الفصل الثاني

575 34 9
                                    

(صفة لا تطابق الموصوف!)
باعد لماح طفله عن صدره ووضعه على حجره بعد أن هدء نطق بثبات "ود أحضري قليلاً من التمر مع قطعة قماش" ردت ود وقد أعتلتها تراسيم الرفض " لماح لا زال صغير!" رد وقد بان العجز في صوته" ماذا أفعل؟ سيموت أن لم يتغذى" نطق أحد الأطفال وقد تعلق نظره بأبيه "كيف له أن يموت جوعاً وأنت موجود" سحب أدهم أخاه وهمس في أذنه "لا تزعجه أكثر الا ترى الحيرة في عينيه" مد لماح يده ووضعها على رأس طفله ونطق "لماح ليس بصانع للمعجزات!، قد أكون قادراً على أيقاف حرب وقد أكون قادراً على أعالة عائلتنا الكبيرة، لكني عاجز عن اطعام أصغر أخوتك" لف نظره لأدهم وأكمل "ولست غاضباً ولا منزعجاً يا عزيز أبيك" جلست ود بجانبه وناولته ما طلب، أخذ الثمرة وأزال النواة، لفها بالقماش وبللها بقليل من الماء ووضعها في فم طفله، تناولها شجي وقد أسكتت قليلاً من جوعه نظر لماح لأدهم ونطق ممازحاً "يبدو أن عمك أديم محق" أبتسم أدهم لكسر والده الجو الذي تكدر قليلاً، سأل لماح "ود أين الآصال لا أراها" ردت ود "أخدتها آيلا وخرجت معها قليلاً" نطق لماح وقد بدأ بهز ساقه وطبطب بيده على أبنه "أظن أني أخبرتها أن تعينك على شجي لا على الآصال" تدخل أدهم مقاطعاً والده "شجي نام في خيمتنا البارحة لذا أمي لم تخالف أمرك" نظر لأبنه لثوان ونطق "لم أقصد ذلك يا أدهم أنا أعرف أن والدتك تساعد كثيراً لكني أرغب بالاطمئنان فقط" نام شجي أخيراً فرفعه لماح لود وناوله لها، وقف منتصباً وأمسك بيد أحد أولاده ونطق "لنغادر الأن يا أولاد دعوا خالتكم ترتاح فقد نام أخوكم أخيراً" لحق به الأطفال خارج الخيمة وانتشروا بعيداً عنه مجدداً، لمح آيلا مقبلة وقد حملت على كتفها طفلته التي بدت وكأنها نائمة توجه لها لماح ومد يديه أخذاً أبنته نطق بعد أن أصبحت على كتفه "كيف حالك اليوم؟" ردت بهدوء "بخير ماذا عنك؟" رد لماح "بالي مشغول على شجي" نطقت وقد هزت رأسها " أتفهم الأمر لقد أرسلت خبراً مع أديم ليرى أن كانت هناك أمرأه قد وضعت طفلاً عن قريب ولا تمانع أن تأتي للبادية" رد لماح "كنت معه قبل قليل لم يخبرني أنه ذاهب للمدينة ثم كيف به أن يخرج وجرحه لم يشفى بالكامل بعد" رفعت كتفيها دلالة على الجهل وأكملت وقد لمعت عسليتيها حيث يهيئ اليك أنك تنظر لعيني أدهمها "لا علم لي لقد صادفته عند الجدول وأخبرته بالأمر" هز لماح رأسه متفهماً ونطق بعد أن لاح الأمر برأسه "صحيح قبل أن أنسى لقد أكتسب الأدهم عادة المقاطعة أخر فترة لم أرد لفت أنتباهه للأمر أمام أخوته فهل أستطيع عهد هذه المهمة لك؟" ردت وقد بان الانزعاج على وجهها "لا تشغل بالك سآدبه " تدارك لماح الأمر ونطق " آيلا الأدهم مازال صغيراً وشيء كهذا لا يدرك أنه قد يكون تصرف خاطئ لا بأس معي لكني لا أرغب منه أن يسمع كلمة تزعجه من أحدٍ غريب لهذا عهدت بهذا الأمر اليك، فلا تكدري خاطره فلا تستطيع عيني الرقود وخاطر أبني مكسور" ربت على كتفها مبتعداً وسار وسط تأملها لمشيته أمالت رأسها وقد بانت قليل من خصلات شعرها الذهبية "ليت الأدهم لا يصبح مثلك أبداً"
---------------------------------------------------------

وغَرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora