الفصل الخامس عشر

177 25 27
                                    

(تلك الكف)

بدأ الجو بالتغير مجددا فالدفء بدأ يصل للبادية من جديد وما عادت الغيوم تتكدس في السماء، لا زال الجو بارداً ليلاً إلا أن ساعات الصباح الأولى هي الأنسب لتدريب دون شك، اليوم منعش بشكلٍ خاص فقد خرج أدهم من خيمته ليتدرب مع أخوته من جديد فبعد حادث مرضه لم يخرج الا يوم الحفل وهذا كان قبل أسبوعين من الأن

ركض جاسر باتجاه أدهم معانقاً ونطق متحمساً "اشتقت اليك كثيرًا" ربت أدهم على رأسه ونطق مبتسماً "أنا أيضاً جاسر، أين عون؟" عقد جاسر يديه لصدره ونطق "لازال نائماً ذاك الكسول" قهقه أدهم بخفة ونطق "لا زال الوقت مبكراً أنت من أستيقظ باكراً فقط " أضاق جاسر عينيه ونطق متجهماً "لهذا لا أحب ساعات الصباح الأولى" أمسك أدهم أنف جاسر ونطق " لا تعبس هيا، سيستيقظ قريباً" رفع أدهم رأسه وسأل "لا أرى الآصال ولا شجي، أين هما؟" رد جاسر وقد نظر في اتجاه الخيام " مررت عليهما قبل قدومي لكنهما يتشاجران فقط، تعرفهما هذا سيأخذ وقتاً" ضحك أدهم متوجها لدكة السلاح، تحدث بعدما رفع سيفًا عشوائياً بخفة "ليس هما فقط لقد تأخر الجميع أيضاً" التف أدهم فلمح اقتراب تميم لكن من معه لم يكن إحسان هذه المرة، تحدث أدهم متحمساً "-بتّار- من النادر رؤيتك هنا" وضع يده خلف رقبته ونطق خجلاً "حسناً لقد شبعت من الهرب واستسلمت لتميم سأتدرب معكم من اليوم" وضع أدهم يده على كتفه ونطق "خذ الأمر ببساطة ولا تجبر نفسك، أسألني عن أي شيء ان احتجت أنا سأساعدك" أومئ بتار مبتسماً ونطق "بالطبع أخي"

بتّار هو الابن الرابع للماح وهو كما أغلب ابنائه ليس من صلبه بل من داخل قلبه، لم يكن يصغر إحسان الا بعامين فقط الا أنه لم يكن مهتماً بالظهور مثلهم حتى انه لم يهتم بتعلم شيء من استخدام الأسلحة او حتى يدرب جسده على الجهد والحركة، ليس كسلاً أبداً بل لأنه لم يُبدي أي اهتمام أو رغبة بل فضل قضاء وقته بالدراسة وبناء معرفة كافية أملاً بأن يحقق حلمه الصغير بأن يكون أستاذاً يوماً من الأيام، ظهر إحسان بعدها بدقائق نطق متفاجئاً "بتار هنا! من اين اشرقت الشمس اليوم؟" تبسم ونطق "لا تسخر مني إحسان!" رد إحسان وقد رفع كتفيه بإهمال "أنا لا أسخر لكنك متأخر جداً" وضع تميم يديه على كتفي بتار ونطق "لا بأس عليك، لا تستمع لإحسان لا يوجد شيء مثل ان تبدأ متأخراً، الوقت الذي تشعر فيه أنك مرتاحٌ لفعل أمرٍ ما هو الوقت المناسب " رد إحسان وقد نظر للجانب الأخر "أنا أقول هذا من أجله، أخاف عليه أن يقع في مأزق يوماً فلا يجيد الدفاع عن نفسه" نطق أدهم "ما هذا الفأل إحسان؟ لن يحدث له شيء ان كان معنا" رد بتار وقد أومئ "إحسان محق أنا اعرف أنه كان يجدر عليّ ان ابدأ أبكر من الأن لكنني اتبعت اهوائي فقط" نظر أدهم للأفق ونطق منزعجاً "ويحي أنه أبي مع أديم" وضع تميم يده على رأسه ونطق "أتمنى ان يكون ماراً فقط" سأل بتار محتاراً "ولما رد الفعل هذا اليس من اللطيف وجوده هنا؟" امسك إحسان بتار من تلابيبه نطق وقد هزه بقوة "انت لا تعرف شيئاً عن لماح حين يمسك سيفه، يصبح طاغية! ينسى اننا أبنائه لازلت أتذكر ضربته لي على ساقي فقط لأنني أصدرت صوتاً" شد أدهم شعره ونطق "ليتني بقيت في الفراش يوماً أضافياً" نطق إحسان وقد عانق بتار من رقبته "خائف على نفسك! بتار سيصاب بصدمة الأن لم يحلم بها في حياته" شعر إحسان بيد تلمس ظهره، نطق بعد ان اقشعر جسده "عزيزي إحسان أكنت تغتاب والدك؟" جرى إحسان وأختبئ خلف تميم نطق متراعداً "أنا أسف لم أقصد" رفع اصبعه وأكمل "أنه تنبيه فقط تنبيه" ضحك أديم مستهزئًا ونطق "اخبرتك انهم لا يريدونك لكنك لا تستمع لي" عقد لماح يديه لصدره ونطق خائب الأمل "ماذا ستكون رد فعلكم ان عرفتم أن -عِنان- لن يأتي اليوم وأنا من سيشرف عليكم!" سأل تميم قلق "لم يتغيب الأستاذ قبلاً أحدث شيء؟" تنهد لماح ونطق "ليس بالشيء الخطير لكنه وقع من فرسه لذا طلبت منه أن يرتاح اليوم" نطق أدهم مستغرباً "عنان؟ يسقط من فرسه! هناك شيء غريب" تحدث لماح موضحاً "أجل، لسبب ما أهتاج فرسه ووقع اظن انه تناول شيئا بشكل عشوائي، لقد حدث من قبل" توقف أدهم ونطق فجأة " انا اشعر بالإعياء فجأة، سأعود لأرتاح" امسك لماح بقميصه ونطق بعد ان ابتسم بخبث" الى اين تظن انك هارب انا اعلم انك بخير لذا ابقى مكانك"

وغَرWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu