البارت 11

238 4 0
                                    

وسقطت ارضاً كالورقه عند مزعها من دفتر ورميها..
بعد مرور ساعات مُستلقيه في الغرفه البيضاء
حولها عائلتها متلهيفين خائفين يريدون منها الاستيقاظ لا أحد يعلم سبب اغمائها سوا والدها و زوجته التي أصبحت منذ ذلك اليوم الذي حملتها فيه بين يديها والدتها
استيقظت ونظرت للجميع بملامح هادئه بارده جداً لم تعطهم اي ردة فعل على ملامحهم السعيده  وحديثهم وكأنها لا تراهم ابداً.... كان شعور الكتمان الذي يليه غصه يحتضنها لكن عينيها المُتلئلئه  تفضحُها ، لـ تبداُ بمسح الدمعة الهاطله  لكنها تعود  لتُعاندها وتهطل مُصِره على فضحِها ، ثم تبدأ بـ  تماسُك نفسها بـ حيث ان تمسك دمعتها  و لا تفضحها وتفضح حُزنها  اكثر  من ذلك، لكن هواء يخرِجُ من فمِّها وتليها تنهيدات و تعبِيرات وجهها التي تُوضح  فِعليًا كم انها مصدومه  وعانت في هذا الموقف العميق والسلبي لـ  قلبها ، فـ ترجع للصمود  وتمسح وجهها  بكفيها الناعمتين لكن بـ غضون  ثواني تمسح الدمعه حتى لا  تُفضح  مرا اخرى ، فعليًا هذا  شعور مُشتت مُتلخبِط كانت تشْعَرُ به ومازالت تشعر به حتى الآن وهي بوسط غرفتها و الظلام الحالك مُسيطر على المكان  هاهي تفتح عينيها بعد ان عادت بها الذاكره لـ ذلك اليوم الماضي و الآن هي في الواقع نتظر للظلام الحالك بعينين اتعبهُا السهر  حمراء تتجمع حولها الهالات وجهها شاحب مُتعب جدا ها هي على حالها لمدة يومين من  ليلة السبت لم تأكل شئ فقط الماء...
غائبه عن جامعتها لمدة يومين واليوم هو الثالث لم تخرج ابداً من غرفتها والباب مقفل وهاتفها مغلق ولا ترُد على اخوتها او والديها الضيق يُلاحقها و انفاسُها مكتومه  وفي هذه اللحظة من الليل سمِعت صوت والدها يتحدث من خلف الباب : حبيبتي بسيل لا تتعبين قلب ابوك اكثر وافتحي الباب كِفايه ثلاث ليالي وهاذي الرابعه وش يتحمل قلبي ليتحمل تعب امك عليك و حبسك لنفسك وتحميل نفسك غلط مو منك ولا لك اساس فيه..
تقدمت الاء بكل تعب ودموعها تهطل على حال ابنتها لم تنسى الواقع بأنها ابنة زوجها لكنها هي التي ربتها و سهرت عليها الليالي أصبحت جزءً من قلبها فكيف لا تحزن و تتعب لـ تعبها و حزنها
اللتفت على زوجها بهدوء لـ تُقلي عليه طلبها : عبد الرحمن رجيتك روح و اجلس مع عيالك انا بجلس مع بنتي لوحدنا شوي حتى من ورا الباب
انتظرت حتى ذهاب زوجها واستندت على الباب وهي تهمس بكلمات فيها مشاعر الحنان والعطف والحب وغيره من مشاعر الامومه : يمه بسيل اتعبتِ قلب امك افتحي لي كلهم تحت مافيه الا انا..منعت ابوك وهو ناوي يكسر الباب ابغا راحتك بس افتحي لي
