البارت9

250 6 0
                                    

تمسكت بساقها  وهي خائفه : طيب امشي معي ما ابغا لوحدي
اقتربت من والدها وهي ممسكه بوالدتها  ثم اقتربت اكثر لوحدها و مسحت بيدها الصغيره على خده وهي تنادي : بابا... بابا قوم صلي الفجر
فتح عينيه ببتسامه و احتضنها له : تمام انزلي مع ماما جهزو الفطور وانا الحين اقوم اصلي
قبلت خده بسرعه وركضت خلف والدتها للأسفل
لكن عند وصولها نصف الدرج سمعت صوت أخيها نبراس فشعرت انه خائف مثلما كانت خائفه قبل قليل .... لتسرع بالذهاب لغرفته و أخذه لحضنها و تهداء من خوفه وهو بدوره تعلق برقبتها باكياً.... وبعد أن شعرت بهدوئه ابعدته عنها والابتسامه مرسومه على وجهها ثم أمسكت بيده وهي نازله من الدرج بحذر شديد حتى لا يسقط ويتأذى.....
و فور نزولهم اخر درجة أخذته للصاله و أجلسته على كرسيه الخاص ثم شغلت التلفاز على فيلم كرتوني ووضعت، الجهاز في مكانه لـ تردف له أثناء مشيها: نبراس انا مع ماما في المطبخ اذا خفت تعال هناك
و اتجهت للمطبخ وهي ترى والدتها تصنع الـ بان كيك و الوافل وقد جهزت الصلصات الخاصه به
لتتحدث وهي تستنشق الرائحه الجميله : جعت ماما الريحه حلوه
ابتسمت لها وهي ترسل قبلات من مكانها: حبيبتي طلعي الفراوله و الموز من الثلاجة و تفاحتين
توجهت للثلاجه واخرجت جميع، الطلبات التي اختبرتها بها والدتها على الطاوله ولبست مريلتها الصغيره بحماس : يلا ماما انا بقطع الفواكه
لكن احتضنها، والدها من الخلف وهي بدورها صرخت  فزعا لتليها ضِحكاتُها السعيده التي بدأت بالعلو وهو يلتف ويدور بها في ارجاء المطبخ ثم انزلها عند الباب : حبيبة البابا تروح تجلس مع اخوها و انا بكمل الفطور مع ماما و انادي عليكم
بسيل : ابغا حليب تشكولاته
عبد الرحمن ببتسامه هادئة : بسوي لك اللي احلا، منه بعد بس روحي اجلسي مع نبراس و  صح نزلت فارس ينام جنبكم عشان ما يخاف لوحده
بسيل ببتسامه: طيب انا بجلس وانتبه لهم وانت سوي لنا فطور حلو  مع ماما
رفع يده وهو يؤشر على عينيه: من العين اليمين قبل العين اليسار ياقلبي
وبعد نصف ساعه جهزت طاولة الفطور من الأصناف  الجميله و الرائعه و اكواب هوت شوكلت الساخنه مزينه بالمارشميلو المشوي
جلس مع زوجته ثم حضرت بسيل ممسكه بيد نبراس وساعدته في الجلوس على الكرسي
اخذ الكوب وهو يعطيه لطفلته ببتسامه : خذي يدفيك و قولي لي رايك
بسيل ببتسامه : حماس فيه مارشميلو
الاء بضحكة : ايوا ياقلبي يلا اشربي عشان تدفين
وبعد انتهاء العائلة من الإفطار قامو جميعا بترتيب الطاوله و تنظيف المطبخ من غسل اطباق و غيره ثم اجتمعو في غرفة المعيشه موجهين انظارهم إلى الباب الزجاجي و جو الأمطار الجميل في الخارج لتتقدم فتاتهم الصغيره وتخبرهم : ابغا، اطلع اللعب بالمطر
الاء بخوف  وقلق : لا حبيبتي بعدها تمرضين
ناظرت لـ والدها مترجيه منه الموافقه فـ اتسعت ابتسامتها عندما استقام في وقفته و امسك بيدها وهو يردف: مافيه مانع طبعا كلنا لعبنا تحت المطر ليه تحرمهم يا الاء
رفعت يدها، بـ اتجاه اخيها وهو بدوره هرول مسرعا للامساك بيدها و الخروج معهم......
ابتداؤ باللعب في الماء ثم الدوران حول نفسهم و قطرات المطر تتساقط عليهم واحد تلي الاخرى مصاحبتها رياح، بارده وها هم يدخلون للمنزل تستقبلهم الاء بالمناشف الصعود للأعلى ولبس الملابس الدافئه ومن ثم بدأت الألعاب العائليه بينهم و الضحكات العاليه تملئ المكان بصداها الدافئ
------
ما العمر إلا آمال و منى نسعى خلفها سعي الصياد خلف الطرائد
مرت السنوات مهم بعدين عن بعض
سوقهم أصبح كـ شوق الحنين بل كـ شوق الزهرةِ للنحل لا تريد أن تذبل في بداية نضجها وفهمها للحياه جيداً
ليقول لها كل يوم وهو ينظر لجمال القمر الذي شببه بملامحها التي لم يعد يراها منذ بلوغهم الحادي عشر :
ويحملني الحنينُ إليكِ طفلا .. وقد سلب الزمانُ الصبرَ مني , وكان العمرُ في عينيكِ أمنا .. وضاع الأمنُ حين رحلتِ عني.
---------
أتى أشخاص للحياه بينما هم يفتقدون أشخاص اخرين  في حياتهم وانتقلو الى رحمة الله لكن ذكراهم ثابته لم تتزحزح من مخيلتهم ابداً كل يوم ينظرون لصورهم في امل انهم سيعودون  في يوم من الايام وحقيقة موتهم لن تكون سوى عبارة قيلت وكانت كاذبه لكن لاجدوى فهذه هي الحياه تعطيك يوم و تأخذ منك ايام .....
-------------
بعد قبوله في كلية الطب تخصص الطب النفسي
هاهو لم يبقى عليه سوى شهور، قليله تفصله عن تخرجه و الذهاب لصديق والده الذي وعده بأن مكانه موجود في المستشفى الخاص به
يوميا يذهب إلى طريق جامعتها ليرى طيفها اقلتً لكن دائما الحظ لا يحالفه لا يعلم إلى متى سيبقى هكذا لكنه لم يمل ولن يكل من الذهاب و البحث عنها بين جميع الفتيات فهو يعرفها من عينيها ومشيتها التي لم ينساهما ابدا والذكريات الموجوده في الصندوق تجعل ذكراها، ثابته له من المستحيل محوها
هاهو الان واقف عند بوابة الجامعه في المواقف المخصصه للسيارات لكنه لم يستطيع رؤيتها بين جميع هذه الفتيات كل ما يشعر به هو تسارع دقات قلبه و حبه الذي يزراد كل يوم.. بيقطع سرحانه صوت هاتفه الذي نسي وضعه على الصامت حتى لا ينشغل بشئ غير رؤيتها لكن هذه ولدته لا يستطيع أن يغلق في وجهها او جعلها تنتظر.... فرفع هاتفه ليجيب عليها ووصله فوراً صوتها بعبارات تأنيبها له بأنه نسي اخته في المدرسه و عادت مع صديقتها بعد ان يأست من حضوره او حضور والدها ليأخذها للمنزل فقاطعها وهو ينطق : يمه سيدرا ماني ملزوم فيها أكثر من مره قلت لكم جيبو لها سواق و بعدين، انا طالب طب طبعي اتأخر وممكن محاضراتي تخلص المغرب
افنان : الله يوفقك ياولدي ويسر لك دراستك بس ابوك متحلف فيك على الاقل اتصلت عليه يروح ياخذها
اردف وهو يشغل محرك السياره : ماني جاي على الغداء بروح مطعم اكل و بعدها يمر كوفي اذاكر و اخلص كل اللي عندي وفيه محاضره الساعه 4:11 اخلص الساعه 6:00 وارجع اسمع أسطوانة الوالد اللي يقولها لي كل أسبوع
افنان : يايمه انت بعد تدور المشاكل مع سيدرا
نطق بعد عدة ثوانٍ بهدوء وحنق : طالعه شر نفس امها الله يرحمها
اردفت له بحنان ام خائفه على ابنها من الاذى: يايمه استغفر الله الحرمه توفت واتجوز، عليها، غير الرحمه وهاذي اختك بالنهايه
لبس سماعاته و اكلم حديثه معها إلا أن وصل لـ وجهته و مطعمه المفضل لينطق: عن اذنك يا الغاليه لو احتجتِ شي ارسلي لي
اردفت بتنهيده تسبق كلامها : انتبه لك يايمه واكل زبن ابوك انا، اللي بتكلم معه
وما ان أقفلت هاتفها الا بوجود زوجها وابنته خلفها لينطق بعصبيه : وينه ولدك؟ مخلي اخته عند المدرسه، في الشارع وصديقتها اللي جابتها البيت
افنان : قلت لك جيب لها سواق الولد مشغول بدراسه محاضراته تخلص المغرب
سامر : واذا قلت غصبن عنه يوديها و يجيبها مو بكيفه!
