الفصل الثلاثين

300 17 65
                                    

(دم...)

انتشر البخار في المكان جاعلاً الرؤية صعبة ومع ذلك بخفةٍ مد يده مُعيداً شعره المبتل للخلف، حرارة الماء لم تجعل جفنه يغمض حتى، واستمر في تأمل السقف كأن شيئاً لم يكن، انزل رأسه بعدها بدقائق وابتسم ما ان نظر لقطرات الماء تنزل من شعره مفسدةً سكون المياه وفي وسط ذلك التأمل الذي لم يدم لعدة ثوان نزلت قطرةٌ من الدماء أيضاً، وقف من مكانه مُغادراً الحوض ورفع قميصه من على الأرض ممسكاً بأنفه ومحاولاً إيقاف ذلك الرعاف الذي داهمه ارتدى بسرعة ما امامه ساتراً جسده قبل ان يخرج لغرفته، ترك القميص على الأرض ثم رفع عدد من المناديل وغطى وجهه وبالرغم من إستصعابه لتنفس إلا أنه لم يتوقف، سمع طرق الباب وبهدوء باعد المنديل "من؟" رد من خلف الباب "لقد وصلت ملابسك، ارسلتهم السيدة" سأل بهدوء "خالتي؟" رد الاخر "أجل" هز رأسه كما لو انه يراه ثم نطق "ضعهم على الأرض" سمع صوت تلك الخطوات تبتعد ولكنه لم يخرج، تقدم لأحد الخزائن وفتح بابها وأخرج زجاجةً صغيرة من على احد الرفوف وبسكون بسيط فتح الغطاء وشرب محتواها وبالرغم من ان لسانه حرقه إلا انه لم يتردد في إبتلاع اخر قطرةٍ منها، سمع طرقاً مجدداً وبالرغم من انه من المفترض انه يلتزم الصمت سأل "من؟" تحدث بسرعة "إحسان إنه أنا تميم، هل استطيع الدخول" سكت لوقتٍ طويل لدرجةٍ ان تميم عاود السؤال "إحسان؟..." نطق ما ان مسح الدماء بسرعةٍ عن وجهه "أجل أدخل" فتح تميم الباب بينما حمل زيّ إحسان بيده، نطق بهدوء "لقد تأخرت لذا جئت لكي اتفقدك" اغلق إحسان باب الخزانة ونطق "أدخل لقد أفرغت الغرفة" التف تميم متفاجئاً ونطق "ولما؟" نظر إحسان للأرجاء ونطق "لقد تشبعت لذا احتجت لتغيير كل شيء" هز تميم رأسه ثم نطق "ارتدي قميصاً ستمرض" مد إحسان يده اليه ونطق "أعطني إياهم اذا" نظر اليه تميم مستغرباً وتحدث ما ان أعطاه إياه" انت تنتظر الملابس يوماً بيوم؟" رفع رأسه متلفتاً وأكمل "ما كل هذه الخزائن اذاً" إبتسم إحسان بينما ارتدى قميصه "لا تسأل عن شيء ستستاء ان عرفت جوابه" نظر تميم للأرض ولاحظ القميص سأل بهدوء "الم تقل ان جرحك شُفي؟" رد إحسان بهدوء "بلى، لا عليك انه امر اخر" مال برأسه سائلاً "أمرٌ أخر؟" رد إحسان وقد نظر للمرآة "لقد استحممت بماء ساخن فنزف انفي قليلاً"  انحنى تميم رافعاً القميص ونطق بحدة "قليلاً؟" التف له إحسان ونطق "أجل قليلاً" انزل تميم نظره ثم نطق "ما تعريفك للقليل؟" ابتسم بهدوء ونطق "ما لا يقتلك؟" تجنب تميم النظر اليه ونطق "بئس الحديث حديثك" تنفس إحسان بعمق ثم نطق "أنا أسف تميم" رد تميم بهدوء "على ما يا متعدد المصائب" التف إحسان ناظراً للمرآة ونطق "لأني دخلت غرفتك دون ان أطرق الباب" أكمل الحديث وقد ارتدى سُترةً فوق قميصه "أنا أكثر من يعرف كم تكره الأمر ومع ذلك أنا أكثر من يؤذيك بهذه الطريقة" استند تميم بكتفه للخزانة ونطق "لا عليك أنا لا أغضب منك في هذه الحلات، بل أغضب من نفسي... لأني أنزعج من الأمر" مال إحسان برأسه ونطق "لا تكن سخيفاً أنه حقك بالكامل" نطق تميم مُغيراً الموضوع "ليس من عادتك ان ترتدي سُترةً بداخل المنزل حتى لو كان هناك حفل، اليست العباءةُ على كتفيك هي ما تُفضل؟..." عادت أنظار إحسان للمرآة ونطق " الأعسم قادم، وسيعلق على وزني دون شك لذا انا أحاول أن أخفي ما استطيع" ضحك تميم بخفة ونطق "تخاف من الأعسم؟" تنهد إحسان بخفة ونطق "أخاف من لسانه" هز إحسان  كتفيه ونطق "تعرف كيف يستطيع الدخول الى عقل أبي بسهولة" عقد تميم يديه لصدره ثم نطق "ليس أبي فقط بل الجميع، بطريقةٍ ما الكل يستمع لما يقوله الأعسم" 

وغَرTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang