الفصل الثالث والثلاثين 2

217 10 60
                                    

(وغر)

رفع يده وبثقلها أنزلها على الباب راح يطرقه كالمجنون، بقبضته كاد أن يكسر الاطار إلا أن الباب فُتح، فندفع بداخله دون أذن، وضع يده على صدر إكليل فرماه لداخل قبل أن يخرج رفع نفسه عن الأرض ونظر الى وجهه مستغربًا

"أجننت يا بن لماح؟!"

نظره إحسان من الأعلى ونطق بعد أن حدق بعينيه "أنت معنا... أم علينا؟"

رفع جسده معتدلًا وصرخ فيه غضبًا "تسألني هذا السؤال بعد كل ما حدث بيننا؟" أنزل إكليل نظره لملابس إحسان وسأل في حيرة "أديم بخير؟" وقف إكليل في فزع وسأل وقد تردد صوته "عمك! أصيب أديم بمكروه؟" هز إحسان رأسه نفيًا ونطق "تعال... أريدك في شيء" تقدم عن إكليل داخلًا المنزل ونطق دون أن يجلس "بلاد الأشباه... ألك ما يُبقيك فيها غير بطش أخيك؟" رد إكليل بلا تردد "مالي فيها حتى كسائي الذي أرتديه" نظر اليه إحسان بعين فاحصة... فإكليل حقًا... كان يرتدي ملابس أديم وفي دار أديم ولا رابطة له بالناس... غير أديم، فرد إحسان مسرعًا "نحن... في بلاد الأشباه لزاهدون، فسرق حُر مال أبي بمعرفتك... وأختفي به عن العيون، وحينما أرسل اليك الأشارة سنخرج جميعًا وأنت معنا"

نظر اليه إكليل ونطق "والى أين؟" رفع رأسه وردد "الى حيث يأخذنا الموج"
______________________________________________________

عصرت آيلا المنشفة ومسحت شفاهه بالماء... أستوى على الأرض وبطنه مواجه لها وقد لف الضماد أعلى جسده وعيناه قد عُقدتا سويًا بقماشٍ ثقيل... ولا أحد عرف لحظتها من أخرج ذلك السهم وعينه من محجرها.

رفعت رأسها تنظر لماح ثم عادت برأسها لشجي... بدا مستكنًا في مرقده، هادئًا في تنفسه، محياه راضٍ كل الرضى وكأنما هو نائم في أناة لا يحمل من همها شيء

أما آصال، فقد كانت في عناق أخيها متعلقة رأسها على كتف أدهم ومتشبثةً به، ترفض النظر لمالك الذي جلس على الأرض بجانب باب الدار لا يجرؤ أن يقدم على أي حركة

وضع أدهم يده على رأسها دون أن يواسيها بشيء، مرر يده في شعر أخته وهمس "أسف لصراخي عليك" رفعت رأسها تنظر وجهه ونطقت في ذهول "أهذا وقت..." ابتلعت كلمتها حينما رأت عيناه وقد أسود تحتها، ذبل وجه أدهم فرفع يده على وشك أن يحل عباءته ألا أن آصال سارعت وأمسكت كفه ونطقت "لا!" أسندت جبينها ظهر يده وراحت تردد "ليس أنت" جرته حتى استند في جلسته ونطقت "أن أبي... قد تعب، ولا أحد لنا إلا أنت من بعده" مال برأسه وقد أسنده لكتفه ونطق في وجوم "وأنا قد تعبت... ولم أرتح يومًا في حياتي... وهذه العباءة ثقيلة" وقف من مكانه ونطق "وأنا عودي مازال طري" خلعها في وقفته ورماها على الأرض متوجهًا لغرفته وقبل أن يصعد الدرج ألتف لمالك ونطق "أن غادرت الأن... خسرت روحك على يدي، وأن غادرت ووصل إحسان، فسلام على آل تيم حينما عدوك صهرًا لنا"

وغَرWhere stories live. Discover now