من مشاعر الامومه : يمه بسيل اتعبتِ قلب امك افتحي لي كلهم تحت مافيه الا انا.منعت ابوك وهو ناوي يكسر الباب ابغا راحتك بس افتحي لي خليني اطمن قلبي عليك يلا حبيبتي
تحركت من زاويتها المظلمه وهي تتجه للباب والعتمه تحل المكان لتستند على الباب وجسدها يرجف مرهقاً يعلوه التعب
ابتسمت والدتها عند سماعها لـ مُفتاح الباب يترحك دليل على فتحها للباب وسقطت دموعها بعد كتمان ليلالي عدة فور رؤيتها لـ والدتها وسقطت بين يديها و هي تحضنها بكل قوه َتخبرها بعبارات متفرقه : يمه سامحيني  اتعبتك معي... يمه تكفين لا تتركيني مقدر اعيش بدونك..يمه قلبي ما يقدر والله تعبت... احس بروحي بروحي........ كان نفسها سريعاً و عينها تدمع حتى ان شوشت عليها الرؤيه فتمسكت بيد والدتها بقوه تستمد القوه منها تشعر في هذه اللحظه ان روحها ستخرج من جسدها و تُفصل عنها الا ان اغمضت عينيها وغابت عن الوعي لكن ليس بشكل تام تشعر بمن حولها وسمِعت صرخات والدتها تطلب من والدها الحظور لكنها لا تستطيع فتح عينيها او التحرك تشعر بشلل تام في جسدها و لسانها و حراره أجبرت عينيها على الاغلاق تشعُر بضربات خفيفه على خديها لـ تستيقظ لكن كل ما بدر منها هو عقدة حاجب و شدة يد بين يدي والدتها وكأنها بهذه الطريقه تُخبرها عن شدة تعبها...... فجأة نست آلاء تعبها و ارتعد قلبها خوفاً على فتاتِها لـ تتحدث بسرعه : عبد الرحمن روح شغل، سيارتك خلينا، ناخذها المستشفى
نبراس بتسرع : لا انا اتصلت عليهم يجون هنا و شرحت لهم حالتها مبدئيا اتوقع انهم في الطريق خلونا ندخلها الغرفه
احتضنت ريفان اخاها فارس ببكاء وهي تسأله ما ان ستكون اختهم بخير ام لا وما سبب تعبها المفاجئ ولماذا وكيف..... وغيرها من اسأله لا يعلم إجابته سوا الوالدين......
بعد حضور الفريق الطبي و معاينتها اُجري حوار مع عبد الرحمن عن احتياج ابنته لـ طبيب نفسي لان الذي أصابها أثر جدا على نفسيتها مما أدى لها منظور سلبي للحياه
عبد الرحمن : دكتور بنتي حالتها صعبه عشان تحتاج دكتور نفسي؟
رد عليه، الطبيب مبتسماً لـ يطمئنه : حالتها مستقره حاليا لكن ممكن يجيها انهيار عصبي ثاني اقوى من الاول اتمنى انها تراجع دكتور نفسي وان شاء الله ما فيها الا العافيه و اهتمو بـ أكلها لان جسمها ضعيف واضح صار لها ايام ما تاكل
رفع يده للسلام و الشكر والامتنان مبتسماً يوجه حديثه للطبيب و المرافقين : يعطيك العافيه دكتور صالح اتعبناك معنا بـ هالليل و يعطيكم العافيه كلكم...
إبتسم لهُ الطبيب واخذ ادواته و امر الممرضات الممرضات بحزم الأدوات الزائده ثم خرجوا من الغرفه مُتجهين للخارج برفقة نبراس
دخل الغرفه وهو يتأمل ملامحها الشاحبه أين كانت و كيف صارت ملاكه الجميله أين ذهبت فتاته الفاتنه! لكن ملامح جمالها لم تختفي حتى في ذبولها جمليه و ستبقى جميله كمثل الورد حتى عند ذبوله لم ولن يفقد قيمته و جاذبيته وعبقه الرائع ما زال يخرج منه للان
وجه نظره لزوجته و أبنائه وهو يتحدث: الاء انتِ تعبانه قومي الغرفه ارتاحي لبكرا... وانتو يلا كل واحد على غرفته بكرا وراكم دوامات
الاء  بهدوء و قلق : انا بجلس عند بنتي انتو عندكم دوامات روحو نامو
وبعد اخذ نفس بعمق و تنهيدات الألم تخرج من داخله... تقدم لها وحملها للغرفه بهدوئه التام حتى انزلها في السرير وقام بتغطيتها و تقبيل جبينُها ثم اردف بهدوء : تصبحين على خير واحلام سعيده جميلتي لا تنسين اذكارك ولو احتجتِ شي انا عند بسيل
خرج مُسرعاً ودخل غرفة ابنته فـ اطفئ الاضواء و أشعل الإناره الليليه الخافته ليجلس على الاريكه المُقابله لـ سريرها والتمعن في ملامحها المُرهقه.... اخذ نفسا عميقاً تليها عدة تنهيدات تُعبر عن ما بِـ داخله من تعب وآلم على فتاته
غفت عيناه قليلاً اخر الليل عند اللتقاء عقارب الساعه و احتضانهم لبعض عند الساعه الثانيه... لكن صوتها الخائف ايقظه وعلِم انها تحلُم عندما اقترب منها فـ احتضنها له وهو يمسح على شعرها ويحسسها بوجوده حولها حتى هدأت
وهكذا أصبح وضعه  لساعات ما ان تغفى عينه حتى يوقظه بكائها او حديثها المليئ بالعتب والكلمات غير مفهومه حتى أشرقت الشمس وحاولت ان تُسرب اشعتها بين ستائر النافذة لكن بدون جدوى فـ الستائر مغلقه جيداً منعتها من ايقاظهم و أخبارهم بحلول اليوم الجديد.....
--
في احد مدارس الفتيات تحديداً في المراحل المتوسطه انتشرت بينهم موضوع عنوانه "إعجاب الفتاه بـ فتاه أخرى"
حدثت حوادث اعتداء وغيرها منتشره في بعض المدارس بين الفتيات... علاقة حب لكن تجمع فتاتين ليست  بين  ذكر وأنثى كما العاده.. ليست علاقة حب عاديه تنتهي بزواج او انفصال الطرفين  علاقه مُحرمه حرمها الله عزل وجل كما ذكر في كتابه الكريم (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون * وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون * فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين *وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين)
ويوجد الكثير من الآيات القرآنيه التي تدل على تحريم هذا العفل ان كان بين ذكرين ام انثتين وهُناك أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً....
----
في احد فصول المراحل المتوسطه جالسه بالقرب من صديقاتها تتحدث بحماس لكن قاطعتها إحدى صديقاتها وهي تتحدث ببتسامه تصاحبه احراج : بنات بقول لكم شي
ريفان ببتسامه : أي قولي يا عيونها
تحدثت بعدما أمسكت بيد ريفان وهي تشد على يدها بطريقه غريبه : ريفان انا احبك وابغا نصير اكثر من البيست انا اعشقك
شعرت بالخوف داخلها وأقشعر جسدها حتى يدها أصبحت تتعرق لكنها لم توضح ذلك وابتسمت لـ صديقتها ثم اردف : وانا احبك نفس اختي ياقلبي... احبكم كلكم يخلينا ربي لبعض
شعرت الفتاه بالغيره فـ ابتعدت عنهم ظناً منها بأن ريفان ستتألم ببعدها
لكن خابت ظنونها ولحقتها إلى دورات المياه تؤنبها على عدم احترام مشاعرها بالنسبةِ لها
فـ انتظرتها بالقرب من المغاسل... وما ان انتبهت للباب يُفتح حتى أصبحت تُمثل انها تغسل يديها
