الفصل التاسع والعشرين

234 19 27
                                    

ملاحظة: تقع أحادث هذا الفصل بعد الفصل السادس وعشرين ونصفه
———————————————————————————
.
.
.
.
.

(إستَيقِظ)

نظر لنفسه بالمرآة جيداً بينما اغلق أزرار قميصه الأبيض، أرتدى معطفه الأسود الطويل وقد أنتهى بذلك من ارتداء ملابسه، علق ساعته الفضية بجيبه فلا أحد يرتدي الذهب وهو متوجه لمنزل لماح.


لم يحتج لطرق الباب فالحارس قد فتح له الباب مُباشرةً، لاحظ وقتها اختلاف ترتيب المنزل فالجدران مُزينة على غير العادة وطاولة الطعام قد تغيرت لواحدةٍ أكبر وتحلقها ما يكفي لماح وابناءه، فذلك العدد الكبير أثار أستغرابه لكنه لم يكترث لأنه عينه وقعت عليها، التفت ناظرةً اليه ونطقت مبتسمة "مرحباً بك" بادلها الابتسام ورد مُباشرةً "أشتقت اليك آصال" ضحكت بخفة ونطقت "الخطأ خطأك أنت لم تأتي لزيارتي" هز رأسه بخفة ونطق "من الصعب الوصول للبادية، ولم تعودوا للمدينة سوى قبل بضعة أيام لذا املك حجة" وكزت ساعده ونطقت "حجتك مردودة عليك، كنت تأتي للبادية كل أسبوع" مال برأسه ونطق بعد ان حك وجنته "في الواقع اختبارات الخريجين على الأبواب لذا أنا مشغول لأطراف شعري" ابتسمت بخفة ونطقت "اعرف اعرف، بالكاد نستطيع رؤية بتار هذه الأيام" تقدم بسيره معها حتى جلس على الأريكة بقربها ونطق "مسؤوليات بتار تزداد يوماً بعد يوم، العين عليه مذ عرف الجميع أنه ينوي افتتاح مدرسةٍ بنفسه، بصراحة انها خطوة جريئة في عمره" رفعت آصال كتفيها ونطقت "لكنه بتار ولا شيء يصعب عليه" هز مالك رأسه مُتفهماً ونطق "معك كل الحق" نزل من الأعلى وبهدوءِ نطق ما أن رأه "مرحباً مالك" وقف مالك من مكانه والتف ناطقاً "أهلا أدهم" جلسا مُباشرةً بعد أن صافحا بعضهما، نطق أدهم بهدوء بعد أن جلس "كيف حال عملك معك هذه الأيام؟" تبسم مالك وقد أجاب "بخير"

لا يسعه الا أن يبتسم ما أن خفت حدة حديث أدهم معه، فقد توقف عن أستجوابه منذ مدة فحتى مالك أدرك أن سبب ترددهم حوله هو عدم ثقتهم في صبره مع آصال ولا صبر آصال معه طوال هذا الوقت، نظر أدهم الى أخته ملياً قبل أن يقف تاركاً إياهما لوحدهما قبل أن يراه أديم ويوبخه على جلوسه معهما...

صوت لماح أتضح في نزوله بينما كان يتحادث مع أديم "افعل ما تشاء، لا داعي لتخبرني بكل شيء تنوي عليه أديم" نطق الأخر بلا أهتمام "لا أريد أن اسمع هذا الكلام منك بعد ما لحقت بي وأنا ذاهب لأقضي حاجتي" أشاح لماح برأسه ونطق "وما أدراني أنا! أنت الذي خرجت تمشي على أطراف أصابعك ليلاً" مال أديم برأسه ناظراً اليه ونطق "بالضبط لماح بالضبط! خرجت في الليل ما لذي تريد مني فعله أعلق جرساً برقبتي لتعرف الى أين أتوجه؟" تنهد لماح بخفة ونطق "أنا أسف، لم أقصدها هكذا" نطق أديم بجدية "أنا لا أتوقع منك أن تثق بي لكن في الوقت ذاته أنا وعدتك ألا أكررها دون أن أخبرك بنيتي، لماح أنا لن أهرب هكذا مجدداً" طبطب لماح على كتفه بخفة ونطق "لقد فهمت، لماح يعتذر مجددًا" رفع أديم يده مباعداً كفه ونطق "أخبر لماح أن أديم منزعج منه" تقدم عن لماح على عجل ونطق محادثاً آصال مُباشرة "آصال، تعالي وخذي أبوكِ من على كتفي..." تحدث لماح وقد أصبح خلفه "توقف عن الشكوى، الم تجد غير آصال؟" التف اليه أديم ثم نطق "أتريد مني أن أشكوك لآيلا؟ أنها في صفي هذه الأيام" وقفت آصال بينهما ونطقت "لا تتشاجرا أمام الضيوف أنتما تفعلانها كُل مرة، توقفا قبل أن يحتد الأمر بينكما" انسحب أديم من مكانه وجلس مكان آصال نطق متجاهلاً إياها وأبيها "مرحباً مالك" سعل مالك بتردد ثم نطق "أهلا أديم" التفت لعمها ونطقت بتحفظ "لا تجعل مالك يتوتر بلا داع" رفع أديم رأسه اليها ونطق "ولما قد أجعله يتوتر؟" مد أديم يده وقرص ساعدها ناطقاً "ما لذي اغتبتني به أيتها العاقة؟" وضعت يدها على ساعدها وانسحبت خلف أبيها نطقت وقد احتمت بلماح "أبي أرأيت ما فعل؟" ابتعد عنها لماح وجلس مُقابلاً لأديم "تستحقينها" جلست على طرف الأريكة بجانب مالك ونطقت "ما الأمر لماح بالعادة تأخذ صفي مُباشرةً" أسند رأسه لكفه ونطق "تذكري ما فعلته يا ناكرة المعروف" سعل أديم ووضع يده على فمه هامساً "المنديل آصال" اتسعت عيناها ونطقت بلا تصديق "عمي! تركت الأمر يختمر طوال هذا الوقت من أجل أن توقعني في مشكلة صحيح!" وضع أديم يده على صدره ونطق "أنا بريء مما تدعين" نظر اليها لماح ونطق "لا تضعي الخطأ على أديم" أرجع كتفيه مستنداً على الأريكة ونطق "عندما تريدين شيئاً أنا أول من تلجئين اليه ولم أرّدك يوماً في حياتي، لكن أديم هو من يتلقى كل المديح" نظر اليه ونطق "سترى كيف سيحبني أبنائك أكثر منك" أرجع أديم رأسه للوراء ضاحكاً ونطق قبل أن يترك مكانه "أتظن حقاً أنه سيكتب لي أبناء بعد هذا العمر؟! أشك بعقلك أحياناً أخي" انزل لماح نظره أرضاً وتنهد بثقل مُعاتباً نفسه على ما نطق، وقف تاركاً المكان ولاحقاً بأديم بأقصى بسرعة...
.
.
.
.

وغَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن