرف، أن كان لماح قد خدعكم جميعًا وأنا أشك في ذلك فهذا الخطأ وقع علينا جميعًا!" نظر الى ضرار ونطق "أرجوك! أخبرني أنك لم تعطه صفعة على رسغه فقط!" نطق ضرار بثقة "بتار... بتاره" أتسعت عينا حازم ونطق "بترت شيء من البتار؟" أبتسم ضرار حينما نطق "أجل... لقد بترت لسان البتار" هدأ حازم، بل خمد شيء من غضبه، جلس على الكرسي ونطق "أحسنت... واحدةٌ بواحدة!" وضع أصيل يده على رأسه ونطق "بل مصيبة! مصيبة وقد وقعت على رأسنا" نظر الى ضرار ونطق "تركت أبناء لماح جميعًا ولم تقطع لسان إلا من كان منهم عالمًا!" تقدم الى أبيه ونطق "لقد أقدم ضرار على فعلٍ لا يغتفر!، ألا ترى كيف ينظر لماح لبتار؟ ألم تره يومًا معه في مجاورته؟" نطق حازم بشدة "لا لم أره ولا أعرف كيف يبدو ولا يهمني، أنه ليس من وِلده حتى... فلما كل هذا العتب" تراجع أصيل للخلف ونطق "أنه نسر وقد أذيت هيثمه... والعاقبة لا أريد تحملها أبدًا" نظر حازم الى ضرار ونطق "أن كانت هذه كلمتك... فعلي مراجعة أمر ولايتك... لا تنسى أنك لست أكبر أخوتك" خرج أصيل دون أن يهتم بوالده، فقد شغله أمرٌ أعظم من أن يُسلب هذا اللقب الذي لم يهتم له يومًا.

وغَرWhere stories live. Discover now