الفصل الثالث والعشرون

179 19 43
                                    

(بداياتٌ قلقة)

مد يده بينما كان مستلقياً على كومة القش ولامس فرو ودق الذي بجانبه واحمرار عينيه يدل على بكاءه لوقت طويل وقتها، أقترب معانقاً كلبه لصدره ومخفياً وجهه على ظهره وبدون أن بنبس بأي كلمة وبدون أن يصدر صوتاً عاد يرتجف من جديد سالت قطرات من عينيه دون أن يتغير تعبير وجهه.

تسلل عون خلف جاسر ويديه وصلت لتغطي فمه وكفه الأخر أمسك قميصه ساحباً إياه من الخلف همس في أذنه جاداً "ماذا تفعل عندك الم أخبرك أن تدعه وحده!" التف جاسر مبعداً عون عنه ونطق بجدية "أذا ما لذي جلبك الى هنا ها!" أفلت قميصه وجلس متقرفصاً ونطق "قلقت عليه! لم يعد منذ يومين، لم يأكل، لم يستحم، لم يحضر خطبة آصال، هذا كثير..." ذبل جاسر ونطق "ودق قد يموت أن لم يشفى، ولا أعرف أن كان شجي سيتحمل ذلك" خفت عون وعانق نفسه، نطق بهدوء "لا أحب أن أراه هكذا، برغم من هدوءه المعتاد لكن ليس لهذه الدرجة" نظر جاسر لعون ونطق "نحادثه؟" نطق عون بحزم "لا! ماذا كنا نقول؟ لن يتقبل ذلك"

"ما لذي جاء بكم الى هنا؟" عانق جاسر عون ونطق بتململ" لا شيء جئنا لتفقده، لم يتحرك من مكانه" دنت آصال وفوق أخيها استندت نظرت من باب الطوالة ولاحظت أخيها، عدلت من وقفتها ونطقت "يجب أن نجد حلاً" عدل جاسر جلسته ونطق "أنا لست مسندً" باعد عون يدي أخيه عنه ونطق واقفاً "قل هذا الكلام لنفسك"

"ماذا تراقبون؟" فزع جاسر ونطق وقد أختبئ خلف عون "عمي هذا غير لائق أصدر صوتاً" أضاق أديم عينه ونطق "الغير لائق أن تتنصتوا على أخيكم" نطق جاسر منزعجاً "نحن لا نتنصت نحن نطمئن عليه هناك فرق" وقف وبجانب عمه أصبح، نطق راجياً "الن تخبرني سر الخفة في سيرك؟" ضرب أديم جبين جاسر بأصبعه ونطق "أنها الخبرة أيها الغر" التف لآصال ونطق "زوجك قد أتى تركته يحادث أدهم" نطقت حازمة قبل أن تغادر "عمي كان عليك أخباري مبكراً" عقد أديم يديه لصدره ونطق "هذه الفتاة لن تتأدب أبداَ!" غير جاسر محور الحديث "الن تعلمني كيف تفعلها؟" التف أديم لعون ونطق "عون، خذ هذا الأحمق وأذهبا للعمل لقد تراكم عليكم الكثير بالفعل" أمسك عون أخيه ونطق "لنذهب جاسر" التف جاسر لأخيه ونطق "لماذا؟ لا أريد ذلك" تنهد أديم ونطق "أنت حقاً لا تقرأ الجو" همس عون في أذن جاسر فنطق مستوعباً "هكذا أذاً، لنذهب على أي حال" غادر كلاهما وتركا أديم وحده مشى بخفة لداخل وبقرب شجي أنحنى على ركبته وضع يده على رأس شجي وبخفة نطق
"شجي، أنهض بُني "
------------------------------------------------------

مشت بحذر حتى لا تبدو أنها أقبلت بسرعة لمحت رأس أخيها من بعيد فأنا لشعره الأشقر ألا يبرز، وما زاد قلقها ليس قدوم مالك بل حديث أدهم معه أذ لم تكن مسرعة لترى خطيبها بقدر ما أن تبعده عن أخيها، أدهم أوضح من البداية أنه لا يحب مالك ولا ينوي أن يتفاهم معه حتى على الأغلب، تحدثت بخفة قبل أن تصل لجوارهما "مساء الخير" التف أدهم لأخته ورد "أين كنت آصال لقد تأخرتِ" ردت بتوتر "كنت مع جاسر وعون" هز رأسه متفهماً ونطق "جاء مالك لرؤيتك كوني حذرة ولا تتأخري مجدداً" أومئت إيجاباً ونطقت "حسناً" التف لمالك ونطق بهدوء قبل أن يغادر "أنا أستأذن الأن" أومئ مالك بهدوء ونطق "رافقتك السلامة"، اقتربت آصال منه وتحدثت "كيف حالك؟" رد بهدوء "بخير، كيف حالك أنت؟" ردت مبتسمة "بأفضل حال"، نطق بخفة "أعتذر أتيت دون أن أخبرك مسبقاً" ردت متفهمة "لا بأس، لا بد أن شيء قد حدث" تنهد ونطق "أجل، أتيت لرؤيتك قبل أن أعود للعمل لا أستطيع أن أحصل على عطلة لأني لم أصبح أستاذاً رسمياً بعد، ربما لأسبوعين أو ثلاثة ثم سيعود كل شيء لما كان" سكتت لدقائق بعدها نطقت بينما أشارت له ليسير معها "يمكننا تبادل الرسائل أن كنت لا تمانع" سأل بينما مشى خلفها "تجيدين الكتابة؟" نطقت مستغربة "بالطبع" رد مالك شارحاً "لم أجد الأشباه يُقبلون على التعلم ولم أسمع بفتاة تقرأ أو تكتب" هزت آصال كتفيها ونطقت "جيد أنك لم تكن هنا قبل عدد من السنين أذاً" مد رأسه للأمام ونطق "كان الوضع أسوأ؟" هزت رأسها إيجاباً "التعليم كان مكلف بطريقة جنونية، حتى لو أردت ذلك لن تحصل عليه مما جعله مظهر من مظاهر البذخ" سأل "ثم؟" أكملت بهدوء "حتى بعد أن تسهل الأمر وأصبح أقل تكلفة انطبع لدى الناس أنه باب لتفاخر، تعلم صنعة يغنيك عن ألف كتاب لا زال الوضع هكذا هنا" هز رأسه متفهما ونطق "أذا تعلمتها لأنك أبنة شيخ؟" هزت رأسها ونطقت نفياً "لا، لأنني أبنة لماح" سكت لوهلة ثم نطق "هكذا أذاً" نطق بعدها بهدوء "لم أرى والدك منذ قدومي" نطقت بعد أن تكدر وجهها "لقد غادر، لديه عمل مهم" نطق قلقاً "الا بأس بقدومي في غيابه؟" أومئت بإيجاب "عمي وأخوتي هنا لا عليك" نطق بعد أن تنهد "أنا أسف حقاً، قد تبدو أسئلتي غبية لكنني أجهل الكثير" ضحكت بخفة ونطقت "لا عليك لا تفكر في الأمر" وضع يده على جبينه ونطق "كلما أتذكر أني أخبرت والدك أني تشرفت بمعرفته أصاب بصداع" وضعت يدها على فمها ونطقت "أبي معتاد على اختلاف الاخرين لذا لا بأس كنت سأقلق عليك لو قلت ذلك لأدهم أو إحسان" رفع رأسه ونطق "بالمناسبة، أظن أن كلاهما يكرهانني بالفعل" سألت جادة "ولما؟" بعثر خصلات شعره بخفة ونطق "لا أعرف لكن أدهم يتحدث معي كأنني طفل وإحسان... مددت يدي لأصافحه مرة ولكنه لم يستجب" ضمت يديها سوياً ونطقت "بخصوص إحسان أنا لست واثقة من مشاعره اتجاهك لكن بما أنه لم يصافحك أذا هو يعتبرك شخص مهم" نطق بجدية "حقاً؟ أهذا شيء في عُرف الأشباه؟" هزت رأسها نفياً ونطقت "لا في الواقع أنه وقح لكن لدى إحسان أسبابه" سكت للحظة ثم نطق "أتفهم أذاً" وصلا لميدان التدريب وفوق السور جلست، سألت وهي تنظر اليه "أذا ماذا قال أدهم؟" عقد يديه لصدره ونطق "سألني عن السلاح الذي أجيد استخدامه، لكن عندما أجبته نظر لي باستصغار... صحيح أنه حاول اخفاء ذلك لكني لست غبي" أضاقت عينها ونطقت جادة "الا تخاف على نفسك؟" سأل محتاراً "ماذا؟" وضعت يدها على جبينها ونطقت "هذا لأنك أجبته، مالك لا يجدر بك أن تشارك أحداً هذه المعلومات عن نفسك" تحدث بحيرة "أخشى أن فكرتك لم تصلني" بسطت يديها وتحدثت "أذا سألك شخص عن سلاحك فلا تجيب أبداً مهما كان ذلك الشخص يجدر بك الكذب حتى أن كنت تجيد استخدام عدة أسلحة" أشارت بأصبعها وأكملت "أن عرفت سلاحك مسبقاً أستطيع أن أحدد المدى الذي تقاتل به، وهذا قد يصبح سيء جداً" وضع يده على رأسه مستوعباً ونطق "فهمت لقد كان يختبرني وأنا أجبت بعفوية، بما أنه أخيك ظننت أنه لا مانع من الحديث بأريحية" نظرت اليه بحذر ونطقت جادة "لا أحد ثم لا أحد يجدر به ان يعرف كل شيء عنك، مالك لا تثق بسهولة هذا خطير في الواقع" أنزل يده فأصبحت خلف رقبته نطق بهدوء "لكننا عائلة الأن، ولهذا أنا أرخيت حذري" ابتسمت بخفة ونطقت "أنا أثق بأدهم لذا لا تفكر في الأمر كثيراً، لكن عليك الحذر مستقبلاً" نظرت لسماء عالياً ثم أكملت "أنا لا أعرف ذلك حتى عن أخوتي، أعني أنا أعلم لكن لست واثقة من ذلك...قد يكونون ببساطة يكذبون، لا أحد يعرف ما السلاح الذي يستخدمه جاسر ولا إحسان لا شجي ولا تميم ولا ولا ولا، حتى أبي! لا أحد يعرف ما لذي يبرع به أو لا" أعادت نظرها اليه نطقت "الأشباه هكذا لا يثقون حتى بعائلاتهم" هزت كتفيها ونطقت "نعرف المدى الذي يقاتل به كل واحد لأننا أسرة أكثر تفتح وقرب لبعضنا، لكن خارج باديتنا من الجيد أن عَرف الأخ أسم أخيه" جلس فوق السور بجانبها ونطق "لازال هناك الكثير مما عليَّ تعلمه، أصبري عليَّ آصال" ابتسمت بخفة ونطقت "حسناً، ولما لا"
----------------------------------------------------------

وغَرWhere stories live. Discover now