الفصل الثامن عشر

151 22 19
                                    

(مر وقتٌ طويل)

مد شجي يده ليدفع باب المعمل، خرج صوت من الحلية المعلقة على الباب بدا صوتاً عذباً جداً لا يتلاءم مع المعمل المليء بالطين

نطق عون موجها الكلام لأحد الصانعين "ناد المسؤول، انه وقت الكراء" نهض الفتى من مكانه طوعاً بينما نظر عون لشجي نطق بصوت خافت "على ماذا تنوي؟" رد شجي بهدوء "اعتدتني أخلف وعداً؟" رد عون بخفة "ابداً لكنك تكذب في بعض الأحيان" ابتسم شجي ونطق بخبث "نحن الان في بعض الأحيان" نطق عون بحزم "شجي!" تجاهله شجيٌ واتجه لجانب صاحب المعمل، تحدث بروية واخذ المال نطق قبل ان يغادر "هل لي بكوب ماء؟ أهلكني الظمأ" نطق صاحب المعمل بتوتر "بالطبع" التف لذات الفتى وطلب منه احضار الماء، استند شجي بجذعه على الطاولة وتحدث مع صاحب المعمل بودية "الم تسمع ما حدث البارحة يا عم؟" رد وقد هز رأسه نفياً "لا، وما لذي حدث؟" هز شجي رأسه بأسى ونطق "أمرٌ مؤسف حقاً!، البارحة وجدنا جثةً على أطراف الخيام... بدأ كما لو ان الضباع نهشت جلده" دفع شجي نفسه بخفة بينما نطق بصوت خافت "لكن في حقيقة الأمر كان مقتولاً أتصدق!" اتسعت عيناه ونطق متوتراً" لما تخبرني بذلك؟!" رفع شجي كتفيه بلا مبالة وأكمل "اردت تحذيرك من اللصوص القتلة، في حال أنك جئت لتشكونا من جديد، انا أخاف عليك يا عم، ونحن اسفون على وقاحتنا في اخر مرة" تنهد عون باستياء فكذب أخيه امامه الان لن يمر مرور الكرام وان انطلقت إشاعة كهذه في الجوار ستصل لمسامع ابيهم دون شك فتمنى في نفسه ان يفهم صاحب المعمل التهديد المدسوس في كلماته، أما جاسر فا... أجل، هو بالكاد يحافظ على ثبات ملامح وجهه لكيلا ينفجر ضاحكاً على الرجل المتوتر بشدة...

نطق عون ما ان أصبحوا في الخارج "كان هذا كثيراً عليه شجي اخبرك إحسان ان تخفف حدتك مع الغرباء" نطق شجي جاداً "وما أدراك؟ انت اتتنصت علينا؟" صفع عون شجي بخفة على رأسه بينما نطق "اتجروء على اتهامي بالتنصت وانت من أخبرني بذلك؟" وضع شجي يده مكان الضربة ونطق ضاحكاً "لقد نسيت ذلك" تنهد عون بثقل بينما اخذ القائمة من يد جاسر... انه منهك بالفعل ولم يشطب من القائمة سوى عشرين محل

اقبل بخيله شامخاً ولثامه الواضح يعطي إيحائا بهويته خصوصاً تلك الندبة التي بين عينيه المختلف لونهما، شد لجام الخيل موقفاً إياه ما ان وصل للخمارة كان في الخارج وفي مقعده المعتاد ينتظره صديقه الوحيد إكليل وبجانبه طفلٌ صغير لم يره أديم من قبل.

جلس أديم رامياً بثقله على الكرسي ونطق متخطياً التحية "اتجلب طفلاً لخمارة؟ اين صوابك الذي اشك في وجوده؟" تجهم إكليل بينما نطق "الا تترك جفائك ولو قليلاً؟ انه قصير فقط ليس طفلاً صغيراً، انه في العاشرة" التف إكليل اليه ونطق "هذا أديم صديق خالك، قل مرحباً" اومئ الطفل بتجاه أديم والقى التحية قبل ان يستأذن من خاله ليتركهما سوياً، نطق أديم مستغرباً "لم اعرف ان لك علاقة ودية بأحد اخوتك" تجهم إكليل بينما نطق "تزوجت صغيرة وغادرت الاسرة وانا في الثامنة او التاسعة فقط انا لم ارها في حياتي غير مرتين لذا حرفياً لا تعرف شيئا عما يجري بداخل ذلك القصر، لو كانت لما أأتمنتني على أبنها من الأساس" نطق أديم بهدوء "استمتع بهذه اللحظات أذا" ابتسم إكليل بسماح ونطق "عرفت شعورك الأن حينما نعتهم بأبنائك، بقيت معه لأسبوعين فقط ولا ارغب بفراقه عن قريب، كيف وأنت رأيتهم ينمون أمام عينك كل يوم؟" مد أديم يده ليسرق الكوب الذي امام إكليل، نطق بينما احتسى من الكوب جاهلاً بمحتواه "أرأيت كيف يكون الأمر الأن؟ لا تلمني ان نسبتهم لي" تنهد إكليل ونطق "حتى ولو، لا شيء مثل الابن الحقيقي" سأل أديم بفضول "إذا لما لم تتزوج حتى الان؟" عقد يديه لصدره ونطق "أسأل نفسك أولاً" رد أديم وقد وضع الكوب على الطاولة "طعمه سيء لماذا تشرب شيء كهذا؟ ثم اني ارغب بمعرفة سببك فقط" أعاد إكليل تقريب الكوب منه ونطق "لا تأخذ أشياء الاخرين ثم تتذمر" باعد إكليل نظره ليسقط على أبن أخته، تنهد بثقل ونطق منزعجاً "كيف لي ان أكون أسرة وأنا غير قادر على حمايتها، انا بالكاد أنجو من سلطة ضرار... هو حتى لا يسمح لي بالخروج من حدود البلاد، لا أستطيع فعل شيء لوحدي أديم..." نطق أديم وقد اسند رأسه ليده "انا سأحررك يوماً من قيوده... تذكر كلمتي هذه" نظر إكليل لسماء ونطق "لا تشغل حالك بي، انا يأست بالفعل" رد أديم مبتسماً "لكنني لم أفعل بعد..."
--------------------------------------------

وغَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن