الفصل الثاني والعشرون ونصفه -إضافي-

167 20 17
                                    

(ولادة من نوع أخر)

نظرت من النافذة بحذر والتفت بتجاه سيدتها التي كانت تجلس بسكينة على كرسي الخشب، نطقت وقد تسلل القلق لصوتها "سيدتي من الخطر البقاء هنا، الحرب قد تصلنا عما قريب" وضعت يدها على بطنها ثم نظرت خادمتها نطقت بسكون "لم يتبقى الكثير على ولادتي، من الخطر حتى محاولة ترك المكان" نطقت بترجي "لكن أن هربت الأن ستضمنين نجاة طفلك!" تحدثت بجدية "وهل هذا مهم حتى؟، أن كانت فتاة سيبيعها، وأن كان فتى سيقتله، لما أخاطر بنفسي في سبيل شيء كهذا من البداية؟" وقفت من مكانها ونطقت قبل أن تغادر "لو نجحت الخطة ومات لماح... حينها سننجوا جميعاً"

مشت في الممر بخفة ونظرت تجاه الباب الخشبي المعزول في النهاية، فتحت الباب دون طرقه ودخلت بهدوء نظرت بعينها للتي كانت تحتضن صغيرها لصدرها "كيف أصبحت؟" نطقت بينما تجنبت النظر لعينيها "أنا بخير أختي" عقدت يديها لصدرها ونطقت "هذا جيد، أستمري بكونك بخير... أن حدث شيء للذي بين يديك أنا لن أتردد في التخلص منك" صفعت بالباب مغادرةَ، بينما عاودت الأخرى تهدئة رضيعها ما أن بدأ بالبكاء
--------------------------------------------------------------

عطس أديم بقوة فعانق نفسه مدفئاً نطق وقد بان تغير صوته أثر الزكام "لماح أنا متعب دعني أعد للبادية" رفع لماح رأسه اليه ونطق "نحن في حرب لا نزهة!" صفع على الطاولة بيده ووقف غاضباً "نحن في مأزق أن وصلوا للمدينة، أنها العاصمة" مسح أنفه بأهمال ونطق "سنحطم رؤوسهم كما كل مرة لا داعي للفزع" أرخى لماح كتفيه ونطق "لقد تركت زوجتيّ وأبنائي خلفي، تركت آصال وعمرها بالأيام لكي أتي لهنا، أنا لن أدعهم يحققون ما أرادوا أبداً!" همس أديم بخفة "لا شيء أسوأ من خيانة الشيوخ"سأل لماح "ماذا قلت؟" وقف من مكانه ونطق "لا شيء، لكن على الوالي أن يركز فيمن يثق حقاً، شيء كهذا لا يغتفر" نطق لماح في شرود "ليس الأول ولا الأخير" هز أديم رأسه ونطق "الجو بارد، ماذا عن عطلة يا أبن العم" ضربه لماح على رأسه بقوة ونطق "ماذا كنا نقول منذ قليل؟" أرتدى أديم عباءةً ثقيلةً على كتفيه ونطق قبل أن يغادر الثكنة "سأشكوك عند ذمة" نطق لماح "أديم!" التف أخيراً له ونطق ساخراً "اياك أن تحسدني، أعرف أن مهما عبثت معك لا تملك من تشكوني اليه" تنهد بخفة بينما نظر اليه يغادر الخيمة يبدو أن الزكام أثر على عقل الأخر ليتصرف براحة في هذه الظروف الصعبة، أحد الشيوخ خان الوالي ويحاول الانقلاب وبعرف الأشباه ما أن يتم اختراق أبواب القصر فهذا يعني سقوط الولاية وتنتقل لزعيم الانقلاب مباشرةً لماح يعي خطر الأمر ليس لصعوبة الحرب وثقلها بل لأنه واثق أن رأسه سيطير في هذه الحرب أن لم يكن حذراً، أذا أُخترق القصر سَيقتل أن خسر الحرب سيقتل، عليه مراقبة صفوفه فأن تمت خيانته سيقتل، هدف لماح لم يكن الانتصار لأول مرة بل كان ألا تُرمل نساءه والا يُيَتم أبنائه، يملك فتاة الأن ولو كانت بعمر الأيام من المستحيل أن تُحرم منه، كان يتمنى دائما أن يتربى على يد أم لكن لم يحدث له ذلك، وتمنى أن تكون له أخت فلم يتحقق له ذلك أيضاً، ظل له أمله الأخير أبنةٌ من دمه... ولن يسمح لأحد أن يسلبه ذلك الأمل الصغير الذي بدأ ينبض في حياته أخيراً
---------------------------------------------------

وغَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن