البارت20

156 5 0
                                    

تحدث بنبره هادئه مليئه بالحب :انا... انا اسف ياعمري مو بقصدي احتد بالكلام عليك او اخوفك بنظراتي بس من خوفي عليك... ما شفتِ كيف خفت لما شفتك ما تتحركين ارسل لك ماتدرين  واضرب الباب ما تردين الدم جف بعروقي اول ما شفتك ما تتحركين
لاحظت سرعة نبضات قلبه و سرعة تنفسه رفعت يدها، لصدره ثم اردفت بعد صمت : عبد الإله تحبني!
أسند ظهره للخلف وشدها لحضنه اكثر فأكثر
ثم تحدث وهو يلعب بخصلات شعرها، المتمرده: اول ما حبيتك كان من الكلام وكنت منصدم منه هل فيه بنت كذا الحين؟ وبعدها صرت اشوف ظلك وطيفك  لما تكونين مع اوركيد لما كنت اساعدها وحبي زاد لك اكثر واكثر لما شفتك عشقت عيونك الوسيعه و نظرتها الحاده و ملامح وجهك الطفوليه وتفاصيلك الجميله...
اغمصت عينيها و تجرأت في حديثها اكثر : بس.. جسمي مو نحيف مرا و....
قاطعها عندما وضع يده على فمها اجعلها تصمت عقد حاجبيه قليلاً ثم نطق : وش فيه جسمك؟ مرا عاجبني واحبه و اذا على أنه مليان، شوي عادي مع، الايام تتغيرين للأحسن و حتى لو ما صار تغير وبقيتي كذا بحبك أكثر و أكثر و كل دقيقه يزيد حبي لك فهمتي جميلتي؟
هزت رأسها، بالايجاب وهي تشرب العصير الموجود بين يديها.... انزل يديه لخصرها و جعل جلستها في حضنه اكثر حتى ترتاح ثم اقترب من اذنها ووضع رأسه على رقبتها وهو يتحدث : طيب انا وش أعني لك؟ او تحبيني!
ابتعدت عن حضنه و وضعت العصير على الطاوله وبقيت في صمت لم تنطق بأي حرف بعد سؤالها
وبعد عدة دقائق من صمتها ابتسم ليردف: تبغين اطلقك و تروحين له؟
اللتفتت له سريعاً و عيناها تلمع من الخوف وخزن برأسها لا و اردفت : انا ما احب احد قبلك عشان اكمل حبه وانا على ذمتك بس احترت في انتقاء الكلمات اللي تناسب مقامك
احتضنها من الخلف وهو يتحدث : لكل واحد مننا ماضي ممكن مرينا بعلاقات حب فاشله لكن ان شاء الله نكمل بعض وربي يجمعنا على المحبه
بسيل : قولي قصتك لما حبيت
نظر لعينيها و بدأ حديثه عن الماضي و قصة حبه التي باتت بالفشل حتى الملتقى بها و احبها كثيرا حب مختلف عن تجاريه السابقه
ثم أعاد النظر لعينيها واكمل حديثه :  قولي لي قصة حبك
تسارعت أنفاسها وشعرت بفتح جرح من جروحها الغير ملتئمه فتحدث وهي تنظر للارض ممسكه بيده تستمد منها القوه بالشد عليها : كنت احبه من طفولتي عشت معه كم سنه وبعدها انقطعت اخبارنا مع بعض ولما كنت ادرس في الجامعه خطبني و وافقت و بعد كم يوم وصلني انه بيروح يتطوع في أفريقيا وصار له هناك حادث و دخل غيبوبه سنه و نص  بس كلهم خبو عني وانا ما عرفت الا بعد مده طويله ..
وطبعا، في الفتره اللي راحت كانت امه تتصل، علي وتطلب مني ابتعد عن ولدها و كلام كثير. ومنه انو انا السبب بس ما كنت عارفه كلامها، ايش معناه و منصدمه كيف كرهتني ولما صحى من غيبوبته ابتعدت عنه وقلت لاختي تكلمه و تقول له انه، خلاص مافيه نصيب و وافقت، عليك انت بس ابدا ما، وافقت عشان، انساه لاني فعلا نسيته و ابعدته من قلبي بسبب كلام امه خلاص نسيته وابتديت حياه جديده بعيده عنه كلياً
عبد الإله : بس ذكراه موجوده بقلبك صح؟
يعني راح تعيشين معي على ذكراه وتكونين لي جسد بدون قلب وروح يعني....
إلتفتت له ووضعت يدها على فمه تمنعه من إكمال حديثه و ما ينطق به من عبارات ساجذه و تافهه بالنسبة لها عقلت نظرها بعينيه تحاول الشرح له لكنها لم تستطع حتى خبئت وجهها في صدره و احتضنته بقوه... بقيت عدة دقائق على صمتها وهو لم يتحرك ينتظر منها تفسر لجعله يصمت فتحدثت عندما بادلها الحضن و شد بقوه عليها: عبد الإله خذني معك لبعيد وخليني لك وحدك بين، يدينك وتحت نظرك... خلينا، ننسى الماضي وما نرجع له و نحب بعض وتتعلق قلوبنا ببعضها عن نفسي مابي غيرك
قاطعها وهو يردف ويخلخل اصابعه في شعرها : بأختصار أحبك
شدت على حضنه اكثر وأكملت حديثها : اي بأختصار احبك
ابعدها عن حضنه وناظر للطعام المتبقي واشر لها بعينيه
بسيل : لا عبود انت ما اكلت نصه، صار ببطني يلا، دورك
عبد الإله ببتسامه: كأني اشوف بعض ناس صارو يدلعوني؟
تحدثت ببتسامه : طيب يلا اكل مو كله لي انا
حرك ارنبت انفها بـِ اصبعه السبابه وكأنه يداعب طفلته والابتسامه مرسومه على محياهما
وبعد انتهائهما من الطعام غسلت يديها و رفعت الكمامه بدل نقابها لأنها تريد زيارة المرضى
اوقفها عندما اقتربت من فتح الباب واللتفتت له بـ نظرات مُتسائله : وش فيك؟
عبد الإله : نقابك
بسيل:  استبدله بالكمام وبشوف بعض المرضى ثم ارجع البيت
اقترب منها وبين يديه جميع  اشيائها أعطاها النقاب ومن ثم حقيبتها واشر للباب وهو يردف: يلا على البيت
اردفت بملل وطاعه لأوامره: طيب جيب مفتاح السياره عشان ارجع
عبد الإله ببتسامه : لا ماحزرتِ انا اللي باخذك البيت وسيارتك جبت سطحه توصلها للبيت
بسيل: ما شاء الله متى أمداك تسوي كل ذا؟
عبد الإله : لي طرقي الخاصه و الحين خلصتِ؟
بسيل : اي خلصت
فتح باب مكتبها ثم خرج وهي من خلفه.... أقفلت الباب......
بينما في مكان أخر يضج بالتجمع و الأحاديث الكثيره جالستين مع بعضهما و ميلان تتوسطهما للحديث عن ماذا فعلت في أيام الإجازه
تحدثت ريفان بسرعه وهي مبتسمه : يوم الخميس عازمتكم عندي
سيدرا : نهار او ليل؟
ريفان : يا ذكيه النهار مداومات وراح نرجع وننام من التعب اكيد في الليل
ميلان : ممكن انا ما اجي؟
ريفان : ميلانوه والله لو ما جيتي ياويلك
ميلان بأحراج : بس...
سيدرا بمقاطعه وهي تغمز لـ ريفان : اساسا عندنا جمعة نوم نسويها أسبوعياً و اللي يصير دورها هي توفر يبجامات و كذا نشتريها بوكسات جاهزه صدقيني راح تستانسين معنا
ميلان : بس ما عندي من يوديني ويجيبني ما اتوقع اخوي يرضى
سيدرا : انا امر عليك عادي بس اعطيني عنوان بيتكم
ميلان : بس اقول اول شي لـ ماما اخاف ما تقبل
ريفان : اكيد من حقها تعرف وين بتروحين ياقلبي وان شاء الله توافق
تقدمت منهم بعض الطالبات و ناظرت لهن بتكبر وغرور فتحدثت احداهن: بنات دكاتره و وحده ابوها عنده مستشفى نهايتها تصادق بنت المستخدمه؟
ريفان : احسن من انه يكون ابوي موظف وكل يوم له زوجة وش رايك؟
سيدرا ببعض الحده : ريفان ما اتفقنا تصيرين نفسهم يا ريفان
اخذت نفس عميق واللتفتت لسيدرا وهي تردف : ما تشوفين انو هم اللي جو يدورون مشاكل؟
سيدرا : بس ما نفضح أسرار البيوت صح؟
ريفان : تمام المره الجايه انتبه
احتضنت سيدرا  ريفان وهي تتحدث بضيق : بنت مو قصدي اعلي صوتي عليك او انفعل بزياده بس ما ابغاك تصيرين نفسهم متنمرات و وكالة، انباء ما يسكتون
وما ان رن الجرس حتى ابتعدت ريفان عن أحضان، سيدرا وهو مبتسمه : تمام تمام يلا، قومو كل وحده على بيتها
ميلان : طيب اخوي ينتظرني برا الحين ويمكن عصب بعد بيقول تأخرتي.
ريفان : تعالي اوصلك مع السواق بدل ما، يعصب عليك
سيدرا : لا لا نسبب لها مشاكل قومو بس خلينا نطلع
تفرقت الفتيات وذهبت كل واحده منهم لمنزلها
اما سيدرا حاولت زيارة زوجة ابيها من أجل عودتها للمنزل لكن لم تعطيها اي بال ولم تخرج لرؤيتها... فتحدثت لـ والدتها قبل أن تخرج : قولي لها باقي يوم ويمكن بابا يطلقها ما ابغا هذا الشي يصير ولا يأخذ عليها وحده ثانيه عنادها في انها، تطردني ما راح ينفع
توجهت للسياره و انطلقت بها واذا بوصول أخيها و انتبه انها سيارة سائقهم لكن ماذا تفعل سيدرا في هذا الوقت هنا؟ ام ان والدته نادت عليه للعوده!
دخل المنزل وألقى السلام على جدته .... ووجه سؤالها يبحث عن اجابةٍ له : ليه سواقنا كان عندكم؟ امي نادت عليه!
اردفت بصوت مبحوح يصحيه تعب التقدم في السن :والله ياولدي اختك كانت هنا حاولت تكلم امك وهي مو راضيه، تطلع لها وقالت لي انا ما ابغا ابوي يطلقها او يتزوج عليها خليها ترجع البيت ما بقى ع مدتها  غير يوم  وانو عنادها ما راح ينفعها
ياسر : وامي وينها الحين
اشرت بيدها على الغرفه فـ ترك جدته و ذهب للأعلى و يرى والدته ثم يأخذ منها قرارها النهائي هل ستعود ام تتطلق وهي في سن كبير وتواجه أحاديث  الناسِ عنها
تقدم للغرفة و طرق الباب عدة مرات لكنها لم تُعيره اي بال ولم ترد حتى بالرفض عن لقاءه
اخرج تنهيدة تُعبر عن مدى تعبه من هذا الموضوع وخرج خارج المنزل من دون أن يودع جدته حتى
حرك سيارته للبعيد لكنه لا يعلم أين فقط يريد الإبتعاد عن إزعاجهم وعن ما يحدث من خلافات
وبعد حلول الليل وذهاب الشمس ليحل ملحها القمر خرج من مكتبه و أغلق السيكرتي باب الشركة من خلفه... استقر في سيارته وأخبر السائق ان يتوجه به للمنزل ثم ادرف سؤاله : اشتريت كل اللي طلبه منك؟
السائق : ايوا بس باقي موجودين ما وصلتهم مثل ما قلت لي لما تدخل ادخلهم وراك
بسام : تمام يعطيك العافيه.. فيه مبلغ في الدرج تقدر تاخذه وتشتري هدايا لأطفالك
السائق : شكرا استاذ مستوره ولله الحمد
بسام بدون قبول لاعتراضه: هديه مني لاطفالك تأخذهم غصب
وصل لمنزله و ادخل الأكياس من خلفه حتى تقدمت جميع زوجاته فكانت جوري تجلس بالقرب من رهف تخبرها عن حملها.... و ميساء مع أبنائها باسم و باسل و نرمين مع بناتها نور ونوره
بسام: السلام عليكم... مافيه ترحيب؟
ابتسمت رهف وغمزت له من دون أن ينتبهن ثم توقفت وهي متجهه للدرج : وعليكم السلام نورت بيتك
توقف جوري وهي تتوجه له ببتسامه تريد اخباره بحملها.. فـ احتضنته وهي تخبره بوصول فرد جديد للعائله لكنه استقبل خبرها ببرود رغم فرحته وهمس في اذنها : مبروك ياقلبي تولدين بالسلامه ان شاء الله بس ها ابغاها بنت مو نفس الثنتين جابوهم توأم
ابتعدت عنه ببتسامه و ذهبت لغرفتها
بقيت نيرمين و ميساء مع ابنائهما.... اقترب واحضن أبنائه ذو الخمس أعوام واحتضنهم ثم احتضن فتياته واميراته
ناظر زوجتيه و وجه لهم السؤاله: كيفهم في الروضه؟ ما ابغا كسل
ميساء : أولادك ما يهجدون اجلس معهم و ذاكر لهم
وجهَ نظره لنرمين ينتظر منها التحدث لكنها، اللتزمت بالصمت و كأنها تتحفظ على أسرار فـ ارجع نظره لميساء و استقام في وقفته: خذي الأكياس الصفراء و عيالك على فوق نوميهم
بكرا دوامات ومسهرتهم
باسل : بابا انا ما رضيت انام ابغا اشوفك و باسم قلدني
باسم : اقول بس مشتاق لبابا اكثر مناك روح يالبكاي
جلس حتى أصبح بطولهم أشر لهم بيده ثم اردف : ليه تقول لاخوك كذا؟
باسم بخوف : لان فيه بنت في الروضه تضربه وهو ما يسوي لها شي بس يبكي و انا اللي اضربها واخذ حقه
بسام : ومن متى علمتكم تضربون البنات؟ ومن متى اذا انضرب واحد منكم ما ياخذ حقه؟
نور ببرائه : بابا انا اللي اضرب باسل لانه الدب ياخذ الواني والدب الثاني يضربي
بسام : له له له له له بكرا مافيه دوام وابغاكم تصحون الصباح يلا على النوم مع امهاتكم
نورة: بابا مافيه هدية لنا قبل ما نروح؟
بسام : بابا نورة بعدين تاخذين هديتك يلا ياعيني خذي اختك على الغرفه و نامو
وباسم حبيبي يلا، خذ اخوك و روحو الغرفه
نور : بابا ترا كنت، انام اسبوع بدون بوستي و الحين؟
ابتسم واحتضن اميرتيه ثم قَبل خديهما برقه تناسب نعُمتهما
باسل بغيره : وانا ولد البطه الرماديه؟
بسام ببتسامه : تعالو ياعين ابوكم انتم
احتضانهم، و قبل خديهم بنعومه تناسب لطافة  بشرتهما ثم ابتعدوا عن والدها الى على الدرج ذاهبين لـ غرفتهما
استقام في وقفته واشر لزوجاته اللحاق بالأطفال
ثم ابتسم وهو يتجه للسُلم و يحسب درجاته للوصول إلى غرفتها... وما ان وضع يده على الباب وفتح جزءً بسيط منه حتى وصلته الرائحه التي تشعره بالاثاره... روائح مختلطه، لكنه عرفها وفهم مغزاها... وصلته خمرية شعرها المختلطه بين الزعفران و العود ومن ثم مُعطر جسمها وعطر ملابسُها من العود الثقيل ومن بعده قطرات العود المفضله لديه تضعها على أماكن النبض استنشق الرائحه حتى شعر، انها وصلت لِـ اعماقه من الداخل حتى دخل لغرفتها وهو شديد الإنجذاب
فقد عرفت تماما كيف تُثيره وتعجله يأتي إليها كالمسحور
اتسعت ابتسامتها فور رؤيتها للباب يُفتح ويحب منه زوجها حتى استقبله بالاحضان و القُبل ثم ابتعدت عنه وهي تلتف حول نفسها بكامل أنوثتها و تسأله عن رأيه في لبسها لكنه لم يُجب عليها اكتفى بأن يعود إلى احضانها كالطفل اللذي يبحث عن الطمئنينه و الآمان  وراحته بين يدي والدته
همست، في اذنه برقه : حمامك جاهز ادخل واسترخي وانا جايه اسوي مساج لكتوفك اكيد حبيبي تعبان من بعد الدوام
بسام ببتسامه : اي وحيل تعبان... اهم شي اغراضي كلها جاهزه داخل؟
رهف : اكيد حبيبي و بيجامتك هنا و جهزت لك اكل خفيف بعد
ارف وهو عاشق لِـ أنوثتها : ويلوموني بحبك يا  قلب بسام
ابتسمت بأحراج واشرت لها بِـ عينها ليذهب ويأخذ حماماً يُريح اعصابه به
و بعد نصف ساعه خرج وهو مُرتدي ملابس النوم الحرير... فـ أجلسته و جففت شعره جيداً عن برودة الهواء ثم خرجت معه للشُرفه و رفعت الغطاء عن الأطباق وذُهل من تحضرها لطبقه المُفضل... باستا ايطاليه بصوص الريحان..

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now