ݪڪنڪَ وعدٰتـَٰــۘـَٰـني.. 45

91.4K 4.6K 6.2K
                                    

--------------------------------- Part 45

سيارةُ الرئيس السوداء كانت تسيرُ بسرعةٍ متوسطةٍ
خلالَ شوراعِ سيئول الصاخبة..

صخبُ الحياة ووهجها كانَ واضحاً عند رؤيتهِ
من نوافذ تلكَ السيارةِ المُعتِمة.. الناسُ منتشرةٌ في كل مكان... عوائل تسير.. وهناك أحباء يمسكون أيدي بعضهم ويتهامسون بـ ذلكَ الحديث اللذيذ..

رجالٌ ونساءٌ كثرٌ عائدون من أعمالهم وبعضهم
يتجه لها لتوه.. طلابُ المدراسِ الثانوية كانوا هم
أيضاً يملئون تلكَ الشوراع فـ هذا موعد خروجهم
وعودتهم لمنازلهم الدافئة..

كانَ كل شيء تنظرُ لهُ تلكَ البندقيتانِ يضجُ
بالحياةِ والأمل... كانَ كل شيءٍ يثبتُ لها ويُؤكدُ
وجودَ ذلكَ الفراغِ في حياتها..

ولم تكن هي وحدها مَن تنظرُ لكلِ هذا بـ بندقيتينِ
لاحياةَ ولا رغبةَ فيهما..

فـ على مسافةٍ لاتزيد المِترَ بُعداً كانَ هنالكَ كيانٌ
قد إرتبط بها... كيانٌ سرحَ بشرودٍ وحزنٍ عندما إكتفت
غرابيتاهُ من رؤيةِ حال زوجتهِ وإنطفاءها...

أيعجبهُ هذا الحال؟!
أيعجبهُ تشتتُ عائلتهِ؟!
أيعجبهُ حالُ طفلتهِ التي يسمعها تهامسُ
خالها أنها تريدُ أن تعود للخلفُ وتجلس في حضن أمها فهي تريدها ؟!
أيعجبهُ حالها عندما ترى رفضِ خالها وتَمَسكه بها
يريدُ أن يعطي أختهُ وقتاً لإستيعابِ المكانِ الذي هم
في صدد الذهابِ إليه؟!

بل الأهم من كلِ هذا... والشاطرُ لروحِ النادمة..
هي هيئةُ روحـــهِ الشاردة... بل تلكَ الهيئة المستسلمة
هو رأى تلكَ الهيئةَ في آخر ليالٍ قضتها معه..

في تلكَ الليلة التي سبقت ليلة إنتحارها.. هو رأى
فيها هذهِ الملامح... عندما بادرت وعرضت عليهِ لمسها هو يقسمُ أنها كانت بملامح كـ هذهِ التي تُظهرها الآن..

نظراتها وقتها كانت تشابهُ هذه..!

هل هي تفكرُ أنه أجبرها على القدوم لقصرهِ.؟!
هل هي تفكرُ أنها سـ تعيدُ حياة الماضي مجدداً..؟!

ألهذا هي قد بَهُتَت منذ ركوبهم السيارة..!

هل لأنها تظنُ أن الأمور سارت بطريقةٍ تجعلها
تخضعُ له ولِما يقول سواءاً كانَ الأمرُ مقصوداً أم
لا... كانَ مخططاً لهُ أم صدفة... هي في النهاية فعلت
ما أراد..

واه...ماذا فعلت بكَ سنينُ الندمِ يا جونغكوك..؟!
شقيقها لم يصل بتفكيره لـ هذا العمق...
أنى لكَ أن تدركَ مافي وجدانها بهذهِ الدقة؟!.
أنى لكَ أن تفهم روحها المضطربةَ وأفكارها المُتضاربة هكذا؟!..

لكنك وعدتنيWhere stories live. Discover now