الفصل الثاني والعشرون

179 19 22
                                    

(المقابلة)

الصباح مكتظ في الارجاء فليس فقط عائلة لماح الصغيرة هي التي تملك ما يشغلها لكن العشيرة بأكملها... الزواج ليس شيء بسيطاً لدى الاشباه بل هو عقدٌ جِديٌ جداً فحتى أن لم يحدث بشكل رسمي الا أن الاستعدادات تكون في أتمها

تحدث جاسر بينما سار خلف والده "ابي أنجهز الخيمة الوسطى والشرقية ام الوسطى والجنوبية" نطق لماح دون أن يلتفت "إنها الوسطى والشمالية ركز" همهم جاسر بينما سجل ذلك بمذكرة كان يحملها بيده، أكمل بينما استمر في سيره "إذا بخصوص الإضاءة ليلاً هل نستخدم السراج ام الشمع؟" نطق لماح بثقل "السراج بالطبع! ما بالك وبال الأسئلة اليوم، لا تتصرف بحماقة" نطق جاسر "ماذا؟ انت الذي لم يتوقف عن الحراك اليوم انا أحاول الحديث معك لكنك تدور في دوائر منذ الصباح" نطق لماح جاداً "جاسر انهي اسألتك وانقلع من امامي" نطق جاسر أخيراً "حسناً حسناً انا مغادر" تحرك مبتعداً عن ابيه الا انه عاد مجدداً نطق بعد ان غير صوته "يقول لك أديم -لماح انا لن اعاون احداً في التجهيز لا تبحث عني-" التف لماح لجاسر ونطق جاداً "الم اخبرك ان تتوقف عن نقل الرسائل نصاً؟ غادر من امامي هيا" تحرك جاسر مبتعداً وخلف اول خيمة التف نطق بينما حادث اخوته "لا فائدة انه متوتر لسماء، حتى أني مزحت معه ولم يضحك" نطق عون منزعجاً "اتسمي ما قمت به مزاحاً؟! لو كنت مكان ابي لضربتك على اسئلتك الحمقاء" نظر جاسر اليه ونطق بينما خفت صوته "انا كنت اسأل جاداً" عقد بتار يديه لصدره ومد جذعه لينظر بتجاه ابيه عاد بسرعة والتف لأخوته متحدثاً "علينا ابقائه بعيداً عن آصال انه يجعلها تتوتر حتى لو لم ترد ذلك" التف بتار بتجاه اخوته ونطق "اين شجي؟ لقد كان هنا منذ دقائق" مال عون برأسه من جانب الخيمة وشهق ما ان رأى أخيه متجها بتجاه والده، التف لأخوته ونطق "شجي ذهب بتجاه والدي!" نطق جاسر جاداً "الاهوج لم يتحادث مع ابي منذ يوم ميلاده" سأل بتار جاداً "ولما ذلك؟!" بعثر جاسر شعر رأسه ونطق "شجي يظن أن والدي سمعه بينما يثرثر بتلك القصة لذا لم يجرأ على أن يكلمه، وبما أن أبي لم يبادر بالحديث فظن شجي صحيح على الاغلب" نطق بتار متفاجئاً ونطق "تلك القصة؟ قصة ولادته!" هز جاسر رأسه إيجاباً فنطق بتار تاركاً أخوته خلفه "أنا لا ارغب برؤية هذا المشهد، ويجدر بكم الرحيل أيضاً"

تنهد لماح بثقل اذ فهم لما يراقبه ابناءه منذ الصباح، بقائهم على مساحة كافية بعيدة عنه وتواليهم عليه بالدور يعني انهم يحاولون كسب الوقت بإبقائه بعيداً عن شيءٍ ما، ربما آصال؟ على الاغلب لكن على الأرجح أن ود لها علاقة بالأمر... لا زالت منزعجة منه هذا جعل احباطه واضح، يود أن يلتف ويخبرهم أنه عارف بوجودهم الا أنه لسبب ما لا يستطيع... ربما وجودهم خلفه أعطاه شيء من الطمأنينة.

"لماح... أتأتي معي لدقائق" لف لماح رأسه ونظر لشجي بحزم ونطق "هذا جيد أنا أيضاً أرغب بالحديث معك" ابتلع شجي ريقه بصعوبة ونطق بعد أن هم بالسير "أذا أتبعني" سار لماح خلف ابنه بصمت ومع كل خطوة كان شجي يندم أكثر وأكثر على مبادرته بالحديث لكن لحظة! الى أين سيذهب بأبيه من الأساس فقد تحرك بتجاهه دون سبب، وضع كفه على جبينه وتوقف لوهلة، استند لماح برأسه على كتف أبنه ونطق "ما بالك توقفت؟" ضحك شجي بتوتر ونطق "لقد نسيت ما أردت فعله معك" عدل لماح وقفته ونطق "هذا سيختصر الكثير ما رأيك أن نتحدث" ضرب شجي كفه بقبضته ونطق كاذباً "تذكرت، صالحني مع آصال" اضاق لماح عينيه ونطق "منذ متى وأنا أتدخل بينكم؟" امسك شجي كم قميص والده نطق بترجي "أرجوك أبي" هدأ لماح ولانت ملامحه نطق متصنعاً ويده خلف رأسه "لم أسمع ما قلته بُني، هلا أعدته؟" ضغط شجي بظفره على اصبعه ونطق متفهما "أرجوك أبي" أبتسم لماح برضى وبحركةٍ سريعة منه صفع كف أبنه نطق وقد أشرق وجهه "أخبرتك ان تتوقف عن هذه العادة الم أفعل؟" نظر شجي لمكان وقوفه ونطق "حاضر" مال لماح للأمام ونطق "لم أسمعك، أرفع صوتك" تنهد شجي قبل أن ينطق "حاضر أبي" ملأ لماح صدره بالهواء ومشى برضى نطق بابتسامة " هيا بنا الان"
-------------------------------------------------------------

وغَرWhere stories live. Discover now