الفصل الثامن

211 26 37
                                    

(ضيفٌ غير مرغوب)

جر لماح اللجام وأوقف خيله، طرق برجل الخيل في مكانه عدة مرات لذا فعل أبناءه فعلته وأوقفوا خيولهم كان أديم يوزع نظره بين لماح ومجموعة الرجال شعر بانزعاج لماح وكما لو أنه كان يحاول تجنب ذلك الاتصال مهما كان، نطق الرجل المقابل للماح وكان من الواضح أنه أعجمي "مر وقتٌ طويل" كان قد نطقها بلسان الأشباه الا أنها كانت مليئة بالأخطاء لدرجة أنه لم يفهم تلك الجملة سوى لماح الذي بدا أنه كان قد سمع تلك اللكنة سابقاً فرد بالأعجمي "صحيح مر وقت طويل لم أتوقع أن نلتقي هكذا" كان على وشك الرد على لماح الا أنه تحرك بسرعة رافعاً يده وأشار لأبنائه الثلاثة بالتقدم نطق وقد أشار لهم "هؤلاء أبنائي، القوا التحية يا أولاد هذا خال أخيكم شجي" نظروا لبعضهم بشك لكنهم نفذوا أمر والدهم سريعاً ورموا تحيتهم مع انحناءة بسيطة، مال لماح بجذعه وأمسك ذراع أدهم نطق وقد دفعه قليلاً للأمام عقد لماح ذراعيه لصدره بفخر ونطق "أدهم سيتكفل بالترجمة تعرف لا أستطيع الحديث جيداً" هز خال شجي رأسه متفهماً رغم أن من الواضح له أن الأخطاء التي أرتكبها لماح أثناء حديثه كانت متعمدة، تقدم أديم من الخلف وأقترب بخيله من لماح مد كفه باتجاهه وسحب الحقيبة التي كانت عنده ارتداها ونطق موجها الكلام للماح "سأسبقك عائداً" أومئ لماح لأديم ونطق "حسناً فعلت " تحرك أديم سريعاً إلا أنه تعمد أن يلتقي نظره بنظر الخال ثم عاود الانطلاق في طريقه متجاهلاً، نطق موجها الكلام لأدهم "لمحاسن الصدف أن نلتقي على الطريق، فنحن متوجهين لك بموضوعٍ لا يحكى دون جلوس "أومئ أدهم والتف ينظر لوالده مختصراً ما قاله، رد لماح "بالطبع يا -سَخِيم- فلنتجه لديارناً ولننظر ما تريد" أعاد أدهم النظر لسَخِيم وترجم له ما قاله والده، اومئ متفهماً وأشار لجمع الرجال الذين تبعوه أن يلحقوا به، تنهد لماح قبل أن يتحرك من جانب أولاده ليتقدم قائداً الطريق أما أولاده فقد كانوا في الخلف محاوطين العجم وسطهم، نطق تميم بصوت منخفض "هذه أول مرة أسمع فيها عن وجود أهل لثالثة" نطق أدهم ناهراً "بالطبع تملك... ماذا تظن!، فقد كان زواجًا كزواج أمي" نطق إحسان "حقاً؟ لم أكن أعرف بالأمر... ظننت أنه حصل وحدث لا أكثر ولا أقل" رد أدهم واثقاً " والدي لا يفعل شيء عبثاً لكن... أنا أتفق معكم لا أعرف لماذا يعلق مع أهل الجنوب" التف لماح للخلف صدفة وتنبه على أبنائه يسرون بالحديث صفر بفمه جاذباً أنتباههم ونظر لهم بجدية، حل الصمت بينهم متداركين ونظرة من الخيبة اعتلت وجوههم فهم واثقين بما يتبع تلك النظرة
————————————————————————-

وصل أديم سريعاً وتوجه لأحد الحاشية نطق أمراً "جهز ثلاث خيامٍ لضيوفٍ قادمين" اومئ الرجل متفهماً وأنطلق لينفذ الأمر، كانت ود تقف مع آيلا خارج الخيمة انتبهت لما دار من حديث أمامها فأمسكت ساعد آيلا وتوجهت لجانب أديم نطقت متسائلة "ما لذي يجري يبن العم" نظر لها أديم ونطق "خبرٌ قد يٌزعج كليكما" نظرتا لبعضهما ثم عاودتا التحديق بأديم فردت آيلا "تحدث بوضوح ماذا يجري؟" تنهد أديم ونطق "سَخِيم قد عاد وليسترنا الرب مما قد يطلبه" وضعت آيلا يدها على صدرها ونطقت "شجي!" شهقت ود ونظرت لها قلقة "لا مستحيل لقد أكمل عامه الثامن كيف لهم بالتفرغ الأن؟" خلع أديم الحقائب الثلاث التي كان يرتديها وأخرج من داخل ثيابه صرة أخرى قسمها بين آيلا وود ونطق بحرص "أخفوها بين متعلقات النساء، وذاهب لأحضار الباقي من خيمتي وكالعادة السوق في كساد وما من مالٍ فائض في جيوبنا" نظرت له آيلا بشك ونطقت "ماذا تخفي أيها المخادع؟ أخبرك أني خائفة على الطفل وتطلب مني أخفاء النقود؟" عقد يديه لصدره ونطق "أنا لا أجبرك أن لم تريدي فعلها نملك عشراتٍ من النساء غيرك" نظرت له بغضب ونطقت منفعلة "ها هو يكرر الأمر من جديد!، قلت لك لا أهتم بالمال أخبرني ما لذي سنفعله أن طلب شجي" نظر لها أديم باستصغار ونطق "أنه أبن لماح يا آيلا لا العجم، أحكمي عقلك لم أعتدك من الجاهلين" غادر دون أن يسمع ردها الذي يعرفه تقريباً، أما هي فقد تنهدت مستاءةً بينما حاولت ود تهدئتها، عاد أديم للخيمة وقد حمل مقدار حقيبتين ممتلئتين نظرت له ود ونطقت مستنكرة "لماذا كل هذه النقود هنا؟ لماذا لم تودع في بيت المال؟!" نطق أديم شارحاً "يبدوا أنهم يعرفون الموعد الذي نجمع فيه الكراء والضرائب" اقتربت ود بهدوء من أديم ونطقت بصوتٍ منخفض لكيلا تسمعها آيلا "أديم أخبرني ما لذي يجعلك متأكداً أنهم قادمون لطلب المال؟" دنى برأسه قُرباً منها وهمس "الذي باع شقيقته الصغرى من أجل المال لا يعود الا لأخذ أتعاب نهاية الخدمة أو ربما يطالب بتجديد العقد مرةً أخرى" تراجعت ود ونظرت لعينيه نطقت منزعجة "الا زلنا نتحدث في نفس الموضوع؟" ضرب بأصبعه رأسه عد مرات ونطق "أذا تشبع عقلهم بكونه الحل الوحيد لا أحد منهم سيتعب نفسه بلف رأسه ولو قليلاً ليجد الحقيقة التي لا يرغب في رؤيتها " نطقت ود بعد أن أعطته ظهرها "بئس الفأل فألك!"
--------------------------------------------------------

وغَرWhere stories live. Discover now