الفصل الحادي عشر

215 22 14
                                    

(لماذا كان غاضباً)

كان الجو ثقيلاً بما يكفي فالغيوم بدأت بتكاثف سوياً وتنذر بهطول مطرٍ قريب، نظر لسماء متكدراً وشعر بعجز عظيم، وقف حائراً بكثير من الأفكار في رأسه الا أنه أستسلم أخيراً وتوجه لخيمة أدهم، أستأذن قبل الدخول ونطق محادثاً آيلا "كيف أصبح؟" ردت آيلا بهدوء "هدء تنفسه لكن الحمى لم تفارقه للآن وأنت ماذا حصل معك" جلس منزعجاً وتحدث "لا أحد من العجم أظهر أي عارض ولا أحد منهم حتى مُتعب أو مرهق" وضعت آيلا يدها على جبينها ونطقت "من أين التقطه أبعد مكان قد يذهب اليه مع الآصال وتلك الأخرى ممنوعة من الأطراف حتى" سأل أديم "آيلا أخبريني كيف ينتقل المرض بالتحديد" تحدثت بهدوء "عندما كنت صغيرة أصيبت أمي به ورغم أن والدي أودعني معها الا أنني لم أصب أبداً ، حتى أنها كانت تلامسني أحياناً، أظن انه ينتقل من العطاس والسعال ربما اللعاب أيضاً" عدل أديم جلسته ونطق "صعبت الأمر أكثر" أستند على قبضته ونطق "ألم تتعبي من البقاء جالسة أذهبي لترتاحي وسأهتم به أنا، إن كنت خائفة لهذه الدرجة أبقي في خيمتي وسأناديك إن احتجتك" التفت له ونطقت "أنت تسأل عن راحتي، أمرٌ غريب! من أين حل عليك اللطف فجأة" عبس وجهه ونطق "من قال ذلك، أنا أرغب في التخلص منك فقط! هيا غادري لن ينقصنا الا أن تمرضي، أنا لن أسعى لك في دواء أبداً" ضحكت بسخرية ونطقت "أن كان لك يد في دواء ينجيني من الموت أنا لا أريده" نطق بانزعاج "هذا أفضل، غادري هيا" وقفت آيلا ونطقت قبل أن تغادر "إن حدث شيء لأبني بسبب إهمالك..." قاطعها وقد أقترب منه " لم يبقى الا أنت توصيني على أدهم" عقدت يديها لصدرها ونطقت "أجننت أديم أنا أمه" رد بلا اهتمام "حتى أنا عمه المسميات لا تعني شيئاً" نظرت له بشك ونطقت "ماذا تقصد؟" أعاد تبليل قطعة القماش التي كانت على جبينه ونطق "هربت أمي يوماً وتركتني بين يدي خزامى رعتني عمتي وهي شقيقته، أترين أن للمسميات أي أهمية لدي؟!" تراجعت آيلا عدة خطوات ونطقت "أتعرف أنت تخيفني أحياناً" نطق أديم منزعجاً "كفي عن الثرثرة وغادري" تركت الخيمة على مضض وتوجهت لخاصته كما عرض عليها، ولو أنها في داخلها لا تحب الأمر الا أن عودتها لخيمتها قد يستغرق وقتاً ولربما قد تضعف نفسها وتذهب لرؤية شجي دون شعور

أستأذن لماح قبل أن يدخل للخيمة وسأل مباشرة "أين آيلا؟" رد أديم بهدوء "لقد طردتها" وضع لماح يده على جبينه وجلس بأهمال رامياً ثقله على الأرض نطق منزعجاً "ألا تُقدران الوضع الذي نحن فيه؟ متى ستتوقفان عن شجار الأطفال هذا" تحدث أديم بلا اهتمام "أنا لم أقل إننا تشاجرنا أنت من قال ذلك" أستند لماح على قبضته ونطق "كيف طردتها أن لم تتشاجرا؟" وضع أديم يده بتجاه قلبه وتحدث بعبث "لقد كسرت قلبي كم ساعة بقيت جالسةً عند رأسه!" وكزه لماح في خاصرته ونطق "تحدث بجدية!" عدل أديم جلسته وتحدث بجدية "إن ظلت بجانبه طوال هذا الوقت ستظل تفكر في أسوء الاحتمالات وعندها ستتصيد أخطائي لذا طلبت منها أن تغادر" تحدث لماح بهدوء "تجنب المشاكل أديم الوقت غير مناسب صدقني" رد أديم بهدوء "أنا أكثر من يعرف هذا"

وغَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن