البارت 5

395 6 0
                                    

الفصل الثاني : أمرآه فاقدة لإحسساس الامومة و زوجة أب عوضة فتاة عن شعورها بالنقص
———————-
ثم صمت لـ يقف ويقترب منه.... ورفع له كم قميصه وبانت آثار الحروق في يده من حروف حديثه وقديمه ليكمل والدموع تهطل من عينيه و كأنها، قطرات مطر تتسابق على النزول اولا : انا كنت اتحمل هذا عشان ، بسيل كانو يقلون لي انها، زوجتك وخصوصا ماما سمّار كانت، تقول  لي انت بتتزوجها وتعطيني فلوس من عندهم وابوك يفتح له مستشفى بس بابا بعدها سكت وبس هي اللي تقول لي.... كانت تستقل عدم وجود بابا وتأذينا بس انا كنت اخذ النصيب الأكبر لاني أوقف بوجهها ولما جو جدي وجدتي وهذا، اول يوم لهم عندنا هي حبستها في الغرفه وقالت لها ما تطلعين وبابا ترك الاكل وحاولنا نفتح الباب عشان نروح مطعم ناكل بس لقيناها في دورة المياه
لم يستطع إكمال كلامه فـ شهقاته، المتتاليه وتنهيداته منعته من إكمال حديثه  لـ يأخذه  عبد الرحمن إلى وسط حضنه لـ  يمسح على رأسه ويواسيه... فـ حمله و استقام في وقفته متوجها للسرير ثم اخرج علبة الاسعافات وبدأ يعالج حروقه ويسأله : ياسر انت لما كنت تدافع عن بسيل ماما تسوي لك كذا؟
ياسر بألم وعقدة حاجب: أي لأنها احيانا تمسكها من اذنها وتقول لها ادري انك تروحين عند ابوك وين الفلوس اللي أعطاك اياها وتصارخ كثير عمو انت تعرف مين ابوها؟ لأنك قلت بتاخذها وينه هو ما أخذها عنده؟
انزل نظره وهو يعقم بهدوء لـ يردف رداً على سؤاله: انا ابوها انا
ياسر بحزن يا حظها بيصر عندها ام تحبها كانت تتكلم لي بالسر عنها وكيف حنونه عليها وتحبها
عبد الرحمن بهدوء تام: وانت تحبها و تبغاها تكون معك؟
انزل نظره ليراه كيف يقوم بلف الشاش بهدوء وما ان يتألم يخفف من شد الشاش وترتجف يداه : فيه احد يحب الاذيه لنفسه؟ لكنها حياة بابا ما اقدر اقول شي
مسح على راسه بحنان وهدوء : ياسر حبيبي انت تحملت اكثر من الازم انت قوي لأنك تحملت شي لو طفل غيرك كان ماتحمل وتعب ثم مرض مرض نفسي
ياسر بهدوء وطيف ابتسامه: يعني انا قوي؟
عبد الرحمن اللتفت لـ ترتيب الادوات: انت اقول ولد شفته... بس صورتك وانت تقول لي ايش سوت فيكم سمّار وصورت يدك بدون ما تنتبه وبعطيهم المحامي عشان اقدر اخذ بسيل عندي وانت يمكن نروح تعيش عندك جدك وجدتك ويمكن يصير شي ثاني وهذا، اللي اتمناه
قاطع ياسر قبل حديثه دخول والده وهو يبحث عنه فـ اخذ نفسها عميقا وناظر صديق طفولته الذي لا يعلم هل ما زال صديقه ام لا مُعتذرا: انا اسف اكيد ازعجك ياسر بسوالفه يلا بابا نرجع البيت جدتك خايفه عليك
لكن امسك به عبد الرحمن و ادخله للمكتب ثم أغلق الباب بالمفتاح والتفت له بنبرة امر : ياسر افتح يدك الثانيه قبل ما اعقمها
ياسر  ابتسم بخوف : عمو مافيني شي انا
عبد الرحمن بهدوء : ياسر حبيبي بابا ماراح يسوي لك شي ولا يقدر يقول لك شي
سامر بـ تساؤل : عبد الرحمن وش صاير؟ ايش اشوف؟
اللتف عنهم متوجهاً لـ جهاز الحاسب  المحمول على مكتبه وهو يوجه الرد له: اكشف عن يده اليسار و اشرح لي ايش سبب الموجود فيها؟
تقدم من ابنه بسرعه و رفع كم قميصه ليرى آثار الحروق القديمه و الحديثه وما ان لسمها حتى ارتجف جسده ألماً وغارة عيناه وتجمعت بالدموع
ليردف بألم: بابا يوجعني
سحب الكرسي وجلس أمامه ليسأله فهو يريد اجوبه لجميع، الاسئله تلمتراكمه في عقله : بابا كيف احترقو يدينك؟
ناظر إلى عبد الرحمن يريد مساعده منه من أجل إخبار والده واغمض عينيه ليسمع صوته وهو يقوم بالرد عنه بكل هدوء: لما كنت تجي العمل زوجتك كانت تأذيهم وبس يوقف ياسر بوجهها وعقابا له تحرقه وهو سكت لانه ما يبغا يخرب حياتك
استقام من جلسته وتوجه بالقرب منه لـ يقف خلفه : رفعت قضية حضانه وباخذ بسيل و كل الادله عندي وماعاد يهمني سمعتها انا قلت لـ همام اللي يأذي شعره من بنتي ارشه بدم وبنتي تأذت جسديا و نفسيا
ثم ناظر ساعته ليكمل حديثه : المربيه الموجوده في بيتكم تكون الحين في الطياره راجعه لـ بلدها بعد ما ساعدتني بتصوير الادله اللي اقدر اخذ بنتي فيها
ابعد الكرسي للخلف و استقام في وقفته ليناظر مباشرةً في بؤبؤة عينيه : انا اعرف وش بيكون العقاب فيه سجن مده لا تقل عن شهر و لا تكون أكثر من سنه  أو غرامة  50الف ريال  تطبق وحده من هاذي العقوبتين بطلب منك طلب لو للحين تعتبرني اخوك و صديق طفولتك
نظر له صامتا يريد مته إكمال حديثه... ليردف سامر : انا غلطت لما طمعت بفلوسك ولما ماخبرتك بحبي لها و رضيت انك تتزوجها..... بس لا توافق على قرار سجنها خليها تدفع الغرام بس وعِقبها بيكون عندي انا... انا اللي بعلمها كيف تجاوزت الخطوط الحمرا اللي رسمتها لها
أخذا نفسا عميقا ليجيب على طلبه بسؤال: ومين يدفعها؟.. انت!... او اخوانها؟
سامر بقلة صبر : مو مهم بس موافق او لا؟
تقدم من ياسر بهدوء وهو يعقم جروح اليد الاخرى بهدوء وبطئ حتى لا تؤلمه وبعد انتهائه ناظر له بابتسامه : خلصت تعقيم تقدر تاخذه البيت تفضل... انا الحين مشغول بروح عند بنتي
وبعد ثلاثة أيام من نومه في المستشفى لايريد الخروج منه إلا بعدما تشفى تماما يريد أن يكون أول شخص تراه عينيها
خرج من مكتبه متوجها للاستقبال يريد معرفة ما إن تطور وضع صغيره ام لا  وأثناء طريقه للذهاب صادف اخ زوجته و سلم عليه ثم سأله عن سبب تواجده هنا فـ اخبره : زوجتك تولد وماحبت تتصل عليك وتزعجك جبتها انا و ولدك الممرضه أخذته لك في المكتب
عبد الرحمن : بس انا تو جاي من المكتب ما صادفتها في طريقي....
قاطعه صوت الممرضه : دكتور عبد الرحمن رحت لك المكتب وقال لي دكتور سامر اني بشوفك هنا جيت لك ولدك
حمله منها بهدوء وهي يسمي بالله وناظر لـ اخ زوجته : يعطيك العافيه تقدر تروح بس تولد انا اتصل عليكم ونبراس عندي الممرضات هنا يعتنون فيه
احتضنه اكثر وأمر الممرض بأن يخبره فور ولادة زوجته  وممرضة  ترافق ابنته وتهتم بها واي شئ يستجد تخبره في الحال
جلس على الكرسي وبدأ ابنه بالاستيقاظ فـ ابتسم فور رؤيته لوالده وحاول رفع نفسه لاحتضانه من عند رقبته فأبتسم لحركة ابنه وحاول معرفة ما إن هو جائع ام لا بـ أسئلته له ثم بدأ يسقيه بعض الماء الدافئ  وفتح فطيرة ليطعمه منها قطعا صغيره...... ليقاطعه الممرض بعد دقائق : استاذ عبد الرحمن زوجتك ولدت وجابت ولد
ثم تهل عليه البشاره الاخرى و تدخل الممرضه وهي تلتقط أنفاسها : استاذ عبد الرحمن بنتك بدت تستجيب للعلاج و تتحرك والدكتوره تقول انها راح تصحى خلال  دقايق او كم ساعه ان شاء الله
احتضن ابنه بفرحه فـ هلت عليه بارتين بنفس الوقت.... الأول ولادة زوجته وصحتها الجيده ثم صحة ابنه الصغير حديث الولاده و الثاني بداية إفاقة ابنته من نومها...... فـ أمرهم بالخروج و هم بالاتصال عل ىوالزته ليخبرها وعلمها بالخبرين الساريين
---
فـ الأم هي اول شخصيه واول من  تقف مع ابنها او ابنتها بـ لحظاتهم المحزنه قبل المفرحه
فـ عزيزي القارئ اريد اخبارك بنصيحه مهمه نعيشها في واقعنا و ابتدئها بدعوه من أعماق قلبي لهن ..... اللهمَّ يا باسط اليدين بالعطايا، ابسط على والِدَاتِنا من فضلِك العظيم وجودك الواسع ما تشرح بهِ صدورهم لعبادتك، وطاعتك، والأُنس بِك، والعمل بما يرضيك، ودوام ذِكرك، وبارك لهم في اعمارهم بركة تهنئهم بها في معيشتهم، وتلبسهم بها ثوب العافية في قلوبهن، و ارواحهن، وعقُلهن ، و اجسادهن، واغنيهن من فضلك، وأعِنهن في حِلهن وترحالِهن وذهابهن وإيابهن، وأطل في أعمارهن مع العافية في صحتهن ودينهن واجعل اللهمَّ آخر كلامهن من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأنزلهن منازل الشهداء والصدقين في قبورهن.......
فـ اللهم امين يارب تقبل منا هذا الدعاء لجميع والِداتنا........ فـ نصيحتي لكم هي إياكم وقطع صلت الرحم بهن فـ حتى الوالد له نصيب من هذه الدعوه وتذكروا قول الله عز وجل في كتابه الكريم (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)  فلا تعصو لهم أمراً مهما كانو متعصبين معكم حاولو أخذهم باللين واللطف ولا تحرموهم من رؤية أبنائكم فمهما كبرتكم تبقون في أعينهم اطفال صغار برو بهم واحسِنو إليهم فـ أبنائكم سيفعلون لكم كل ما فعلتموه لـ والديكم......
---
ثم اتصل بـ اهل زوجته ليخبرهم بـ ولادتها و حمل ابنه خارجاً من أجل أن يضع الاسم المتفق عليه بينه و بين زوجته ليسميه فارس ويكمل باقي اجرائاته... ثم يتوجه لـ غرفتها ويطمئن عليها بنفسه ويسأل عن حالها ما أن احتاجت شئ
ليراها فائقه تنطر للسقف فـ اقترب منها بهدوء لكنها شعرت به وسمعت صوت طفلها يُنادي عليها ويريد النزول في حضنها
لكن والده شد عليه في حضنه وهو يحاول القول له بأن والدته الان لا تستطيع أخذه فهي متعبه ولكنه رمى نفسه في حضنها بالقوه وهو يحتضنها من رقبتها ويقوم بالسد عليها حتى لا يأخذه والده
عبد الرحمن بابتسامه : كيفك الحين؟ تحتاجين شي؟
آلاء بتعب : الحمد لله بخير كيف البيبي؟
لاحظ تعبها وهب تحاول جاهده اخفائه: بسيل بدت تستجيب للعلاج وان شاء الله تصحى بأقرب  وقت بكلم وحده من الممرضات تجي تجلس معك و تنتبه لـ نبراس لان شوي ويجيبون لك فارس ومنها تنتبه لك تمام ياقلبي؟
آلاء بقلق : تكفى طمن قلبي عليها بس تصحى والله قلبي مثل الجمر من خوفي عليها
تقدم لها وطبع قبله عميه على جبينها وابنه يحاول ان يبعدها وهو يتكلم بـ لهجته الطفوليه وابتعد عنها مبتسما لتصرف ابنه وحبه الذي يكبر كل ساعه بل كل دقيقه وثانيه لها : من عيوني بطمنك بس انتِ ريحي لي نفسك و الممرضه جايتك
ابتسمت له و نظراتها تعكس له الحب المتبادل بينهم...... ثم خرج متوجه لـ غرفة ابنته الذي غيرها لـ يجعل اسمها مستعاراً من خوفه عليها
وعند دخوله الغرفه ضاق نفسه منها فكيف لـ طفلته وأميرته ان تحتمل الجلوس في هذه الغرفة البيضاء ولا صوت فيها سوا صوت أنفاسها حتى النافذه مغلقه...... فـ اتجه لـ يفتحها ويجعل الهواء يدخل ويجدد وينقي الغرفه قليلا لـ تتسلل أشعة الشمس بكل هدوء كلما فتح النافذة اكثر على وجهها وتبدأ بعقد حواجبها بأنزعاج.. فـ اقترب منها لـ يغطي أشعة الشمس بجسده وهو يلاحظ استيقاظها وحركتها المستمره لمحاولة فتح عينيها وهاهي اخيرا فتحتهن لـ ترى اول شخص أمامها هو.....
وهاهي اخيرا فتحتهن لـ ترى اول شخص أمامها هو والدها
فـ اقترب منها اكثر واحضنها وهو يشكر الله على استيقاظ فتاته الصغيره
لتناظر خلفه واسئله بحيره وهدوء : بابا وين ماما ماجت معك؟
فـ تردف بكل هدوء وهو يحتضنها له أكثر : ماما ولدت وجابت ولد صغير لما تصيرين احسن اخذك عندها تشوفينها
رفعت نظرها له بسرعه وكأنه تذكرة شيئا مهما وهو يناظر لها متسائل مالذي وارد تفكيرها لتفزع من حضنه هكذا و تناظره بـ تساؤل بتمسك يده ثم تتحدث بخوف : بابا انا برجع عند ماما هناك؟
بابا انا ما ابغاها خذني عندك انت وعدتني...
احتضنها له أكثر وحاول تهدئتها بعبارات الحنونه الدافئ ليردف وهو يمسح على شعرها : حبيبة البابا! راح تجلسين عند خالك همّام كم يوم وبعدها تعيشين عند البابا طول الحياه
وضعت رأسها على صدره وهي صامته ويدها تلعب بـ أصابع يده بهدوء تام... لـ تمر عليهم دقائق وهم على هذا الحال ثم قاطع صمتهم حديقه معها : حلوة البابا ايش مشتهيه تاكل؟ بابا جوعان يبغا ياكل معها
شدة على يده ثم ناظرت عينيه لتردف بجوع : ابغا هابي ميل
إبتسم لها وتحدث بالموافقه وهو يأشر على عينيه بيده الاخرى : من عيوني نص ساعه ويكون عندك بس اول شي تفحصك الدكتورة عشان تتطمن على جميلتنا
فـ اللتفت فت لخلفه عندما رأها أتيه بـ إتجاههم ليترك ابنته ويغطيها ثم يغمز لها.... ويشيح نظره للدكتورة من أجل أن تنتبه لطفلته
وبعد مرور يوم كامل حرجة زوجته متوجهه للمنزل معه فقد رفضت الجلوس عند اهلها تريد الوقوف معه ومساندته أثناء أخذه لطفله من بين ايدي والدتها المتوحشة
وذهب الطفلة لمنزل خالها وفي هذه الثناء كانت هناك امرأه غريبه بالنسبة لها فـ بدأت تطرح عليها الأسئلة وبسيل تجيبها بكل مصداقيه
وبعد انتهائها من طرح الأسئلة توجهة لخارج الغرفه واخبرتهم انها سوف تزورها في يومٍ اخر و ان  مافعلو بأخذها عندهم افضل حل للطرفين
حتى لا تشهد صراعات نفسية اكثر من التي واجهتها واصبحت تذهب للمدرسة وتُلاقي صديقتيها المحببتين لقلبها ثم يعيدها السائق إلى بيت خالها.....
وهاهو اخر يوم للجلسه
كانو الطرفين جالسين وبجوارهم المحامين وكل واحد يدافع عن موكله ثم وقف عبد الرحمن بشموخ وتوجه للمنصه ليتحدث بثقه

طفولتي المشتته و تفكيري الضائع                             Donde viven las historias. Descúbrelo ahora