الفصل العشرين ونصفه -إضافي-

179 22 3
                                    

(ما بعد الصدمة)

الأيام تتداخل في بعضها بسرعة وتكاد من تشابهها لا تدرك كم من الوقت مر، عام؟ أثنان... ربما عشرة، وفي مثل هذه الأيام المتشابهة تتراكم المعارف والخبرات لبناء شخصية الفرد ولكن فجأة يحدث حادثٌ... ولا تعود نفس الشخص الذي كنت عليه مجدداً، أبداً ومهما حاولت.

بعد منتصف الليل وبعد أن نامت البادية، القمر بدرٌ يتوسط السماء ومع النجوم التي توزعت يكاد كل شيءٍ جليٌ في الأرجاء حتى بالعين المجردة.

نطق عون وقد حرك الجمر بعصا في يده "هذا ليس عدلاً لما الكل يفترض أن جاسر أكبرُ مني" انحنى جاسر متذمراً ونطق "هذا لأنني كذلك" التف اليه عون وأكمل حديثه "لكن لا شيء يثبت ذلك حقاً، لقد كنا سوياً منذ البداية... قال أبي أننا كنا بذاتِ الملائة" نطق جاسر بعد ان تنهد "كوننا وُجدنا سوياً لا يعني أننا توأم! انظر لوجهي أنا لا أشبهك" رد عون جاداً "ليس عدلاً فقط لانك أطول مني يحق لك ان تكون الأكبر" تدخل شجي ونطق "ما لذي أنت منزعج بشأنه، ستصبح في السابعة عشرة بعد شهرين من الأن لذا كفا عن الشجار" استند جاسر على عون ونطق "ان كنت مستاء لهذه الدرجة يمكنني مناداتك بأخي الأكبر أنا لا أمانع" دفع عون جاسر بعيداً ونطق "ابتعد عني... ليس وكأنني أريد سماعها منك" التف جاسر ونطق "ماذا تريد مني ان افعل لمواساتك؟" رد عون حازماً "لا شيء فقط توقف عن التصرف بحماقة" وقف جاسر وبخفة ضحك "ذاهب لأقضي حاجة" نطق عون مباشرة "كن حذراً ولا تبتعد فقد تأخر الوقت" نطق بينما أصبح خارج الخيمة "حاضر حاضر"

التف شجي في مضجعه ونطق وقد قابل عون "ما لأمر معك؟ أنت لا تهتم بهذه الأمور بالعادة" تنهد مثقلاً ونطق بأسى "انه يتصرف بطيش طوال الوقت، ومنذ عادت باقي العشيرة لتسكن بالجوار انا لم اعد مرتاحاً، يستمرون في المقارنة بيني وبينه... وأنا لا احب ذلك لو كنت اكبر منه لما كان تلقى كل هذا اللوم من الجميع" نطق شجي بهدوء "أخبر أبي بذلك وسيقوم بطردهم جميعاً" رد عون حازماً "لا شجي هذا خاطئ، ليس كل ما تتمناه تحصل عليه" غطى وجهه بينما نطق "اذا انت تتمنى ذلك على الأقل" سحب عون الغطاء من طرفه ونطق "لا تغطي وجهك وانت نائم هذا سيء" مال بجسده ليتحقق من الوقت نهض من مكانه واقفاً وهم بالمغادرة، نطق شجي من مكانه "استخدم الماء فقط" ابتسم عون بينما رد "الرمال أفضل" باعد بيده الستار وما ان تعدى أول خطوة خارج الخيمة حتى شعر بضغطٍ شديد في الارجاء حل سكون غريب على البادية... ليس هدؤها المعتاد بل شيء أعمق، شعر بالعرق البارد يملئ جسده وكما لو انه مراقب التف بسرعة وقد ضاعت عيناه

"عون؟"

ارتخى فكه بهدوء وخرجت ضحكة خجل منه "جاسر هذا أنت! لقد أخفتني" رد جاسر وقد كان يحمل وعائاً من الرمال "من قد يكون في هذا الوقت، لنعد بسرعة قبل ان تبرد الخيمة، لقد أحضرت الرمال" نظر عون خلفه لوهلة ثم نطق "أجل لنعد"

وغَرWhere stories live. Discover now