الفصل التاسع

199 24 26
                                    

(أمرٌ لا بد منه)

الصباح في البادية من خيرة الأوقات فهو هادئ جداً خصوصاً في الشتاء حيث أن النسائم عليلة والسماء صافية بلا زقزقة لطيور ولا ازعاج من الحيوانات ويؤثر الأطفال النوم في مثل هذه الأجواء فحتى من أصواتهم قد خلت الديار ولأن لماح موجود زاد الأمان حتى أصبح اطمئنان...

نهض أدهم من فراشه بعد أن ايقظه الصداع فقد مرت فترة طويلة منذ أخر مرة بكى فيها بهذه القوة دعك عينه بانزعاج الا أن عينه لسعته فقد تورمت قليلاً ناتج ما مر به الليلة الماضية وقف بتثاقل وشرع في ترتيب فراشه وانتهى به الأمر بتبديل ملابسه قبل أن يخرج ليملئ قصعة الماء

توجه للبئر والقى الدلو بداخله تثائب بينما سمع صوته يرتطم بالماء ومد يده وسحبه بشدتين فقط ملئ قصعته ماءً وانحنى أرضاً عليها تأمل وجهه الذي أتضحت عليه علامات البكاء لم يكن أنفه وأذنيه فقط بل أيضاً أسفل عينيه وكل شبرٍ في وجهه يحمل أثراً بطريقة ما، غسل وجهه بقوة وخلل بعض الماء لشعره سكب الباقي على الأرض وأعاد ملئها من جديد، تحرك رافعاً اياها وعائداً لخيمته أو هذا ما ظنه، تلقى ضربة قوية على رأسه وتبعتها صرخة بسيطة "من يغتسل خارجاً في هذا الجو الن تتخلى عن هذا الطبع السيء" صرخ بألم ونطق منزعجاً بعدما أسقط القصعة "ما لأمر معك عم، كان هذا قوياً" التف ونطق "أنظر لقد أَرقتُ الماء بسببك" أبتسم أديم ونطق "أذا أنت لست غاضباً بعد الأن" وضع يده على رأسه ونطق "كدت أنسى الأمر لكنك ذكرتني به" فك أديم لثامه ووضعه على رأس أدهم نطق بهدوء بعد أن وضع يده على وجنته ورفع رأسه قليلاً لينظر لوسط عينيه "أسمعني أدهم، لم أستطع الحديث معك جيداً البارحة لذا تركت الأمور تهدأ قليلاً" أمسك أدهم اللثام الذي على رأسه بقوة ونطق بينما ذبل محياه " أنا أسمعك يا عم" عقد أديم يديه لصدره ونطق "أولا أعتذر لأني قلت شيئاً سخيفاً بلا أدراك أنا بالطبع لم أقصد أني لا أحبكم!، فقد خرجت مني دون أن أعي قوتها على مسمعك، ولكني أحمل عليك ثقل السموات عتباً كيف لك أن تحمل كل ذلك في قلبك عليّ ولا تصارحني به؟" أنزل أدهم بصره أرضاً ونطق "أنا أدين بأسف عظيم" أقترب أديم من أدهم وحاوط رقبته بذراعه نطق مبتسما بعد أن أدخل يده تحت اللثام وبعثر شعره "هذه أخر مرة نصل فيها لهذا الحدة في الحوار" ضحك أدهم بينما حاول الهرب من بين ذراع أديم " أتركني، لن أعيدها أعدك" أفلته أديم ونطق "لنذهب لإعادة ملئ قصعتك فقد أوقعتها منذ قليل" نطق أديم بينما توجها للبئر ودون أن ينظر لأدهم مباشرةً "لا أذكر أني قُلت هذا مباشرةً لكنك كالأبن لي" رفع أدهم رأسه مباشرةً وبينما لمعت عسليتاه قفز لعناق أديم "عم أنا أحبك حقاً" أكمل أديم تجنب النظر لأدهم ونطق بينما أبعده عنه بكلتا يديه "أنا أفهم لذا أبتعد عني فقط" ترك أديم وأبتعد متقدما بينما أبتسم الأخر بسكينة، وصل أدهم أولا ورمى الدلو وما أن سمع صوت ارتطامه حتى سحبه بسرعة دون جهدٍ ملحوظ، أمال أديم نظره ونطق بينما وكز ذراع أدهم "أنظروا لهذا الصغير كم بنى من العضل هنا، لمن تحاول التباهي لتسحب الدلو بهذه السرعة" نطق أدهم بثقة "أكان من المفترض أن أكون أبطأ بأي صدفة؟" تحدث أديم عبثاً "لا أبدا أنت هكذا ملفتٌ بالقدر المعقول" ضحك أدهم ساخراً بينما حمل قصعته ورغم أنه تعثر فجأة الا أنه حفظ ماؤها من أن يُراق من جديد، وضع أديم يده على كتف أدهم ونطق "هل أنت بخير؟" تحدث أدهم بينما شَحُب وجهه "أجل شعرت ببعض الدوار فقط"

وغَرTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang