الفصل الأول : بداية الفراق

1.4K 17 0
                                    

-------------------------------
في 10سبتمير و  ليلة من الليالي الباردة... القمر يُساعد أضواء الشارع للإناره و ضوئه يَشع حتى في الأحياء و الشوارع المظلمه.... كانت صرخاتُها تتعالى في السياره وزوجها تخطى جميع الإشارات من خوفه و قلقه عليها... فـ عندما وصل لـ باب المستشفى خرج فريقه الطبي لـ اخذ زوجته و التوجه بها لـ غرفة الولاده
حضرت الطبيبة المساعدة  مستعجله بعد أن أخبروها بـ تعسر ولادة المريضة
عبد الرحمن بـ توتر و خوف واضحه في ملامحه ونبرة صوته : دكتوره ممكن تفهميني وش اللي صاير؟
الدكتوره المساعده : دكتور عبد الرحمن الدكتوره الموجوده داخل استدعتني تقول انه الولاده متعسره ولازم اساعدها
عبد الرحمن بـ حيره من كلامها اللي زاد من توتره : بدخل معك للغرفه
الدكتوره بـ رفض تام : دكتور صح انك تقدر تفصلني لأنك مالك المستشفى ولكن المريضه  خايفه ومتوتره وهي تولد وانت متوتر وخايف عليها كذا راح تزيد من خوفها و انت عارف ذا الشي
عبد الرحمن لف عنها واخذ نفس عمق ثم اردف : ادخلي بسرعه و اول ما تولد اعطوني خبر  انا انتظر في المكتب
وبعد مرور ساعه و نصف من القلق و التوتر و جميع مشاعر الخوف... تقدمت له أحد الممرضات بعد أن سمح لها بالدخول
الممرضه : دكتور عبد الرحمن الاستاذه سمَار ولدت بالسلامه و جابت بنت بصحة و عافيه
وقف عبد الرحمن بفرح وابتسامه : وين غرفتها؟
الممرضه : في الطابق الثالث غرفة رقم خمسه
عبد الرحمن بـ شكر : طيب يعطيك العافيه تقدرين تروحين تكملين شغلك و يعطيك العافيه
اتسعت ابتسامته بعد خروج الممرضه وتوجه خارج الغرفه لـ زيارة زوجته و حبيبة قلبه والتي أصبحت الان أم لـ أميرته و قرة عينه لكن هل الكره الموجود في قلبها تجاهه زال ام مازال موجوداً!؟.
دخل لـ غرفتها ليحزن قلبه على ذبول وجهها و تعب جسدها وعندما اقترب منها رأها تنظر للسقف بـ شرود فـ وضع يدهُ على كتفها لـ يسألها : حبيبتي سمَار وش فيك سارحه؟ اقول لهم يجيبون بنتنا تشوفينها؟
سمَار وهي تركز نظرها اكثر للسقف لا تُريد رؤية وجهه اكثر بعد ذلك : اطلع برا وهذاني ولدت طلقني وبنتي عندي لا تحلم تشوفها
عبد الرحمن بـ انخذال وانكسار : سمَار! وش اللي غيرك علي؟ وش الشي الكبير اللي قدر يفرقنا هالكثر حتى بعد ما انولدت اميرتنا
سمَار بكره وعدم رغبه: خلاص كرهتك وما ابغاك اتركني بحالي وطلقني و بنتك انت اللي سميها،انا مستحيل اختار لها اسم
اغمض عينيه وهو، يذكر الله ومن ثم خرج  يائساً حزيناً منخذلاً فقد عاش معها أكثر من خمس سنوات فكيف تتركه لـ سبب مجهول في نظره....
توجه لـ تكملة بيانات ابنته واسماها "بسيل" وأصبح يردد في قلبه بأن تأخذ جزء من اسمها
ان تأخذ القوة و الشجاعة ولا يغلبها اي شئ
ومن بعدها توجه للحضانه فـ ربما، يكون هذا اول يوم واخر يوم يراها، فيه واحتضنها لـ صدره وعيناهُ تدمع  بعدما دخل الحضانه واخذ يؤذن في اذنها اليمين و يقيم في اذنها اليسار ثم ارجعها لـ سريرها بعدما سجل اسمها عنده والتقط لها العديد من الصور.... وغادرة الحضانة منهاراً فـ كيف يترك جزءً من قلبه تعيش بعيداً عنه... دخل دورات المياه لـ غسل وجهه وإبعاد آثار البكاء و الحزن لـ يلبس قناع الجمود و الحِده
فـ خرج رافعاً راسهُ لـِ يُقايل المُحامي بعدما أرسل له أن يُجهِزَ أوراق الطلاق و يجلبهم له من أجل توقيعها ولـِ يُفكر معه في طريقة يأخذ فيها ابنته ولكن حزِن قلبهُ أكثر بعدما قال له : دكتور عبد الرحمن بنتك حديثة الولادة و من المستحيل تقدر تأخذها لـ حضانتك إلا إذا اثبت في المحكمة ان زوجتك ما تقدر ترعاها
عبد الرحمن بغضب : بس انا وهي مابينا شي هي اللي من حملت ومو طايقه تسمع اسمي وقالت لي بلسانها انها ما تبغاها عندها لكن بتاخذ حضنتها وتقهرني فيها ويمكن تمنعني من شوفتها.. واتا مستحيل اتبلى عليها واشوه سمعتها قدام الناس
المحامي : يادكتور انا ما اقول تبلى عليها ولا اقول شوه سمعتها بس بنتك لساتها طفله يعني تحت السن القانوني لـ اتخاذ قرار تعيش مع مين
عبد الرحمن : تمام انا الحين وقعت على الأوراق انت روح وقول لها توقع الممرضه تنتظرك برا عشان تدليك غرفتها
خرج المحامي من المكتب واتجه لـ غرفتها خلف الممرضه ولكن هُناك حديثٌ شد سمعه خلف باب الغرفه فـ امر الممرضه بالرحيل و فتح جزءً بسيطا من باب الغرفه ليسجل بـ هاتفه خايانتها و حديثها مع صديق زوجها
سمَار بـ نظرات حب:  سامر هو راح يبتدي إجراءات الطلاق اليوم بس بنتي راح تكون عندي
سامر  اقترب منها اكثر بغضب: كيف بنتك عندك وانتِ ما تبغينه ليه؟
سمَار بتفكير خبيث  وابتسامه ساحره: عشان يعرف ويفهم شعوري لما عرف اني احب و تزوجته وانا ما أبغاه تزوجته عشان فلوسه وعشان اساعدك فقط لا غير ولأنك أرمل وولدك ياسر بيعيش معنا اكيد نزوجهم بعد ما يكبرون ومنها انت تستفيد ولدك راح يكون نسيبه يعني ممكن تكون له حصه من المستشفى الكبير و غيرها من أملاك عبد الرحمن
- بعدما سجل جميع حديثهم اطفئ هاتفه وضرب الباب لـ يستأذن بـ دخوله : استاذه سمَار جيتك بخصوص أوراق الطلاق واحتاج توقيعك اذا ممكن ادخل!
اردفت سمَار بخوف : انتظر دقايق اللبس حجابي
وبعدما خبأت دليل خيانتها أمرة المحامي بالدخول ووقعت على جميع الأوراق من دون أن تراها ومن ضمنها ورقة تحمل تعهداً بـ انها لن تتولى مسؤلية ابنتها بعد دخولها سن الثامنة عشر
وبعد خروج المحامي ابتسم لـ نجاح خطته مع موكله و الدليل الذي صوره فـ أسرع متوجهاً لـ مكتب عبد الرحمن وأخبره عن الدليل فـ ارسل نسختاً على هاتفه وبقيت نخسه لدى المحامي ومن بعدها اتصل على اخ زوجته لـ يخبرهم بولادتها وبـ انه يُريد رؤيته لـ موضوعٍ هام
حضرت جميع العائله للمستشفى بعد تلقيهم الخبر  السار منه وانسحب احد اخوتها وهو ذاك الشخص الذي اخبره زوجها بـ ان يلتقي به في كافتيريا المستشفى تقدم له وجلس بالقرب منه
عبد الرحمن بابتسامه : مبروك صرت خال
همّام: يبارك فيك المفروض انا اللي ابارك لك لأنك صرت اب بعد طول انتظار
عبد الرحمن بنظرات ثابته لايريد تفويت فرصة منظره بعد سماعه للخبر : اختك طالبه الطلاق من اول ما حملت في بنتي وحتى بعد ما ولدت وانا جهزت أوراق الطلاق وارسلتها للمحكمه لكن... قبل ما ارسلها عرفت سبب رفضها لي وعدم قبولها فيني