دخلت المطبخ بتجاهل لـ كلامه  و رتبت الطاوله للغداء ثم اتجهت لهم وهي تتحدث: تفضلو الغداء جاهز
لف يده حول كتف ابنته وهو مبتسم لكن اختفت ابتسامته وتبدلت بعقدة حاجب و ملامح التعجب وهو يراها متوجهه ناحية الدرج لينطق بـ استفهام : افنان وين رايحه؟ اجلسي تغدي معنا
ابتسمت من دون أن تلتف له لتكمل طريقها للأعلى تاركته مع ابنته وما ان دخلت الغرفه حتى تقفل الباب وتتوجه للـ الشرفه و الجلوس فيها بتفكير تساؤلات كثيره تريد لها اجوبه لكن دون فائده
لماذا تحاول احداث المشاكل؟
لماذا تكرهها؟
لماذا لا تحب اخيها؟
ما الشئ الذي يضايقها إلى هذا الحد؟
مهما حاولت التقرب.....
مهما حاولت التقرب منها تنفر وتبتعد بكره  وغرور وتكبر تجاهها.....
تأملت السماء الملبدة بالغيوم الركاميه كيف تغطي الغيوم لعدة ثوانٍ وتبتعد عنها قليلاً لتأتي في بالها مقول و تقاطع تفكيرها بـ ابنة زوجها
- هي الغيوم تغار على الشمس و تغطيها!
او الشمس تستحي و تغطي عليها الغيوم!
وبعد شبح الابتسامه التي زارت وجهها تبدلت بملامح العبوس مره اخرى فـ اخذت سماعاتها و شغلت هاتفها على سورة البقره برتاح بسماع آيات الله وأكملت تنظر للسماء و الغيوم و تتأمل فيما خلقه الله عز وجل حتى انها لم تلاحظ طرق زوجها المتكرر للباب وكيف هو خائف من ان مكروها  قد حصل لها
عادَ للأسف و حاول الاتصال على ابنه لكنه يقفل الاتصال لايعلمه بأنه منشغل و ارسل اليه بأنه في المحاضره ثم أغلق هاتفه
سامر بتعب: سيدرا روحي شوفي خالتك فتحت الباب او لا!
نظرت له بصمت ثم صعدت للأعلى دقيقتين و عادة لوالدها وهي تتحدث: تقول ما تبغا تكلم احد لو جا ياسر بتطلع
نظر لها  وحاجبيه معقودين من كذبها المفضوح لينطق: قالت لك كذا بالضبط؟ او انتِ جبتيها من عندك!
سيدرا بملل: بروح غرفتي وراي دروس اذاكرها
استقام  في وقفته و توجه لها سريعا ليمسك بيدها كيف تكذب عليه وهي تضع عينه بعينها دون خوف : خالتك افنان قالت إذا جا ياسر راح تطلع؟
سيدرا بدموع : والله قالت كذا اذا مو مصدق روح واسألها
سامر : طيب روحي لغرفتك  و ذاكري دروسك ما ابغا كسل
جلس يفكر كيف يجعلها تفتح باب الغرفه بهدوء يريد أن يعلم مابها فـ تذكر صندوق مفاتيح المنزل  الموجود في المطبخ ليخرح مفتاح غرفته و يحاول فتحها لكن المفتاح من الجهه الاخرى موجود كيف له ان يفتحه بهذه السهوله استغرق الأمر معه وقتاً الا ان استطاع إخراج المفتاح الاخر في داخل الغرفه و فتح الباب سريعا
ليدخل باحثاً عنها حتى انتبه لطيفها في الشرفه واقترب بهدوء وهو يرى الحبوب الموضوعة على الطاوله بجوارها كأس ماء و السماعات في اذنيها و الهاتف بين يديها...
فـ تسائل في نفسه متى عادت لـ اكل الحبوب المنومه؟ الـهذا السبب لم تنتبه لضربه الباب؟
ابعد هاتفتها و السماعات ليأخذها في فراشها حتى تستطيع النوم براحه اكثر ثم ارسل لـ ابنه ان يعود للمنزل سريعا فور انتهاء محاضرته وجلس بجوارها يمسح على شعرها بهدوء وهو متيقن بأن الذي احزنها هو تصرفه مع ابنه و دفاعه الكثير عن ابنته حتى عندما يعلم انها على خطأ

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Där berättelser lever. Upptäck nu