البارت30

159 3 0
                                    

ابتسمت بهدوء ودخلت غرفة التبديل تلبس من إحدى بيجاماتها الواسعة.. وبعدما خرجت رأته جالس في وسط السرير و الهاتف بين يديه يدير اشغاله بما انه متواجد في الأحساء
جلست بهدوء و رفعت الغطاء ثم انزلته على جسدها برفق وهي تنظر إليه قرابة العشر دقائق ثم تحدثت: ما بتغير ملابسك؟
اطفئ هاتفه وناظر لـ عينيها بهدوء ثم اردف: كيف اغير وملابسي بالسياره؟
بسيل: فارس جاب الشنط و حطيتهم في الدولاب قوم غير
ابتسم لها ثم دخل غرفة التبديل يبحث عن ملابسه أين، وضعتهم ثم لبس احد الشورتات و خرج لها واقفا بجوار، الباب يتأملها بكل هدوء
ابتسمت له و أردفت : ليه واقف هنا؟ تعال
تقدم جهة الباب و اقفله ثم اطفئ الاضاءة و تسحب بهدوء ليستقر جوارها ثم احتضنها لصدره وهو جالس فـ أمسكت بـ إحدى يديه و وضعتها في رأسها بهدوء: اللعب بشعري
خلخل اصابعه في فروة رأسها و بدأ في تحريك شعرها مبتسماً سارحاً في حياتهم الآتيه إلا أن زاره النوم و غفى و باللتي بين الحضانه اكتفى
في اليوم التالي خرجت مع زوجها للطمعم من أجل تناول وجبة الغداء  بعدما تعِبا من السوق و المشتريات فـ تقدمت من طاولتهم سريعاً فتاه محجبه قبلت خده و اردفت ببتسامه : أسفه صديقتي تحدتني وأنا قبلت
لـ تذهب ماشيه بكل ثقه  إلى طاولتها و تضحك، مع صديقتها فـ نظر لـ زوجته ورأى الدموع تملئ عينيها.. كانت علامات الصدمه تملئ وجهه لكن بعدما رأى عينيها أستقام و  ذهب لها ممسكاً بكأس العصير غاضب و سكبه فوق رأسها ثم تحدث و هو يمثل التفاجئ والحده تصاحب حديثه : اووه أنا أسف بس دموع زوجتي تحدتني و أنا قد التحدي
هذا هو الذي نتحدث عنه يا سادة غيرة أنثى عاشقة  و قلب رجل مُحب
بينما في المنزل دخل فارس غ قة ريفان بعدما طرق الباب و اذنت له بالدخول و رأها تمشط خصلات شعرها فـ تقدم إلا أن أصبح خلف ظهرها
و أردف مبتسماً: ريفان أبسألك
ابتسمت لـ إبتسامه متحدثه:  من متى الأدب؟... بس المهم اسأل
فارس : مين أقوا! ،انا او انتِ؟
ريفان و هي تدقق أين يقف فارس بالضبط ثم تحدثت و الابتسامه تعلو مبسمها: أنا طبعا
كان مقصده من السؤال مزحاً ينتظر أن تقول هو الاقوى وانتهى لكنه أعتبرها تتحدها فـ وضع يديه على كتفها و اردف مرةً اخرى: أقول لك مين أقوى؟
أجابته مره أخرى: قلت لك أنا الاقوى
عادها مره تليها مره  أخرى و أخرى و أخرى
إلا أن ترك كتفيها و توقف بجوار الباب خارجاً لكنه ألتفت بـ أمل طفيف وهو يسألها مره أخرى:
ريفان مين أقوى؟
أجابته وهي ترى بعده عنها : أنت اقوى
أبتسم وهاقد أخيراً قد اعترفت بأنه الاقوى
و تقدم منها بسعاده  ليصبح خلف ظهرها مباشرة و سألها مره أخرى: قلتِ مين أقوى ؟
أجابت : أنا
تفاجأ كيف عادت لنفس الإجابة مرة أخرى وجلس على سريرها، بالقرب منها متسائلاً: ريفان ليه لما صرت ورا ظهرك قلتِي أنتِ ولما بعدت قلتِي أنا
تركت شعرها و التفت له بعد ما أخذت نفساً عميقا لتنطق ببتسامه : لما كنت ورا ظهري كان لي ظهر استند عليه وسند يحميني من  كل شي
بس لما رحت عني و تركتي ظهري بدون غطا و شي يستند عليه صرت انت، الاقوى  لأنك سندي اللي استند عليه و ظهري اللي يحميني فهمت الحين؟
استعاد ابتسامته بعدما فهم قصدها جيدا
وخرج من غرفتها سعيد و الفرحة تملئ قلبه
بعد مرور الوقت و انقضاء الشمس ليستقر مكانه القمر و الغيوم تتجمع من حوله
ها هم مجتمعون في حديقة منزلهم بسيل تجلس
وسطهم و هم من حولها
لتتحدث ريفان بهدوء : بسيل  قولي لنا قصة قضية من أخر شي قرأتيه
ابتسمت واردفت ببتسامه: موافقين كلكم؟
وصلتها ردود مخلتلفه : اي اكيد ، أسلمي ،  ومين يقول لا؟
وضعت كوب الماء و حاولت التعديل من جلستها ثم أردفت : قصتنا اليوم غير عن زوج و زوجه...
يقول لكم ، وقع شجار بين زوج و زوجته فـ جلست، الزوجة تبكي ، وفي أثناء بكائها طرق أهلها الباب فقد أتو لزيارتها و رأو في عينيها الدموع !
لـ يسألوها : مابكِ
فـ أخبرتهم : تصوروا ! إني جلست أذكركم فـ بكيت و تمنيت لو أني أراكم فـ سبحان الله الذي جمع بيني و بينكم الآن...
في هذه الأثناء كان الزوج خلف باب غرفة النوم يسمع زوجته تبرر لأهلها سبب بكائها فـ عظمت في عينه وفرح لحفظها أسرار الزوجية و أعتذر لها و خفف عنها
إيش أستفدتوا الحين من اللي قلته؟
فارس : أنه مو كل نساء حوا مثل بعض فيه منهم الزينه و فيه الشينه فـ لا احكم عليها قبل كل شي و أخاف ربي فيها
ريفان : أنه للبيوت، أسرار لو ما أنحفظت ممكن تنهدم
نبراس: أحتفظ باللي فهمته لنفسي هم قالو عني
ناظرتهم بحب وأبتسمت لـ جمعتهم ثم لحركات طفلتها وكأنها تعبر عن سعادتها لـ سعادة والدتها
فـ اقتربت ريفان من اختها هي تتحدث : تحركت صح؟ تحرك تعالوا
امسكت بسيل بيد اختها المرفوع و وضعتها يسار بطنها لتبتسم ريفان و تناظر اخوتها، بفم مفتوح يعلو ملامحها الانذهال و السعاده ثم ابعدها فارس بكل قوه و تقدم نبراس بحماس ليضعا يدهما على  المكان في أنٍ واحد مبتسمين
ثم استقام نبراس وجلس بجوارها وهو ينطق: اقول وش ناوين تسمون ذا، القمله؟
بسيل بذهول : ايش؟ الحين، بنتي قمله! ما بقول لك الاسم عناد
فارس : قوليه بأذني وما اعلم
ريفان بضحكت، استهزاء : مالقيت غير تقول لك يا الأحساء نيوز يا وكالة ناسا
ضحكت من أعماق قلبها وهي تعود لـ ايامها، الخوالي مع اخوتها بجدالاتهم و مشاجراتهم و غيرها الكثير و الكثير فـ أغمضت عيناها ببتسامه وشعرت بيد أخيها الأكبر على كتفها وهو يسأل : بسيل فيه شي يوجعك؟ تعبانه؟
هزت رأسها بـ لا وهي على نفس الابتسامه ثم أردفت : حبيبي انت مافيني شي بس بقوم الغرفه ارتاح و منها اشوف عبد الاله اذا يحتاج شي
حرك رأسه بالموافقه وهو يبادلها الابتسامه
دخلت غرفة نومها بهدوء وبين يديها كأس ماء بارد لكنها لم تنتبه للقلم المرمي على الارض وكادت تفقد طفلتها بسبب الوقوع في غمضة عين لتفتح عيناها وترى نفسها بين يديه فـ احتضنته بسرعه من شدة خوفها مغمضه عينيها بشده... ليحملها ويضعها على السرير بهدوء
ومن ثم يجلس بقربها من الجهه الأخرى ويسحبها لحضنه... وبعد هدوئها ارسل لـ نبراس ان يخبر الخادمه بالحضور وتنظيف الزجاج
- عندما انقضى اسبوعان لـ جلوسهما في بيت أهلها وهاهو اخر يوم قبل الرحيل....احتضنت أفراد عائلتها  الا ان وصلت بالقرب من ريفان وأحتضنتها ببكاء
ثم استقرا في السياره لتتحدث بسيل : عبود خلينا نمر عند اخوك عبد العزيز و أوركيد من، زمان، عنها بشوفها
عبد الاله : عزوز رايحين القصيم عند امي و راجعين الخميس و احنا راجعين الدمام ما راح ننتظر لبكرا ناخذ أغراضنا و نمشي
بسيل : تمام يعني نوصل لهم الليل
عبد الاله : اي ان شاء الله
- انقضى الوقت ومر بدقائق وثوانيه حتى استقرت السياره أمام منزل والده ثم اتصل على أخاه و اخبره ان يخرج له ومساعدته والا يخبر فرداً من العائله فهو يريد مفاجئتهم
خرج واحتضنه ليستقبله بالتراحيب : أرحب وانا اخوك تو مانورت القصيم
ابتعد عنه مبتسماً وهو يردف : اللبقى ياخوي منوره بأهلها و اصحابها
ثم ساعد اخاه في إدخال و الحقائب وبعدها امسك بيد زوجته وهو يدخل لهم و الابتسامه لا تفارق مبسمه فـ احتضن والده و والدته و مشاعل متعلقه بأحضان زوجته لا تريد تركها
لتردف بسيل بهدوء: يابنت، الناس خليني اسلم على عمتي وعمي و بعدها اسهر معك الصباح الا ان تطرديني
ابتعدت مشاعل وهي تردف بصوتٍ عالِ: هههاي اطردك يابوي النومه عندي بروح اجهز
فـ اتجهت و هي تسلم على والدة زوجها وتنطق: اخبارك عمتي عساك بخير
أم ساري : بخير يمه انتِ شحالتس وشخبار اللي في بطنتس
بسيل : الحمد لله نشكر ربي
ثم اتجهت لـ عمها و قبلت رأسها وهي تردف: اخبارك ياعمي عساك بخير؟
ابو ساري : الحمد لله يابنتي بأفضل حال إنت علومتس عساتس منتبهتن زين للي ببطنتس؟
ابتسمت وهي تردف : ربي يديم عليكم الصحة و العافيه... الحمد لله ياعمي
تحدث وهو ممسك بيديها : أنا هنا أبوك و أم زوجك هي أمك أبعدي عن الرسميات يابنتي أحنا هنا اهلتس
اتسعت ابتسامتها و قَبلت رأسه من جديد وهي تردف : تسلم يابوي
ثم اتجهت نحو عتاب و سلمت عليها باليد فقط
بعد عدة دقائق نزلت مشاعل بسرعه وأخذتها معها للأعلى وهي تردف بصراخ : بقفل الباب وياويلك تجي تقول أبغا حرمي تراها نايمتن عندي غصبن عنك وأنتِ بسرعه الحين يوصل لنا
فـ تحدثت والدتهم بصوتٍ عالِ ليصل مسامعها: بشويش على مرت اخوتس يا الطايره محدن لاحقكم المره حامل لا تسببين عليها
ثم وصلهم صوت عبد الإله من أسفل، الدرج وهو ينطق: شعيل وجع بشويش على حرمتي والله إن صار لها شي لأذبحتس و ماهيب نايمتن عندتس بالمشمش ياختي
فوصله صوتها العالي  وهي تقلد لهجة زوجته: حامض على بوزك حبيبي
لتتحدث عتاب بنقز: ياليتها تسوي لي ربع اللي تسويه لـ بسيل
فـ أسكتتها صرخت زوجها الحاده : عتاب وقص قومي حطي العشا عن أمي
فـ أردف عبد الإله بصوتٍ مرتفع قليلاً: أمينه حطي العشا لـ بسيل و مشاعل و خذيه لهم فوق
ونطقت بعدها عتاب : وأنت تاكل معنا او وحدك؟
فـ وصلها صراخ ساري  الحاد مرةً أخرى : عتاب يا جعلك الماحي
عبد الاله ببعض المزاح : ياخوك تراها تمزح ماعليك منها بنت العم و ادري بعمايلها
ساري : ولو ياخوي خليها تتعلم السنع ولو ما علموها ألها أنا اللي أعلمها قليلة الحيا
وفي غرفة النوم بين بسيل و مشاعل أخذت الأحاديث من وقت كثير حتى جاء وقت النوم
فـ تحدثت بسيل : شعيل صدق الحين بكرا خطوبة ولد عمكم؟
مشاعل: اي لا تقولين أنتس ما جبتِ لنا لبس
بسيل: الا جبت لنا بس بطني انتفخ يمكن ما اللبسه
مشاعل : شوفي العرس اللبسي اللي ودتس  بس قومي نطلع وش اشتريتي و خمخمتِي لنا
بسيل : جيبي الشنطه لعندنا هنا والله مقدر اقوم ميته تعب
حملت الحقيبه و رفعتها للسرير ثم جلست أمامها الحقيبه بينهما
لتفتحهاو تُخرج فستانين بألوان مختلفه لكن التصميم نفسه
فـ أمسكت مشاعل بالفستان البني و هي معجبة به كثيرا لتردف: بسيل الثاني لك و البني لي نلبسهم بكرا مفهوم؟
بسيل ببتسامه: خلاص تم بس ان شاء الله بطني ما توضح مرا او بنهار
ثم أمسكت بهاتفها الذي قاطع حديثهم اتصال زوجها لترفعه و تردف : هلا ياقلبي..... يلا جاين لك فوق بس شوي
وبعد إغلاقها المكالمه نطقت: شعيل وين مؤنتك؟
أردفت بأستغراب : ليه؟... ياويلي ليكون متوحمه على مؤنتي؟
بسيل بضحكة: لا طبعا بس قومي ناخذ منها شوي و نصعد السطح عند عبد الإله و منها نستغله شوي يغني لنا وش وراه؟
وبعد عشرةِ دقائق صعت كلاهما للأعلى بعدما دخلت بسيل جناحها وغيرت عبائتها و الملابس
ليجلس الجميع و الأحاديث أصبحت صحبة جلستهم من ماذا فعلاَ و أين و كيف
بعدها تحدثت بسيل بهدوء : عبود غني تسلهم لي
لتردف مشاعل مشجعه :اي اي يلا تحت القمره و النجوم صوت حبيبنا المشؤم
لتتفاجأ بهما ينظران لها بغرابه فـ نطقت بسيل : حبيبتي شعيل وش قلتِي؟
نظرت لهما كيف يحدقان بعينان واسعه الا ان استوعبت جيداً ما قالته و أردفت سريعاً: لا لا بالغلط والله كنت بجيبها مع القافيه بس.....
تحدثت بسيل في محاولة إضاعة الموضوع : يلا حبيبي غني لنا قبل النوم لان صدق تعبانه
ارتشف القليل من الماء ثم بداء في الغناء
ما يقارب الدقيقتان بصوته العذب يصاحبه بحته التي تجذبها له دائما
وبعد إنتهائه أردفت : مشاعل، اعذريني بروح انام بحضن زوجي انام معك يوم ثاني ان شاء الله
لـ يتوقف وهو مبتسم يشيح بحركات مضحكة لاخته ومد يده  يمسك بها حتى تقف مستقيمه و يسندها عليه هو ينزل الدرج بهدوء
بعد مرور شهرين ها هي في نهاية شهرها الثامن واقتربت من التاسع  فـ أصبح العبئ عليها أكبر و حملها أثقل وهاهو لم يأتي من عمله منذ الصباح و قد اتصلت عشرات المرات و ارسلت عشرات الرسائل لكن لارد الا ان اصبح منتصف الليل
محتاره أين هو و لا تعلم شيء عنه الا ان فز قلبها مع فتح باب شقتها لترى ما لم تتوقع
الجروح و الكدمات تملئ وجهه و جسده و الدم ينزف منه فأقتربت منه سريعاً لحضنه بخوف
وجسدها يرتجف ثم ابتعدت ويدها استقربت على خديه بقلق مردفه: عبود وش فيك؟ وش اللي صار لك؟
إبتسم لها بألم متحدث : حبيبتي بس خليني اجلس تكفين متكسر
اسندته على جسدها المنهك لتجلسه، على أقرب اريكه ثم اخذت علبة الاسعافات
من الدرج بوسط الصاله و عقمت جميع جروحه، بصمت و ضمدت الجروح، العميقه
ثم حاولت اقناعه الذهاب للمشفى بعدما اخبرها بالحادث الذي فعله لكنه رفض رفضاً قطعياً في محاولة طمئنتها بأنه لا يوجد به شيء لكن قلبها ليس مطمئن كثيراً  فـ قلبها منقبض
و من ثم
اتجه واقفاً للغرفة و هي خلفه فـ جلست على الاريكه ومسكت بكتفيه لـ يضع رأسه  في حضنها بهدوء لتصبح هي تلعب بشعره و تتحدث بهدوء تام فـ كاد يغفي... ثم استيقظ و ذهب للسرير فـ أشار بيده أن تأتي ثم إطفاء الاضاءة اول ما استقرت على السرير و وضع رأسه بحضنها ويردف : اسف بس ودي بحضنك يا نظر عيني
فـ ضلت تلعب بشعره الا ان داهمها النوم و يدها مغلغله بشعره
بعد مرور يومان اشتد التعب عليه إلا أنه لم يستطع الذهاب للعمل ورافض تماماً الذهاب للمشفى فقد أنهى علبة كامله من البنادول و لم ينتهي صداع رأسه فـ اتصلت على أخيها و أخبرته بأن يأتي ويقنعه بالذهاب
وبعد ساعتان ونصف  حضر نبراس و اجبر عبد الإله ان يذهب معه وبرفقتهم بسيل القلقه فقد ضاق نفسها وقلبها انقبض اكثر فـ اكثر بعدما دخل غرفة الفحص برفقة أخيها عندها اخبرهم انه تعرض لحادث قبل عدة ايام و دخل للتصوير المغناطيسي
وبعد نصف ساعه دخل الثلاثه غرفة الطبيب واخبارهم عن تواجد  في رأسه نزيف داخلي لكن سبحان الله لم يأثر عليه سوى الان و يجب أن يخضع لعمليه عاجله و فرصت نجاحها 50%
فقط
فـ وافق عليها و هو يطمئن زوجته... و عند استعداده في الغرفه امسك بيد زوجته و هو يردف : خليك قويه لان قوتي كلها أخذها منك يا خفوق هالقلب زين؟
هزت رأسها، بالموافقه و جسدها يرتجف من البكاء ثم أردفت ببحة يكائها وقلبها مقطع :  عبدو ارجع لنا ترا ننتظرك تكفى ما اقوى بدونك صدقني لو ضعفت و تركتني بروح معك و.....
اسكتها بوضع يده على شفاهها وهو يردف: لو رحت بعد عمرٍ طويل بنتي أمانه عندك يا بسيل حطيها بعينك وسكري عليها برموشك والاهداب
اهتز جسدها اكثر في محاولة إيقاف بكائها لكن لا فائده ابدا فـ احتضنها بقوه وكأنها اخر مره شعر بأنه يريد دخولها باحضانه وسط اضلعه
ليقاطعهما صوت ساري من خلف الباب : درب ياولد درب
ابتعدت عنه وانزل نقابها بهدوء ثم ابتسمت له عيناها بحب وهي موشكة على نزول دموعها كـ سماء عاصفه بالغيوم تتصافق مع بعضها البعض لإنزال المطر.... فـ قبل رأسها سريعاً بحب ورقة متحدثاً: آه أحبك يانبض قلبي راجع لك إن شاء الله
فـ أبتعدت عنه مضطره للخروج و دخول أخيه بدلاً عنها ليجلس معه ما يقارب الربع ساعه يخبره بأشياء كثيره يفعلها إذا أخذ الله أمانته وسُلِمت روحه فـ خرج بعدها بـ ملامح جامده كما دخل بنفس الملامح... كانت تتسائل ماهذا القلب الذي بداخله و كيف له أن يُجمد ملامحه هكذا فـ ماهذه القوة وبعد رؤيته لوالديه و اخته و الجميع ختم نظره بها و بـ جمالها لـ يغمض عيناه مُسلماً روحه
لـ تتوقف أنفاسه و يشع صوت الأجهزه دليل على ذلك فـ سمع أخاها صوت صراخها و دخل سريعاً من خلفه الأطباء يحاولون إعادته للحياة و الممرضان  أخرجوهما للخارج وهي تبكي بصمت بين، أحضان والدها تراقبها نظرات أخ زوجها بـ اشمئزاز لـ بكائها ثم خرج الأطباء فـ أنزل الجميع كماماتهم فـ أشار أحدهم لـ عبد الرحمن ليحضن أبنته بقوة فـ عرفت معنى ذلك لكن تريد سماعه بأذنها وأن تراه بعينها إلا، أن سمعت صوت، أحد الأطباء يردف : أسف أني أعطيكم الخبر بنفسي لكن المريض أعطاكم عمره... عظم، الله أجركم أتمنى أحد يكمل إجارائات الوفاة
شدة على بطنها بقوه و والدها يضغط عليها في حضنه يحاول التماسك، من أجل أبنته و نبراس الذي ذهب لـ تكملت إجارائاته
ثم أردفت و قد أصبحت، عيناها، كـ سماء مرعدة برفقة عاصفة قويه : يبه بشوفه رجيتك أخر طلب أشوفه قبل ما يندفن
فـ اردف ساري : لا طبعاً
لينظر له والدها بـ أعين مفحمه ورد حاد: صح أنه أخوك بس بنفس الوقت زوجها و أبو الروح، اللي بداخلها و بتشوفه، الحين قبل الكل... قومي يبه معي غسلي وجهك و أدخلك يلا حبيبتي قومي
وبعد تهدئتها لنفسها كانت تشعر بركلات طفلتها وهي حزينه معها لفقدها والدها قبل رؤيتها ثم دخلت ثلاجة الموتى وداخلها عاصفه هائجة مرعدة داخلها إعصار هائج لدرجة أنه يريد تكسر جميع ما حوله رآت جسده الذي أْبيضَ أكثر و شفاه المائله للزرقه لامسة يدها جسده البارد جداً وتجمعت الدموع بعينيها كـ بئر حُفِرَ حديثاً أو أحد تلك العيون التي تفجر الماء منها بقوة هائله ليكون بركة عميقة وأحتضنت جسده وهو تردف : بردان ياروحها أدري وعلىَ صوت بكائها أكثر فـ أكثر إلا أن دخل ساري وهو يردف بحده : خلاص فضحتينا في المكان أنكتمي