وما ان انتهت من غسل يديها و تجفيفهم أمسكت بيد ريفان واتجهت بها للزاويه لكي تفهم ماذا حدث لكن ما تفعله صديقتها يضايقها فقررت ان تبتعد عنها بهدوء كانت تحاول الافلات منها لكن بنيتها اقوا منها
فتحدثت بخوف : وش تبغين اتركيني
اردفت سحر بهدوء: قلت لك اني احبك يعني بصير حبيبتك ريفان احنا نحب بعض عادي نسوي اي شي
لاحظت ان يدي صديقتها  اللتفت حولها و احتضنتها وهي تعبث بجسدها وتلمس مناطق حساسه لكن خوفها منعها من الصراخ بطلب المساعده وقوتها لا تساوي شئ أمامها لكنها ما زالت تحاول أن تبعدها حتى اقتربت من شفتها وانقذها نداء احدى صديقاتها لـ تبتعد عنها فوراً وكأن شئ لم يحدث
كانت تتنفس بسرعه و ملامح وجهها شاحبه من الخوف خرجت بسرعه و احتضنت صديقتها التي تبحث عنها بخوف واخبرتها ان والدها ينتظرها في الأسفل  فـ اغمصت عينيها براحه وشكرت صديقتها على قدومها للبحث عنها واتجهت للفصل لـ تأخذ جميع اشيائها و تخرج سريعا من الفصل متجهه للبوابة وعندما انتهت اخذت نفسا عميقاً تهدئ من روعها و هول ماحصل لها من دقائق ثم خرجت لوالدها وهي مُبتسمه و اتسعت ابتسامتها اكثر فور رؤيتها لـ اختها متواجده في السياره فـ أسرعت في الدخول و احتضنت اختها ببتسامه و سألتها عن حالها
اردف عبد الرحمن بعد دخلوه السياره : يلا وين حابين تفطرون؟
بسيل بهدوء: المطعم اللي تحبه ريفان من زمان كانت تقول لي نروح نفطر فيه بس ما كنت اقدر اروح معها
ريفان ببتسامه : حبيبتي بسيل والله احلا من تفطر معي اليوم
أخرجت الهاتف من حقيبتها و اللتفت لـ اختها : جبت لك جوالك عارفه ما تقدرين بدون تصوير
إبتسمت سريعا و اخذت هاتفها تلعب له و تلتقط الصور فـ وقعت عينيها على مُحادثات لـ صديقتها سحر... فتحتها المحادثه و كانت عباره عن سطور غزليه تُخبرها فيها كم تُحبها وعن مشاعرها تجاهه..... انقبض قلبها وضاق صدرها وتعكر مزاجها بسبب هذه الرسائل لاتعلم مالذي قلب حال صديقتها هكذا و احتارت هل تُخبر والدتها ام تصمت او تُخبر اختها لحل هذه المسأله بهدوء أصبحت تُفكر هل وكيف وماذا يدورون في بالها إلا أن شعرت بتوقف السياره وتجاهل شعورها السئ تجاه سحر لتستمتع مع والدها و اختها قليلا لكن الموضوع مازال في تفكيرها لا تعرف ماهر التصرف الصح وبعد الاستمتاع بالوقت عادو للمنزل ونفسية بسيل مُتحسنه جداً لكن ريفان لك تكن في ذلك المزاج الجيد وبعد اتجه الجميع  لغرفته....
مر يومان مع تكرر الاحداث المُضايقه لـ ريفان
وفي هذا الوقت كانت تقف في الممر بين الغرف لاتعرف لمن تتجه اختها ام والدتها احتارت كثيرا
حتى جرتها  قدميها إلى غرفة  اختها  الكبرى
لم يكن المقصد من ذلك التقليل من وجود والدتها لكن ربما يكون الحل بين يدي اختها أسهل ضربت الباب وانتظرت الأذن في الدخول
بينما في الداخل كانت  تتصفح تويتر وشدة انتباهها تغريده للشاعر فهد المساعد كان محتواها:
‏قولي فقدتك لا تقولين وينك
تفرق مع العاشق ليا صار شاعر
فـ ضغطت على رمز كتابة التعليق و كتبت :
‏‎وينك ..؟
انا في غيابك عرفت الوحده وعشت الشوق والحرمان ..🍂
وما ان ضغطت زر الإرسال حتى سمعت صوت باب غرفتها وسمحت للطارق بالدخول بعد سماع صوت اختها
استقامة في جلستها و رفعت الغطاء  قليلا على قدميها و هي مبتسمه : تفضلي ياعيَن اختك تعالي بجنبي
ريفان ببتسامه ذابله وعينان من الواضح أنهما سـ تتسابقان على من تنزل الدموع منها اولا : بسيل اتمنى اني ما ازعجتك جيت من المدرسه و دخلت عندك بسرعه

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें