البارت 36

136 2 0
                                    


فـ استأذنتهم ودخلت جناحها لترى عتاب متمدده على الكنبه في الصاله وفور ما رأتها متقدمه لغرفة النوم تقدمت سريعاً تريد تسبقها ... لكن بسيل امسكت فستانها من الخلف ناطقه بهدوء ما وراء العاصفه : ياويلك تفكرين تدخلين  غرفة نومي من دوم ما تستأذنين مني لو الموجود داخل امك مو زوجك سامعه!
وخذي قشك و عفشك و انقلعي برا جناحي
لـ تصرخ عتاب بأعلى صوتها مما ادى لـ استيقاظ ساري و نهوضه سريعا  من السرير
عندما سمعت بسيل خطوات ساري قبل صراخه اعطت نفسها كفاً باليد اليسار ورمت نفسهاً ارضاً مستغله بشرتها التي تتحسس سريعاً من اي لمسه و وضعك يدها اليمين مكان الضربه ثم غيرت ملامحها للصدمه
بينما تغيرت ملامح عتاب للفور  فور رؤيتها ساري تكسو ملامحه العصبيه ثم الصدمه لـ رؤيته بسيل في الارض ممسكه خدها و الدمع اوشك على النزول
نظر لـ عتاب سريعاً يريد تفسير لكن قاطعت بسيل كلاهما قبل الحديث بنطقها : شكراً لك استاذ ساري
اول شي جايب زوجتك المصون بدون ما ادري وما همني
ثاني شي مخليها تضربني و انت ساكت و نِعم الرجوله والله جايبني من بيت ابوي عشان امهات و انذل؟
احمرت عيناه و ساعدها في النهوض ثم اردف بحنان غير متوقع : وش اللي خلاها تضربك يا بابا!
صدمت عتاب اكثر من حنان ساري الغير مألوف و ربط لسانها لتستمع حديث بسيل : دخلت الجناح بعد ما خلص اذان المغرب الا الاقيها منسدحه على الكنبه هنا و موسخه المكان من اكلها و ريحة المكان كأنه جيفه ميته فيه
قلت لها لا تدخلين جناحي قبل ما تستأذنين
جلست تتحلطم ثم ضربتني وصارت تصارخ عشان ما رضيت لها تدخل غرفة نومنا تصحيك
ترك بسيل و امسك بكتف عتاب متحدثً: المفروض تجلسين مكانتس الا ان انادي عليتس مو تدخلين مكان غيرتس وخذوه فغلوه تراها بنت ناس و عالم مو من الشارع  وبعدين متى اخر مره تسبحتي فيها !بيتكم مافيه ماي تنظفون فيه ؟ ولا صابون ؟
اعتذري بسرعه لها
حاولت التحدث لكنه اصر على موقفه و بنبرة اثقل : اعتذري لها يا عتاب
اردفت و الدمع اوشك على النزول من عينها :طيب اترك زندي شوي وتكسره ... انا اسفه يا ام دانه
بسيل بكبرياء : حصل خير
ثم التفت لساري : وين بتحطني الحين !
تحدثت عتاب سريعاً:اكيد ترجعين جناحتس مايبي لها كلام
اردف ساري قاطعاً الحوار من جذوره : بسيل هنا و انتِ روحي الجناح الثاني انا قايل لامينه ترتبه لك يلا واغراضك تلاقينها ترتبت فيه بعد
اردفت بسيل بحنق : بس ذاك جناحي اللي برجع له  هي خليها بجناحها اساسا متعوده عليه
وافقتها عتاب بالرأي
لكنه اصر على رأيه وذهب كل منهم للصلاه
جلست على سجادتها مخاطبتاً ربها
- اللَّهُم خَفّف عنَي ثقل هذه الأيّام وارزقني قَوّة الصَّبَر واشَرح صَدريّ وأرح قَلبيّ
وبعد انتهائها طوت سجادتها و حجاب صلاتها ومن ثم توجهت للهاتف بعد سماع رنينه لترى الشاشه مُنيرة بأسم سندي .... فأجابت سريعاً ولهفة تصاحب نبرتها العتاب :هلا باللي تركني بعد ما تزوجت و لا سأل عني
نبراس : هلا بأختي و امي ودنيتي هلا بقطعه من روحي
وحشتيني ياروح اخوك  كيفك طمنيني عنك ان شاء الله مو متضايقه !
