البارت35

126 3 0
                                    

الفصل السابع : هو اللي وحده بعيني أشوفه بينهم كلهم

بعد نصف ساعه هاهي مشاعل داخله من الباب برفقة دانه و بين يداهم الاكياس متقاسمه فيما بينهم
فوضعت كل منهن الاكياس التي بين يديها امام باب المطبخ
لـ ترسل بسيل قبلاً من بعيد لهن رادفه: يعطيكم العافيه حلواتي يلا روحوا قبل تلصق فيكم ريحة الطبخ
تقدمت و فتحت جميع الاكياس و اول ما بدأت به هو نقع الارز الحساوي كاملاً في ماء ساخن جداً
ثم وضعت اصابع الفلفل الحار بعد غسله مع اللحم الذي يطبخ في مرقته
ومن ثم جلست تقشر الخضراوات و تقطعها لارباع متوسطه
ومن بعدها بدأت في تجهيز كشتة اللحم و حركته قليلاً مع الكشنه ثم وضعت الخضار
وغطته لساعة كامله بينما صفت الورق عنب في صحن التقديم و نثرت حبات الرمان و السماق ومن ثم بعض من دوائر الخيار و الجزر و حبات البطاطس التي قطعتها على شكل ورود
و اخذت القالب الذي طبخت فيه لتغسله جيداً
ثم وضعت به الطماطم و الملح و اللحم و حبات الهريس المنقوعه و الماء
لتجعله يطبخ في داخله مدة ساعه و نصف
في اثناء طبخها شعرت بالدوار و الارهاق
و كأنها آله او اخطبوط تنتهي من هنا  تبدأ هناك
و عند الساعه الخامسه تماماً انتهت من طبخ كل شئ
فـ تذكرت ساري لم تعد له ملابسه
تركت كل شئ واختبرت مشاعل انها وضعت بعض الصحون لتأخذها و تجعل من والدتها تذوقها
بينما استحمت  هذه المره جيداً و لبست فستاناً ابيض بنقوش زرقاء ... و من بعدها اخرجت ثوب كحلي و شماغ ابيض لساري  و ايضاً كبك باللون الفضي فيه نقوش زرقاء و قلم باللون الفضي يوجد به كريستاله جميله و بوك باللون الاسود و ختمته بـ حذائه زبيري باللون الابيض و النقوش الفضيه ومن ثم رشات عطره المفضل و  العود الذي بخرت به الشماغ و وضعته جانباً حالما احتاجه
ثم عادت للاسفل تحديداً المطبخ و استقبلتها مشاعل ببتسامة رضاء وهي تردف : امي تقول لتس تسلم يدينتس يا نظر عيني على كل هالاصناف الحلوه
ابتسمت برضاء و دخلت وهي تنظر لـ صحون المكسرات و الشكولاته و الورد  و ما الى ذلك
ثم رتبتهم جميعاً و رتبت ايضاً الحلا الذي عملته و شكرت الله بـ انها عملت اشياء اخرى اي أخر فرصه ولم تنسى الفواحات بالفعل
فـ وضعت طاولتان في الوسط نهايتهما مجموعه من الصحون و رتبت اصناف الحلا و الموالح و وضعت الورق عنب ايضاً معهم ومن ثم صحون كبيره تحمل انواع الشكولاته التي يكتب عليها اهلا و سهلاً و ما الى ذلك
و غيرها  من حلويات
ثم التفتت لـ امينه رادفه: امينه و زعي الطاولات  الصغيره بحيث تكون بين كل شخصين طاوله
فعلت ما امرتها به و ذهبت لاحضار باقي الصواني
فـ بدأت توزع انواع المكسرات على الطاولات خمس صحون تحتوي على المكسرات و الحب او ما يسمى بـ فصفص  وابتسمت لـ انجازها
و وضعت الوردا ليُكمل زينة المكان وفجأه تذكرت الماء والعصائر لـ تنقذها امينه و هي تجلب صينية الماء البارد و من بعده العصائر المنوعه
و وضعت في الطاولات الصغيره كرتان من المناديل المبلله
ثم جلبت لها امينه المبخر و وضعت به بخور دوسري رائحته نفاثه
ثم خرجت للمطبخ من اجل صف الاكل في السخانات
في هذه الاثناء دخل ساري لـ يشرف على اخر الترتيبات
وانبهر مما رآى لـ يتقدم و يتذوق حبة كروسان مزينه بخطوط من شكولاته الفراوله محشيه بـ كريمه الليمون و انبهر من الطعم
ليصب غضبه على امينه بأمر : امينه خذي هذا كله و قولي لـ امي لا تجيب شيٍ شارينه من السوق
فـ تحدثت بنبره يخالطها الخوف: بس هذا مدام بسيل يسويه و يجي يصفه هنا
ناظرها برفعة حاجب و تركها ذاهباً يبحث عن والدته
لتردف فور رؤيتها له : هلا يمه هلا شفت وش مسويه مرتك !
ما شاء الله عليه ربي يحفظها من كل عين
ثم اخذت تعد على اصابعها : سوت الحلا و الموالح  والرز و السلطات و المقبلات ما اقول الا ياحظك  فيها
اصعد صلي المغرب و انزل عشان تستقبلهم مع ابوك و صح اقول لك بسيل انه بترتب عشاكم في سخانات نفس اللي يقولون عنه بوفيه
هز رأسه و اتجه للاعلى و فور رؤيته لـ ترتيبها ملابسه
و الرائحه الزكيه التي بدأ بشتمامها
لم ينتظر ويسرح كثيراً  فقد اخذ منشفته و دخل الحمام ليرى حوض الاستحمام معبئ بالماء و الرغوه و الباث التي مازالت تطفو تفور
وبعد مرور الوقت و انتهائه من الصلاة و الاستعداد
كان يريد لقائها و رؤيتها لكن لم يستطع ابداً لـ ضيق وقته
فـ نزل وبداء بـ استقبال الرجال مع والده و قد لاحظ الكثير ابتسامته و ذوقه الرفيع في اللبس
كان مبتسماً سعيد من المدح الذي يلقى على مسامعه
و عبارات الشكر و العبارات السعيده
بينما دخل ابن ساري على بسيل وهو يردف بنبرة أمر : يقول لتس ابوي يلا خلي الاكل جاهز
اخذت نفساً عميقاً و رتبت سخانات الاكل و بقية السلطات المتنوعه  و علب قصديرية تحتوي على العصيد او ما يسمى باللهجة الحساويةعصيده يصنع من دقيق البر و التمر ويمكن استبداله بالسكر  وتزينه بـ فلفل اسود و علب الغازيات و الماء حول الطاوله
ثم الصحون و ما الا ذلك من ادوات المائده فـ ابتسمت بعد انتهائها و وضعت الاكل لـ ابنتها  معطيتاً اياه مشاعل وهي تتحدث بهدوء: شعول حبيبتي اليوم كله ما نمت ابد وكليها و انا ابرتاح بغرفتي شوي خلاص مو قادره اوقف
صعد الدرج بخطوات متثاقله جداً وكانت تتمسك بما حولها حتى وصلت سريرها جلست بهدوء وهي تشعر بجسدها هالك وكأنه حجاره ضربت بـ مطرقه وتهالكت مشتته ... فـ انزلت خصلات شعرها و حاولت تظفيره
فـ تساقطت دموعها من شدة تعبها و تثاقلها
ثم رفعت رأسها وهي ترى مشاعل خلفها ترتب شعرها بهدوء ونظفره  بهدوء تام ثم مسحت دموعها و جعلتها تستلقي بخفه و رفعت عليها الغطاء جيداً وقبلت رأسها مردفه: تسلم يدينتس حبيبتي ارتاحي و بنتس عندي بوكلها زين ما زين و انومها بحضني وانتِ نامي
قبلت رأسها وشغلت التكيف ثم وزنت حرارته و شغلة اضاءة النوم بخفوت واغلقت الباب من خلفها
كان جسدها يرتعش تعباً فـ بعد استلقائها بدأ الشعور بالخمول و الارهاق الكثير
تعب النهار بدأ بالتأثير عليها
نامت من دون الشعور بـ نفسها و غطت في سبات بين احلامها
بينما في غرفة الطعام كان الجميع منذهل من الطعم و خصوصاً بأنه الاغلب لم يتذوق اكل الاحساء ولا يعلم كيف يطبخ
شعر ساري بالطعم و النكهات الرائعه لا عتاب التي تطبخ بكره لانه شئ مفروض عليها فرض لاطعم ولا رائحه ولا ابتكار  ولا زينه لـ تجميل الشكل
شعر بالفخر لانها زوجته و بدأ حبه لها يتغلغل في قلبه رويداً رويداَ
ثم تقدم له عمه والد عتاب ببتسامه و هو يشكره على الطعام و هذه الوليمه اللذيذه ثم اخبره بالبشارة بالنسبة له مردفاً: مبروك وانا عمك حرمتك حامل وبتجيب لك الولد الثاني ان شاء الله
نزل الخبر كالصاعقه على ساري فلم يعرف التعبير عنه وهذا ما جعل عمه يحتضنه ببتسامه وهو يكمل حديثه : خلاص تعال خذ حرمتك بأقرب وقت ولو بكرا ماني بقابل لك لا و بقول لها تجهز  شنتطها  فمان الله ويعطيك العافيه
صُعق من الخبر و انتهت عزيمته بخبر محزن سيكون عليه الذهاب غداً لـ اخذها
اتجه لـ غرفته مرهق بعد يوم مُتعب انتهى بخبر سئ
دخل وهو يشتم رائحة العطر و البخور  وجميلته نائمه بكل هدوء
بينما بدأ الفرق في عقله فـ عندما كانت عتاب التي تقوم بعزائمه دائما ما تتحدث كثيراً و لا تسكت الا عند صراخه عليها و رائحتها نتنه من البصل و الثوم و الطبخ و شعرها قد تكتلت به الرائحة اكثر
بينما الان المكان تملئه رائحة العطور الفواحه و ثوب نومه جاهز على السرير مكانه
عندها بدأ الفرق في عقله فـ عندما كانت عتاب التي اقوم بعزائمه دائما ما تتحدث كثيراً و لا تسكت الا عند صراخه عليها و رائحتها نتنه من البصل و الثوم و الطبخ و شعرها قد تكتلت به الرائحة اكثر
بينما الان المكان تملئه رائحة العطور الفواحه و ثوب نومه جاهز على السرير مكانه
دخل ليغتسل سريعاً وضوضاءه ايقظتها
فـ استقامت في جلستها وهي تنظر له بإرهاق مردفه : تقدر تاخذ اغراضك بهدوء !
التفت لها ببتسامته الواسعه متحدث: يعطيتس العافيه يـ ام دانه انشهد انتس بيضني الوجه
اغمضت عينها وهي تاخذ نفساً عميق ناطقه: الله يعافيك ولو سويت واجبي
انتهى من  المرآه وتوجه للسرير مردف:  خلصت ارتاحي اسف اني جلستس من دون قصد بس ليه رميتي ملابستس ؟ انا قلت يمكن غلطانه بين سلة ملابستس
بسيل ببتسامه : لا حبيبي خليهم بزباله ريحتهم لحم وطبخ وعرق ماينفع فيهم الغسيل انا عفتهم
هز رأسه بهدوء ثم اتجه للسرير واستلقى معطيها ظهره
مرت ساعات على تقلبه و شعوره بها ساكنه هادئه
فـ نظر لها ملاحظاً رعشة جسدها ليقترب اكثر منادياً:بسيل وش فيتس ؟ ... بسيل انتِ تصيحين!!
مد يده بهدوء لجبينها  فـ تبللت بالعرق و شعر بالحراره التي تسري بها
سكن ثوانٍ مكانه ثم توقف سريعاً مُبعداً عنها الغطاء
يضرب خديها بهدوء ينادي عليها : بسيل ... بسيل بابا اصحي حرارتس مرتفعه خذي شور ياروحي
لم يجد منها اي استجابه .... حملها سريعاً للحمام واحتضنها بيده اليمين بينما فتح الماء  البارد بيده اليسار
ارتجف جسدها وخرجت منها  شهقة فـ احتضنته صدمة  من برودة الماء
لتنطق بعد صمت : عبود المويه بارده خلاص
زادت دقات قلبه و ارتفت حرارة جسده وكأن الماء البارد لاشئ بالنسبة له ثم اردف بـ حراره قرابة اذنها : انا ساري زوجتس ... كل ما اقترب منك  حبه واحسن معاملتي معتس تطرين لي اخوي وتقتلين كل شعور ينبت بقلبي لتس
وفي صباح اليوم التالي ...
اجواءٌ فرحه و طقسٌ رائع
استيقظت وهي تشعر بثقل فوق رأسها ... وما ان سحبته و استقامت في جلستها حتى رأت مشاعل جالسه بالقرب منها مبتسمه تحدثت فور استيقاظها: صح نومتس ياحلوه
خوفتيني عليتس من امس و ساري مخليني فوق راستس
فـ نطقت و هي الان لم تستوعب حديث مشاعل : الله يسلمك حبيبتي بس وش فيني !
كل اللي اذكره اني نمت وصحيت الحين راسي ثقيل
فـ تحدثت مشاعل عما حدث امس وكيف وان ساري بالصاله و ترك اخته عند رأسها تداريها وبأنه لم ينم جيداً
حتى انه استأذن من العمل واخذ اجازه
ابتسمت بسيل وهي تردف : ايه يعطيه العافيه  بقوم اخذ شور يريحني و بعدها اجي عندك و اشوف دانه
ناظرتها طويلا ثم نطقت وهي محرجه : بسيل ادري انتي تعبانه بس وش رايتس نفطر برا !
والله ضاق خاطري من البيت
نظرت لها بتساؤل وهي ترفع حاجباها مع بعضهما: ما فطرتي!
لتجيبها بملامح وجه محزنه : لا من امس على لحم بطني
خاطري من فطورتس السنع
تحدثت وهي متجه للحمام :طيب تجهزي و جهزي دنو لان لو رحنا بدونها تزعل
خرجت مشاعل متجهه نحو غرفتها و اعلمت دانه بخروجهم
ثم البستها فستان اسود  يشبه الزي المدرسي في كوريا و حذاءً رياضي باللون الابيض ثم رتبت غرتها ورفعت شعرها ذيل حصان و ختمت شكلها الطفولي بـ  رذاذ من عطر المسك الخاص بها
بينما مشاعل لبست احدى جلابياتها و فوقهم العباءه السوداء و النقاب
وبينما هنا خارجتان من الغرفه تحدثت بسيل من خلفهما : يلا على السياره نلحق المطعم قبل ما يخلص وقت الفطور
ومع مرور الوقت و انتهاء صباح جميل
هاهو الظهر وقت الغداء
هاهو الظهر وقت الغداء .... جلس  ساري بجوار والديه وهو ينظر للاعلى متحدث :وين مشاعل و دانه؟
اردفت والدته وهي منشغله بالغرف لزوجها : مير طلعوا مع حرمتك ياكلون و يتسوقون ما قالت لك بسيل ؟
نطق وهو يتصنع النسيان : الا بس ما توقعت يجلسون الظهر بعد ... المهم عتاب حامل واليوم بترجع البيت
اردف والده بهدوء تام : الله يتمم لها ع خير ويرزقكم الذريه الصالحه بس ترا اهم شي العدل ونا ابوك
ومن بعده والدته متحدثه : الله يتمم لها على خير وعقبال بسيل يارب
مر الوقت وهاقد اتى ايضاً العصر ... دخلت بسيل برفقة  مشاعل تتهامسان بالعبارات و ابنتها التي تردف انها تريد اللعب مجددا في اقرب فرصه
حتى  نطق ساري بصوته الجهوري مقاطعاً سعادتهم :  حي الله الشيخه بسيل و الشيخه مشاعل خلصتوا؟ انبسطتوا يابابا!
ابتسمت دانه و اقتربت منه مردفه : مره استانسنا وانا لعبت واجد ماما سمحت لي مو نفسك بخيل ماتودي مكان  حتى فطرنا اكل حلو  و  اخذنا قهوة بارده و تسوقنا اوف اشياء واجد
وفجأه بدون سابق انذار تقدمت من  خلفهم عتاب ناطقه : الشاهي جهز يابعد حيي اصب لك !
ساري ببرود : ايه صبي ملعقه سكر
نظرت حولها وهي تتصنع التفاجئ  رادفه : اوه بسيل شحالتس ! ان شاء الله انتس بخير
ابتسمت مجامله وهي تردف : بخير ربي له الحمد
ثم وجهت سؤالها لـ مشاعل : وانتِ مشاعل عساتس طيبه!
تحدثت بدون نفس وهي ممسكه بيد بسيل: كنت بخير قبل ما اشوفتس. واسمع صوتس ، تعالي بس بسيل فوق نستانس  ودنو اجلسي عند جدك او اللحقينا
بسيل بهدوء : امينه شيلي الاكياس و تعالي غرفة مشاعل
لحقت بهم امينه بينما بقيت دانه تحدق في عتاب بنظرات متسائله عن شخصيتها ومن تكون
حتى قاطع سرحانها جدها متحدث : تعالي وانا ابوك اليوم كله ما شفتس
توجهت لجدها بهدوء حتى وصلت حضنه و استقرت ثم اردفت لـ عمها: جايبين شغاله تساعد امينه !
بس تراها حلوه يمكن تتزوجها بعدين
صعقت عتاب المستقره بالقرب من زوجها لكنها لم تستطيع النطق و السبب وجوده معها
فـ تحدث ساري وهو يرتشف من الشاي :  روحي نادي امتس يا دانه قولي لها عمي يبغاتس ضروري
فور سماع بسيل حديث ابنتها
نظرت لـ نحو مشاعل ببتسامه و دخلت بهدوء غرفة التبديل
لـ تلبس قميص  طويله باللون التفاحي و تنوره بنيه بحزام وكعب باللون الابيض لـ تكسر الالوان ثم فتحت شعرها و اعتمدت على ملامحها الناعمه لتضع القليل من اللمسات التي ابرزت بها جمالها ... وبعد خمس دقائق خرجت بابتسامتها خاطفة الانظار متحدثه: شرايكم باللوك
دانه بإنبهار: واو ماميشو تهبلين
مشاعل وهي تتفحص بصمت حتى اردفت اخيراً: ابداع و احلا شي انتس خليتي شعرتس المموج على طبيعته و ساري واضح عليه طايحن بحبه
تقدمت للتسريحه وهي تخرج ضحكات بصوت منخفض ورشت من عبق عطرها الفواح ثم وضعت المسك على عروق النبض
وقبل نزولهما لبست مشاعل نفس لباس بسيل الضبط لكن بألوان مختلفه تناسبها
تقدمت و خصلات شعرها تارةً يمين و تارةً يسار وبين يدها قوالب الحلوى التي اشترتها من محلها المفضل و الكروسان مرتب في صحن التقديم ذو الطابقين
وقبل جلوسها تحدث ساري : حطي لي حلا يا ام دانه
فـ ناظرته عتاب ببغض و كسرت نظرته البارده نظراتها الحاده  وجعلتها تصمت وتكتم غيضها حتى غرست اظافرها في راحة يدها بقوة
وبينما بسيل اقتربت و لمست يداها يداه
حتى نطقت عتاب : الا كأنتس متنانه يا ام دانه!
التفتت بغرور وابتسامه ويداها تداعب خصلات شعرها بلطف ناطقه : والله ياقلبي انا حلوه اذا كنت مليانه و اذا كنت نحفانه محد طلب رايك او سؤالك
فأجابتها بعدما انزلت فنجان القهوة : لا بس عشان ساري ما يحب الا النحيفه زي العود مو المليانه و فخذها عن اثنين خبري فيكم يا بنات الحضر تهتمون بأجسامكم
لـ يقاطعهم الصوت الجهوري : ومين قال لتس يا عتاب تقرين خاطري و تقررين عني!
