الفصل الرابع والعشرين

182 21 44
                                    

(اجتماع)

وضع أديم يده على رأس أدهم نطق بينما مسح على رأسه بهدوء "من أحزن أدهمي يا ترى؟" أبتسم على مضضٍ ونطق "عمي أنا لستُ طفلاً بعد الأن" سكت لوهلةٍ وبعدها تحدث "في الواقع، أدهم هو من أحزن أدهم" ضحك أديم بخفة ونطق "لا عليك لا عليك، كل شيء سيكون على ما يرام" طرق الإحباط وجه أدهم ونطق "عمي أنت لا تجيد المواساة أبداً" رفع كتفيه بخفة ونطق "لقد بذلت جهدي" عدل أدهم جلسته ونطق "أذاً لما جئت للمدينة؟ لما لم تخبرني بذلك قبل أن أخرج لكنت أنتظرتك" أستند أديم على الأريكة ونطق "لأني سأذهب في طريق مختلف، فشجي كان معي ومررت على إكليل ثم المبيطر، بالمختصر لم يكن لدي وقت لرعاية طفل أخر" ضحك أدهم بخفة ثم سأل "ما لذي سيحل بودق؟" فكر أديم قليلاً ثم نطق " سيبقى مع المبيطر لفترة ثم سَيُصرف، سيكون قادراً على السير من جديد" تنهد أدهم براحة ونطق "هذا مُريح، شجي لا ينقصه مزيد من العُقد" نطق أديم موبخاً "لا تتحدث عن أخيك هكذا" رد أدهم قبل أن ينهض "أأنا مُخطئ بأي صدفة؟" وضع يده على رأسه باهمال "مع الأسف لست كذلك" جلس أدهم مقابل عمه ونطق "عمي، هلا سألتك سؤالاً وأجبتني دون أن تنزعج؟" نظر أديم الى وجهه بشك ونطق "لا لاتسألني، لا أريد أن أنزعج" أكمل أدهم حديثه متجاهلاً "حسنًا كما كنت سأقول، أنت تحمل ندباً في وجهك ومما أتذكر كان يؤلمك حتى بعد أن شفي صحيح؟" أعاد أديم أسناد ظهره للأريكة ونطق "أنت تعرف أني لا أحب الحديث عن الأمر ومع ذلك تُكمل حديثك وتتوقع مني الأجابة؟" هز أدهم رأسه بحماسة وكأنه فهم معنى تلك الكلمات بطريقة مُختلفة، أستسلم أديم ونطق "أجل كان يفعل، الى أين تنوي أخذ هذا الحديث؟" رفع من نفسه معتدلاً وتحدث "ماذا كنت تفعل لكي تُخفف وجعك؟" أعاد رأسه للوراء متذكراً ودون أن ينظر لأدهم أسترسل بحديثه "ألمني بقوة ألمني بشدة، ألمني... حتى ماتت ذمة" عدل من رأسه ثم بالتدريج عدل جلوسه أستند بساعديه على ركبتيه وأنحنى، أنحنى ظهره مُتذكرا ذمة من حّرم على لسانه ذكر أسمها مذ وارى جسدها تحت التراب بيديه، أكمل حديثه مُخفياً عبرته بضحكته "أظن أني كنت أتدلل عليها فقط ومذ فقدتها... لم أعد أملك من يمسح على رأسي مُهدأً، نعاها جرحي مراراً بنوباتِ ألمٍ لا يحتمل لكن حينما لم يجدها مُلبيةً لندائه توقف دون سابق أنذار" رفع رأسه لأدهم مبتسماً ونطق "كمادات مِياهٍ باردة هذا كان جواب سؤالك صحيح؟ لا أعرف لما اسهبت بالحديث" وقف أدهم من مكانه وعاود الجلوس بجانب عمه نطق والاستغراب أخذ من نبرةٍ صوته مأخذةً"لكن أنا أعرف ياعم!... أنا حقاً أعرف" تنفس أديم بثقل وعاود الأستناد بظهره على الأريكة وبداخله ندمٌ شديد لنطقه بتلك الكلمات المترددة ظن أنه تخطى الأمر لكن يبدو أنه لم يتخطى الا نفسه تاركاً أياها عالقة بتلك الأيام.
---------------------------------------------------------

طرق شجي باب غرفة أخيه ودخل بعد أن سمع الإذن، نطق بهدوء "أبي يطلبكما" وقف أدهم وبعده أديم ثم خرجوا سوياً سأل أديم "أين لماح؟" التف شجي لعمه ونطق "في غرفته" التف شجي عن الطريق فنطق أدهم "الى أين؟" رد شجي قبل أن يفتح باب غرفته "بطريقة ما شعرت أن أبي لا يريد مني العودة معكم، لذا أنا سأبقى في غرفتي" أومئ أدهم إيجاباً ثم التف لعمه ما أن دخل شقيقه غرفته نطق محتاراً "أكان الاجتماع بهذا السوء؟!" رفع أديم كتفيه جهلاً ونطق "كيف لي أن أعرف" وضع أدهم يده على جبينه ونطق متندماً "كان عليّ حضوره بنفسي ولو كان الاجتماع لتجارة فقط" رد أديم جاداً "كفاك سخافةً ليس وكأنك تملك وقتاً للاجتماعات التافهة" لف أدهم رأسه اليه ونطق "من قال انها تافهة! ما أن تجلس على تلك الطاولة ينكشف كل شيء، نواياهم أحزابهم صفوفهم، وتقول انه اجتماع تافه" عقد أديم يديه لصدره وتحدث "لم نعد نتحالف مع أحدٍ منذ زمن وليس مهما من يتحالف مع من" وضع أديم يده على الباب مانعاً أدهم من فتحه ثم أنحنى على مسمعه هامساً "لان الجميع أعدائنا بُني"
---------------------------------------------------------

وغَرWhere stories live. Discover now