شعرت بنبرته الحزينه لكنها اكملت معه رادفه : الحمد لله بخير و كل شي تمام و دانه مشتاقه لكم ... انت طمني كيفك ! دايم اسأل امي عنك و تقول انك مشغول او نايم او غيره  وهالفترة متغير
اخذ نفساً عميقا يليه تنهيده طويله ثم تحدث : الحمد لله بخير بس ياختي بنفس الوقت مو بخير فيني شي واحس مقدر اقوله الا لك
استقرت في جلستها جيداً و وضعت السماعات ثم تحدثت : قول ياروحي اسمع لك
نبراس : بسيل انا حبيت
انتظر منها الرد او ابداء ردة فعل لكنها صمتت دليل على انها لا تريد مقاطعته
فـ اكمل: تعرفت عليها قبل كم يوم من برنامج اسمه *** وكان موجود فيه هاشتاق سؤال عن الزواج و انا جاوبت
وهي جتني جلسنا نسولف و تعرفنا على بعض ورحنا برنامج ثاني  وهي شافتني وانا شفتها  وقبل كم يوم اعترفت لي بحبها لي وانا لسى ما اكن لها اي مشاعر بقلبي و قلت لها ذا الشي بكل هدوء ولطف بدون ما اجرحها
بس قالت لي طيب ليه ما تعطيني فرصه ؟
قلت لها ... عشان في البدايه راح تكونين حلوه معي وتكلميني كل عشر دقايق وتشاركيني اغانيك و تهتمين فيني اكثر واكثر و بعدين تقولين لي احبك كل يوم ثم تصيرين مشغوله وعندك ظروف وتكلميني مره بالاسبوع وبعدين يصير عندك ناس اهم مني و بعدها تبتدي هوشاتنا  الا ان تبرد علاقتنا و نصير مع الايام مثل الاغراب فـ من الحين عطيني بلوك و اختصري الكلام
نوريني ياختي و دليني على الصح مدري اذا اللي قلته لها صح او لا بس ما ابغا اللعب عليها
بسيل :  و سيدرا وش صار عليها !  ليه علاقتكم بردت ! ما اقول كذا لانها اختي بس انصدمت و البنت وش اسمها و كم عمرها ؟!
نبراس :  سيدرا يا اختي حالتها  من اسواء لاسوء و ابوها السبب باللي هي فيه  و برود كل اللي بيننا مو راضي لي ولا لاخوها  بس يقول بنتي مو مجنونه وانت السبب لو انك ما كنت في العمل وقت ما تألمت كان ما توفى اللي في بطنها و غيره
ثم بان بصوته و اخرج حروفه بتردد و توتر :و بصراحه اتوقع انها صارت نفس امكم الله يرحمها اللي اقصده انو جتها حاله نفسيه بس بطريقة ثانيه  و البنت اللي عرفتها  اسمها جمان و عمرها ٢٠
بسيل : طيب احكي لي عن مشاعرك انت لـ جمان
نبراس : البنت يتيمه فاقده الحنان و الاحتواء و غيره من اللي نعرفه و يكون دور الاباء ... توفوا اهلها وهي بعمر صغير و صارت الدنيا تلطم فيها وذوقتها مرارتها
انا بس معجب بشخصيتها و قوتها و قلبي موجعني على اللي صار فيها و مازال يصير ... معجب بأسلوبها  الحواري
وكتاباتها الحزينه معجب بإيجابيتها رغم انه الدنيا حولها سلبيه ... احسني كسرت قلب بنت مالها ذنب مدري وش اقول
ليصلحه السؤال الاخر منها: ومشاعرك تجاه سيدرا الحين !
نبراس بنبرة حزن  وضيق : ما احس اني متزوج  البنت دايم بيت ابوها و لما اروح ازورها تعطيني المخده و تقول لي شوف ولدنا كبر  وغيره ياختي
انتِ تحسبين قلبي مو ضايق على ولدي اللي توفى قبل ما احمله ! قلبي مو موجعني على زوجتي اللي بديت احبها و ابغا اسوي كل شي عشانها لدرجة ضغطت نفسي بالشغل
بقلبي هم وضيق لو حملته جبال عني ما يكفي ياختي
بسيل بهدوء : نبراس جمان لا تخليها تتعلق فيك و تخليك سندها ثم تنكسر منك زود يمكن تصيبك دعوه من اليتيمه
فكر زين ثم اتخذ قرارك و اذا بغيتها صدق انا اكلم لك امي عنها و افاتحها بالموضوع  و اذا تبغا جمان صدق صارحها بزواجك اللي فشل وقريب يصير طلاق
وحكايتك مع سيدرا ما ادري اذا لها باب ما زرناه للحين او لا! بس اللي فهمته منك و من امي انها مو راضيه تستوعب و خوف ابوها دمرها بدل ما يصلحها
هز رأسه وكأنها تراه ثم استرسل  لتغير الموضوع : الا صح وين ام لسان !وحشتني
تحدثت و الابتسامه الحزينه على شفاهها : قفل دقيقتين و اتصل فيد  عشان منها نشوف بعض
اقفل الخط و طلبت بسيل من مشاعل  برساله ان تخبر دانه  بالحضور
فـ دخلت سريعاً على  وقت رنين هاتف والدتها التي اردفت : خالك نبراس اتصل تعالي نشوفه
لبست كل واحده منهم سماعه و بدأت الاحاديث و الضحكات التي يتصنعها نبراس ليخبئ ضيق وجهه حتى دخل فارس  في المكالمه من دون سابق إنذار  و اصبحت دانه تخبرهم برغبتها في العوده و دموعاها المتساقطه غطت نظرها حتى التفت على والدتها  وخبأت وجهها في صدرها جسدها يرتعش من البكاء
اخذت بسيل السماعه الاخرى و يدها الاخرى تطبطب على  فتاتها متحدثه : كله منك يا فروس ليه تقول لها متى تجين!
انا بالموت كل يوم اسكتها و اساحلها
فارس بضحكة: وينها شنبو اشوفها ام دميعه
نبراس: ترا ما تسمعك السماعات عند امها ... بروح الغرفه و اجي كمل مع اختك ثم جيب لي جوالي
بسيل باسترسال: فروس حكيني وش صار بعد ما سقطت سيدرا!
فارس: ابد اخوك جالس يحاول يعيش حياته و راضي بقضاء الله وقدره بس اختك اللي جنت فجأه  وكل ما جابها البيت طلعت وحدها بدون محد يدري وراحت عند ابوها  و طبعا السبب الرئيسي بذا كله ابوها  من بعد طلوعها من المستشفى اخذها عنده و جلس يقول خلو بنتي على راحتها وامي وابوي هاليومين مسافرين جده عشان ابوي عنده عمليه
بسيل بحزن : ياقلبي عليه حزن الدنيا مجمعه بقلبه وساكت يواسي غيره و سيدرا لازم نلاقي لها حل او نهايتهم الطلاق يافارس الزواج اللي كل شي فيه بارد استحاله يتم
فارس بهدوء على غير عادته و جديه : بسيل الطلاق اصلح لهم لان اختك جنت و السبب ابوها ابعدها عن الكل  نفس ما قلت لك الى ان صابها اكتئاب و غيره و لا رضي لـ ياسر يعالجها ونبراس كل ما حاول ياخذها عند دكتور ابوها وقف في وجههم و قال بنتي مو مجنونه او غيره و توها طلعت بدون لا يدري اخوك الله يعنه المسكين  ما عنده غير يرجعها و  هي تطلع من جديد وبس تحضن المخده كأنها طفل و تهز فيها حرفياً صارت سايكو
بسيل بحزن : يعني احس الحل الوحد قدامهم الطلاق !
فارس : اكيد ياختي لان حتى ريفان قطعت سفرتها وباقي على التخرج اسبوعين و الفاينل شاغلها  و حاولت توقف معها بس اختك جنت وجلست تضربها وتقول لها انتِ السبب لا تلمسين ولدي مره ثانيه
بسيل :اسمع تجون القصيم بأقرب وقت لازم لنا جلسه مع بعض و جيبوا معكم ريفان حاولو  او اجيكم انا
فارس : المشكله انها الحين في اخر فاينل لو تشوفينها  دافوره ما عرفتها اختك انتِ تعالي شوفي قيس ابن الملوح يجيبك عندنا وجودك مهم ياختي لان حتى امي و ابوي مو قادرين يسون اي شي ولا يبغون يتدخلون بحياة احد فينا
اردفت اخر كلماتها على دخول ساري: يلاياقلبي انت اكلمكم وقت ثاني سلم لي  على امي و ابوي و ريفان
ناظرها ساري ومن ثم تحدث : وش فيها البنت !
بسيل من دون نفس : كانت  تكلم خوالها وزعلت تبغا تروح عندهم بس مافيه شي غيره
وضعت هاتفها متجاهلتاً وجوده تُحادث طفلتها : قومي اجهزي  بنطلع نغير جو و معنا عمه مشاعل
لـ يردف ساري : الله الله و اللي قدامتس ثور ما تستأذنين منه! ترا ما نسيت طلعتس من الصبح  ورجعتس العصر بدون ما ادري فوق كذا ماخذتن مشاعل معتس تحسبين انا بسمحلتس  الحين ! فوق هذا كله ما تستأذنين يامتعلمه
همست بأذن طفلتها : بسرعه روحي عند عمتك و لا ترجعين الا لما اكلمك
انزلت طفلتها وهرولت راكضه....
انتظر حماسكم وبكرا الباقي
ثم استقامت في وقفتها
وناظرت عيناه بدون خوف
جذبه كبريائها وقوتها لكنها لن يقبل بأن تجاريه حتى تقدم و ثبتت مكانها بهدوء
ثم اردف بحده : عيونتس نزليها لما اكلمتس و طلعه من البيت بدون استأذان اخذ منتس السياره مثل ما اعطيتس اياها فاهمه!
بسيل : والله ما اظن اني غلطت و بعدين انت عارف انه السياره عشان شغلي و زواجنا مجرد ورق وحبر محد فينا يكن مشاعر للثاني وانا لولا غلات بنتي و عبد الاله كان ما تزوجت واحد نفسك  وبنت انا الوليه عليها و لو فكرت بس انك تنفذ تهديدك انا اللي بربح القضيه بس عشان ما تعيش بنتي مشتته وما احرمها منكم او انت مجرد انسان عادي جدا ً لافيك شي ناقص ولا زايد غير انك مليان عقد
رفع يده بلحظة و استقرت على وجنتها بكل عنف لتترك اثار يده مختومه عليه
عضت شفاهه و امسكت دموعها ثم رفعت وجهها مبتسمه رادفه : هاذي رجولتك ياساري ؟ تضرب حرمه!
ما توقعتك جبان كذا  تضرب شخص اضعف منك  عشانه قال الحقيقه ! واااو
استنفذ  كلامها جميع صبره  ليضرب وجهها ثلاث مرات اخرى بكل عنف و غضت
وهذه كانت اول مره يرفع ساري يده على أمرأه فـ حتى عتاب على الذي فعلته لم يضربها لكن كبرياء بسيل وقوتها ونعومة خداها المحمرين  يشعر بأنهم يجبرونه على ذلك انه تصرف عن خارج ارادته بالنسبه له
بينما في المنزل الذي جمع الكثير من اليوميات و الاحداث
دخل غرفته وهو يرى اغراض سيدرا مرميه مره اخرى
وعندها  نادى الخادمه لـ التنظيف اخبرته بخروجها لبيت والدها خائفه بين يداها الوساده
زفر بتعب وارهاق ليذهب خلفها مجدداً يريد حسم الامر
وبعد مرور الوقت في الطريق
دخل المنزل  و اخبره ياسر بأنها في غرفتها تبكي
بعد زواج بسيل فقدت سيدرا طفلها ومن بعده دخلت بوضع نفسي لا يعلم احد ما بها و والدها رافض ان تتعالج نفسياً بينما حاول اخاها مساعدتها لكن بدون جدوى
دخل الغرفه وجلس بجوارها وهي تحتضن  الوساده  كالطفل
متحدث :سيدرا انا تعبت من وضعنا مستوعبه كم يوم مر!
الوضع يألم و انا نفسك أتألم بس ما تبقين كذا و تجننين نفسك ... يا ترجعين طبيعيه ياكل اللي بيننا ينتهي  فاهمه ايش اقول ؟
ابتسمت له متحدثه من دون اي وعي: شوف ولدنا يبكي كله من صراخك ... ولا لا يا ماما خوفك البابا ادري بس حبيبي لا تخاف
ناظر في ياسر الواقف عند الباب بيأس ثم تقدم له تاركاً سيدرا خلفه ناطق: ما باليد حيله ياسر ابوك دمر اختك
ببدأ في اجراءات الطلاق عشان تصير  بأسرع وقت
انا بريت ذمتي قدام رب العالمين و حاولت اخذها تتعالج و الاقي ابوك في وجهي للاسف علاقتنا بردت حيل لدرجة انها صارت كابوس ننتظره ينتهي والله يوفق اختك بحياتها الجايه
ياسر من دون ان يلتف خلفه تردف:بسيل تدري عن طلاقكم!
نبراس ببتسامه لانه مازال يعلم بحبه لها و حتى بعدما خطب فتاه  اخرى اوشك على الزواج بها :  تدري قلت لها كل شي بس ماقدرت تجي لظروفها
ثم اكمل سيره خارج المنزل لـ يرى عدة رسائل من جمان تطمئن فيه عن حاله
-هلا نبراس كيفك ؟
-كيف كان يومك !
-؟!
-نبراس وينك مختفي اليوم خوفتني
اخذ نفس عميق بعدما دخل سيارته و ادار محركها متجه بعداً لمكان يرتاح به فـ ارسل لها
- اتصلي اذا عندك وقت
مرت عشر دقائق الى ان راوده اتصالها فـ اجاب بعد الرنه الثالثه : يا هلا
جمان ببتسامه : اهلين فيك ... اخبارك ؟
نبراس بجمود: بخير الحمد لله ... انت طمنيني عنك !  ان شاء الله تذاكرين الفاينل زين
جمان : الحمد لله يارب بخير و مذاكرتي ماشيه على المزبوط بس وش فيه صوتك متغير !
نبراس : ابد ولا شي هذا هو صوتي
جمان : لا فيه ضيق وزعل قول لي بسرعه وش فيك مو كل مره انا اتكلم و احكي لك
توقف عند احد الكافيهات متحدث : بخليك في السياره انتظري اخذ قهوتي و اجي
جمان : طيب انتظرك
خرج من سيارته بينما هي بادرة بالغناء مع نفسها لمدة خمس دقائق حتى وصلها صوته : برافوا صوتك حلو وتنكرين بعد
صمتت بإحراج فـ لم تسمع صوته ابداً في دخوله السياره
حتى اكمل حديثه : طيب جمان ابقول لك شي وخليك ساكته الا ان اخلص
جمان بهدوء: تمام  قول اسمعك
نبراس : فكرت بكلامك لما قلتي انك تحبيني
بس انا متزوج و على وجه طلاق بسبب الظروف اللي تعرضت لها  وان شاء الله اخلص على خير
لو عجبك الوضع وانك ترتبطين بـ مطلق انا ما عندي مشكله بس فكري زين ثم جاوبيني
بينما في احد الاماكن البعيده
فوق سطح احدى بيوتها ... هاهي جالسه في زاويه من زواياه يُغطيها شال من مخمل و النسمات البارده تُداعب خداها  المُحمرين و خصلات شعرها  التي بدأت بمداعبه ملامحها و الاستقرار  على وجهها بسبب دموعها الساخنه
اغمضت عيناها ودموعها مازالت متساقطه حتى اتت لها ذكرى تُسعدها
# فلاش باك
خرجت من غرفة التبديل مبتسمه لتراه جالس  على السرير في انتظارها
فـ اردفت بـ غنجٍ و دلع : شرايك فيني اليوم ؟
تقدم ليحتضنها متحدثاً: لقد رُزقتي جمالاً لستُ ادرُكه ... أظنُ ربي من الازهارِ سواكِ
بادلته الحضن بإحراج وهو يشد على حضنها بكل راحه و يأخذ انفاس عميقه تدل على راحة روحه لوجودها بين احضانه
ثم ابتعدت عنه ببتساهمه لكن يداها مُعلقه خلف رقبته
وهو ممسك بـ خصرها الفاتن يبتسم بحب
حتى احرجت و خبأت وجهها بين عضلات صدره وادفع بهمس : عبود خلاص لاتطالع كذا  ترا استحي
رفع رأسها لتقابل عيناها عيناه ثم نطق بعد تأملها : إنتِ اللي تستحي منك المرايه لما تقابلينها  واللي يستحي منها الورد لما يشتم ريحتها
قبلت خداه و ابتعدت عنه سريعاً لتُقابل مزهرية الورد و تلعب بأطرافه و تقرب انفها منه تشتم عبقه
وبعدما شعرت به خلفها يحتضنها وانفاسه قريبه منها اردفت : ايه احضن الورد بدالي تراه يشبهني
ابتسم و اقترب اكثر من اذنها ثم اردف : شبيهُك بدر التمّ بس أنتِ أنور ...  وخدُكِ ياقوت وثغركِ جوهر ... ونصفُكِ كافور و بقيتُكِ عنبر ... وخُمسكِ ماءُ و رد و بقيتُكِ سُكر
فأنتِ نادره كـ نُدرِ المطر بالصحراء و أخرُ ما يذكر
و استطاع عبد الاله أمامكِ أن يخسر
ثم بدأ بإشتمام شعرها العطر الا ان وصل انفه عنقها وبدأ تقبيلها
——
وبينما كانت مُبتسمه ايقظتها اشعة الشمس لتعلن لها بداية يوم جديد وابتداء فجرها المُنير
استيقظت باحثتاً عنه بشوق ولهفه فـ تذكرت الواقع المرير
توقفت حتى استقامت قدميها المرهقتين من البرودة ثم باتت تنظر للشمس كيف تُكمل إشراقها بـ توهان
حتى تاه عقلها مجدداً باحثاً عنه الا ان استقر على إحدى الذكريات
كانت مستلقيه بجواره وهي في بداية حملها
فـ اردفت له اثناء عمله على جهازه: عبود قوم ابغا توت اسود و ليمون اخضر و موية جوز هند
عقد حاجبه ثم اللتفت لها ناطقاً: بسيل حبيبتي وش المكس الغريب ذا !
اردفت وهي عاضه على طرف شفاهها: اشتهيت الحين طيب قوم جيب لي ما عندنا ليمون اخضر و لا ماي جوز هند
اردف وهو يعود لعمله: حبي بكرا نروح و ناخذ كل اللي ودك فيه من الماركت الحين خليني اشتغل مجننتني من الصباح
ابتسمت لمعرفتها القدر الكافي من تعبه فهو يحاول جاهداً ان يكون معها بكل وقت ... و في وقت نومه يعمل قليلاً
فـ التفت للجهه المقابله وهي تستلقي : طيب انا بنام ياقلبي لا تطول سهر و تتعب نفسك
اخذ نفساً عميقاً ببتسامه و ليضمن عدم حزنها
اقترب منها و وضع يده فوق كتفها ثم استقر صغره بحوار اذنها هامساً: أيُها القمر ُالمُنيرُ  الساحرُ ...  الاملح ُ العالي!
الرفيعُ الباهرُ ... بلغ شبيهتك السلام و هنها بالنوم و اشهد لي ساهِرُ ...
ثم قبل رقبتها برقه ناطقً اخر عباراته : احلمي فيني يابسمة حياتي
—-
تفتحت عيناها تُنهي الذكريات و توقف جميع الذكريات
ثم اخذت نفساً عميقاً ونزلت الاسفل بعدما شدت الوشاح على جسدها لـ تُصادف طفلتها المرعوبه تُشير نحوها صارخه : لقيت ماما هنا
فـ اتى ساري راكضاً نحو دانه ثم نظر لمكان التي تشير نحوه وفور رؤيته بسيل صعد درجات السلم المتبقيه واحتضن رأسها لصدره بلهفه
فما كان منها سوى التردد في مبادلته الحضن حتى استقرت يداها على ظهره وتشعر بأنفاسه السريعه و دقات قلبه المتسارعه بعدما شدها له اكثر
وبعدما شعرت بمرور الثواني ابتعدت ولكنه رفع يداه يمسح خداها المحمرين باردين كالصقيع
اردفت بتساؤول: ساري وش صاير؟
عقد حاجباه بخوف حتى نطق : الفجر بنتس جت من عند مشاعل تدور عليتس وماشافتس موجوده جنت و جت عندي تدور تحسب انتس جايتن عندي و انا دورت البيت كله وبالنهايه اشوفتس بالسطح
احتضنها من جديد بينما دانه بقيت في الاسفل تبكي بإنتطار والدتها
ابتعدت عنه بعدما انتهى من عتابه واردفت وعيناها بالارض : ساري انا آسفه على كل الكلام اللي قلته لك
قللت من رجولتك و منك كـ رجل بس ماني مستوعبه للحين اني عايشه مع واحد غير عبد الاله
عارفه اني غلطت كثير خصوصاً اني بكل وقت اذكره قدامك  و اجرحك  اعتذر مره ثانيه و ثالثه و اتمنى تسامحني وياليت نبتدي حياه جديده نحاول نأسسها صح الاقل و ابغاك تصبر عليّ الا ان اتقبل كل شي
احتضن جسدها المرتعش من البكاء سريعاً ليردف: و انا ...

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now