فـ انفجرت مشاعل ضاحكة : اللقافه و الغيره وانا اختك
ناظرتها عتاب بشر ناطقه : اشوفتس صرتي ضد بنت عمتس يا مشاعل وصفيتي مع هالحضريه و تطبعتي بطبايعها ولبسها
فـ تحدثت بسيل نيابةً عنها : الحمد لله سنعين و نعرف نطبخ  ونقوم بواجباتنا
وبتدقيق اكثر حاولت نغزها:  ومهتمين بنظافتها و ريحتنا الحلوه و نلبس احسن لبس لاهو عيب ولا حرام يعني ما كفرت بربي
اصمتها ساري مقاطعاً: خلاص راسي يوجعن قومي جيبي لي بنادول وكاس ماي دافي
ناظرته بسيل بحزن كيف الصداع طغى عليه و الالم اكتسى ملامحه ثم تذكرت حديث مشاعل كيف جعلها تجلس تجاور رأسها حتى انه لم ينم فـ في كل دقيقه استيقظ للاطمئنان عليها ...
... وتذكرت عبد الاله كيف كان له ان يرتاح عندما يغمض عيناه براحه عندنا تعمل له المساج
وخصوصا بزيت الشموع فـ دفاؤه يريح اعصابه ويجعله يسترخي
همست لابنتها بأن تجلب الشمعه السوداء ذات الثلاث فتلات  في كيس المحل الذي اشترته منها و الولاعه
وما ان جلبتها ابنتها حتى اشعلتها و انتظرت دقائق بسيطه حتى ذاب منه
توقفت متجهه له و وضعت الشمعه على الطاوله بجواره
ثم وضعك الوساده على فخذها و امسكت كتفه بهدوء رادفه: حط راسك هنا و انسدح
نفذ اوامرها من دون جدال و بدأت بأخذ الشمع الذائب و و عمل المساج لـ رأسه بأطراف اصابعها حتى لانت حدة وجهه و ملامحه اصبحت مرتاحه غير مشدودة
فـ اطفئت الشمعه و هي ما زالت تعمل له المساج حتى وصلت لـ فروة شعره
بينما ساري اعطته رائحة الشمعه الاسترخاء
و دفؤها الراحه الا ان شعر بليونة اعصابه
فـ جمال مساج اناملها ورائحتها النفاذه اسرته
ثم ابعد الوساده و سحب فخذها سريعاً واضعاً رأسه عليه
ناطقاً بهمس قبل ان تعارض : اششش بس شوي
مرت ساعه و تليها ساعه وهو لم يمل ولم يكل
شعر بدفئ قد افتقده في حضن الاثنى وحنان احبه كثيراً
بدأ المكان يفرغ فـ ذهب والده لأخذ قيلولة العصر و مشاعل قبلت بسيل من بعيد و اخذت معها دانه للعب فلم يبقى سوا عتاب التي ترمقها بنظرات كارهه وهاهي اخيرا نطقت : خلاص اتركي راس الرجال نايم او عاجبتس وهو منسدح بحضنتس!
لم تُليها بالاً و لكن شعرت بالخدر في قدمها وفخذها نام بدأت تشعر بالتنميل به
فـ حاولت ايقاظه بهدوء
لكنه احب حركات يدها على ملامحه و ابقى عيناه مغلقتين يريد معرفة ما يمكنها فعله
لكنها كررت ذلك بدون ملل حتى استيقظ. واستقام في جلسته براحه
فـ استقام في وقفته فيما بعد الجلوس  مردف : صحيني مع صلاة المغرب
وصله در عتاب سريعاً : ابشر يانظر عيني
ليرميها بنظره ناطقاً بدون مبالاه: اقصد بسيل
ذهبت من خلفه و دخلت غرفة مشاعل بجوار ابنتها و مشاعل
حتى اذن المغرب بعد نصف ساعه
فـ استأذنتهم ودخلت جناحها لترى عتاب متمدده على الكنبه في الصاله وفور ما رأتها.....

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             حيث تعيش القصص. اكتشف الآن