الفصل العاشر

214 25 29
                                    

(ما بال أبناء العجم؟)

تنهد شجي بينما باعد شعره عن وجهه نطق مستاءً "أليست الرياح تعود لكونها دافئة هذه الأيام؟" أمالت رأسها مستندةً على كتفه ونطقت بهدوء "لا زلنا في الشتاء، لكن نحن في البيداء لذا لا شيء مستغرب" عدل جلسته فسقطت آصال عن كتفه نطق متجهما "أنا ضجر لنجد شيء لفعله" عدلت من نفسها ونطقت "الم يكن عليك إخباري أنك ستعدل من جلستك؟" نظر لها دون اكتراث ونطق "أنا لست مِسنداً" نطقت الآصال بإهمال "أتعرف أنت تصبح فظ في كثير من الأحيان لكني لا أكره ذلك" رد وقد أدار وجهه "هذا لأنك سليطة لسان أنت الأخرى" ضحكت بعبث ووقفت بسرعة نفضت ثوبها وتحدثت " لنذهب لإزعاج إحسان رأيته يخفي شيئاً في خيمته" أضاق شجي عينيه ونطق "لا، انه يعمل لذا لن نفعل ذلك" نظرت له بشك وكانت على وشك الحديث الا أنها سكتت بسرعة ما أن رأت أمها على الطريق دنت ود منهما وقد حملت سلة في يدها نطقت وقد نظرت لهما من فوق السياج "ماذا تفعلان هنا؟" وقف شجي وأمسك سياج الخشب بيديه نطق بينما نظر لود "نحاول إيجاد شيء لنفعله، أذاهبة لنهر؟" أومئت إيجاباً ونطقت "أجل لقد زرعت بعض الأعشاب هناك وأَمل أن أنجح في جعلها تنمو، لكن كيف عرفت أني ذاهبة لهناك؟" أبتسم شجي وأشار لحذائها نطق "خفك ليس مكشوفاً لذا أنت ذاهبة لمكان رطب" وضعت يدها على رأسه مبتسمة ونطقت "أنت لماحٌ يبن لماح"

-------------------------------------------------

سار أديم في المدينة بثقة كاشفاً وجهه الا أنه كان يرتدي قلنسوة على رأسه، توجه لبيت المال وبدا وجهه معروفاً هناك دنى من أحد الرجال وكان من الواضح كونه أحد العاملين فكان لهم زي مخصص حيث يرتدون أثواب فاتحة للغاية كلون التفاح الأخضر وعلى كلا الكتفين ينسدل قماشاً ناصع البياض وأطرافه مطرزة بذات اللون ولم تخلوا أواخر أكمامهم من اللون الأبيض والتطريز ذاته، تحدث أديم بهدوء "كيف حالك يا رفيق؟" رفع رأسه وقد تميز بلون عينيه المميز الذي شابه خاصة أديم، فكانت واحدة داكنة والأخرى فاتحة جداً الا أنها بدت أقرب لرمادي من الأخضر، رد ببرود "أنا أعمل الأن تعال في وقت استراحتي بعد ساعة" عقد أديم يديه لصدره ونطق "أين أدابك؟ رد التحية أولاً -إكليل-" توقف إكليل عن الكتابة ونظر لأديم جاداً "أذا أردت الحديث معي أودع بعض المال" مد أديم يده لداخل ملابسه أخرج صرة صغيرة ونطق "أعشرين قطعة تكفي؟" رد إكليل "لا تحرجني أديم أنه لا يكفي بالطبع" عاود مد يده لجيبه وأخرج صرة أكبر بقليل "مع هذه تصبح خمسون قطعة وتوقف عن كونك طماعاً" رفع إكليل قلمه وأرخى من رباط الصرة وقف متفاجئاً ورفع صوته " أديم أيها المجنون من يتجول بهذا القدر من العملات الذهبية" توجهت أنظار الجميع إليهم فعاود الجلوس وأسر بالحديث " ظننت أننا نتحدث عن عُملات فضية في بادئ الأمر" أستند أديم على كفه بأهمال ونطق " أشك في سلامة عقلك إكليل، أودع المال تحت أسمي لا أسم لماح وسأنتظرك في المكان المعتاد أن المسؤول عنك يبدو كما لو أنه سيخترقك وهو يحدق بك" تنهد منزعجاً ونطق لائماً "هذا لأنني صرخت في وجهك منذ قليل، أن خُصم علي فستدفعها لي شئت أم أبيت" أبتسم أديم قبل أن يخرج، وتوجه لخمارة إعتاد زيارتها عند قدومه للمدينة جلس على إحدى الطاولات التي في الخارج تنفس بملل و أنتظر من النادل القدوم ولأنه لا يدخل لداخل المحل فهو سينتظر بهدوء لحين أن ينتبه له أحدهم، أقبل إكليل وجلس بغضب رفع كوب الماء الذي على الطاولة وشربه على عجل رطمه على الطاولة ورفع صوته منادياً النادل نطق ما أن خرج "أحضر شيئاً دافئاً بسرعة" أومئ له النادل وعاد لداخل، أسقط نظره على أديم ونطق "لقد تعرضت لتوبيخ لأني صرخت عليك وتم حسم خمس عملات فضية من أجرتي" رد أديم مستهزئاً "خمس عملات مرةً واحدة! كم تتقاضى في الشهر؟" أمال إكليل رأسه ونطق "هذا ليس من شأنك، ما لذي أتيت من أجله؟" رد أديم هادئاً ونطق "الأمر الذي جئت لأجله أخر مرة، أرغب بمعرفة تفاصيل ما تم السؤال عنه وما تمت الإجابة عليه أيضاً، كل تفصيل مهم بالنسبة لي لا تنسى أي شيء" أستند على يده وصفر بفمه " من النادر أن أراك مهتماً بشيء" خفتت ملامح أديم وكما لو أن عينيه قد فارقهما النور لوهلة "ذلك الشخص حاول أخذ أحد أبنائي بعيداً أتظن أنه سينجو بسهولة؟" نطق إكليل متضايقاً "متى ستعرفني عليهم؟، أنا أعرف أنك لم تتزوج من قبل لذا واثق أنهم ليسوا أبنائك لكني ..." قاطعه أديم ونطق "هذا يكفي إكليل لنتخطى الأمر فقط" تدارك كلماته وتحدث بتهذيب مفاجئ "أنا أعتذر تخطيت حدودي، لقد كان أسمر البشرة جنوبي اللكنة لسانه ثقيل بالحديث لكن من الواضح أنه يفهم لغة الأشباه، سأل أن كان لماح أو أن كنت أنت قد أودعتم المال في الأشهر الماضية وسأل أيضاً عن كمية المال الذي بإسميكم أيضاً أخبرني أنهم باقيين أسبوع بداخل البلاد لذا أن حدث تَحركٌ مالي بخصوصكم أُرسل له الأمر في نُزل المنطقة" هز رأسه متفهماً ونطق "حسناً سأرى ما لذي يمكنني فعله بهذه المعلومة" أحضر النادل المشروب ووضعه على الطاولة، سأل إكليل "ما هذا؟ رد النادل قبل أن يدخل "شاي أعشاب، أستمتع" رفع إكليل الكوب الذي أمام أديم وشرب القليل وأعاده نطق "يمكنك شربه لا شيء فيه" نطق أديم مبتسماً "لم أطلب منك ذلك، السم لن يقتلني لكنه قد يفعل معك" نطق إكليل بهدوء ذكريات تلك الأيام لا تفارقني وكلماتك لا تعني شيئاً أمام ما رأته عيناي" هدأ محيا أديم وكان من الواضح لإكليل تأثره بكلماته لذا تحدث معاتباً "المرة القادمة أن كنت تشك أن أحداً سيراقبكم أخبرني مبكراً لكي أتمكن من تدارك الأمر كاد يسأل موظفاً أخر الا أني ميزت مظهره سريعاً وحادثته أولاً" تنهد أديم منزعجاً "ليس وكأني أستطيع التنبؤ بالأمور مقدماً صادف واستشعرت الأمر هذه المرة فقط" تحدث إكليل بإهمال وقد سقطت خصلات من جانب شعره الأسود "تقول هذا لكن يصدق توقعك في أغلب الأحيان" أبتسم أديم ونطق "لابد أن حواسي أقوى من البقية " نطق إكليل "أن شعرت يوماً أن يومي قد أقترب أخبرني بذلك" تحدث أديم ممازحاً "أكان علي أخبارك بعدما أعرف؟" صرخ إكليل وقد أقشعر جسده "لا تُخفني أيها الوغد" ضحك أديم بعبث ونطق "أنا ذاهب الأن " أخرج ستة قطعٍ فضية ووضعها على الطاولة وغادر دون توديع إكليل الذي أخذ المال جميعه ودسه في جيبه وأخرج قطعاً نُحاسية وتركها على الطاولة قبل أن يغادر هو الأخر
---------------------------------------------------

وغَرWhere stories live. Discover now