البارت10

257 6 0
                                    

الفصل الثالث : هل القدر سيعجل اللقاء قريب؟ ... أمّ يُفرق الطرق من جديد!

لم يتحمل مرور الوقت عندما شعر، انه يمر ببطئ شديد فـ خرج للجلوس في حديقة المنزل بأنتظار ابنه لـ محاورته و التناقش معه قليلاً......
فـ مر  وقت كثير على اخر حديث طويل دار بينهم
دقت ساعه المنزل على تمام الساعه السادسه نظر لساعته وهو خارج مره اخرى حاملاً كوب القهوة الخامس بين يديه وثبت عينيه على سيارة ابنه فور دخوله كراج الحديقه ونزوله منها يحمل بين يديه الكتب ويعبث بهاتفه
سامر بهدوء : ياسر تعال هنا  ابغا اتكلم معك
ناظر والده و القى عليه  رد السلام : وعليكم السلام والرحمة... ادخل كتبي و اصلي المغرب بعدها انزل  لك
سامر : ليه ماصليت في الجامعه؟
اخرج تنهيده من أعماقه ليس مستعدا لـ بدء جدال مع والده ليعطيه ظهره وهو يتحدث : ماحصل لي وقت عن اذنك..
اتجه للداخل و والده يمشي خلفه بهدوء لتستقبله اخته بنظرات شرسه  وهي تتحدث : ليه ما جيت اخذتني من المدرسه؟ وش عندك اهم مني!
دراستك تقدر تطلع و ترجع بأي وقت  هفف واسمع تاخذني بيت صديقتي بعد صلاة العشاء
ياسر : خلصتِ!
سيدرا : أي خلصت بس انتظر اجوبتي
تركتها متجهاً لغرفته وهي خلفه تتحدث كثيرا تريد منه تنفيذ جميع طلباتها و كأنه خادم موجود تحت امرتها فقط  ليرمي كتبه بكل قوه أمام باب غرفته ويلتفت لها بحده مخيفه في نظراته و نبرة صوته : سيدرا قلت لك خلاص تراني مو سواق عندك ولا، خادم انا اخوك الكبير فاهمه وواضح اني اعطيتك وجه عشان، تتمادين هالقد
بالنهايه مثل ما احترمك لي احترامي مفهوم؟
ارتجف جسدها وهي ترى حدت نظراته الموجهه لها و اخافتها نبرة صوته....
دائماً يتحدث معها بهدوء ويلبي طلباتها بدون اي اعتراض لكن لكل إنسان حدود بصبره وهو فقد اعصابه أمامها اليوم
نزل لـ يجمع كتبه و اقلامه التي رماها ثم استقام  في وقفته وهو ينظر لها بهدوء وتغيرت نبرة صوته للهدوء أيضاً حتى التمست حنانه الدافئ فيها وهو ينطق: سيدرا اسفه اني عليت صوتي عليك بس فقدت اعصابي وراجع تعبان بعد ما  ارتاح اخذتك بيت صحبتك ولو ما صحيت اعرفي اني ما اقدر اخذك يومي كان طويل ومتعب
أنزلت نظرها للاسفل وتحدثت بهدوء تام على العكس من عادتها : خلاص بتصل عليها و اعتذر اني مااقدر اروح لها.... أأجلها ليوم ثاني احسن  انت ارتاح بكرا ويكند
إبتسم بخفه وحمل كتبه بيد واحده ليسحبها بيده الاخرى و يحضنها بهدوء وهو يهمس : ما ابغا اكسر بخاطرك بس والله تعبان وانتِ متسرعه وعارف انك بتروحين لأبوي الحين بس بالنهايه انتِ اختي ماعندي اخت غيرك
و ابتعد عنها وهو مبتسم...
ابتعد عنها وهو مبتسم ثم دخل لغرفته يرتاح بعد يوم طويل مُتعب عليه وبعد الاستحمام و الصلاة واستعداد للنوم تذكر أن والده يريده في موضوع
ليخرج من غرفته سريعاً ويبحث عن والده ثم جلس بالقرب منه عندما رأه في الحديقه وهو يردف: أمرني يبه اعذرني  تأخرت عليك
سامر بهدوء: امك رجعت تاكل الحبوب المنومه بعد ما قطعتها لسنوات
ياسر بهدوء :اعتذر الغلط علي ماقلت لك امي كانت تعاني من أرق فتره وأخذتها المستشفى وقال لها تاخذ حبه وقت الحاجه
اللتفت لـ ابنه بحده ولوم يرافق نبرة صوته : وكيف ما تقول لي عنه وانت تعرف قد ايش أصغر تفصيل في امك يهمني؟
ياسر على نفس هدوئه : اعتذرت منك وعارف انه الغلط مني لاني خبيت عليك بس كان قرار أمي....
فيه شي غيره تأمرني عليه ؟
نطق بعد تنهيده آخرها من أعماق قلبه : لا روح ارتاح واختك عارف موضوعها ما يحتاج اعيد لك كل مره...
-في مكان اخر وحي من الأحياء المرموقه  تملئه البيوت الراقيه و المليئة بالفخامه والانوار تنير الشوارع  كالشمس و النجوم تزين السماء بـ لئلئتها و، القمر ساطع هذه الليله وشكل السماء ساحر وهي مزينه بما خلق الرحمن من جمال .
اتجهت للأسفل بكامل زينها ترتدي فُستاناً ذا لون عودي بسيط لكن تملئه  الفخامه ويزينه كبرياء صاحبته ويزين عنقها الناعم عقد مرصع بالأماس ناصع اللمعان واذنها تليها يدها بنفس شكل العقد مما زاد جمالها جمالاً وزادها رقته و أنوثه و نعومه
توجهت أنظار عماتِها وزوجات اعمامها لها كانت تبحث بين الحضور على شخصية لم تراها منذ شهور تريد سؤالها عن حاله بشكل غير مُباشر كالعاده وقاطع بحثها صوت والدتها وهي ممسكه بكتفيها تهمس : يلا حبيبتي ادخلي و سلمي على عماتك و زوجات عمامك مو اول مره تشوفيهم
ابتسمت بكل هدوء والقت السلام على الجميع ليستقبلوها بالقُبلات و الترحيب و سؤالها عن الحال... وبعد مرور وقت بسيط ابتسمت لـ جميع الفتيات الموجودات وهي تسمع لـ احاديثهم عن دراستهم و غيرها من المواضيع
لـ تبدي عليهم بـ أقتراحها : وش رايكم نطلع الحديقه الجو حلو و الجلسه تكفي الكل..
ريمان بتسرع: صادقه بسيل يابنات يلا منها نشوف حديقة بيتهم الجديد ما تفرجنا عليه كامل
استقامت في وقفتها وهي مبتسمه : افا عليكم بسيل موجوده وما شفتو حديقة البيت يلا قومو معي
بتول ببتسامه امسكت بيد بسيل لـ تساعدها على الوقوف وهي تتحدث : ليت كل الناس بسيل بالادب والأخلاق
- خرجت جميع الفتيات وجلسن في إحدى جلسات الحديقه ليعلو المكان أصواتهم  المُتتاليه بالاحاديث و الضحكات والاكلات الخفيفه  متوفره على ملئ الطاوله...
استقامت في وقفتها و اتجهت بعيداً عن ضجيجهم  لتستند على جذع شجرة التفاح وتدخل عالمها الخاص  بنظرها  للقمر تتخيل وجهه الطفولي فهو محفور بذاكرتها ثم تتأمل النجوم حول القمر لتلفت نظرها  نجمة ساطعه... لوهله شعرت انه ينظر له بنفس الوقت لتركز  نظرها على وهج القمر الساطع و تبدأ مشاعر الاشتياق بالتدفق داخل دمها و الحروف تترتب لتصبح كلمات فتتكون الجمل وهي تهمس و تبوح بمشاعرها للقمر وهي متيقنه بأنه يشعر بها و إن القمر سيوصل رسالتها له وهو متأكد بأن رسالته سيوصلها القمر لها ويعبر بكامل قوته عن اشتياق ناظريه لبعضهم ....
نَظرتُ إلى خجلِ القمر بين الغيوم ، تذكرت خجلها حينما ياسر ينظر إليها في طفولتهم  وهو مبتسم العينين ومُبتهج المبسم ، تذكرت امنياتها ماضياً وسعيها الى قُرب قلبِ مالِكه ، بعد مدة من سرد الذكريات قالت والحزن يغمرها أن في النهاية سينتهي الامر وحيداً بعيداً عنهُ ، وفي تلك الساعات الي تنظر الى خجل القمر وحزنها ، ياسر  ينظر الى القمر على أمل الامنيات ان تتحق وان القدر ياتي بقرب بعضهما البعض ، الامنيات ليست ثمينه ، فقط امنيه تذهب الى السماء على ان تتحقق ، ويأمل كل شخص مُحب حالم متأمل بتحقيق ما يتمنى......
---
قاطع نظراتها المتلئلئة و تفكيرها المُشتت وهمسها المُعبر... لمسة من الإنسان الذي يعجز لسانها عن وصفه من والدها و حبيب قلبها الأول الذي لن يأخذ احد مكانته من قلبها ولن يعلو بها غيره
هذا هو الاب حبيب ابنته الأول الذي لايتم تبديله  ومن المستحيل تبديله بشخص اخر...
هذا هو الاب الذي تطلب منه ابنته نجمه و يُحضر لها مجره بأكملها..... أحتضنها لـ تتوسط صدره من دون أي كلام وهو يعرف معز المعرفه لماذا تنظر للقمر ابنته و عزيزته قلبها ملئ بالضيق  وبعد عدة دقائق ابتعد عنها مُبتسماً وتوجه بها لـ إحدى للجلسات الخلفيه للمنزل و بعد ان أجلسها أمامه.. انحنى وهو يلبسها الحجل الذي أخرجه من جيبه الأيمن ليهمس : هذا هديه من ابوك المفروض يكون لأمك وتعطيك اياه في احد العزايم لكن الله يرحمها ويسامح الجميع
بسيل بهدوء وحزن  بصاحبه الضيق : الله يرحمها ويغفر لها يبه الحين انا وصلت عمر تقدر تقول لي فيه ليه انفصلتو؟ لما كنت اسألها تطنشني وانت تقول لي لما تكبرين اكثر لـ متى بنتظر؟
اخرج تنهيده تُعبر عن الألم الذي حسبه كثيرا بداخله ليردف: بكرا بعد غدا بيت جدك نروح عند خالك همام وتعرفين كل شي و الحين تدرين مين في المجلس! وخطبك لولده قدام الكل؟
ارتعد قلبها خوفاً واردفت بخوف : مين؟
إبتسم عندما علم بخوفها ان يكون شخص غير حبيب قلبها ليتحدث وهو مستقيم الوقفه :  سامر موجود داخل وخطبك لولده ياسر ما شاء الله كبر وصار دكتور أمراض نفسيه راح يتخرج بعد سنتين و عيادته جاهزه عندي
ابتسمت استحياءً وهي لاتعلم ماذا تتحدث ولماذا تنطق ومن أي حرف تبدأ... فقط أنزلت نظرها للأسفل و واستقامت في وقفتها متجهه للداخل سريعاً واحتضنت والدتها فور رؤيتها لها
- ويمر الوقت سريعا لتنتهي الحفله الصغيره وعاد جميع المعازيم لمنازلهم  وها هي تجلس اخيرا للراحه و بجوارها اختها الصغيره ريفان ومن ثم  جلست والدتهم أمامهم وهي تتحدث : الحين الساعه 12 قومو خذو شور و واللبسو بجايمكم و الجوعانه تنزل تاكل مع اخوانها و اللي مو جوعانه تنام بكرا بنروح بعد الصلاه مباشره لـ بيت جدكم
ريفان بملل: ماما ما ابغا اجلس مع بنات عماتي و عماني العصر بروح مع بسيل المول
بسيل ببتسامه : حبيبتي بروح اخذ ملابس للجامعه و أغراض تصوير عشان كذا البنات معي انتِ تحتاجين شي؟
ريفان احتضنت اختها من الجانب الأيمن : ابغا اتسوق مع اختي  الكبيره و بلعب شوي يمكن اشوف صديقاتي هناك
اشاحت بـ  نظراتها لـ والدتها و والدها عندما دخل غرفة المعيشه وهو مبتسم لتوجه سؤالها : ماما اخذها معي؟
عبد الرحمن وهو منشغل بهاتفه لكنه استمع لحديثهم جيدا : انتِ وعرفنا غرضك بس الانسه ريفان وش عندك بابا؟
نطقت و على مبسمها مرسومه  ابتسامتها الطفوليه:  بشوف صديقاتي و اغير جو مع اختي وبسيل راضيه صح حلوتي؟
بسيل ببتسامه : عندك نص ساعه تقضيها معهم و بعدها تكلمين معي فقط لا غير
ريفان ببتسامه : موافقه بس تشترين لي الشنطه اللي بخاطري للمدرسه مع جزمه نفس لونها
اقتربت من اختها و احتضنتها اكثر : من عيوني كم ريفان عندي انا؟
إبتسم عبد الرحمن لـ علاقة بناته الجميله ثم توقف لغرفة النوم  وهو يردف :  بسيل حولت لك فلوس زياده عشان ريفان لما تطلب من عندك
تقدم نبراس و الصحن بين يديه يأكل : اختي الحلوه كم حول لك الوالد؟
ناظرته بتساؤل وابتسامه لتتحدث: كم تبغا؟
جلس بالقرب منها و على وجهه ابتسامه عريضه : ابغا 200‪ ريال
عقدت حاجبيها وهي تكمل معه النقاش : وليه؟ ومصروفك وينه؟
وضع الصحن على الأرض و حك مؤخرة رأسه بورطه ثم أشر لها للاقتراب منه و همس في اذنها : نزل السوني الجديد و بخاطري اشتريه و ناقصني من المبلغ شوي كمليه لي
فـ ردة عليه بهمس : ابوي يدري؟ اخاف اعطيك و يجلدني
امسك بيدها ونظرات رجاء ليعاود همسه : اوعدك ما اتكلم انك كملتِ لي المبلغ
نظرت لوالدتها المنشغله و ريفان تتحدث مع فارس ثم همست له في وسط انشغال الجميع : بقوم الغرفه و الحقني من اقوم تبتدي لك خمس دقايق لو ما جيت مافيه فلوس
نبراس ببتسامه : روحي وانا وراك
فارس بفضول : وش عندكم؟
نبراس : مفاجأه حرام تخرب بسببك
ريفان : اترك عنك اللقافه وركز معي في اللعبه احسن
نبراس : بطلب اكل مين يبغا
الاء برفض: الحين الوقت تأخر و راح يثقل على معدتكم كلو شي خفيف
نبراس: يمه نطلب بيتزا خفيفه عادي
نطقت بعد تفكير : طيب اطلبو لكم وشوفو بسيل لو تبغا
أخذها حجة و استقام في وقفته للذهاب إلى اخته : بروح اشوف بسيل وش تبغا وارجع اشوف وش تاكلون
فارس بنظرات دقيقه : اقص يدي اذا ما بينهم شي ما يبغون نسمعه او نعرفه
ريفان : قلت لك اكثر من مره بلاش لقافه
ناظرت لهم وهي مبتسمه لتردف : بروح الغرفه عند ابوكم لو بغيتو شي تعالو
لـ تصلها عبارات متفاوته : ابشري يمه... نوم العافيه يارب
خرج من غرفة اخته مبتسماً لـ يلاقي والده خارج من غرفته مبتسم بهدوء فـ عقد حاجبه وهو مُتسائل ماذا يفعل والده في غرفته؟
ليتوجه سريعاً خلف والده ويردف بهدوء : الوالد وش يسوي بغرفتي؟
إبتسم لعلمه ان ابنه خلفه لكنه لم يعطيه اي ردة فعل سوا ان فتح باب الغرفه وهو يخبره :ادخل وشوف هديتك هذي مكافأتك على العلامات الحلوه اللي جبتها في الدراسه والله يوفقك ياولدي
ابتعد عنه مُلاحظ خوفه من الدخول و تردده....
وبعد مرور يومين متتاليين
جالسه في زاوية الغرفه لا تريد رؤية احد
ولا تريد محادثة احد حتى صديقاتها.... بعدما علمت من والدها سبب طلاقه من والدتها احست بشعور الخزي و الاحراج كيف تكون والدتها هكذا صحيح انها كانت تؤذيها لكنها كانت تراها عندما تبكي بين احضان زوجها في كل مره تضربها.....
- نعود ليوم الجمعه الساعه الرابعه و النصف عصراً في احد المقاهي الهادئه.... جلست على إحدى الطاولات و أمامها والدها و خالها همّام بعدما نادى عليه صديقه وأخبره انه حان وقت الحقيقه لم يستطع والدها الكلام فقط كان صامتاً وتحدث خالها لها بكل ما حدث قبل وبعد وِلادتها فـ كانت أنفاسها تتسارع مع كل كلمه وكأنه بالون مملوء بالهواء نفخه طفل وأصبح يُفرغه من الهواء او مريضه قل اكسجينها و الأطباء يساعدونها بِـ أنبوب الأكسجين لكن لا جدوى فـ هي تشعر انه لا يصل إلى أعماق رئتيها......
تجمعت الدموع في محاجرها لكنها لم تهطل عادت مكانها مرةً أخرى  والهواء لايمر من قصبتها الهوائيه تشعر بأن الأكسجين توقف فيها أصابها انهيار عصبي لم تستطع التعبير عنه سوا انها توقفت وهي تنظر لهم بحزن

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Where stories live. Discover now