الفصل الرابع عشر

190 20 28
                                    

(على حين غرة)

صوت خطواته بدا جلياً للذين تربوا على السير بخفة وعدم اصدار أي صوت حتى على الرمال الجافة، وكونه يسير على الرخام فكان ايقاعه اقوى بكثير مما اعتادوا عليه وهذا كان في صالحهم اذ تمكنوا من السكوت قبل ان يطرق مسامعه حديثهم

نطق واثقاً وقد نظر لتميم "انت ابن لماح الثاني صحيح؟!" نظر تميم لأخوته محاولاً فهم الوضع او حتى معرفة من هذا الغريب نطق متردداً "أجل، أنا هو" رد وقد رفع كأس كان في يده "بحثت عنك طويلاً، أظن الأن أن الأمر كان يستحق العناء" أمسك إحسان تميم من ساعده وجذبه بسرعة خلفه وقف أمامه ظنًا منه أنه سيسكب ما حواه الكأس على أخيه، نطق بينما عيناه قد امتلأتا بالشرر "تراجع للخلف بسرعة!" عاد بخطوات متثاقلة فأكمل إحسان مباشرة "كيف تجرؤ؟! ما هذا التصرف الوقح؟ أأبناء القصور يتحدثون قبل التعريف بأنفسهم؟" أشار بيده وأكمل جاداً "آدابك فأنت تتحدث مع أبناء الشيخ لماح" حلت دقيقة من الصمت ونظرات أدهم وتميم لم تقع عن أخيهم الأصغر، منذ متى أصبح إحسان يتحدث بهذه الطلاقة أو متى أصبح بهذا الطول حتى أحقاً كان من الممكن أن يخفي تميم خلفه هكذا؟!

تردد الرجل قليلاً وعاد للخلف نطق بشيء من الارتجاف "لما الصراخ عزيزي دعنا نتحدث بروية" لم يكمل جملته اذ تلقى لكمة على رأسه وبنظرة مخيفة من أديم نطق "ألم احذرك من تعدي حدودك!، إكليل ماذا تفعل هنا؟"
وضع يده على رأسه ونطق متألماً "أنتم حقاً عائلة واحدة! ليحاول أحد أن يسمعني لدقيقة" عدل من وقفته ونطق موجها الكلام لإحسان "أنا أسف أنت محق كان يجدر بي التعريف بنفسي أولاً، لكني لم أقصد الشر أبداً" تدخل أديم ونطق "يا أولاد هذا إكليل" سكت ثلاثتهم ونظروا لبعض، نطق إحسان متداركاً "إكليل الجبل! صاحب الرسائل؟" رتب إكليل شعره ونطق "ليس إكليل الجبل يا فتى بل إكليل ابن الجبل" سأل تميم متفاجئاً "أهذا أسمك حقاً؟ ظننت انه اسمٌ لمجموعة من المرتزقة أو شيء من هذا القبيل" حنى إكليل رأسه ليتحدث لتميم "أجل أنه أسمي وأنا صديق فقط لا مرتزق" التف إكليل لأديم ونطق "هذا قاسٍ أديم الم تتحدث عني أمامهم ولو لمرة؟، أنظر اليه أنه يظن أنني مرتزق!" تجاهل أديم صديقه وتحدث مع تميم "مرتزقة!؟ وما لذي سأحتاجها فيه أنا لا أملك شخص اتتبعه" رد تميم وقد وضع يده خلف رأسه "تعرف أنت وأبي وعملكما" أضاق أديم عينيه ونطق بعدما أصبحت يده على رأس تميم "حاسب على كلامك"، عينا أدهم لم تسقط عن إكليل لأنها المرة الأولى التي يراه فيها ورغم أنه يثق بعمه ويعرف أنه لا يتحدث بأريحية أمام أيًّ كان الا أن إكليل في النهاية من أبناء الجبل وهذا شيء لا يمكن نسيانه... بالنسبة لأدهم على الأقل، نظراته المحملة بالشك وصلت لإكليل بسرعة، لذا حاول كسر الجو سريعاً نطق متداركاً "تريدون سماع قصة عن عمكم البكّاء؟" وضع أديم يده بسرعة حول رقبة إكليل وسحبه لجانبه نطق بحزم وقد خالفت نبرته ملامح وجهه المرتاحة "سأقطع لسانك أن فتحت فمك بكلمة" رفع إكليل إصبعه ونطق "أنتم عائلة عنيفة على فكرة" نطق أديم بعد أن أفلته "لا يحق لك الحديث أيها المزعج" تجاهله إكليل ونطق "على كل حال ما جئت من أجله" أعاد الإشارة لتميم ونطق "أنت لا تلمس الزاجل الخاص بي مجدداً" نطق تميم مدافعاً "لو لم أقطعه لكان قد جرح" رد إكليل "كاد يضيع بسببك ان سار في مساره لن يتأذى لقد حذرت أديم من الأمر مسبقاً لكن بما أنها مرتك الأولى فلا بأس" سحب أديم إكليل من ذراعه ونطق" تعال معي أرغب بالحديث معك" نطق إكليل بعد أن تماشى مع أديم "كان من اللطيف لقائكم يا أولاد أنا أستأذن الأن" هما بالخروج من الشرفة قبل أن ينطق أدهم فجأة "عم" التف اليه أديم ونظر بأتجاهه منتظراً منه الحديث "لا تتأخر" أبتسم أديم ونطق بهدوء "أمرك"
.
.
.
.

وغَرOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz