البارت 2

604 7 0
                                    

كانت جالسه وامامها ابنتها فقد تقطع فؤادها من البكاء بسبب الجوع وها هي امها تنظر اليها ببرود وكأنها تُريد منها الموت و الذهاب للبعيد
دخلت عليها والدتها مسرعه و حملت حفيدتها برقه و حنان لـ حضنها و اردفت لـ ابنتها : سمّار بنتك صار لها وقت تبكي و انتِ ما تحركتِ حتى ترضعينها ليه؟
فـ أجابت ابنتها بحقد وكُره: مستحيل ارضع طفله من واحد غير حبيبي حتى لو كانت بنتي لأنها من الشخص اللي ما، احبه انا مابيها
أعطت الام حفيدتها لـ زوجة خالها و اخبرتها ان ترضعها حتى لا تموت من الجوع فـ هي رافضه للحليب الصناعي ولحسن حضها ان زوجة خالها ولدت من وقت قريب...
واللتفتت لـ ابنتها تتحاور وتتناقش معها وتحاول إرشادها لـ طريق الرشد و الصواب لكنها كانت مُعاندها جداً فـ اختبرتها والدتها بأن تُعطي الحضانه لـ ابيها و لاتُعذبها معها لكنها رفضت من شدة كرهها لها تُريد تعذيبها لا الحنان و الحب لها
تُريد أموال والدها لا العيش لها  بالراحه والرفاهيه
--
مرت بهم الايام و ها هو اليوم المنتظر وصلت ورقة طلاقها وكان اسعد يوم في حياتها كانت سعيدةً جداً لدرجة ان شهيتها فُتحت و جميع اخوتها ينظرون لها متسائلين فمن المفترض أن تكون حزينه، تعيسه لا سعيدة فرحة فهي خسرت زوجها ووالد ابنتها لكن اخاها همّام جعلهم جميعا يصمتون بنظره منه و التي فهمها الجميع اول ما تحرك متجها إلى المجلس واتبعوه جميعهم
فـ تحدث بِتال بـ دهشه : همّام انت من اول ما طلع عبد الرحمن من بيتنا وقال كلامه ما تكلمت و بنتهم ترضعها زوجتك وانت موافق وهي موافقه على ذا الشي و قلت لـ امي انك بتجلس عندنا فترة عدة سمّار علمنا وش صاير  لانك فتره ساكت و ماتكلمت
فـ اتجه للجلوس واشر لهم بيده لـ يجلسوا أمامه واردف بخوف وقلقل يتليهما الحزن في نبرته: بقول لكم السالفة بـ اختصار سمّار ماقدرت تتفق مع عبد الرحمن في حياتهم الزوجيه وتطلقوا فـ بنتها بتكون عندها إلى أن توصل للسن القانوني و تروح عند ابوها و عبد الرحمن بيتزوج و عرسه بكرا
بِتال بحنق وغضب : ما شاء الله ماصدق الأخ تقول له مابيك طلقها ورماها علينا و فوق كل هذا بنته معها ليه تزوجها دامها ما تناسبه؟
همّام بتفكير لايعلم اذا كان يجب عليه أخبارهم او لا لكن هذا السر اصبح وسواساً، لا بل كابوساً يلاحقه إلى كل مكان فـ ماذا يفعل لـ يبعد شر إخوته عنها لم يستطع ان يجد الحل سوا اخبار أخيه الأكبر بما فعلت اخته ليعذره على كتمان السر بداخله ليتحدث بعد تفكيره :  عبد العزيز اطلع برا و خليني مع بِتال شوي
خرج غير مهتم لما حدث لـ اخته فهو لايهتم بمشاكل غيره ولا يتعب نفسه في البحث عن حلول لـ مشاكل غيره
اخذ نفسها عيمق يعبر به عن مافيه من كتمان لم يعد يستطيع كتمه اكثر  فـ تحدث وهو ينظر لـ عيني أخيه مباشرةً: اختك تخون عبد الرحمن مع صديقه سامر قبل لا تحمل
فـ شعت عيناه بالشرار و الاحمرار تتليها نظرات الحده ينتظر أخيه يكمل
ليكمل حديثه: من قبل ما تحمل وهي تقول له ما ابغاك وطلقني وبعدها عرف انها حامل وقال انه يمكن من نفسيتها وتعبها مع الحمل..... واكمل حديثه للنهايه من دون مقاطعه بكلامه
بِتال بحيره وتساؤل: ليه ماعاند واجبرها تجلس عنده؟ ليه ما ضربها وعذبها قبل ما يجيبها عندنا!
همّام بابتسامة آلم وخزن على صديقه: لانه رجال رجولته ما تستحمل يجلس مع حرمه قلبها متعلق بغيره ومعاه بس جسد.... لانه مايرضى المضره او احد يضرب خواته فكيف يضربها!
-- مرت شهور بـ أيامها و لياليها تتليها ساعاتها و دقائقها ومن بعدها ثوانيها....
فـ الحزن خيم على قلبه حتى بعدما تزوج... فهو يحمد الله دائما في سجوده على زوجته وقرر من بعد هذا اليوم بأن ينساها تماماً ويبدأ الحياه مره اخرى مع زوجته آلاء ولا يفكر بغيرها ابدا و تكون هي حياته من بعد الآن
اما سمّار تقدم سامر لـ خطبتها بعدما انتهت من عدتها بـ اسبوع و تزوجا بدون حفله وغيرها التي يعتقد سامر بأنها بلا فائده.... فـ أصبحت تهتم به وبـ ابنه ذو الثلاث سنوات
و مهمله ابنتها التي جلعة لها خادمه تهتم بها و ياسر الذي يحاول اللعب معها... وها قد اهلكتها الايام
فهي من اختارت طريق التعب والآلام ولم يملئ عينيها طريق الراحه و الرخاء
وبعد مرور سنتين متتاليتين كانت مشتته بين والدتها و والدها فـ كان خالها يأخذها يومين في الأسبوع وكأنها ستجلس معه ومع أطفاله ولكنه في الحقيقه كانت تجلس في منزل والدها تلعب مع أخيها الصغير و والدها معهم ويعود بها في اليوم الثالث لوالدتها وعندما يطلب الاب رؤية ابنته تمنعه وتردف بالقول له بأن ليس لديها شئ يخصه ابداً....
---
دخل لـ منزله مُتعب مُنهك من العمل واستقبله ابنه وهو يركض له ليردف أثناء ركضه: بابا جا بابا جا بسيل تعالي
سامر ابتسم لـ ابنه فـ ضحكاته وحماسه انساه تعبه ليتحدث معه: ايوا ياعيوني جيت وبعدين بسيل عمرها سنتين و نص كيف تبغاها تجي؟.
اسر بزعل والدموع تعلقت بـ محاجر عينيه وسقطت أثناء حديثه الطفولي : بسيل صارت تحبي و تسولف معي صح اني ما افهم لها  كل شي بس احب اجلس واللعب معها ولما قلت لـ ماما سمّار انها حبت وانا فرحان قالت لي ماعليك منها و خليها تولي واجلس عند اختك سيدرا ذيك مو اختك عشان تلعب معها
سامر عقد حاجبه لحزن ابنه:  بابا ياسر متأكد انه ماما قالت لك كذا؟
ياسر ودموعه تتسابع للنزول على خديه: أي بابا والله هي قالت كذا... بابا ليه ماما ماتحب بسيل؟ مو هي بنتها؟
اشتعلت عينيه بالقهر فهو لم يتفق معها على إهمال ابنتها فـ يجب أن يضح حداً لـ سخافتها وتصرفاتها... دخل لـ غرفة الألعاب وهو مبتسم ثم رفع بسيل بعد ما تقدم لها وهو مبتسم : هلا بحبيبة عمها هلا
اخذت تلمس وجهه وتضحك
ياسر وهو يمسك يدها: بسيل انا احبك انتِ تحبيني؟
سامر بابتسامه : بابا توها صغيره ماراح تفهم كل شي تقوله الحين
دخلت وهي مبتسمه وجلست عندهم لكنها اول ما لمحت بنتها نادت على الخادمه لـ تتحدث بـ غضب: مو قلت لك ابعدي هاذي عن ياسر ولا تخلينه يلعب معها؟ قلت او ما قلت؟
شد عليهم بين يدينه ووقف لـ يناطرها بنظرات عجزت عن تفسيرها وفهمها واردف: انتِ بأي حق تمنعين ياسر عن بسيل انا مدري كيف عبد الرحمن قدر يسكت على قرف أخلاقك يا انسانه هاذي بنتك من لحمك ودمك كيف مسويه فيها كذا مخليتها بين يدين الخدم؟ اقسم لك بالله لو ما تسنعتي وصرتي حرمه سنعه و اهتميتي ببناتك و ولدي لـ صدقيني بنفسي اروح و اتكلم مع عبد الرحمن و اعطيه بنته بيدي واقول له كل سالفتنا
صح اننا حبينا بعضنا قبل زواجكم و كملنا و اخذتك لي لكن ما توقعتك بهالحقد والكره هذا
سمّار بدون اي اهتمام : اعطيه بنته بس ماراح تاخذ فلوس، قول له قصتنا بس ابصم لك انه عرفها اول ما طلقني
سامر بـ تساؤل: وكيف عرفها؟
سمّار بثقه : مجرد احساس
انزلهم  من بين يديه وأخبر ابنه ان يلعب معها وينتبه لها جيداََ ثم امسك بيدها لـ يسحبها  معه خارج  الغرفه ورماها ارضاً
ثم جلس أمامها لـ يتحدث بكل حده: سمّار اسمعيني زين وعلقي كلامي حلقه بأذنك ولدي وبنتك بسيل خط أحمر فاهمه؟ يا انك تعزينها وتربينها احسن تربيه او تعطينها اهتمام على الاقل مو لازم تربينها اخوك همّام يقوم بالواجب وأكثر انتِ حتى ما رضعتيها منك ولا حسيتي بشعور الامومه...
انتِ حتى ما رضعتيها منك ولا حسيتي بشعور الامومه معها واشك انك تحسين بشعور الامومه مع سيدرا شوفي كم عمرك بسيل الحين؟
سنتين و نص و و ياسر خمس سنوات ونص يعني فرق بينهم ثلاث سنوات
سمّار بـ عدم اهتمام: اولا هو ولدك مو ولدي ثانيا بنتي واسوي فيها اللي ابغا ان شاء الله ارميها الشارع عند الزباله محد يقدر يفتح فمه بحرف
اقترب منها اكثر وتحدث بفحيح كاد ان يحرق جلدها : جربي تضرينها لو بمويه حاره ارشك كلك بدم انتِ انسانه مجرده من  احساس و شعور الامومه لو ادري انك كذا كان نصحت عبد الرحمن ما يتزوجك ويرمي قلبه بالنار و يتفحم لو ادري انك انسانه حقيره تدور الفلوس كان قلت له عبد الرحمن انا حبيتها قبل ما تخطبها وما تستاهل قلبي لا تعطيها قلبك والمشكله اني ما اقدر اطلقك وارميك بيت اهلك لان الكل بيتكلم انه فيك عيب ويقولون تطلقت من زوجها وأخذت صديقه ثم غدر فيها وطلقها بس كيف يعرفون اني عايش مع شيطان مو انسانه ليتني تركتك اول ما تزوجتي عبد الرحمن.
وقف ثم أصبح يمشي يمينا وشمالا يفكر لا يعلم ماذا يفعل يخاف من ان يتخذ قرارا وقت غضب ثم يندم  فـ اغمض عينيه غاضبا و شد شعر رأسه بكل قوه وهو يحاول كتم صراخه داخليا حتى لايُخيف الأطفال وبعد دقائق من نزاعاته الداخليه مع نفسه اللتفت لها سريعا وجلس بالقرب منها لـ يتحدث بـ حده : اسمعيني زين يا تتسنعين وتصيرين حرمه نفس الناس او تجلسين في البيت حالك حال الخادمه في البيت للأسف اني ما اقدر اطلقك ما ابغا، بناتك يواجهون التنمر و الكل يتكلم على امهم.... كلامي مفهوم؟
سمّار بخوف و طاعة لـ اوامره  فـ لم  تتوقع حدوث هذا في يوم من الايام : ابشر والله بتعدل واسمع كلامك بس سامر لا تتركني
ابتعد عندها واستقام في وقفته ثم تركها ذاهبا لـ يرى الأطفال و يلعب معهم قليلا
وهي كانت جالسه مكانها سارحه تُفكر في كلامه هل حقا سيتخلى عنها بسبب طفله لا تعني لها شئ؟
استقام في وقفتها بسرعه وتوجهة للغرفه لكنها ضلت واقفه فـهو لم يعطيها اي اهتمام وقررت ان تعطي اهتمامها لـ ابنتهم حتى لا يتهمها بالاهمال
و القليل منه لـ ابنه وابنتها حتى لا يتركها ويفترق عنها  بسببهم
وعند مرور سنوات هاقد حان الان وقت دخولها للمدرسة وها هي مُتحمسة فقد زارت والدها اليوم واعطاها الكثير من الهدايا وهو بنفسه سجلها في المدرسة التي يريدها ان  تدراسة فيها وهذا بـ مُساعدة صديقه همّام الذي ساعده لـ يصرف نظر اخته عنه
وها هي جالسة تلعب بالألعاب مع أخيها نبراس
وتُحاول تعليمه النُطق فـ تقدمة إليها زوجة والدها ألاء وهي تمشي ببطئ ونادت عليها عند جلوسها على الآريكه: حبيبتي بسيل تعالي
تقدمت لها وهي  مبتسه فـ وضعة يدها على بطنها بـ فضول طفله : هو يتحرك الحين؟
آلاء بابتسامه : حبيبتي تحرك مساعه الحين ما احس فيه يتحرك يمكن نايم تعالي اجلسي عندي يسولف معك شوي
بسيل بنظرات طفله تبحث عن حنان والدتها : ماما ممكن تحضنيني وانتِ تسولفين معي؟ اشتقت لحضنك
فـ رفعت نظراها لـ زوجها عند دخوله وقد سمع حوارهما وابتسم لها فقد سعِد عندما نادتها بـ ماما
لتردف آلاء  وهي ممسكة بيديها الصغيرين وتعُد على اصابعها المزينه بألوان طلاء الاظافر : حبيبتي بسيل بعطيك كم نصيحه للمدرسه لأنها مو مثل الروضه فيها لعب كثر... لا غير
واحد لازم تتروشين كل يوم  ماعليك منهم اذا قالو لك لا انا اعلمك كيف تتروشين وحدك وتعتنين بنفسك لان النظافه حلوه و مطلوبه بكل مكان عشان ما تقرب منك الجراثيم..
اثنين مشطي شعرك و قصي أظافرك و شيلي المناكير اللي عليها لانه ممنوع في المدرسة ومثل ما نكون نظيفين لازم نكون مرتبين...
ثلاثه خلي الخدامه تغسل مريولك كل يوم بابا جاب لك ثلاثه بعد ما تجين من المدرسه خليهم يغسلونها بسرعه..
اربعه ابغا منك تذاكرين دروسك زين و تحضرين الدروس الجديده و تذاكرين الاختبار زين
خمسه لاتتهاوشين او تضربين اي احد و اللي يضربك قولي لها الله يسامحك و قولي للأستاذه عشان تعاقبها
سته افطري كل يوم الصباح قبل ما تروحين المدرسه ولا تنسين مصروفك عشان تفطرين هناك وانتبهي لا أحد يسرقك
سبعه حاولي تختلطين مع البنات وكوني صداقات عشان يكونون مو بس صديقاتك الا خواتك
ثمانيه اذا احتجت اي شي بس يجيبك خالو همام عندنا تقولين لي أو لـ بابا
تسعه في مناطق عيب احد يلمسك فيهم
- واصبحت تأشر لها وتعلمها في اللعبه التي بين يديها
واللي يلمسك علمي بابا بسرعه او ماما هناك
واخيرا عشرة لا تروحين مع أي أحد غريب لانه ممكن يضرك و ماينفعك يعني يكون شرير
والحين يا ماما خلصت كلامي فهمتيني؟
ابتعدت بسيل عن حضن زوجة ابيها وناظرت مباشره لـ عينيها وتتحدث : حاضر ماما انا بسوي كل شي قلتي لي عليه بس بجي اسكن عندكم؟
همَ بوقوفه واتجه اليها ليجلس بالقرب منها و يصبح في مستوى طولها ليخبرها : حبيبتي بسيل انا وعدتك اجيبك عندي قريب صح؟
بيسل بتفكير :صح وعدتني بس مااخذتني
امسك والدها بيديها ليقبلهم بنعومه: حبيبتي اوعدك مره ثانيه.......

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now