همّام بتسرع وصدمه : عبد الرحمن تكلم حرقت اعصابي وش اللي صاير بينكم؟
رمى هاتفه على الطاوله واشتغل المقطع المسجل وعرف بـ خيانة اخته لـ زوجها مع صديقه فـ وقف وهو لا يرى سوى الشياطين أمامه ويتسائل في نفسه  لماذا حدث كل هذا؟ ... واسئله كثيره غيرها تدور في تفكيره فـ وقف عبد الرحمن معه وامسك بيده ثم همس عند اذنه : تعال معي المكتب
وفور دخولهم المكتب انفحر همّام بغضبه و كسر كأس الزجاج بكل قوته ورفع نظرفه لـ زوج اخته لـ يردف: عبد الرحمن ليه سكت عليها وماكلمتني واحنا أصحاب
شد على قبضت يده وجلس خلف مكتبه وهو يحاول التظاهر بالبرود: ولانك صاحبي راح تساعدني... انا واختك راح نتطلق لاني ما اقدر اجلس مع انسانه قلبها مو معي و بنتي بسيل راح تكون عندها راح تخلص عدتها بدون اي مشاكل مني ولما يتقدم لها سامر توافقون عليه وهي راح تربى بنتي عنده ومع ولده لكن بشرط او استعمل  ورقتي الرابحه واخذ بنتي وسيرة اختكم تصير على كل لسان وهذا شي انا ما أبغاه لانه مو من شيمي ولا مبادئ بالنهايه هي أم بنتي ولا تحدني على الردى يا صاحبي
جلس همام أمامه بالجهه المقابله من المكتب وعيناه تتوسلان له لـ يغفر خطأ اخته : قول وانا ألبي لك
عبد الرحمن ابتسم لـ طلبه : اشوف بسيل في كل وقت اتصل عليك فيه عشان تعرف اني ابوها  لان اختك متوعده  تحرمني شوفتها  وتقول لها بـ أن سامر ابوها ولو ما قدرت تحقق طلبي انا اعتذر منك يا صاحبي سيرة اختكم راح تكون على لسان الجميع وتراها وقعت على ورقة بدون ماتعرف وهو انها تستغني عن بسيل بعمر 18 سنه وانا اللي اخذها وبعدها راح اكشف لـ بنتي الحقيقه وانت وشخص ثاني الشهود
همّام بـ شهامه : ابشر بعزك بكل وقت تبغاها بجيبها وبعاملها نفس بناتي وأكثر بس لا يوصل المقطع للمحكمه وتتشوه سمعة عيلتنا بسببها والله لو تبغا تقتلها ماراح ألومك وارفض وبوقف معك
عبد الرحمن بهدوء : قلت لك يا همّام لازم مراد اختك ما يتحقق ابغا فترة عدتها تبقى بيت اهلك عشان، لو بنتي تعبت تجيبها لـ عندي وانا اللي اعالجها لاني عارف انها راح تهملها
بعد مرور الوقت عليهم بالنقاش توصلوا لـ اتفاق وهو بـ ان همّام سـ يساعده في لقاء ابنته و اجتماعهم مع بعض لـ معرفتها من يكون والدها الحقيقي فـ خرجو من المكتب متوجهين الحضانه ومن بعدها دخلو الغرفه المزدحمه مبتسمين و هناك طفله صغيره تتوسط أحضان والدها استقبلتهم بالبكاء فور سماع أصوات الازعاج و فرح الأفراد من حولها فـ اردفت والدة سمّار : يمه توك تشوفيها؟
فـ اردف عبد الرحمن قبلها بنظراتها الحاده : أي تو اجيبها لها لأن حبيتها ترتاح و واضح حبيبة ابوها جاعت
كانت محتاره و مصدومه من نظراته الثاقبه لها فَـ لم يأتي في عقلها سوا انه عرف بـ علاقتها بـ صديقه واصبحت ملامحها خائفه لاتعلم ماذا تفعل سوا انها تستمع لـ أوامر والدتها وهيَ تُلقي عليها تعليمات للاهتمام بـ ابنتها و كيفية ارضاعها فلم تلُاحظ خلو الغرفه من زوجها واخوتها من خوفها المفرط
وفي هذه اللحظه ارضعتها لـ اول مره و اجتاحها شعور لم تستطع تفسيره الا بـ انها تتقرف وتشمئز من لمس ابنتها لها لـ درجة انها كرهت نفسها و تعهدت لـ نفسها بـ انها اول و آخر مره تُعطي ابنتها من حليبها او لمسها
و في اليوم التالي خرجت متوجهه لـ بيت أهلها فـ أخبرها بأن ورقة طلاقها سوف تصلها، في أقرب وقت ولم يتفاجئ ابداً من عدم ذبولها او نزول دمعه منها بل كان مُستنتجاً لـ فرحها و سعادتها التي غمرت قلبها بـ هذا الخبر
فـ سحب ابنته من بين يديها بدون ان تشعر
احتضنها وكأنه يراها لـ اول مره.. لا بل ربما انها اخر مره يرى فيها ابنته...
اخذ يشتم رائهتحها وتُلامس بشرته بشرتها الناعمه التي شبهها فوراً بالقطن او الريش الناعم جداً....
اخذ يشتم رائهتحها وتُلامس بشرته بشرتها الناعمه التي شبهها فوراً بالقطن او الريش الناعم جداً وقَبل جبينُها ورأسها بعمق كبير وحنان اب لا يريد في هذا العالم سوا سعادة ابنته و حبيبة قلبه طفلته الجميلة وهمس في اذنها مُعتذراً بأنهُ لن ولا يستطيع رؤيتها عندما تكبُر ولكنه سيكون واقفاً خلفها كـ الجبل ولن يتركها ابداً
فـ ابتسمت طفلته وعلا صوتها ضاحكاً... لكن قاطع فرحته صوتها الذي آثار اعصابه : يلا جيبها وصلنا بيت اهلي ولاتنسى ورقتي
شد على ابنته اكثر واطفئ سيارته وهو يردف: لا بنزل معك لأن عندي شغل مع اخوك
التفتت عليه خائفه تُريد سؤاله ولكن نظراته اربكتها فـ نزلت بصمتٍ تام
و استقبلهم همّام بـ فرح وسعاده : يا هلا  فيكم نورتو البيت
سمّار  غادرت بخوف وهي تردف : انا بروح غرفتي ارتاح جيب البنت ياهمّام لما تخلصون من شوفها
امسك بـ كتف صاحبه وهو يشد عليه ثم اردف بهدوء : تفضل المجلس اخواني كلهم موجودين ينتظرونك
اخذ نفساً عميقاً وهو يحتوي ابنته اكثر لـ حضنه : لو شعره تضررت في بنتي صدقني اختك تتضرر بالدم ياهمّام
فـ دخل أمامه و لبس قناع الابتسامه ليشاركهم فرحتهم بـ ابنة اختهم الجميله و تعليقاتهم بـ انها لم تأخذ من امها شئ فـ جميع ما فيها يعود شبيه لـ والدها وهذا كان كافيا لـ يلبس قناع الابتسامه و الفرح الحقيقي ولكن داخله يتقطع آلما  فـ تشبيه ابنتهم له يكفيه فخراً واعتزازاً
بِتال بابتسامه و عفويه: الحين دحيم يشتاق للحب وكل يوم جاي عندنا
لم يستطيع الصمت اكثر بعد تعليق أخيها الأكبر و فجر قنبلته المؤقته عندما أعطى ابنته لـ خالها همّام وأخرج مفتاح سيارته متجهاً للباب: اختكم ورقة طلاقها توصلها بعد كم يوم وان كان بغيتو تعرفون السبب قدامكم همّام
خرج من منزلهم وقلبه مُعلق فيه لم يكُن يعلم بأنهُ السارق وزوجته المسروقه ولكن بعدما علِم بـِ ذلك تركها فوراً... ليس استسلاماً منه بل لان رجولته لا تستحمل ولا تتحمل  ان يعيش مع امرآه قلبها عاشِقٌ لـ غيره فهي معهُ بـ جسدها فقط و روحَها، وقلبُها، مع شخصٍ اخر فـ استقبل صدمتهُ الثانيه بـ أن صديقهُ عاشق لـ زوجته فـ اهٍ من قلبِه المكسور الذي تعلق بها واهدى نفسهُ لها... لكنها أخذته ورمتهُ بقوه لم تستلمه بحنان كما استقبل قلبها.... اما الان فقد حان وقتُ الوداع لامكان لها في قلبه ولا مشاعر  مكنونه له داخله فقد بدل حبه لها بـ مشاعر بارده وتعهد على نفسه بأن يرعى ابنته ولا يتركها بين ايدي حاقده....

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             حيث تعيش القصص. اكتشف الآن