فسحبه نبراس للخارج واردف بنبره أحد من حدته : المتوفي زوجها و أبو البنت اللي بداخلها أحترم مشاعرها و أحترم كونها زوجة أخوك المرحوم و الحين ضف وجهك عنها لاتنسى أنها ما تحل لك
تقدم من أخته و أحتضنها ثم أردفت  وهي تشعر بألم المخاض في بطنها :نبراس بولد نبراس بنتي لا تروح مني ما بقى الا هي ريحة الغالي تكفى
فـ دخل والدها بعد سماعه صوت بكائها العالي ومعه نقاله وثلاث ممرضات لمعرفه بدخولها الشهر التاسع من طيبتها الخاصه لتدخل بها الممرضتان سريعا غرفة الولاده خلفهم مشاعل لتعرف ما بها و أين ستكون و من بعدها والدها و أخيها تاركان اخ بجوار أخيه، المتوفي ينظر له نظره، أخيره
كانت تتألم وتشعر بتكسير أضلاعها جميعاً تنتظر منه الدخول من الباب و الوقوف بجوارها يطمئنها بوجوده معها و رؤية طفلتهم معها لأول مره لكن خابت أمالها وصرخت بكل قوه إلا أن خرجت طفلتها وسمعت صوت بكائها  فـ أغمي عليها
وبعد ساعه خرجت الطبيبه مبتسمه لـ زميلها والد المريضه: مبروك دكتور عبد الرحمن جاتك حفيده زي القمر يحفظها ربي و الحمد لله على سلامتهم
إبتسم الجميع في وسط حزنهم
توفي والدها في الحاديه عشر والنصف ليلاً
لـ تولد هيّ في الساعه الثانيه عشر و النصف لم يستطع أن يرى وجه أبنته و لا مداعبتها و لن تستمتع بدلع الاب و ما ستسمعه من ان الفتاه حبيبت والدها يالِ حضها توفي والدها بيوم و اليوم الاخر ولدت فهل ستحبها والدتها و تتعلق بها أم ماذا؟
وبعد أستيقاظها رأت والدها بجوار رأسها يقراء القرآن رمشت عيناها و الدموع تسقط لتردف : يبه بنتي وينها؟ اذكر اني سمعت صوتها
اغلق القرآن بهدوء وقبله ليضعه بجانبه و يخلع نظارته ناطق: الحين يجيبونها ياحبيبة أبوك كيفك الحين؟
زاد بكائها بصمت ونطقت: يبه ابغا امي جيبها لي
مسح على رأسها وهو مراعٍ لوضعها و إنهيارها فـ تحدث : أمك بالطريق وأنا أبوك بس تجهز لك أغراضك و تجي مع نبراس هو راح يجيبها و هنا وصيت الكل عليك
أغمضت عيناها و أحست بحرارة و زادها حرارة الدمع التي أصبحت كالبركان الهائج يثور ثم رأت أخر حديث بينها و بين زوجها وهو يخبرها : إذا تحبيني صدق خلينا نسميها دانة و تصير دانتنا و جوهرتنا
فـتحت عيناها سريعاً بعدما مر المشهد و أردفت : يبه خلصت أجرائات بنتي؟
لينطق : لا يبه باقي تسمينها
فـ أردفت و التعب يهلك جسدها  البحه تصاحب صوتها: سميها دانة دانة عبد الإله
وانهالت بالبكاء مرةً أخرى منهاره جداً لا تستطيع تمالك نفسها أكثر من أجل طفلتها الصغيره يجب أن تنفذ وصية زوجها و تكون السند و الأم و الأب لأبنتها....

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now