الفصل السابع عشر -بداية الموسم الثاني-

186 25 52
                                    

(عدنا)

النار مشتعلة وفوقها الإناء يغلي، الفجر قد بزغ والشمس ما تكاد الا أن تشرق... شعرها الأسود قد طال تخطى منتصف ظهرها، عيناها ازدادت حدة ملامحها لازالت بل ازدادت فتنة، بمجرد النظر اليها تدرك أنها شبيهة، شبيهة من رأسها حتى أخمص قدميها.

غلى الماء فرفعته بسلاسة عن النار سكبت الماء في أكوابٍ حملت عدداً من الأعشاب دون أن تصفيها، وضعت الكوبين على صينيةٍ من خشب وتحركت خارجتاً لأقرب خيمة لها، خيمة والدها لماح

دخلت آصال ذات الأعوام التسعة عشرا الخيمة، برزانة نطقت وبصوتها الساحر "أب أستيقظ، لقد حان وقت النهوض" تحرك لماح في مضجعه مرتاحاًّ فلا صباح أفضل من صباح يبدأ بسماع صوت أبنته رفع جسده بنشاط لم يتغير رغم السنين ولعل لبيئة البادية القاسية دورٌ كبير فحتى بعد تقدمه في العمر لم يتغير في ملامحه الكثير ربما ظهر أسفل عينه تجعيدٌ بسيط الا ان اعمار الاشباه طويلة ما لم يختطفهم حادثٌ اليم، فلا تستغربن وجود شابٍ يبلغ من العمر السبعين

تحدث لماح وقد هم بغسل وجهه "صباحك خيرٌ يا بنتي" ردت وقد ناولته المنشفة ليجفف وجهه "صباحك خيرٌ وسرور" التفت ورفعت أحد الأكواب ونطقت وقد قدمته بهدوء "أعددت لك شاي أعشاب اليوم جربه وأعطني رأيك" أخد الكوب من يدها ونطق باسماً "السم من يدك أطيب من الشهدِ" ضحكت بخفة قبل ان تستأذن مغادرة فلدى الآصال مهمة يجدر بها اكمالها، توجهت للأطراف لتلك الخيمة الوحيدة فقد ابتعدت أكثر مما كانت بكثير في الأيام الماضية، دون استئذان رفعت طرف الخيمة المظلمة فالستار مُنزل بل مغلق بأحكام لكيلا يتسلل الضوء لداخلها، وضعت الكوب على مرتفع وتحدثت وهي تفك مشابك الستار سامحةً لضوء بالدخول "عم أستيقظ" تكدرت بداخلها فلم ترد ايقاظه فأخر السنوات لم يعد نظامه كما اعتاده، اصبح يأرق دون سهر وينام دون راحة ولعل آصال تعرف بذلك لهذا احضرت الشاي معها

نهض من فراشه على مضض، اضاق عينيه وقد نظر اليها تحدث ولازال تأثير النوم على صوته "الم اخبرك الا تدخلي خيمتي دون أذن؟" شبكت طرف الخيمة بأعلاه لتسمح للهواء بالدخول ونطقت دون اهتمام "اجل اخبرتني بذلك" التفت اليه وأكملت "لكنني لا أذكر أني وافقت عليه" تحركت وقد ناولته الكوب "صنعت لك الشاي، اشربه واستيقظ جيداً" رفع نظره اليها وقد أتضح وجهه شابت خصلة من شعره حقاً هذه المرة لكنها لم تزد من مظهره الا وقاراً، اخذه من يدها ووضعه على طاولةٍ من الخشب بجانبه مدد جسده قليلاً فوضعت الآصال يديها على كتفيه نطقت وقد ضغطت بكل قوتها "جسدك متصلب من البقاء في السرير طوال اليوم، عم انت فارس ماذا تفعل بجسدك؟" باعد كفيها عنه ونطق بعد ان وقف "انا لست والدك! لا أحتاج لتحرك لأستعيد نشاطي" نطقت وقد تحركت من مكانها "على أي حال من الجيد أنك نهضت انا سأغادر"

وغَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن