الفصل الرابع والعشرين ونصفه -إضافي-

142 19 9
                                    

(رِسالة)

الى العزيزة ذمة...
وبعد...

مر زمنٌ طويل منذ أخر مرةٍ أمسكت فيها القلم وأنا أنوي كتابةَ رسالة لا تمت لعملي بصلة، تعرفين أني مشغول جداً صحيح؟ لذا من النادر لي أن التفت الى نفسي، لكني وفيت بالوعد اليك... أنا أكل جيداً وأضحك متى ما سنحت لي الفرصة، أشغل وقتي كله بمساعدة لماح وأبناءه عليّ أنسى... سألتني ماذا أنسى؟ أحاول نسيانك ذمة اليس هذا غريب؟ أحاول نسيانك وأنا أكتب اليك كم أنا شخصٌ فظيع، لقد كبرت كثيراً لا أظنك قادرة على التعرف علي... لا أنا واثق من أنك ستفعلي حتى لو عصفت بي الدنيا أكثر مما فعلت أنا واثقٌ أنك عليّ ستتعرفي! ذمة أنا لا أملك أصدقاء كُثر... لا أب لا أم لا أخ لا أخت وبلا ولدٍ حتى الأن وبهذا العمر ولم أذق طعم الحب أو الأعجاب، أشعر أني وحيد في معظم الأحيان بالرغم من الضجة التي حولي... لا أنكر أن أبناء لماح يؤنسون وحشتي، لكن خيمتي مظلمة كظلمةِ قلبي، أصبحت لا أخشى الموت فلا أحد يخاف عليّ يا عزيزتي ثقتهم بي هي ما تُخيفني! يوماً ما حينما أغادر ماهي ردة فعلهم؟ هكذا أفكر، من الصعب الحديث عن نفسي مع أي أحد لقد أعتدتك دائما تسمعيني، ذمة لا زالت الكوابيس تراودني لكن آصال توقظني من نومي، كل مرةٍ أتظاهر بالأنزعاج لكن... الشكر لها في الحقيقة، لقد كبرت آصال يا ذمة أصبحت أشبه الناس بود في صِغرها لا أستطيع إخبارها لكيلا تتمرد علي لكني حقاً أهتم لأمر تلك الشقية، تراودني أفكارٌ كثيرة لو رُزقت بأبناء من صُلبي هل حقاً سأحبهم أكثر من أبناء لماح؟ قالت ود لي الا شيء مثل الولد لكن أنا لا أعرف ما هذا الشعور حقاً، مهما قلت ومهما حاولت أن أضع نفسي في موضع الأب أجد نفسي خائباً، أنا كذبت على نفسي حين قلت أني كالوالد لهم لأني لست كذلك أنا لست حتى عمهم الحقيقي هذا يُفطر قلبي...، ما لذي بيدي حتى أفعله؟ لا شيء حقاً فأنا شبيه في النهاية بالرغم من كرهي لهم، لعل حقدي على الأشباه يكمن في كوني لم أكن شيءً بالكامل يوماً، فأنا شبه أبن وشبه أخ وشبه عم وشبه أب وشبه خال بالرغم أنهم لم ينادوني بذلك من قبل، حاولت الهرب من العمل لكنني لم أستطع، حاولت العودة بالكامل لكنني لم أستطع، أنا ضائع ولا أجد الطريق يغطيني غشاءٌ رقيق يضغط عليّ مُذكراً إياي أني بلا رفيق، لا أُثير قلقك بكلامي واثقٌ أنك من مكان ما بالفعل تُراقبيني... أرغب بسؤالك دائماً هل عمي سلام معك بأي صُدفة؟ لازال يُثقلني عدم معرفة الجواب لقد قلتِ أنك رأيته يوماً فهل أستطيع أن أثق بتلك الكلمات؟ الامر صعب لا تلوميني ذمة، أتصدقين أني أكبر من سلام الأن؟ أنه لشعورٍ غريب كيف لي أن أتذكر وجهه يافعاً، جرفتني الذكريات أكثر مما هو متوقع، لنعد للحاضر انا لا أعرف ما حل بخزامى لذا لا أستطيع أخبارك بأي شيء عنه، خمد غضبي تجاهه فجأة وبلا سابق انذار أنا لم أعد أكترث له منذ زمنٍ طويل بالرغم من ذلك لازلت أراه بكل كابوسٍ وبكل أضغاث أحلامي، لسببٍ ما يبدو واجماً لكني لم أعد أهتم، بالمناسبة أعذري سوء خطي كفاي لم تعودا تحكمان أمساك أي شيءٍ دقيق لا أعرف السبب حقاً لستُ مريضاً ولستُ بالعمر الذي ترتجف به أطرافي... ربما كنت هكذا منذ صِغري لكني لم اللحظ حتى الأن ليس مُستغربًا فأنا أجهل الناس بنفسي لا أعرف ما لذي أحبه بقدر ما أعرف ما أكره، أظنه نوع أخر من المعرفة، هناك الكثير والكثير حدث لكن لا أعرف ما لذي أخبرك به، أنها أول مرةٍ أحاول الكتابة لك، لكن ما أنا واثقٌ منه أني أرغب في أخبارك كم أنا أشتاق اليك... بل أحن اليك وهذا أقسى فلا لقاء بعد الحنين أبداً أفكر أحيانا بإنهاء كل شيء بنفسي وأرتاح راحةً لا أشقى بعدها لكنني أتذكر كم أني بكيت كثيراً بهذه الحياة ولا أرغب بأن أكون السبب في بكاء أي أحد أنا أحاول ذلك جاهداً، ولا أظن أنك ستستقبلينني أن انتهيت هكذا ولا أظن أن لماح سيستطيع العيش دون لوم نفسه... في النهاية لو فعلتها فهو حقاً خطأه، لماح لم ينطقها حتى الأن يا ذمة لم يصرح بها ولم يعلنها لماح لم يعتق رقبتي يا ذمة... لا أزال هبته لا أعرف ما لذي يجدر بي فعله بهذا الخصوص أنا واثق أنه يملك وثيقةً بالأمر حتى، لماح ليس بالسيء لكن هل حقاً من الصعب أن يُريح رأسي؟ كم مضى من السنين على حالي وأنا عبدٌ ذليل، رفض أن أدفع جزيتي وأعتق نفسي يردد دائماً أنت حر مذ أنك معي لكنه بنفسه خائف، خائفٌ من أن أشد الرحال وأهجره أنه لا يثق بي في هذه النقطة، أخٍ أنه لمضحكٌ ومبكي ربما عليَّ يوماً الاختفاء ثم العودة حينها سيصدقني، لكِ عليّ أن أحاول لكن أخشى أن يتوقف قلب أحدنا أن حدث، بطريقةٍ ما لا أتجرأ على فعلها هذا لا يُشبهني صحيح؟ أبداً ولا حتى قليلاً لست معتاداً على التردد في فعالي ولست معتاداَ على التصريح عن مشاعري، لهذا أحتاجك وبالرغم من محاولاتي الشتى لا أريد نسيانك، أتمنى الا يحوطك شيء الا السلام.

أبنك وفجيعك

أديم.





بخفةٍ هبت الرياح على النائم بالعراء طارت الرسالة بعيداً في الفضاء وقبل أن تصل وقعت محترقةً في مضرب النار وذلك المعطف المهترئ بيده لم يجعل المشهد سوى أكثر كآبة.

أنتهى.
--------------------------------------------------------------
.
.
.
.
.
.
(ملاحظة: هذا فصل إضافي الا انه قد يؤثر على سير الأحداث، أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بالقراءة، أراكم قريباً)
.
.
.
.
أتمنى أن تكونوا قد أستمتعتم بالقراءة لا تنسوا التصويت وأتركوا لي تعليقاً أن أمكن، أراكم حين يأذن الله
.

.
.
في حفظ الرحمن

في حفظ الرحمن

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
وغَرWhere stories live. Discover now