الفصل السادس والعشرين ونصفه -اضافي-

262 18 40
                                    


(أين هو؟)

في وسط الظلام الأكحل أرتدى عباءةً كسواد الليل رفع صِرة من الملابس على كتفه وبنظرةٍ أخيرة ترك كل شيء خلفه

وغادر.

————————————————————————

أستيقظ أدهم من نومه منزعجاً من أشعة الشمس التي ضربت وجهه، فتح عينيه بثقل بعد أن أغمضهما ونظر الى سقف خيمته، لقد تمزق ويحتاج لأصلاح رفع جسده مثقلاً ونهض خارجاً من خيمته رفع كفه أعلى رأسه طلباً لظل تنهد منزعجاً ما أن لاحظ الهدوء في المكان وعاد لخيمته مجدداً بدل ملابسه على عجل وخرج من جديد، مد يده بداخل ملابسه مخرجاً ساعة جيب وعلى عجل نظر لها، كان محقاً الوقت لازال صباحاً مبكر

رفع طرف الخيمة بعد أن أستأذن ونظر لأمه جالسةً على الأرض في مكانها المعتاد، جلس بجانبها ونطق بهدوء "صباحك خير أم" نظرت له آيلا بعتاب ونطقت "ما لذي تفعله بستيقاظك بهذا الوقت، أذا حصلت على فرصةٍ أستغلها بالراحة" حرك رقبته متمدداً ثم نطق "لقد سقطت أشعت الشمس على وجهي... هذا ليس ذنبي" وضع يده على فمه بينما تثائب ونطق "لقد شُق سقف الخيمة" عدلت آيلا جلستها ثم ربتت على رجلها ونطقت بسماح "أستلقي قليلاً ربما تعود لنوم مجدداً" حرك جسده بخفة ووضع رأسه على رجل أمه، تنفس بعمقٍ وأغمض عينيه ثم نطق بينما ظل على حاله "أمي..." همهمت آيلا مجيبة بينما عبثت بخصلات شعره
"أُحبك"
ابتسمت آيلا بخفة وانحنت على جبينه مُقبلة، فتح عينيه مبتسماً ونطق "ما لأمر؟" ردت بخفوت "لا شيء"

"أنا أيضاً، أُحبك"

نطق بينما نظر الى عينيها "حقاً أمي؟، حتى بالرغم من أني لا أستمع لك طوال الوقت؟" هزت رأسها ونطقت "حتى بالرغم من ذلك" عاود السؤال حتى بالرغم من أني أتصرف مثل أديم في بعض الأحيان؟" ضحكت بخفة ونطقت "أجل حتى بالرغم من ذلك" أغمض عينيه بسكون مستسلماً لنوم سمح لنفسه أن يغفي بهدوء على حجر والدته.

تحمحم قبل أن يدخل الخيمة مال برأسه مستغرباً ثم سأل بهدوء "لما ينام الأدهم هنا؟" رفعت آيلا رأسها لزوجها ثم نطقت "تضرر سقف خيمته، جاء لينام قليلاً" جلس لماح بجانبها ثم نظر بطرف عينيه لأبنه نطق مبتسماً "من كان يصدق أنه كان بحجم يديَّ يوماً؟" تبسمت برضى ونطقت "كُتب له فوق عمره عمراً، أنا حتى اليوم لا أصدق أنه وصل لهذا السن" انغمس لماح في حديثه" لا أنكر أن ضعفه حين وُلد هو ما جعلني أعتزم على أنقاد تميم يوماً، ثم بعدها احتضان باقي إخوتهما" رفعت يدها وربتت على ظهره بخفة ونطقت مراعية "ولقد كنت خير أبٍ لهم جميعاً" التف ناظراً لها ونطق "آيلا... لقد سامحتني من قلبك صحيح؟" عاودت النظر لأبنها ثم نطقت "من بمثل معزتك لا يقع عليه الا العتب، لم أغضب عليك يوماً لكي أسامحك" عاودت رفع رأسها ثم تحدثت "لكن أن كان هذا يجعلك مرتاحاً "أجل، لقد سامحتك من كل قلبي" هز رأسه برضى ونطق "كل ما فعلته طوال هذا الوقت هو محاولة إيجاد الأفضل لفعله للجميع، لكن أجد أنك من أكثر من تحمل معي" ابتسمت بمرارة ونطقت "لربما لو أن شجي لم يولد لكنت أكثر حُزناً، إلا أن بفضله شعرت بأني أم مرة أخرى بعد أن كبر أدهم " تنفست بعمق ونطقت "أنا أيضاً كنت أحلم بأسرة كبيرة ليس أنت فقط يا لماح" مرت يده على كتفها مقرباً إياها منه أسندها اليه وبعفويةٍ نطق "ونحن لسنا بالعائلة الصغيرة أبداً" ضحكت بخفة ونطقت "وكل الفضل لك في ذلك"

وغَرWhere stories live. Discover now