الفصل الثامن والعشرين ونصفه

229 16 18
                                    

ملاحظة: قد يكون محتوى هذا الفصل حساس بالنسبة للبعض...
———————————————————————————-
.
.
.
.
.
.
.
(عدوٌ وحليف)

"حل الليل"

"عاد الجنود"

"نصفهم جرحى"

"نِصفهم جنون"

"مات الكثير"

"بقي القليل"

"خسرنا الحرب"

"خسرنا الجنود"

"تُسبى النساء"

"يُستضعف الأطفال"

"تبكي الحرب"

"تدمع السماء"
.
.
.
.
.
"ما لكِ توقفت عن الغناء؟" ردت بهدوء وقد أسندت كفها لبطنها "لقد جف حلقي، ثم أن هذه الأغنية قبيحة" رفع كأسه عالياً وبالكاد استطاع وزن رأسه "-سديل- ان فؤادي مفطور، اعيدي الأغنية من البداية" رفعت كأس الماء ثم أنزلته بعد أن شربت، نطقت وقد ارتكزت عينها عليه "ان صوتي ليس جميلاً منذ البداية" أشار بإصبعه نفياً ونطق "هذه الاغنية لا تحتاج لصوتٍ جميل" وكز صدره عدة مرات ثم أكمل "بل لقلبٍ عليل" رمت أحد الكؤوس بتجاهه ونطقت "كف عن جعلي افعل أشياء غريبة، من قال ان قلبي عليل؟" رفع رأسه من جديد ونطق "الا يمكنك أن تكوني شاكرة لأني أستأجرك؟" عادت للخلف مستندة ثم نطقت "ولهذا أنا ناقمة عليك يا -أشهم- تحتاج لستأجاري لتراني فقط" أعاد ملئ كأسه ثم شربه دفعة واحدة.

طرق به على الطاولة ثم تحدث "سمعت أنه عُرض عليك الزواج فلما لم تقبلي؟" رفعت رأسها اليه ثم نطقت "عمن تتحدث؟" ابتسم بطرف فمه ونطق "عددهم كبير كما أرى... اقصد والد الطفل، الطفل الذي بين أحشائك" سكتت قليلاً ثم نطقت ساخرة "لأني لا أعرف من هو والده" استاء محياه ثم نطق بهدوء "ما هذا سديل؟ اغيب عنك عدداً من الشهور والقاك بائعةً للهوى؟" نظرت لبطنها ثم نطقت "كاد يقتلني..." رفعت رأسها اليه ثم نطقت "لقد حاولوا قتلي ليلتها..." وضعت يدها على بطنها ثم نطقت "ظننت أني نجوت بنفسي... لكني خرجت بشيء أخر " رفعت نظرها اليه ثم نطقت "لست بائعة هوى يا صديق لقد كانت ليلةً لا تُذكر" رمى كأسه مُحطماً إياه وامسك بالزجاجة بكفه ورفعها متجرعاً ما بها ثم انزلها ارضاً محطماً إياها أيضاً.

تحدث دون علاماتٍ لسكر بالرغم من الكم الكبير الذي تجرعه "لما؟ لما لم ترسلي لي خبراً ايتها السافلة؟" امالت برأسها ونطقت "لأنك كنت ستدعوني بال"السافلة" " وضع يده على جبينه ونطق "أتعرفين لما أكره النساء من أمثالك؟" رفع عينيه اليها وأكمل "لأنكن تصمتن... وصمتكن يُثير جنون أمثالي" ضرب على الطاولة بقبضته ونطق "زُجاجةٌ أخرى أيتها الحقيرة" نهضت من مكانها ونظرت تلك الغرفة سرير مهترء وستارةٌ لا تكاد تستر تلك النافذة الأرض الخشبية تُصدر صريراً مزعج يُنذر بهترائها وكثير من الزجاج المحطم والشراب المسكوب، توجهت لخزانةٍ كانت بطولها وفتحت بابها مُخرجةً زُجاجةً أخرى جلست أمامه واخذت كأس الماء خاصتها ورمت ما حواه أرضاً وبعد أن أزالت غِطائها ملأت الكأس خمراً ودفعته اليه.

وغَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن